الأسبوع:
2025-03-30@16:22:13 GMT

لحن الوئام على أرض العرب

تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT

لحن الوئام على أرض العرب

أما آنَ لنا، يا أبناءَ هذهِ الأرضِ الطيبةِ، أن نُصغيَ إلى صوتِ القلبِ الذي يُنادي بالوئام؟ أما آنَ للغةِ المحبةِ أن تَعلُوَ على هَمَساتِ الفُرقةِ؟ يا لغةَ الضادِ التي وَحَّدَتْ قلوبَنا، ويا تاريخَنا المشتركَ الذي نَحملُهُ في ذاكرتِنا! يا أهلًا وسهلًا بكم جميعًا، يا أحبةَ الروحِ وأبناءَ هذهِ الأرضِ الطيبة! من أعماقِ قلوبٍ تتوقُ إلى السلامِ، ومن شغفِ وجدانٍ يَنشدُ الوئامَ، يرتفعُ هذا النداءُ الصادقُ.

تجمعُنا لغةٌ عذبةٌ هي هويَّتُنا وكنزُ فكرِنا، ويَربطُنا تاريخٌ مُشتركٌ حافلٌ بالأمجادِ والتحدياتِ. ننتمي إلى هذهِ البقعةِ الغاليةِ من دُنيانا، مهما تنوَّعتْ ألوانُ طيْفِنا واختلفتْ لهجاتُنا، فلماذا نسمحُ لجِراحٍ عابرةٍ أن تُؤلِمَ قلوبَنا، ولهمساتِ الفُرقةِ أن تُضعِفَ وحدتَنا؟

"تفاءلْ فالصُّبحُ آتٍ مُشرِقًا،

يَمْحُو دُجَى اللَّيلِ الطَّويلِ الأَدْلَجِ."

إنَّ التحدياتِ التي تُحيطُ بمنطقتِنا اليومَ كبيرةٌ، ولا سبيلَ لمواجهتِها بنجاحٍ إلا بالتكاتفِ والتعاضدِ، وحدَنا، قد نَضعُفُ أمامَ نوائبِ الدَّهرِ، ولكنَّنا معًا، نَصيرُ كالبُنيانِ المَرصوصِ الذي لا تَنالُ منهُ الرِّياحُ العاتيةُ. ألمْ نرَ كيفَ استطاعتْ أممٌ أخرى، على اختلافِ ألسنتِها وأعراقِها، أن تُقيمَ صروحًا من التعاونِ والازدهارِ حينَ آمنتْ بقيمةِ الوحدةِ وتجاوزتْ خِلافاتِها؟ لنتعلَّمْ من حِكمةِ التاريخِ، ولنجعلْ من الأخوَّةِ نورًا يُضيءُ دُروبَ مستقبلِنا.

"أَخِي إِنْ ضَاقَتْ عَلَيْكَ الدُّنْيَا بِمَا رَحُبَتْ،

فَلِيَ الْقَلْبُ الَّذِي يَهْوَى لَكَ الْفَرَجَا."

يا أحبةَ الفؤادِ، إنَّ في أعماقِ كلٍّ منَّا شعلةً من المودَّةِ والتسامحِ تنتظرُ أن تُوقَدَ. فلنُطلِقْ سَراحَ هذهِ المشاعرِ النبيلةِ، ولنُصافحْ بعضَنا بعضًا بقلوبٍ مُنفتحةٍ وصدورٍ رحبةٍ. لِنُزِحْ غُبارَ الضغائنِ والأحقادِ، ولنزرعْ في حديقةِ أيامِنا زهورَ الصَّفحِ والوئامِ. الاختلافُ لَونٌ جميلٌ يُضفي على لوحةِ حياتِنا بَهجةً وتميُّزًا، فلنحتضنهُ بروحٍ طيبةٍ، ولنجعلْ من حوارِنا جسرًا يُقرِّبُ وجهاتِ النظرِ ويُثري فكرَنا.

