صرف الرواتب قبل العيد ينعش أسواق كردستان ويشعل حركة الشراء
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
بغداد اليوم - السليمانية
في إطار الاستعدادات لعيد الفطر، شهدت أسواق إقليم كردستان نشاطًا ملحوظًا بعد صرف حكومة الإقليم رواتب الموظفين لشهر آذار، هذه الخطوة أسهمت في تحفيز الحركة التجارية، حيث تدفَّق المواطنون إلى الأسواق لشراء مستلزماتهم العيدية، ما أعاد الحياة إلى المحلات التجارية بعد فترة من الركود بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وباشرت حكومة إقليم كردستان بصرف رواتب الموظفين لشهر آذار، مما أدى إلى انتعاش أسواق مدن الإقليم بشكل كبير، حيث شهدت الأسواق إقبالاً واسعاً منذ يوم أمس لشراء المستلزمات والحاجيات الخاصة بعيد الفطر.
وفي هذا السياق، تحدث عدد من التجار لـ "بغداد اليوم" عن انتعاش حركة السوق وكثرة الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين توافدوا على الأسواق".
سيروان، صاحب محل لبيع المكسرات في السليمانية، قال إنه "منذ إعلان حكومة الإقليم عن جدول توزيع رواتب الموظفين، بدأت عمليات إقبال كبيرة من المواطنين لشراء الحلويات استعداداً للعيد".
دانا، صاحب محل لبيع الملابس، أكد أن "الأعداد التي وصلت للسوق منذ يوم أمس فاقت ما شهده السوق من حركة خلال شهر كامل"، مضيفاً أن "الأسواق بقيت مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل، وستبقى كذلك اليوم بسبب الإقبال الكبير على الشراء، ما يحرك السوق الذي شهد ركوداً كبيراً بسبب الأزمة المالية".
من جهته، علل الخبير الاقتصادي هيفيدار شعبان انتعاش السوق بعد صرف الرواتب بالقول إن "المواطن شعر بالثقة، حيث أن العديد من الموظفين الذين لم يستلموا رواتبهم بعد ذهبوا إلى السوق لشراء مستلزمات العيد، وهم على يقين بأن الرواتب ستصرف قريباً".
وأضاف شعبان أن "صرف الرواتب ودخول أعداد كبيرة من السياح سيؤدي إلى انتعاش أسواق الإقليم بعد ركود كبير خلال الفترة الماضية".
وباشرت وزارة المالية في حكومة إقليم كردستان، اليوم الخميس (27 آذار 2025)، بصرف رواتب الموظفين لشهر آذار الحالي.
وقال مصدر في الوزارة لـ "بغداد اليوم" إن "المصارف بدأت بصرف رواتب الموظفين لشهر آذار بعد وصول المبالغ من بغداد يوم أمس".
وأضاف أنه "يوجد بحدود 300 ألف موظف سيستلمون رواتبهم هذا الشهر عبر مشروع (حسابي)"، مشيرا الى، أن "المصارف ستبقى مفتوحة حتى مساء اليوم، ويوم غد الجمعة، لإكمال صرف رواتب الموظفين في الإقليم والرعاية الاجتماعية والمتقاعدين يوم السبت، قبل العيد".
وكانت قد أعلنت وزارة المالية والاقتصاد في حكومة إقليم كردستان، يوم امس عن جدول توزيع رواتب موظفي حكومة كردستان للشهر الجاري.
ونوهت مالية الإقليم، في بيان تلقته "بغداد اليوم"، ان "توزيع رواتب شهر آذار يبدأ يوم غد الخميس وينتهي يوم السبت المقبل".
وكانت وزارة المالية بحكومة كردستان، أعلنت أول أمس الثلاثاء، أن إجراءات تمويل رواتب موظفي حكومة الإقليم من قبل وزارة المالية الاتحادية قد تمت وأن من المقرر إضافة المبلغ المطلوب إلى حساب وزارة مالية كردستان، الأربعاء (يوم امس).
