بوابة الوفد:
2024-09-07@05:41:56 GMT

جنون الأسعار يصل للحمار

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

لم يكن الواقع المصري يكتفي بالمعاملة القاسية للحمار في الحياة اليومية والتي تنحدر إلى أقصي الدرجات في أحيان كثيرة باعتباره حيوانًا لا يشعر وهو ما يخالف خصائصه ككائن حي!

 

بل يستدعي الحمار إلى العالم الافتراضي والمنتديات والجلسات ليكون مادة خصبة للتهكم والسخرية بأشكال مختلفة عند كل زيادة في أسعار المحروقات،  في حين يبقي الجمل ـ رغم كونه من الدواب المستخدمة كوسيلة نقل وانتقال في الحياة المصرية، في مأمن عن حفلات السخرية الصاخبة والمبتذلة أحيانًا.

 

 

 

ورغم تألف السكان في مصر مع ذلك الحيوان ونفعه في البيئة المصرية في الحضر والريف على حد سواء إلا أنه كان ومازال مستهجنًا لأسباب متنوعة منها السمات الشكلية والصوت والاعتقاد الراسخ كونه كائن لا يشعر ولا يفهم وترسخه في العقلية الشعبية كمدلول للهجاء اسمًا وشكلًا، وربما ساهمت هذه الدلالات في أن يكون الحمار سببًا في مشاجرات وثأر في بلدان الصعيد في أحيان كثيرة.

جرائم بسبب الحمار

 ففي سجلات وزارة الداخلية كم كبير من الجرائم التي ترتكب بسبب ذلك الحيوان والتي تنحصر في الغالب في المشاجرات والمعارك ومنها تعدي الحمار على زراعات الغير والمقصود هنا أن أحد طرفي المشاجرة يعتبر بحث ذلك الحيوان عن الغذاء نوعًا من التعدي عليه من مالكه على أملاك غيره، وهو ما يعيدنا فورًا إلى ذلك الاستهجان المترسخ لذلك الحيوان، ودرءًا للمعايرة أن حمارًا أكل من حقل مزارعًا تنشب المعارك بين الطرفين ويقع مصابون ـ ربما، لإزاحة هذه المكايدة المستقبلية في المجتمعات الضيقة. 

 

 

وحتي في الحياة الجنسية يكون الحمار بطلًا للتهكم والسخرية في المجتمعات الريفية، يصف المتهكمون شخصًا ما بالحمار في علاقته الحميمة مع شريكته فى إشارات ضمنية مفهومة إلى الفحولة والجنسانية المبالغ فيها. 

 تسير تلك السخرية الشعبية بالتوازي مع استخدام خصائص الحمار وسماته الشكلية كهجاء ودلالة على عدم الفهم والنهم في الطعام والصوت المرتفع وغيرها. 

 

مهنة تُقابل بالإزدراء 

ومن استحضار ذلك الحيوان كسيرة للتهكم على الحياة الجنسية لأحدهم، إلى ازدراء كل المهن المرتبطة به تقريبًا، يأتي قصاّص الماشية في المقدمة، كفرد يعمل بمهنة غير مقبولة اجتماعيًا وتحتجب عنه العائلات في النسب والمصاهرة في القري ويمارس ضده عزلًا اجتماعيًا جبريًا وتوصم عائلته وأحفاده من بعده كونه«حلاق حمير»، ويتوسع تلك النظرة الدونية لتشمل معها الحلاق العادي أو المزين الذي لا يجيد عمله فأنه في مرمي السخرية والتهكم أيضا ويوصف أداءه لعمله أنه قصاّص الماشية، أما صاحب العربة الكارو فهو من الطبقات الاجتماعية غير المقبولة أيضا بسبب مهنته كأجير وتعامله مع ذلك الحيوان. 

كيف نظر المصريين القدماء  للحمار؟ 

لم يقدس المصريين القدماء الحمار ولم تقدم المثيولوجيا الفرعونية آثار تشير  إلى دخول ذلك الحيوان في مجموعة المقدسات من الحيوانات والطيور بإعطائه صفة المعبود كحيوانات أخري عاشت في البيئة المصرية منذ آلاف السنين ومنها القط ورمز له بالمعبودة «باستت» والتمساح «سوبك» والبقرة «حتحور» وغيرها التي تزيد عن 10 معبودات كل منها اختص بأمر ما، سوي تلميحات غير مؤكدة ترجع لعصر الأسرة الأولي الفرعونية وتذهب إلى ترميز الحمار بالمعبود «ست» أحد أبطال ملحمة إيزيس وأوزوريس وكان «ست» يرمز للشر. 

 

ويقول سليم حسن عالم المصريات في مؤلفه «موسوعة مصر القديمة ـ الجزء الثاني» إن الحمار كان يستخدم في حمل الأثقال منذ عهد الدولة القديمة وأن القائد «حرخوف» في عهد الأسرة السادسة الفرعونية استخدم 300 حمار في رحلته إلى بلاد النوبة لجلب البخور والعاج. 

 

ويبدو أن المعاملة القاسية مع ذلك الحيوان ممتدة منذ أيام الفراعنة حيث يوضح سليم حسن في نفس الكتاب، أن النقوش المصرية لم تصور مناظر معاملة سيئة للحيوانات إلا الحمار الذي كان يضرب لعصيانه وجموحه، وتتعدد أشكال المعاملة القاسية من صاحب الحمار أي كان وظيفته ومنها الأحمال الزائدة  والضرب باستخدام العصا بأنواعها وغيرها.

