السجن أو القبر.. تعرّف على مصير أبرز معارضي بوتين
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
أعاد الحديث عن مقتل زعيم مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين إلى الواجهة أسماء المعارضين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكيف انتهى بهم الأمر، بين القتل والسجن.
وكان الرئيس الروسي قد قال في أول تعليق على تمرد قائد مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين، إن ما يحدث "خيانة داخلية وطعنة في الظهر"، وأن "الذين نظّموا التمرد المسلح، ورفعوا السلاح ضد الرفاق في القتال خانوا روسيا، وسيتحملون مسؤولية ذلك".
وقال -أيضًا-، إن "الذين نظّموا التمرد المسلح، ورفعوا السلاح ضد الرفاق في القتال خانوا روسيا، والرد على ذلك سيكون صارمًا وقاسيًا".
وفي مقابلة أجراها بوتين قبل سنوات، أوضح أن الشيء الذي لا يغفره هو "الخيانة".
وواجه معارضون روس غضب السلطات في موسكو، ووجدوا أنفسهم في مرمى الآلة القضائية الروسية، وقُتل بعضهم في ظروف غامضة.
وفيما يلي تذكير بمصير أبرز المعارضين، وما آلت إليه أوضاعهم.
يوري شيكوشيخينصحفي روسي كتب حول الجرائم والفساد في العهد السوفياتي، كان يجري تحقيقًا صحفيًا حول تفجير المنازل في روسيا (حصلت التفجيرات في 1999)، لكنه أصيب بمرض غامض في يوليو/تموز 2003، وتوفي فجأة قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة الأميركية. وأخفت السلطات الروسية ملفه الطبي ومنعت كشفه.
سيرغي يوشينكوفعقيد سابق في الجيش السوفياتي، أسس حزب "حركة روسيا الليبرالية"، وجمع أدلة حول تورط حكومة بوتين في سلسلة تفجيرات استهدفت بيوتًا في روسيا، لكنه تعرض للاغتيال بالرصاص قرب بيته في موسكو في 2003.
آنا بوليتكوفسكاياصحفية رويسة اتهمت قادة الكريملن بتحويل البلاد إلى دولة بوليسية. كتبت -كذلك- عن التجاوزات في الشيشان.
قُتلت رميًا بالرصاص في مصعد المبنى الذي تقطن فيه في 2006، وأدين 5 رجال في مقتلها، لكن القاضي اكتشف أن شخصًا لم تُكشف هُويته دفع مبلغ 150 ألف دولار للقضاء عليها.
ونفى بوتين ضلوع الكريملن في مقتلها، قائلًا حينها، إن "موتها في حد ذاته أضر على السلطات في روسيا والشيشان، مما كانت تقوم به".
رفع صورة الصحفية ناتاليا إستيميروفا التي قُتلت برصاص مجهولين (رويترز) ألكسندر ليتفينينكوعميل لدى الاستخبارات السوفياتية "كي جي بي"، انتقد الوكالة التي كان بوتين يديرها سابقًا، واتهم المخابرات الروسية بتدبير سلسلة من التفجيرات استهدفت بيوتًا في روسيا، وأودت بحياة المئات.
تعرض لتسمم بمادة البولونيوم-210 في 2006 بعد أن شرب كأسًا من الشاي في فندق بلندن. وكشف تحقيق بريطاني أنه تعرض للتسمم علي يد عميلين روسيين، لكن روسيا رفضت تسليمهما للسلطات البريطانية.
سيرغي ماغنيتسكيمحام روسي كان يعمل مع رجل أعمال أميركي – بريطاني، وشرع في التحقيق في قضية كبيرة تتعلق بالاحتيال الضريبي.
اعتُقل ماغنيتسكي في 2009 بعد كشفه عن أدلة تكشف تورط مسؤولين في جهاز الشرطة في قضية الاحتيال الضريبي، وضُرب في الحجز، ولم يُمكّن من تلقي العلاج فتُوفي.