وقالت في بيان: "تمويل الرواتب البالغ (954.880.467.779 ديناراً)، لشهر آذار للموظفين والمتقاعدين بإقليم كردستان، (اول امس الأربعاء) من قبل وزارة المالية بالحكومة الاتحادية".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: صرف رواتب الموظفین وزارة المالیة إقلیم کردستان بغداد الیوم فی حکومة
إقرأ أيضاً:
من انقطاع الرواتب إلى جنون الأسعار.. كيف دمرت مليشيا الحوثي بهجة العيد؟
عاش المواطنون في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي (المدرجة على قوائم الإرهاب)، طوال شهر رمضان المبارك، تحت وطأة كساد تجاري طال مختلف الأسواق، ليتفاقم الوضع مع اقتراب عيد الفطر، مُخلفًا مشاهد من البؤس والإحباط في العاصمة اليمنية المختطفة، التي تشهد أسواقها تراجعًا غير مسبوق في الحركة الشرائية، وسط تدهور معيشي حاد.
وأضافت الأيام الأخيرة قبل العيد أزمات جديدة إلى معاناة السكان اليومية، حيث تحولت أسواق الملابس إلى ساحات لاستنزاف مدخرات المواطنين، في ظل غياب الرقابة الحكومية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وفقًا لشهادات محلية.
أكد سكان محليون، في حديثهم لوكالة "خبر"، عجز الأسر عن توفير أبسط متطلبات العيد، مثل ملابس الأطفال، بسبب توقف الرواتب منذ سنوات، وانهيار الفرص الوظيفية، وتضاعف الأسعار بأكثر من 300% مقارنة بفترة ما قبل سيطرة المليشيات. وأشاروا إلى تحول الأسواق التي كانت تعج بالحركة إلى فضاءات للركود، حيث تتراكم البضائع على الرفوف دون إقبال.
وقال أحد السكان: "المواطن الذي كان قادرًا على تأمين احتياجات أسرته قبل الصراع، أصبح اليوم عاجزًا حتى عن فهم أسعار الملابس، التي تشبه ألغازًا مستحيلة الحل". وأضاف: "نغادر الأسواق بخفي حنين، ونحن نحمل خيبات جديدة نضيفها إلى رصيد معاناتنا اليومية".
باتت ملابس العيد بالنسبة لمعظم الأسر حلماً بعيد المنال، وفقًا للسكان، حيث قفزت أسعار ملابس الأطفال –التي كانت رمزًا للبهجة– إلى مستويات خيالية، بينما تحولت ملابس الكبار إلى سلعة ترفيهية لا يقدر عليها سوى قلة. وأرجع السكان هذا الوضع إلى جملة من العوامل، أبرزها انهيار العملة المحلية، وفرض المليشيا رسومًا و"جبايات" عشوائية على التجار، ما أدى إلى تضخيم الأسعار.
حلول بديلة في زمن المعاناة
حمّل السكان مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن الانهيار الاقتصادي، مؤكدين أن سياسات المليشيات –بدءًا من انقطاع الرواتب، وفرض الإتاوات، وصولًا إلى إهمال ملف الرقابة على الأسواق– حولت الحياة إلى جحيم يومي. وأكدوا أن المليشيا فشلت في معالجة الأزمات المعيشية، بل زادت من تعقيدها عبر تركيز جهودها على تحصيل الأموال من المدنيين، بدلًا دعم الاقتصاد.
في ظل غياب الحلول الرسمية، لجأ كثير من الأسر إلى حلول بديلة، مثل شراء الملابس المستعملة، أو إعادة استخدام ملابس الأعوام الماضية، بينما اضطرت أُسر أخرى إلى إلغاء طقوس العيد تمامًا. قالت أم محمد، وهي أم لخمسة أطفال: "العيد صار ذكرى نسترجعها بدلًا من أن نحتفل بها".
يُذكر أن المناطق الخاضعة للمليشيا الإرهابية تشهد تدهورًا معيشيًا غير مسبوق، صنّفته الأمم المتحدة كواحد من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، حيث يعاني أكثر من 80% من السكان من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقارير دولية.