بوابة الوفد:
2025-03-06@13:49:26 GMT

جنون الأسعار يصل للحمار

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

لم يكن الواقع المصري يكتفي بالمعاملة القاسية للحمار في الحياة اليومية والتي تنحدر إلى أقصي الدرجات في أحيان كثيرة باعتباره حيوانًا لا يشعر وهو ما يخالف خصائصه ككائن حي!

 

بل يستدعي الحمار إلى العالم الافتراضي والمنتديات والجلسات ليكون مادة خصبة للتهكم والسخرية بأشكال مختلفة عند كل زيادة في أسعار المحروقات،  في حين يبقي الجمل ـ رغم كونه من الدواب المستخدمة كوسيلة نقل وانتقال في الحياة المصرية، في مأمن عن حفلات السخرية الصاخبة والمبتذلة أحيانًا.

 

 

 

ورغم تألف السكان في مصر مع ذلك الحيوان ونفعه في البيئة المصرية في الحضر والريف على حد سواء إلا أنه كان ومازال مستهجنًا لأسباب متنوعة منها السمات الشكلية والصوت والاعتقاد الراسخ كونه كائن لا يشعر ولا يفهم وترسخه في العقلية الشعبية كمدلول للهجاء اسمًا وشكلًا، وربما ساهمت هذه الدلالات في أن يكون الحمار سببًا في مشاجرات وثأر في بلدان الصعيد في أحيان كثيرة.

جرائم بسبب الحمار

 ففي سجلات وزارة الداخلية كم كبير من الجرائم التي ترتكب بسبب ذلك الحيوان والتي تنحصر في الغالب في المشاجرات والمعارك ومنها تعدي الحمار على زراعات الغير والمقصود هنا أن أحد طرفي المشاجرة يعتبر بحث ذلك الحيوان عن الغذاء نوعًا من التعدي عليه من مالكه على أملاك غيره، وهو ما يعيدنا فورًا إلى ذلك الاستهجان المترسخ لذلك الحيوان، ودرءًا للمعايرة أن حمارًا أكل من حقل مزارعًا تنشب المعارك بين الطرفين ويقع مصابون ـ ربما، لإزاحة هذه المكايدة المستقبلية في المجتمعات الضيقة. 

 

 

وحتي في الحياة الجنسية يكون الحمار بطلًا للتهكم والسخرية في المجتمعات الريفية، يصف المتهكمون شخصًا ما بالحمار في علاقته الحميمة مع شريكته فى إشارات ضمنية مفهومة إلى الفحولة والجنسانية المبالغ فيها. 

 تسير تلك السخرية الشعبية بالتوازي مع استخدام خصائص الحمار وسماته الشكلية كهجاء ودلالة على عدم الفهم والنهم في الطعام والصوت المرتفع وغيرها. 

 

مهنة تُقابل بالإزدراء 

ومن استحضار ذلك الحيوان كسيرة للتهكم على الحياة الجنسية لأحدهم، إلى ازدراء كل المهن المرتبطة به تقريبًا، يأتي قصاّص الماشية في المقدمة، كفرد يعمل بمهنة غير مقبولة اجتماعيًا وتحتجب عنه العائلات في النسب والمصاهرة في القري ويمارس ضده عزلًا اجتماعيًا جبريًا وتوصم عائلته وأحفاده من بعده كونه«حلاق حمير»، ويتوسع تلك النظرة الدونية لتشمل معها الحلاق العادي أو المزين الذي لا يجيد عمله فأنه في مرمي السخرية والتهكم أيضا ويوصف أداءه لعمله أنه قصاّص الماشية، أما صاحب العربة الكارو فهو من الطبقات الاجتماعية غير المقبولة أيضا بسبب مهنته كأجير وتعامله مع ذلك الحيوان. 

كيف نظر المصريين القدماء  للحمار؟ 

لم يقدس المصريين القدماء الحمار ولم تقدم المثيولوجيا الفرعونية آثار تشير  إلى دخول ذلك الحيوان في مجموعة المقدسات من الحيوانات والطيور بإعطائه صفة المعبود كحيوانات أخري عاشت في البيئة المصرية منذ آلاف السنين ومنها القط ورمز له بالمعبودة «باستت» والتمساح «سوبك» والبقرة «حتحور» وغيرها التي تزيد عن 10 معبودات كل منها اختص بأمر ما، سوي تلميحات غير مؤكدة ترجع لعصر الأسرة الأولي الفرعونية وتذهب إلى ترميز الحمار بالمعبود «ست» أحد أبطال ملحمة إيزيس وأوزوريس وكان «ست» يرمز للشر. 

 

ويقول سليم حسن عالم المصريات في مؤلفه «موسوعة مصر القديمة ـ الجزء الثاني» إن الحمار كان يستخدم في حمل الأثقال منذ عهد الدولة القديمة وأن القائد «حرخوف» في عهد الأسرة السادسة الفرعونية استخدم 300 حمار في رحلته إلى بلاد النوبة لجلب البخور والعاج. 

 

ويبدو أن المعاملة القاسية مع ذلك الحيوان ممتدة منذ أيام الفراعنة حيث يوضح سليم حسن في نفس الكتاب، أن النقوش المصرية لم تصور مناظر معاملة سيئة للحيوانات إلا الحمار الذي كان يضرب لعصيانه وجموحه، وتتعدد أشكال المعاملة القاسية من صاحب الحمار أي كان وظيفته ومنها الأحمال الزائدة  والضرب باستخدام العصا بأنواعها وغيرها.