ألكسندر ليتفينينكو تعرض لتسمم بمادة البولونيوم-210 (أسوشيتد برس) ستانيسلاف ماركيلوفناشط حقوقي ومحام عُرف بدفاعه عن المدنيين الشيشانيين ضد الجيش الروسي، كما دافع عن صحفيين وجدوا أنفسهم في متاعب قانونية بعد انتقادهم لبوتين.
في 2009، أطلق مجهول مقنّع النار عليه قرب الكريملن وأرداه قتيلًا، كما قتل الشخص نفسه الصحفية أناستاسيا بابوروفا، التي حاولت مساعدة الضحية.
ووجهت السلطات الروسية الاتهام إلى جماعة نازية، وحاكمت اثنين من أعضائها بتهمة قتل المحامي الروسي.
ناتاليا إستيميروفاصحفية عُرفت بتحقيقاتها المتعلقة بالتجاوزات والاغتيالات في الشيشان.
اختطفت قرب منزلها في 2009 ثم أطلق عليها الخاطفون الرصاص، وألقوا جثتها في غابة قريبة. ولم توجه السلطات أي اتهامات بشأن الجريمة.
بوريس نيمتسوفسياسي روسي بارز، كان يعدّ رائدًا من رواد الإصلاحيين الشباب في روسيا ما بعد الشيوعية. تولى منصب نائب رئيس الوزراء في عهدة الرئيس الأسبق بوريس يلتسين في 1998، ودعم تولي بوتين للسلطة قبل أن يعارضه علنًا.
نظم مسيرات احتجاجية على نتائج الانتخابات البرلمانية في 2011، وكتب تقارير عدة عن الفساد.
دعا لمسيرة مناهضة للتدخل الروسي في أوكرانيا في فبراير/شباط 2015، قبل أن يطلق عليه شخص النار قرب الكريملن ويرديه قتيلًا. ولم توجه التهمة لأحد حتى الآن.
إيليا ياشين
ناشط روسي اشتهر بانتقاده للنظام في موسكو، حكم عليه القضاء بالسجن بتهمة نشر "أخبار كاذبة" حول الجيش الروسي. وكان انتقد في مقطع مرئي -بثّه مباشرة في يوتيوب- "قتل المدنيين" في بلدة بوتشا في أوكرانيا، وانتقد قبل ذلك الحرب الروسية على أوكرانيا.
أليكسي نافالنيأليكسي نافالني معارض عُرف بانتقاده الشديد للسلطات الروسية، تعرض للتسمم بغاز أعصاب (نوفيتشوك)، طُوّر في برنامج سري سوفييتي.
تلقى العلاج في مستشفى ببرلين، وعاد إلى روسيا فاعتقل وحكم عليه بـ9 ستوات سجنًا بتهم "احتيال" يقول نافالني، إنها مفبركة.
وقبل أسبوعين، أصدرت محكمة روسية بحقه حكمًا إضافيًا بالسجن لـ19 سنة بتهمة "التطرف".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی روسیا
إقرأ أيضاً:
هل يستغل ترامب علاقته مع بوتين لإبعاد روسيا عن الصين؟
فتح فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الباب أمام تكهنات بأن يتمكن الرئيس القادم من فرض تسوية وشيكة تُنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في ظل العلاقة الخاصة التي تجمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ومع ذلك، يشكك الخبير في العلاقات الدولية ورئيس المركز الدولي لمكافحة الجريمة والإرهاب، إينيس كاراخانوف، في حوار له مع موقع "نيوز ري" الروسي، في أن ينحاز ساكن البيت الأبيض الجديد إلى موسكو.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحفي فرنسي: حان الوقت لخروج أوروبا من الغيبوبة ومواجهة ما يحدث بغزةlist 2 of 2هآرتس: 5 أفعال تعد جريمة إبادة جماعية فهل تنطبق على إسرائيل؟end of listواعتبر كاراخانوف أن ترامب -على عكس الدولة العميقة التي تعتبر روسيا تهديدًا وخصمًا إستراتيجيا- يرى في موسكو شريكًا يمكن استخدامه في المواجهة الجيوستراتيجية مع الصين.