وفي هذا السياقِ، لا يَسعُنا إلا أن نُشيدَ بالدورِ الرائدِ لمصرَ الكنانةِ، مَهْدِ الحضارةِ والعلمِ، التي لم تَدَّخرْ وُدًّا ولا عونًا عن أشقائِها في الخَليجِ العَربيِّ. ونُثني على النهضةِ المباركةِ التي تشهدُها دولُ الخَليجِ، وفي مُقدِّمتِها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ ودولةُ الإماراتِ العربيةُ المتحدةُ، وما قدَّمتاهُ من إسهاماتٍ قيِّمةٍ في دعمِ مسيرةِ التنميةِ والازدهارِ في المنطقةِ، ومدِّ يدِ العَطاءِ لكلِّ مُحتاجٍ. إنَّ حِفظَ الجميلِ خُلقٌ أصيلٌ فينا، ونحنُ نُقدِّرُ كُلَّ مَنْ سَاهَمَ في بناءِ هذا الصَّرحِ الشامخِ.

"وَإِذَا الصَّنِيعَةُ لَمْ تَكُنْ لِأَهْلِهَا،

ضَاعَتْ كَمَا ضَاعَ النَّدَى فِي الرَّمْلِ."

إنَّ مستقبلَ أبنائِنا وأحفادِنا أمانةٌ في أعناقِنا، وهمْ يَستحقُّونَ أن يَنشَأوا في كَنَفِ أُمَّةٍ قويةٍ مُتَّحدةٍ، تنعمُ بالسَّلامِ والرخاءِ. فلنستثمرْ طاقاتِنا ومواردَنا في تشييدِ غدٍ مُشرِقٍ لهم، من خلالِ التعاونِ في مجالاتِ العلمِ والمعرفةِ والاقتصادِ المُزدهرِ. لنكنْ كاليَدِ الواحدةِ التي تُعينُ بعضَها، وكالجسدِ الواحدِ الذي يَشتكي لِشَكْوَى أيِّ عُضوٍ فيهِ ويَفرحُ لفرحِهِ.

يا أبناءَ العروبةِ، يا حُمَاةَ المجدِ، إنَّ لغتَنا الجميلةَ هي نبضُ قلوبِنا ومرآةُ أرواحِنا، فلنجعلْ منها مَنارةً تُضيءُ دُروبَ التَّفاهُمِ والتَّواصُلِ بيننا. ولنجعلْ من تاريخِنا العريقِ، بِما فيهِ من عِبَرٍ وحِكَمٍ، دافعًا لنا للارتقاءِ بأنفسِنا وأُمَّتِنا.

هذا نداءٌ من القلبِ إلى القلبِ، دعوةٌ صادقةٌ للمحبةِ والوئامِ، وتقديرٌ لكلِّ يدٍ مُدَّتْ بالخيرِ والعطاءِ. فلنُلبِّ هذهِ الدعوةَ بصدقِ النوايا وعزيمةِ الأُباةِ، ولنُعلنها صرخةً مدويةً تُزَلزِلُ أركانَ الفُرقةِ والخلافِ. معًا، يا أحبائي، سنُزهرُ أرضَنا وُدًّا وسلامًا، وسنرتقي بأُمَّتِنا إلى أعلى المراتبِ. فلنتمسَّكْ بأيدي بعضِنا البعضِ، ولنخطُ خُطواتِنا بثباتٍ نحو مستقبلٍ يَجمعُنا على الخيرِ والبركةِ والوئامِ، مستقبلٍ نُخلِّدُ فيهِ الوُدَّ ونَحفظُ الجميلَ. يا نبضًا واحدًا خفقَ في هذهِ الأرضِ، لِيُعلنْ صوتُنا جَهْرًا: معًا، نبني ونرتقي، وبالمحبةِ نَنتصر!

