بعد "صوموا تصحوا".. معهد تيودور بلهارس يطلق سلسلة إنفوجرافات "العيد صحة"
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن معهد تيودور بلهارس للأبحاث عن إطلاق سلسلة جديدة من الإنفوجرافات التوعوية تحت عنوان "العيد صحة"، والتي تأتي بالتزامن مع أول أيام عيد الفطر المبارك، وتهدف إلى تقديم إرشادات غذائية وصحية مبسطة تساعد المواطنين على الاستمتاع بالعيد دون الإضرار بصحتهم.
يأتي ذلك في إطار حرص المعهد على نشر الوعي الصحي والتغذية السليمة.
يُشارك في إعداد هذه السلسلة نخبة من المتخصصين في مجالات التغذية والصحة العامة، حيث ستتناول موضوعات صحية مهمة مثل التغذية السليمة خلال العيد، تأثير الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة، وأفضل العادات للحفاظ على النشاط البدني والصحة العامة.
جدير بالذكر أن المعهد قد قدم طوال شهر رمضان المبارك سلسلة "صوموا تصحوا"، التي تضمنت مجموعة من الإنفوجرافات التوعوية التي أعدها أعضاء وحدة التغذية العلاجية بالمعهد، بمشاركة مجموعة من الأطباء والمتخصصين من مختلف أقسام المعهد، بهدف تقديم نصائح علمية موثوقة تعزز من صحة الصائمين.
وتدعو الوزارة المواطنين إلى متابعة هذه السلسلة والاستفادة من التوصيات العلمية المقدمة من الخبراء، عبر منصات الوزارة والمعهد على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، متمنيًا للجميع عيدًا سعيدًا مليئًا بالصحة والعافية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعي فيسبوك الصحة والعافية النشاط البدني اول ايام عيد الفطر المبارك
إقرأ أيضاً:
عن الرحلة مع الوثائق
مما لا يختلف فيه اثنان أن الوثائق مصدر أساسٌ في الدراسات التاريخية والحضارية، وبالنظر إلى الحالة العمانية فإن الكثرة الكاثرة من الوثائق المحفوظة اليوم قد لا يتجاوزها زمانها القرون الثلاثة الأخيرة، بل إن الأكثر منها لا يتجاوز المائة سنة. وعليه فإن الوثائق الأقدم التي بقي منها النص المنقول وذهب الوعاء الأصل إنما هي في مضانّ أخرى مثل الكتابات الصخرية، والكتابات الجدارية، والوثائق المنقولة في كتب التراث، وهذه الأخيرة هي التي تعرَّضنا لأمثلة منها في هذه السلسلة التي نختمها اليوم. وأحب أن أشير هنا إلى بعض من اعتنوا بالوثائق من الجيل الأخير ممن ينتمون إلى المدرسة القديمة من الفقهاء والأدباء العمانيين، فمنهم العلامة إبراهيم بن سعيد بن محسن العبري (ت:1395هـ) الذي أفاد من جملة من الوثائق في كتابه (تبصرة المعتبرين) وكتب في تقييد له: «وجدت في قرطاس قديم ببندر مسقط بعض التأريخ، ولم أزل شغوفاً بالتواريخ العمانية القديمة، ولهذا السبب أنقل منه هاهنا ما سيأتي». ومنهم المؤرخ سيف بن حمود بن حامد البطاشي (ت:1420هـ) الذي استقى من الوثائق في غالب مؤلفاته التاريخية، ونقل جملة منها في كتابه (إتحاف الأعيان) كما أسلفنا في هذه السلسلة، ومما نقله ولم نُشِر إليه من قبل على سبيل المثال حكمٌ بين جِباه فلج ضوت وفلج الخوبي بنزوى حَكَم به الفقيه القاضي أحمد بن مفرج البهلوي سنة 826هـ في زمان السلطان المظفر بن سليمان بن المظفر بن نبهان، وبشهادة أبي القاسم بن عمر العفيف، وإبراهيم بن أبي الحسن بن أبي محمد بن سعيد الشجبي. والمثال الثالث هو الفقيه القاضي سالم بن حمد بن سليمان الحارثي (ت:1427هـ) إذ جمع أشتاتًا من الوثائق في خزانته، واجتهد في تصوير بعضها من مصادرها رغم الصعوبات، وصَدَّر بعض كتبه أو ضمَّنها بعض الوثائق كما صنع في كتابه (العقود الفضيّة) الذي صدَّره بثلاث وثائق لبعض الولاة القادة في عهد اليعاربة.
ولعل من بين ما ينبغي الاشتغال به في حقل الوثائق رصد الألفاظ الحضارية المنتشرة فيها، وضمّها إلى ما شاكلها في متون الكتب لتكون المحصّلة معجمًا للألفاظ الحضارية في التراث العماني. على أن كثيرًا من الوثائق العمانية تستدعي الدراية بأحوال المجتمع في العصور التي تنتمي إليها، وفي المقابل فإن بعض الوثائق المتأخرة يلزم لدراستها الإلمام بتاريخ العمانيين في البلاد التي هاجروا إليها تأثيرًا وتأثرًا، فعلى سبيل المثال تنتشر الألفاظ السواحلية في كثير من الوثائق الآتية من الشرق الإفريقي، وبالمثل تنتشر الكثير من أسماء البضائع والمنقولات في مكاتبات التجّار وسجلاتهم.
وحتى لا نبعد النّجعة عن الوثائق المبثوثة في نصوص التراث كما هو موضوع السلسلة، فإن كتب الجوابات عند المتأخرين داخلة هي الأخرى في مصادر الوثائق، وبذلك يسعنا أن نجمل القول بأن الوثيقة أينما وُجِدت فهي نص حي ناطق بشيء من التاريخ بصريح العبارة أو بدلالة مضمونها، ومن هنا فإن علينا أن نعيد صياغة مفهوم الوثيقة كي لا يبقى أسير الفهم السطحي الذي يحصر الوثيقة في رسالة أو حجة شرعية بأصلها المكتوب.