إنذارات لأوكرانيا وروسياوتنبأ كاراخانوف بأن تنطلق مفاوضات جديدة مع روسيا، معتبرا أن اتصالات واشنطن مع كييف وموسكو ستتخذ شكل "إنذارات متوازية".
ويقول كاراخانوف "يتلخص هدف ترامب في تفكيك تحالف روسيا مع الصين، باعتبارها أكبر تهديد للولايات المتحدة. ولتحقيق ذلك، يحتاج ترامب إلى إبقاء أوكرانيا ضمن نفوذه وتحسين العلاقات مع موسكو في الوقت ذاته. ومن المرجح أن يفرض ترامب شرطا على كييف يُلزمها بالموافقة على التفاوض والوصول إلى تسوية سلمية، أو وقف الولايات المتحدة الدعم العسكري والمالي بالكامل".
ويضيف كاراخانوف أن كييف ستكون حينئذ أمام خيارين، إما البحث عن حل وسط مع موسكو، أو المخاطرة ومواصلة الأعمال العدائية دون دعم الولايات المتحدة.
ورجح الخبير الروسي إمكانية أن يقدم ترامب تنازلات إستراتيجية لروسيا تتمثل في رفع بعض العقوبات الاقتصادية واستعادة العلاقات التجارية والدبلوماسية جزئيا، والوصول المحدود إلى التكنولوجيا الأميركية، مقابل الحد من علاقاتها مع بكين، ومن ذلك دعم مبادرات الصين الدولية والتعاون العسكري.
وتابع "إن لم تتنازل موسكو، سوف يقدم ترامب عرضا آخر، يتمثل في تسليم الولايات المتحدة كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة إلى أوكرانيا، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الدقيقة، وربما الطائرات، وهو ما من شأنه مساعدة القوات المسلحة الأوكرانية على التصدي للجيش الروسي بشكل فعال".
وحسب رأيه، فإن مثل هذا السيناريو يهدد بتصعيد حاد للصراع وإضعاف موقف روسيا. وأضاف "في الحالتين، ستكون الولايات المتحدة قادرة على تحقيق مصالحها.. إما أن توافق موسكو على القيود (في علاقتها مع الصين) من أجل تعزيز العلاقات (مع الولايات المتحدة)، أو أن تتصدى لزيادة الدعم الأميركي بشكل كبير لأوكرانيا".
ورجح كاراخانوف أن تكون المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا في ظل حكم ترامب طويلة المدى للتوصل إلى حلول وسط، وأن يحاول ترامب زيادة الضغط على روسيا عبر وسائل الإعلام والقنوات الدبلوماسية.
وشدد الخبير على أنه "من المهم لإدارة الرئيس الأميركي الجديد أن تتمسك بمبادرة لحفظ السلام من أجل طمأنة المعارضة الداخلية والحلفاء في الناتو الذين قد يشعرون بالقلق بشأن التغييرات المفاجئة المحتملة في السياسة الأميركية".
ماذا لو قدمت روسيا تنازلات للولايات المتحدة؟
ورجح كاراخانوف أن تطلب واشنطن مزيدا من التنازلات من روسيا في حال وافقت موسكو على مبادرة ترامب بتقليص التعاون مع الصين، إذ سيزيد ترامب تدريجيا من الضغوط الاقتصادية على موسكو ويطالبها بإجراءات جديدة للحد من مبادلاتها التجارية مع بكين مقابل الحصول على مزايا إضافية.