اقرأ أيضاًإطلاق الإصدار الثاني من تقارير توطين أهداف التنمية المستدامة بالمحافظات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المستقبل أرض العرب الأرض الطيبة

إقرأ أيضاً:

دور العبادة ملجأ العرب غير النظاميين بأميركا هربا من شبح التهجير

واشنطن- تدخل الشابة سمية، القادمة من المغرب، أحد مساجد حي فولز شيرش شمال ولاية فرجينيا الأميركية، وعلى عجل تخلع حذاءها، وتلقي نظرة خاطفة خلفها، ثم تسرع إلى داخل المسجد حيث تجد لحظات من الطمأنينة بعيدا عن شبح الترحيل الذي يطاردها منذ سنوات.

في ظل تصعيد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملتها ضد المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة، أصبحت حياة العرب دون أوراق قانونية فيها أكثر هشاشة، ما يدفع الكثيرين -مثل سمية- لتجنب إثارة الانتباه والعيش في الهامش، معتمدين على المراكز الإسلامية والمؤسسات الدينية كملاجئ "آمنة".

وتقول سمية بينما تجلس في أقصى زاوية من قاعة الصلاة متجنبة النظر مباشرة للغرباء "جئت إلى أميركا عام 2018، ودخلت بتأشيرة خطوبة بنية الزواج من خطيبي السابق، لكن علاقتنا لم تكلل بالزواج وتخلى عني قبل حصولي على أوراق الإقامة، والآن، لا أملك سوى البقاء في الظل حتى تسوية وضعي القانوني، لا مجال للعودة دون أوراق بعد أن ضيَّعت سنوات من عمري".

المهاجرون غير النظاميين في أميركا يبحثون عن الأمان في دور العبادة (الجزيرة) "ملاجئ آمنة"

وحول ذلك، يوضح الشيخ عبد الرحمن، إمام بأحد مساجد شمال فرجينيا، أن المسجد أصبح أكثر من مجرد مكان للعبادة. ويضيف للجزيرة نت "نعرف أشخاصا يخشون مجرد المشي في الشارع، ويقضون ساعات طويلة من يومهم هنا، لأنهم يشعرون بالأمان أكثر من أي مكان آخر، ونحن نوفر لهم استشارات قانونية عبر محامين متطوعين، ونحاول دعمهم نفسيا واجتماعيا".

ورغم أن الكثير من المهاجرين غير النظاميين يرون في دور العبادة كالمساجد والكنائس ملاجئ آمنة بسبب ندرة عمليات المداهمة أو الحملات العشوائية التي تشنها سلطات إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، فإن تعليمات الهجرة الجديدة تلغي مذكرة سابقة أصدرتها إدارة الهجرة والجمارك عام 2011.

ونصَّت المذكرة على عدم اعتقال الأشخاص في "أماكن حساسة" مثل الكنائس والمدارس والمستشفيات والمظاهرات العامة، ما لم يكن هناك خطر واضح أو استثناءات.

إعلان

ويتابع الشيخ عبد الرحمن متسائلا "نحن لا نستطيع إخفاء أحد، لكن رب المسجد كبير، وكلنا نلجأ إليه في لحظات الضعف أو الخوف، أليس كذلك؟"، ويواصل "نحن فقط نقدم لهؤلاء المهاجرين معلومات عن حقوقهم، ونساعد في توجيههم إلى منظمات إنسانية يمكن أن تقدم لهم دعما أكبر".

رعب

يوسف، مهاجر سوداني يعمل في أحد مطاعم الوجبات السريعة، شهد بنفسه اعتقال أحد زملائه في العمل، يقول: "كنا نعمل كالمعتاد، وفجأة دخل رجال أمن "آي سي إي" (جهاز شرطة الهجرة والجمارك) وسألوا عن وثائق الجميع، زميلي كان بلا أوراق، فأخذوه فورا، ولم نره منذ ذلك اليوم".

ويحكي يوسف هذه القصة كل يوم تقريبا، ويعيدها بتفاصيل مختلفة لأصدقائه من الجالية العربية بينما يتأبط سجادته بعد أن أدوا صلاة التراويح.

