الجمعة.. كرنفال إبداعي للأوبرا فى يوم اليتيم
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنظم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام إحتفالية كبرى بمناسبة يوم اليتيم حيث يشهد المسرحين الصغير والمكشوف والساحة الخارجية والمكتبة الموسيقية وقاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية كرنفال إبداعى من الفعاليات المميزة إلى جانب إستضافة عدد من نجوم الفن منهم حمزة العيلى وصبرى فواز للتحدث مع المشاركين وإلتقاط الصور التذكارية لإدخال البهجة فى نفوسهم بعد أن تم توجيه الدعوة لأبناء عدد من مؤسسات المجتمع المدنى ودور الأيتام للمشاركة فى الأنشطة التى تنطلق إعتباراً من الساعة الثانية من بعد ظهر الجمعة 4 ابريل وحتى الساعة الخامسة مساء .
وفى تصريح له قال الدكتور علاء عبد السلام أن يوم اليتيم مناسبة اجتماعية مصرية خالصة إنطلقت منذ أعوام بهدف لفت الأنظار إلى ألأطفال أبناء الوطن ممن فقدوا ذويهم وسعياً لإدخال السرور على نفوسهم ، وتابع أن إحتفال الأوبرا بيوم اليتيم يتيح الفرصة للنشء والشباب للتعبير عن انفسهم وإكتشاف طاقاتهم، مضيفا أنه يتجسد هذا العام فى صورة مختلفة تضم فنونا متنوعة ومشاركات تفاعلية ثرية .
ومن المقرر أن تشمل الفعاليات عروضاً للدارسين بمركز تنمية المواهب بإشراف الدكتور سامح صابر فصل الإيقاع تدريب وقيادة سعيد الأرتيست ، عرض الليلة الكبيرة لفصل الباليه تدريب الدكتورة عيشة فؤاد ، كورال أطفال وشباب تنمية المواهب تدريب وقيادة الدكتور محمد عبد الستار ، ورشة رسم ونحت للأطفال ، أفلام رسوم متحركة للأطفال من خلال للإدارة العامة للنشاط الثقافي من إعداد نورا غنيم .
جدير بالذكر أن يوم اليتيم مناسبة يحتفل بها العالم سنويا فى يوم الجمعة الأول من شهر إبريل لإدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأيتام حتى صار هذا اليوم عيدًا ينتظره الأطفال من عام لآخر، للإستمتاع بأوقاتهم مع المواطنين الذين يأتون إليهم من كل مكان ، بدأت فكرة الإحتفال به عام 2003 باقتراح من متطوع بأحد اكبر الجمعيات الخيرية في مجال رعاية الأيتام في مصر للإحتفال باعضائها أو التابعين لمؤسسات أخرى فى نفس المجال للترفيه عنهم وصدر قراراً رسميا عام 2006 من وزارة الشؤون الاجتماعية يقضى بإقامة يوم للإحتفال بمن ينتمون إلى هذة الفئة كما خصصت جامعة الدول العربية يوماً للإحتفال بهم أيضا بعدها تم تعميم الفكرة فى بقية الدول العربية وأصبحت أول جمعة من شهر إبريل، يومًا مخصصًا للإحتفال بالأطفال اليتامى في كل أنحاء العالم .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ؤسسات المجتمع المدني إلتقاط الصور التذكارية الدكتور علاء عبد السلام المكتبة الموسيقية تنمية المواهب بيوم اليتيم علاء عبد السلام یوم الیتیم
إقرأ أيضاً:
الدكتور سلطان القاسمي.. أيقونة للثقافة والحكم الرشيد
علي بن سالم كفيتان
هناك أناس يطبعون محبتهم ويفرضون احترامهم عليك، حتى ولو لم تلتقِ بهم أو تجالسهم، يكفي أن ترى في وجوههم الصدق وروح الأمانة والإحساس بالمسؤولية، وصاحب السُّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الشارقة، شخصيةٌ يطغى حضورها أينما حلَّ؛ فالرجل يتسم بالعفوية والبساطة وتتملكه روح الأبوة الحانية على كل من يصادفه.
الرجل لديه حضور سياسي لافت وهو مُؤسِّس الشارقة الحديثة التي انتهجت روح الثقافة والأدب والفنون، وأصبحت قِبلة لحجاج المعرفة البشرية بمراكزها الثقافية الفسيحة ومجالسها الأدبية المتعددة وجامعاتها الحديثة، لهذا فلا غرابة أن يتصدر عناوين الأخبار المُتلفزة والصحف الرسمية وفضاءات التواصل الاجتماعي الواسع عندما يحضر إلى مناسبة كبيرة كمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين. ولا شك أنَّ مسقط لها سحرها لرجلٍ يعرف هيمنة الجغرافيا وروح التاريخ وسُّمو الإنسان، والشيخ سلطان منح الكثير من وقته وفكره ومكانته لنبش كنوز عُمان المنسية في خزائن الإمبراطوريات التي تنافست على حكم الشرق، ونقل لنا عبر سلسلة من المؤلفات القيمة إرثًا إنسانيًا وسجلًا سياسيًا واجتماعيًا لا يُقدَّر بثمنٍ.