وأضاف موضحا "موافقة روسيا على الرضوخ لجزء من المطالب، وخاصة الحد من العلاقات مع الصين، قد يترتب عليها زيادة النفوذ الأميركي ومن ثم المطالبة بتقديم تنازلات إضافية في المستقبل. ومن المتوقع أن يزيد ترامب الضغوط الاقتصادية بحذر، ويقدم مزايا جديدة لإضعاف العلاقات بين موسكو وبكين. كذلك سيحاول ترامب استغلال هذه الفجوة الإستراتيجية لتحويل روسيا إلى حليف خاضع للسيطرة في مواجهته مع الصين".
وأشار كاراخانوف إلى أن تدهور العلاقات مع بكين قد يجعل موسكو تخسر السوق الصينية وتعاني من نقص في الإمدادات التكنولوجية، وذلك سيفضي إلى إضعاف اقتصادها. كما أن غياب حليف إستراتيجي في الشرق يضع روسيا بمفردها في مواجهة النفوذ المتنامي للولايات المتحدة وحلفائها، حسب تعبيره.
ماذا سيحدث لأوكرانيا إذ توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق؟
يستبعد كاراخانوف إمكانية أن تقدم روسيا تنازلات للولايات المتحدة بشأن الملف الأوكراني رغم كل الحوافز التي قد يقدمها ترامب، لكنه يرى أن مصير القيادة الأوكرانية بعد المفاوضات المنتظرة بين واشنطن وموسكو يشوبه الغموض، مهما كانت نتائج تلك المفاوضات.
ويرى كاراخانوف في هذا السياق أن "ترامب قد يزيد الضغط على كييف ويطالبها بالوصول إلى اتفاق سلام مع روسيا. وفي هذه الحالة، فإن تقسيم أوكرانيا أمر مستبعد، ومن غير المرجح أن تسيطر المجر وبولندا ورومانيا على مناطق في أوكرانيا بسبب المعارضة الشديدة من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وقد تحتفظ أوكرانيا بمعظم الأراضي غير الخاضعة لسيطرة موسكو، وتشكل منطقة عازلة بين روسيا والغرب"، حسب قوله.
كاراخانوف: واشنطن قد تمد يدها لموسكو مقابل تقليص روسيا علاقاتها مع الصين (رويترز) ما تأثير علاقة بوتين وترامب على المفاوضات؟يرجح كاراخانوف أن تلعب العلاقات الشخصية بين ترامب وبوتين دورًا مهمًّا في المفاوضات بين البلدين، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي الجديد سيستخدم أسلوب التعاطف لإخضاع موسكو لواشنطن.
ويضيف الخبير الروسي "يعتقد ترامب أن وجود عامل الثقة بين القادة كفيل بإزالة الحواجز الشكلية والمساعدة في التوصل إلى تسويات. ويُعرف ترامب باعتباره رجل صفقات، ويعتقد أنه من خلال التحدث مباشرة مع بوتين يمكن الوصول إلى حلول وسط مقبولة للطرفين. ولهذا السبب قد يستخدم المفاوضات الشخصية وسيلة لتجاوز الخلافات، متجاوزًا القنوات الدبلوماسية الرسمية التي تتخذ تقليديا موقفًا أشد صرامة".
وحسب رأيه، لا يمكن وصف ترامب بأنه موال لروسيا وأنه لا يخدم المصالح الأميركية، لأن روسيا تمثل له طرفا محوريا في المواجهة مع الصين. ولذلك فإن اهتمامه بتحسين العلاقات مع روسيا ينطلق من اعتبارات إستراتيجية، ولا يُعزى إلى تعاطفه مع روسيا.
وتابع قائلا إن "هدف ترامب لا يتمثل في إضعاف روسيا بل في تقليص نفوذها بما يجعلها تعتمد على الولايات المتحدة في القضايا التي تخدم مصالح إدارته. ترامب ليس كارهًا للروس، مثلما هو الحال لجزء من المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة، لكنه أيضًا لا يرى روسيا حليفًا حقيقيا، وهي بنظره مجرد أداة يمكن استخدامها في لعبة جيوسياسية كبيرة".