أشهر الحوداث

 وكانت أكثر حوادث المعاملة القاسية للحمار، منذ سنوات، الذي حظي بشهرة  ما فعلته «استر فوغت» وهي منظمة رحلات سويسرية الجنسية حيث حررت محضر شرطة ضد مالكه الذي يضربه ضرب مبرح بالمنطقة الأثرية بسقارة بالجيزة و اشترته بمبلغ 300 يورو ـ حوالي 6 آلاف جنيه مصري، وأودعته بعد علاجه بمزرعة مملوكة للسيدة أمينة أباظة سيدة المجتمع وسليلة العائلة الأباظية وهي أبرز المدافعات عن حقوق الحيوان في مصر.

 

الحمار « سيرافينا» حسبما أسمته منظمة الرحلات السويسرية هو الحمار الثاني  ـ سعيد الحظ، في مصر، بعد الحمار الذي اشترته الأميرة ماري ابنة الملك جورج الخامس ملك بريطانيا من الأقصر كهدية لأبنائها وهي الواقعة التي تعود لسنة 1928 من القرن الماضي.  

 

فى الوقت الحالي لم يعد الحمار مثارًا للتهكم بعد غلاء أسعاره، إذ تجاوز سعره فى أسواق الماشية ــ حسب مواصفاته، ألاف الجنيهات، وتبدأ أسعاره من 5 ألاف جنيه إلى ما أعلي! 

 

 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحمار حفلات السخرية بطل غلاء الأسعار

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان يوافق رسميا لأول مرة على استضافة مصر لمؤتمره القادم في 2025

 

أعلن اليوم الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان (PAAZA ) رسميا موافقته على استضافة مصر لمؤتمره السنوى العام القادم 2025 جاء ذلك خلال فاعليات اليوم الثاني للمؤتمر المنعقد حاليا في مدينة جوهانسبرج بدولة جنوب إفريقيا، 
ومن ناحيته محمد كامل رئيس شركة حدائق والتحالف المصري لتطوير حديقة الحيوان أشاد بموافقة الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان على استضافة القاهرة للمؤتمر حيث تعد هذه هي المرة الأولى الذي يعقد المؤتمر فى مصر أو في إحدى دول شمال إفريقيا مشيرا إلى الاستعداد لاستضافة المؤتمر والتي سوف يكون حدثا مهما حيث يأتي بالتزامن مع انتهاء مرحلة التطوير والاعلان عن افتتاح الحديقة للجمهور.


وثمن موافقة الاتحاد على طلب مصر مؤكدا أنه كان هناك تنسيقا تاما مع الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان في كل الخطوات بداية من التصميم وحتى مراحل التطوير مما يسهم في عودة حديقة حيوان الجيزة إلى التصنيف الافريقي والدولى لحدائق الحيوان وبالتالي وضعها على خريطة السياحة الأجنبية لمصر.


وخلال فاعليات المؤتمر اليوم الأربعاء 
قام الوفد المصري بتقديم عرض عن حديقة الحيوان تضمن تاريخ الحديقة ومراحل التطوير والرؤية المستقبلية لها وكيفية الربط بين التاريخ والحاضر والمستقبل من خلال الحفاظ على الطابع الاثري والتراثي للحديقة مع استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل الترفية لاضافة البهجة والسعادة لزائري الحديقة،
وخلال الجلسة أجاب الوفد المصري على اسئلة المشاركين في المؤتمر واستمع لاقتراحاتهم حول رؤية تطوير الحديقة.


هذا وتلقى مشاركة مصر في مؤتمر الاتحاد الافريقي لحدائق الحيوان PAAZA بجنوب إفريقيا ترحيبا كبيرا من الدول أعضاء الاتحاد والخبراء الدوليين المشاركين فيه، كما يسعى الوفد المصرى إلى الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في هذا المجال بالإضافة إلى عقد اتفاقات تؤامة مع حدائق الحيوان في إفريقيا وكذلك جلب حيوانات جديدة لم تك موجودة من قبل في حديقة حيوان الجيزة حتى تليق بالمواطن المصري وتعود إلى التصنيف الدولي الذي خرجت منه عام 2004.


والجدير بالذكر أن التحالف المصري لتطوير حديقتي الحيوان والأورمان والذي تقوده شركة الإنتاج الحربي للمشروعات التابعة لوزارة الإنتاج 
كان قد تعاقد مع وزارة الزراعة لتطوير وادارة الحديقتين لمدة 25 عاما بنظام حق الانتفاع كما أن وزيرا الزراعة والانتاج الحربي يتابعان باستمرار الموقف التنفيذي لتطوير حديقتي الحيوان والأورمان تمهيدا لإعادة فتحهما للمواطنين في الموعد المحدد.

مقالات مشابهة

  • صورة من عام 1941 تثير جنون رواد مواقع التواصل.. صبي غامض سافر عبر الزمن صحبة “iPad”!
  • توقيع اتفاقية تؤامة بين حديقتي الحيوان بالجيزة وجوهانسبرج
  • أبرزها التنوع الجيني..أهمية التوأمة بين حدائق الحيوان بالجيزة وجوهانسبرج
  • لغز نفوق الحوت الجاسوس.. منظمات حقوق الحيوان ترجح اغتياله بالرصاص
  • أحذية خشبية لأطفال غزة بسبب الحصار والظروف القاسية (شاهد)
  • الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان يوافق رسميا لأول مرة على استضافة مصر لمؤتمره القادم في 2025
  • قتلوا حماري ونيس؟! (قصة قصيرة من وحي المعركة)
  • رسميًّا لأول مرة.. مصر تستضيف مؤتمر الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان في 2025
  • "الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان" يوافق رسميا على استضافة مصر لمؤتمره القادم 2025
  • رسميا.. الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان يوافق على استضافة مصر لمؤتمره القادم في 2025