الإدارة بين الأخلاق والنجاح فن القيادة الحقيقية
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن ..
في عالم الإدارة ليست السلطة وحدها هي التي تصنع القائد بل الأخلاق والرؤية والقدرة على التأثير هناك مدير يجرحك بسوء خلقه وتعاليه وآخر يحرجك برقيه وسمو مبادئه الفارق بين الاثنين ليس في المنصب بل في إدراكهما لمعنى القيادة الأول يُشيّد جدرانًا بينه وبين فريقه والآخر يمدّ لهم جسورًا من الاحترام والتقدير الأول يأمر، والآخر يُلهم الأول يفرض والآخر يزرع الثقة وكأن القيادة وجه آخر للإنسانية إما أن تكون أفقًا مفتوحًا أو جدارًا يُضيّق الخناق على الأرواح
الإدارة ليست مجرد تنظيم للأعمال واتخاذ للقرارات بل هي فن التعامل مع البشر وتحفيزهم ليقدموا أفضل ما لديهم القائد الناجح لا ينظر إلى فريقه كأرقام صمّاء في تقارير بل كقلوب تنبض وطموحات تتوق للتحليق وما الإدارة إن لم تكن موسيقى خفية تعزفها روح القائد فإما أن تكون نشيدًا يرفع الهمم أو ضجيجًا يبدد الحماسة.
عندما تكون الأخلاق جزءًا من الإدارة يتحوّل مكان العمل من جدرانٍ صامتة إلى فضاء يتنفس بالإبداع والولاء المدير الذي يؤسس علاقته بموظفيه على الاحترام والثقة سيجد أنهم لا يعملون فقط من أجل الراتب بل من أجل نجاح المؤسسة وكأنها بيتهم وكأن الإنجاز قطعة من أرواحهم وحدها الأخلاق تكتب حكاية الانتماء فكيف لمكان أن ينمو دون أن يسكنه الإخلاص؟
لكن الأخلاق وحدها لا تكفي فالإدارة تحتاج إلى عينٍ ترى أبعد مما يراه الآخرون وإلى عقلٍ يصنع من الفوضى خريطة واضحة للنجاح لا يكفي أن يكون القائد نبيلاً بل يجب أن يكون حكيمًا يعرف متى يكون حازمًا ومتى يكون مرنًا متى يصمت ليستمع، ومتى يتحدث ليوجّه فالإدارة الحقيقية لا تمشي على درب الصدفة بل تبني طريقها حجراً بعد حجر ورؤية بعد أخرى حتى يصبح النجاح نتيجة حتمية لا مجرد احتمال.
المؤسسات الناجحة ليست تلك التي تمتلك أذكى العقول فحسب بل تلك التي تعرف كيف تجعل هذه العقول تعمل بانسجام ضمن بيئة تمنحها الأمان والإلهام فلا شيء يقتل الإبداع أكثر من بيئة تخنق الأحلام ولا شيء يُشعل الطموح أكثر من قائد يرى في موظفيه شركاء لا مجرد أيدٍ عاملة
وفي المحصلة يبقى الفرق بين المدير العادي والقائد الحقيقي واضحًا كالفارق بين من يُشعل شمعة ومن يطفئها الأول يدير المهام والثاني يلهم البشر الأول يبحث عن النتائج والثاني يصنعها من خلال بناء فرق قوية ومتحدة وبين هذا وذاك تبقى الأخلاق حجر الأساس لكل نجاح مستدام تمامًا كما تبقى السماء سقفًا للذين يحلمون بالطيران.
د. سعد معنالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الأول ی
إقرأ أيضاً:
أحمد مالك من مهرجان الإسكندرية : أشعر بالفخر والمسئولية والمسرح البداية الحقيقية للفنان
عبر الفنان أحمد مالك عن شعوره بالفخر والمسؤولية بعد تكريمه ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وذلك خلال جلسة “ماستر كلاس” التي أقيمت بالمتحف اليوناني الروماني تحت رعاية هيئة تنشيط السياحة، وقدمها المدير الفني للمهرجان موني محمود.
وقال مالك: “مع كل تكريم أشعر بمسؤولية مضاعفة، ولحظة تكريمي أمس كانت لحظة شعرت فيها أن مجهودي بدأ يؤتي ثماره”. وأضاف: “مسيرة الممثل تمر بمراحل عدة تبدأ من تجارب الأداء، ثم التواجد في أدوار يتم ترشيحه لها، إلى أن يصل لمرحلة يستطيع فيها اختيار أدواره بنفسه”.
وأشار مالك إلى أن فكرة تمثيل جيل بأكمله أمر يقرره الجمهور، وليس الفنان نفسه، موضحًا: “أنا ممثل أخلص لحرفتي وأسعى باستمرار لتطوير نفسي وتعلم المزيد”.
وأكد الفنان الشاب على أهمية المسرح في حياة الفنان، قائلًا: “المسرح هو أول خطوة لصقل مهارات الممثل، وهو المكان الذي يختبر فيه الفنان حقيقته وقدراته”. كما شبه التمثيل بمهنة لاعب كرة القدم، مؤكدًا أن الاستمرار في التدريب وتطوير الأدوات أمر ضروري للمحافظة على النجاح.
تستمر فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حتى 2 مايو المقبل، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، إلى جانب ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار الفني.
يُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يُقام سنويًا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام صناع السينما لعرض أعمالهم على الجمهور.
المهرجان أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويقام برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، ومحافظة الإسكندرية، نيو سينشري شركة باشون للإنتاج الفني.