ويضيف "أعرف عددا من إخواننا العرب يعيشون برعب دائم، أحدهم سوداني يحلم بالتسجيل بمؤسسة جامعية للدراسة، لكنه قال لي إنه لم يعد يحتمل هذا القلق، ربما عليه التفكير في بلد آخر، فالعودة إلى السودان ليست خيارا".

يتحسر يوسف، ثم يستأنف حديثه بنبرة متفائلة "أميركا بلد مهاجرين، وسيبقى كذلك بعد انتهاء الفترة القانونية للإدارة الجديدة، أعيش هنا منذ 12 عاما وأحب هذا البلد الذي يحتضن الجميع، هنا مثلا تتبرع الكنيسة بهذا الفضاء الكبير لفائدة المركز الإسلامي بهدف إقامة صلاة التراويح طيلة شهر رمضان، وسنؤدي صلاة العيد هنا أيضا".

دور العبادة توفر استشارات قانونية عبر محامين للمهاجرين غير النظاميين بأميركا (الجزيرة) اللجوء للقانون

ويتفق محامون مختصون بقضايا الهجرة واللجوء، تحدثت إليهم الجزيرة نت، على أن أماكن العبادة لا توفر حماية قانونية من الترحيل لمجرد وجود المهاجر المراد ترحيله فيها، بل توفر بعض المؤسسات الدينية نوعا من الحماية من خلال توفير التمثيل القانوني المجاني.

ويؤكد المحامي حيدر سميسم ضرورة استشارة أو توكيل محام من طرف هذه الفئة من المهاجرين لمعرفة الحقوق والالتزامات القانونية والابتعاد عن أخذ النصائح من غير المختصين، خاصة مع انتشار معلومات مغلوطة في وسائل التواصل الاجتماعي.

إعلان

ويقول سميسم "قانون الهجرة بحد ذاته لم يتغير إلى الآن، التشدد أصبح في الإجراءات والالتزام الصارم بحروف القانون والتشدد على ما يقع تحت صلاحية السلطة التقديرية لضباط الهجرة، لذلك من الواجب التعامل مع شرطة الهجرة في إطار قانوني واحترام، والأهم أن يكون الشخص صريحا وصادقا مع دائرة الهجرة أو محكمة الهجرة".

محامون يرون أنه لا شيء يمنع الجهات الأمنية من اقتحام دور العبادة (الجزيرة)

من جانبه، يقول المحامي ربيع الغريب إن السلطات تتجنب عموما مداهمة هذه الأماكن بسبب حساسيتها، لكنه لا يستبعد أن تقوم باقتحامها لأنه قانونيا لا شيء يمنع ذلك، خاصة إذا تعلق الأمر بملاحقة المهاجرين غير النظاميين المتابعين بقضايا إجرامية.

ويضيف الغريب المتخصص بقضايا الهجرة واللجوء بشمال فرجينيا، "المشكلة الكبيرة التي نواجهها أن أغلب المهاجرين غير النظاميين يلجؤون للمحامين بعد فوات الأوان، هم يعتقدون أنه يجب طلب مساعدة المحامي بعد أن يقعوا في المشكلة وهذا خطأ كبير".

ويشدد على أن التصرف الأصح هو الاستعانة بخبرة المحامين لتجنب الوقوع في مشاكل، ويختم "بإمكاننا تقديم إرشادات وحلول لهم، كل حسب تفاصيل ملف الهجرة الخاص به".

مقالات مشابهة

  • نصائح ذهبية للزوجات لكسب قلوب الحموات في زيارات العيد
  • خنخنة قطعان القرود ضد شعب العراق
  • السفير حاتم رسلان: مصر لديها أثر كبير في قلوب الأفارقة لم نستغله جيدًا
  • دور العبادة ملجأ العرب غير النظاميين بأميركا هربا من شبح التهجير
  • بورسعيد .. مستقبل وطن يحتفل بيوم اليتيم في أمانة العرب
  • نجم «رأس الغول»
  • دارفور: مقبرة الغزاة
  • الطب الشرعي يكشف سبب وفاة مارادونا
  • مارادونا «تعذب» أثناء وفاته!
  • حين يمُر العيد من القلب