بغداد اليوم - بغداد

في خضم التحولات السياسية والاقتصادية الكبرى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط يواجه العراق تحديات متعددة قد تقوده إلى مرحلة جديدة في تاريخه السياسي. 

يتزامن هذا التوقيت مع العديد من المتغيرات الإقليمية، التي تفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول مدى تأثيرها على الواقع السياسي في العراق، خاصة مع وجود طبقات سياسية قد تكون وصلت إلى مرحلة "الشيخوخة السياسية".

ووفقًا لما يراه الباحث في الشأن السياسي نبيل العزاوي على احتمالية أن يشهد النظام السياسي في العراق انقلابًا داخليًا، انسجامًا مع التطورات الإقليمية الجارية بالتزامن مع سقوط الأسد وتراجع دور إيران في سوريا ولبنان والاحتجاجات في تركيا.

وقال العزاوي، لـ"بغداد اليوم"، إن "أي تغيير سياسي يعتمد على عدة عوامل، أولها نسبة المشاركة في الانتخابات القادمة، فكلما زادت هذه النسبة كلما قلّت حظوظ أو وجود من كان ضمن التحالفات السابقة والتي أثبتت التجربة بالبرهان أنها قد فشلت في تحقيق المبتغى، واعترف البعض بهذا الفشل".

وبين أنه "لدينا فئة تقدر بـ 70% تسمى الفئة الرمادية أو الصامتة والمقاطعة، هذه الفئة هي الرهان الحقيقي لإحداث حالة الإزاحة، فإن شاركت هذه الفئة ولم تقاطع كعادتها في الانتخابات السابقة، ستحدث فرقًا في ميزان القوى، وستخلق طبقة سياسية جديدة من شأنها أن ترسم معادلة حكم جديدة وفق خرائط واتفاقات سياسية تختلف بالمضمون عن ما كان".

وأضاف العزاوي أن "العامل الثاني هو أنه على القوى السياسية التي بلغت مرحلة الشيخوخة السياسية أن تقتنع بفلسفة البداية والنهاية، فمن غير المعقول أن تبقى وتحكم إلى ما لا نهاية، وعلينا أن نؤمن بأن المتغيرات الحاصلة في المنطقة تحتاج إلى نهج مختلف وحنكة في إدارة الأزمات، وفتح المجال للقوى الناشئة لتدخل وتمارس حقها الانتخابي بقانون يضمن العدالة في توزيع المقاعد، لا قانون يفصل لمقاسات وأحجام الأحزاب".

وتابع العزاوي قائلاً: "من هنا يبدأ التأسيس الصحيح، ولا أعتقد أن الدول الإقليمية ستدعم قيادات على حساب أخرى، لأنها مدركة تمام الإدراك أن التغيير القادم في المشهد السياسي داخليًا ولن يكون خارجيًا، فكل الدول الآن تبحث عن مصالحها الداخلية وتعزيز اقتصادها خصوصًا بعد أحداث الشرق الأوسط".

وأكد أن "الانتخابات القادمة ستكون في غاية الأهمية، باعتبار أن هنالك معادلات جديدة ستكون حاضرة، وقبالها يجب أن تكون قوى سياسية مدركة لخطورة ما سيكون، ويجب أن تتعامل بحيادية وذكاء مع ما يجري، فالأخطاء إن وجدت وغض الطرف عنها ستولد مشكلات كبيرة ولا تحمد عقباها".

ورغم محاولات الإصلاح التي أطلقتها الحكومات في برامجها الوزارية، إلا أن هذه الجهود لم تحقق تغييرات جذرية بسبب غياب الإرادة السياسية الحقيقية والضغوط الداخلية والخارجية، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات شعبية واسعة النطاق، وأبرزها احتجاجات تشرين 2019، التي طالبت بتغييرات جذرية في النظام السياسي، ومحاربة الفساد، ومحاسبة الفاسدين، وإجراء تعديلات دستورية، وتحسين الخدمات الأساسية.

وبشكل عام، تلعب السياسة دورًا مزدوجًا إما أن تكون أداة لتحقيق الاستقرار والتنمية، أو عاملًا في زيادة الاستياء الشعبي وانعدام الثقة بالنظام.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

العراق يستعد لأكبر قفزة في إنتاج الكهرباء: خطط لتعويض نقص الغاز

28 مارس، 2025

بغداد/المسلة: كشف وزير الكهرباء زياد فاضل، الجمعة أن العراق بصدد توقيع عقدين تاريخيين مع شركتي “جنرال إلكتريك” الأمريكية و”سيمنس” الألمانية لتعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية، حيث سيوفر العقد الأول 24 ألف ميغاواط، فيما يضيف العقد الثاني 10 آلاف ميغاواط إلى الشبكة الوطنية.

وأكد الوزير في بيان، أن “ملف استيراد الغاز الإيراني لم يُحسم بعد، موضحًا أن الوزارة لم تتلقَّ أي إشعار رسمي بوقف الإمدادات، فيما لا تزال المناقشات مستمرة حول هذا الأمر”.

وفي مواجهة أي نقص محتمل في إمدادات الغاز، أشار فاضل إلى أن “الحكومة لديها خطط بديلة، تشمل استخدام مادة الكاز، والاستفادة من مشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار، إضافة إلى محطات الطاقة الشمسية، ووحدات الدورة المركبة التي لا تحتاج إلى وقود، فضلًا عن إنشاء منصة غاز عائمة في الميناء لتعزيز مصادر الطاقة”.

وأشار الوزير إلى أن “الوزارة تنفذ حاليًا أكبر حملة لفك الاختناقات في الشبكة الكهربائية في جميع المحافظات، عبر تحديث واستحداث خطوط جديدة ونصب محطات تحويلية، بهدف تحقيق استقرار أكبر في ساعات التجهيز”.

وفيما يتعلق بالتحذيرات بشأن أزمة كهرباء في الصيف المقبل، أكد فاضل أن “هناك تهويلًا مبالغًا فيه، مشددًا على أن الحكومة تدرك التحديات جيدًا، ولديها خطط واضحة لمواجهتها وضمان استقرار التيار الكهربائي خلال الأشهر المقبلة”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • شخصية سياسية تبحث عن بدائل
  • ضغوط سياسية وإقليمية.. الكشف عن سبب تضارب موعد عيد الفطر لدى سنة العراق
  • دراسة تحدد العوامل التي تدفع الشخص للإيمان بالتنجيم كعلم
  • أمين تنظيم حماة وطن: مستعدون للاستحقاقات الانتخابية النيابية القادمة وسعداء بتدشين أحزاب جديدة
  • القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟
  • القوات تحسم خيارها: لا لتأجيل الإنتخابات البلدية
  • المستقبل ينفي: لم ننخرط في أي تحالفات إنتخابية
  • العراق يستعد لأكبر قفزة في إنتاج الكهرباء: خطط لتعويض نقص الغاز
  • عقلية الساسة السودانيين والمآلات القادمة- قراءة في أزمة النظام السياسي
  • العراق.. مقتدى الصدر يعلن مقاطعة الانتخابات المقبلة