أشهر الحوداث

 وكانت أكثر حوادث المعاملة القاسية للحمار، منذ سنوات، الذي حظي بشهرة  ما فعلته «استر فوغت» وهي منظمة رحلات سويسرية الجنسية حيث حررت محضر شرطة ضد مالكه الذي يضربه ضرب مبرح بالمنطقة الأثرية بسقارة بالجيزة و اشترته بمبلغ 300 يورو ـ حوالي 6 آلاف جنيه مصري، وأودعته بعد علاجه بمزرعة مملوكة للسيدة أمينة أباظة سيدة المجتمع وسليلة العائلة الأباظية وهي أبرز المدافعات عن حقوق الحيوان في مصر.

 

الحمار « سيرافينا» حسبما أسمته منظمة الرحلات السويسرية هو الحمار الثاني  ـ سعيد الحظ، في مصر، بعد الحمار الذي اشترته الأميرة ماري ابنة الملك جورج الخامس ملك بريطانيا من الأقصر كهدية لأبنائها وهي الواقعة التي تعود لسنة 1928 من القرن الماضي.  

 

فى الوقت الحالي لم يعد الحمار مثارًا للتهكم بعد غلاء أسعاره، إذ تجاوز سعره فى أسواق الماشية ــ حسب مواصفاته، ألاف الجنيهات، وتبدأ أسعاره من 5 ألاف جنيه إلى ما أعلي! 

 

 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحمار حفلات السخرية بطل غلاء الأسعار

إقرأ أيضاً:

عن جشع واستغلال التجار في رمضان!

يُعتبر شهر رمضان المبارك فرصة للتقوى والعودة إلى الله والتوبة بالنسبة للكثيرين، لكنه في المقابل يبدو أن هذا المعنى الروحي غائب عن بعض التجار الذين يستغلون هذه المناسبة. ففي الوقت الذي يعم فيه الإحسان والتضامن بين الناس، يتفشى الجشع لدى البعض، حيث يقومون برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه وغير مبرر. بينما تشتري العائلات حاجياتها الغذائية بنفس الكميات التي اعتادت عليها طوال العام، نجد أن الأسعار قد شهدت زيادات غير معقولة تثقل كاهل المواطنين، لا سيما ذوي الدخل المحدود.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك، طبق الفتوش، الذي يعد من الأطباق الأساسية على مائدة الإفطار في رمضان. فقد شهدت تكلفته لهذا العام زيادة كبيرة، حيث ارتفعت إلى نحو 285,540 ليرة لبنانية لخمسة أشخاص تقريبًا، وفقًا لتقرير "الدولية للمعلومات". فقد بلغت أسعار بعض المكونات الرئيسية للطبق على النحو التالي: البندورة 100,000 ليرة، الخيار 150,000 ليرة، البصل 60,000 ليرة، البقدونس 20,000 ليرة، النعنع 40,000 ليرة، الفجل 40,000 ليرة، البصل الأخضر 70,000 ليرة، الخس 70,000 ليرة، الفليفلة 150,000 ليرة، الثوم 300,000 ليرة، الحامض 50,000 ليرة، السماق 750,000 ليرة، زيت الزيتون (ليتر) 840,000 ليرة، الخبز 65,000 ليرة، والملح 29,000 ليرة. وبالتالي، فإن تكلفة طبق الفتوش لهذا العام تقترب من 290,000 ليرة، في حين كانت في العام الماضي 113,843 ليرة، مما يعكس زيادة بنسبة 65.3%. والجدير بالذكر أن سعر الدولار لم يتغير بين العامين.

وفي سياق متصل، وبعد التطمينات التي بثها المسؤولون في الفترة السابقة، أعلن اليوم أمين سر نقابة تجار المواشي، ماجد عيد، عن توقعات بارتفاع أسعار اللحوم في لبنان إلى ما بين 14 و15 دولارًا للكيلوغرام الواحد.

وإذا كانت هذا حال بعض المواد الغذائية الأساسية، فما بالك ببقية الأسعار التي باتت غير معقولة. ويبقى السؤال: كيف سيستطيع المواطن ذو الدخل المحدود توفير مائدة إفطار لائقة في رمضان وسط هذه الزيادات المستمرة؟ المصدر: "رصد" لبنان 24

مقالات مشابهة

  • ما الذي يميز شهر رمضان لدى مسلمي إثيوبيا؟
  • التهم شفتي صاحبه الميت.. إيداع كلب لولو دار رعاية الحيوان
  • ما الذي يجعل القطايف مقرمشة؟‎
  • رواية في طرف الصحراء
  • محيي إسماعيل: مفيش حاجة اسمها نمبر وان.. وهذا هو صوت مصر الأول.. وعندي جنون العظمة
  • محيي إسماعيل: لا يوجد أى ممثل قدم العقد النفسية من بعدي.. وأنا عندي جنون العظمة
  • العراق يتلقى دعوة للمشاركة في أكسبو 2027 الذي ستنظمه صربيا
  • محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
  • عن جشع واستغلال التجار في رمضان!
  • الدور المصري الذي لا غنى عنه