التقيتُ الشيخ القاسمي للمرة الأولى والوحيدة في مطلع الألفية الجديدة في قصره الهادئ بالشارقة، على هامش ورشة عمل تنظمها سنويًا هيئة البيئة والمحميات بالشارقة في شهر فبراير من كل عام، لتناقش سُبل حماية وإكثار مفردات الحياة الفطرية في الجزيرة العربية. وعلى ما أذكر كانت هناك امرأة فاضلة من هيئة البيئة والمحميات بالشارقة تُعرِّف بِنَا عند السلام على سُّموه، وأذكرُ أنَّه التفتَ إليَّ وقال: "أنت من ظفار؟" فأومأتُ له بالإيجاب؛ فالرجل عبارة عن عقلية واسعة وذاكرة غنية تستطيع استدعاء الأسماء وتربطها بالجغرافيا في غضون ثوانٍ محدودة. استمعنا بعد ذلك بشغفٍ لحديث شيِّق عن الإرث البيئي في الجزيرة العربية، كان يسلسله الشيخ القاسمي بحُبٍ وهو يستحضرُ الجبال والسهول والوديان والسواحل والخلجان، ويتكلم بلغة الواثق العارِف بتضاريس جزيرة العرب، وأنواع حيواناتها ونباتاتها، وغالبًا ما يذكر عُمان وينظرُ إليَّ حيث كنتُ الثالث إلى يمينه، ويختم حديثه بالتأكيد على أهمية الإرث البيئي وعلاقته بالإبداع الإنساني في الثقافة والآداب والفنون.
ذكر لنا الشيخ القاسمي بعض الأشعار التي تناولتْ جمال الأحياء الفطرية، ومنها الريم والمها وقوة وبسالة النمر العربي، وأردف قائلًا: لا زال هذا الرمز البيئي يعيش بأمان في جبال ظفار ويحظى باهتمام بالغ من قِبل جلالة السلطان، ونأمل أن يستمر وأن تستفيد مراكز الإكثار هنا في الشارقة وبقية دول المنطقة من هذا المخزون الطبيعي، الذي لا نجده إلّا في سلطنة عُمان. وتطرق حاكم الشارقة إلى تجارب التعاون المُثمِر بين عُمان والشارقة في هذا المجال بامتنان عظيم. ونحن في حضرة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لم نكن مُهتمين بفخامة المكان ولا سعته ولا حتى الجانب البروتوكولي، وما يجب عليك فعله؛ فقد كان القاسمي محور المكان بحضوره الرزين، وحديثه الرصين عن موضوع اللقاء.
عقب ذلك، ونحن نغادر القصر، سلَّمتُ عليه بشكل استثنائي، وأذكرُ أنني قلتُ له: "أَمتعتْنِي الرواية التاريخية عن الشيخ الأبيض"، فضحك، وقال: "لديَّ مشاريع أخرى لروايات مُماثلة؛ فالتاريخ جامد إذا كان فقط أحداثًا وتواريخَ، وتظل السردية التاريخية للأحداث أقرب وأسهل للمُتلقِّي من العامة".
الدكتور القاسمي شخصيةٌ استثنائيةٌ في محبته لعُمان وسلطانها وشعبها، وتربطه علاقة وطيدة وراسخة بها، وما كان استقبال المقام السامي لسُّموه قبل أيام، إلّا تتويجًا للمكانة الرفيعة التي تربطه بعُمان وبجلالة السلطان المعظم وشعب عُمان؛ فهذه العلاقة الوطيدة عبَّر عنها اللقاء الحميم؛ فكِلا الرجلين (جلالته وسُّموه) يعرفان قيمة التاريخ والإرث البشري في منطقتنا، ويُقدِّران أي جهدٍ لتوثيقه وحمايته من النسيان والاندثار. وكما قال سموه في أحد أحاديثه المُتلفزة "تاريخ عُمان كله مُشرِّف"، فهُم الذين تصدُّوا للغُزاة والطامعين وأسسوا أقدم كيان سياسي في جزيرة العرب، ما يزال يحكم إلى اليوم، وهم من خاطبهم سيد الخلق محمد بن عبدالله- عليه أفضل الصلاة والسلام- ضمن ملوك وأباطرة ذلك الزمان، للدخول في الإسلام؛ فأجابوه دون أن يطأ بلادهم خُف ولا حافر، وأثنى عليهم في حديثه- عليه الصلاة والسلام- حيث قال: "لو أنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ ما سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ".
يُمثِّل سُّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي روح الإمام العادل، وهذا ما يفيضُ من خلال لقاءاته وأحاديثه، لأهمية الالتفات إلى رفع المستوى المعيشي للمواطنين، وأن يعيش الإنسان بكرامة، وهذا ما ترجمه سموه في عدة أوامر وتوجيهات انعكست خيرًا على أهل الشارقة، وبلغت كذلك التفاتاته الكريمة خارج نطاق الإمارة، وحتى الدولة، لتبلُغ المحتاجين والمعوزين في مختلف بقاع الدنيا.
حفظ الله سُّموه، ولا شك أن عُمان ستظل مُمتنةً لكل حرفٍ يكتبه وكل حديث يُدلي به عنها.
رابط مختصر