اطول رحلة بحرية عراقية داخلية
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
واجهت قيادة القوة البحرية حزمة من المتاعب الناجمة عن مشاكل السيطرة على الحوض البحري العملاق، الذي يحمل أسم: (بحر العرب). كانت قيادة القوة البحرية وشركة الموانئ تواجه صعوبات متكررة في تثبيت هذا الحوض وإبقاءه ساكنا في مواجهة العواصف والتيارات العنيفة، وتحت وطأة تقلبات المد والجزر، فقرر السيد قائد القوة البحرية نقله من ميناء ام قصر إلى ميناء المعقل.
لم تكن المهمة سهلة، بل كانت مرهقة ومحفوفة بالعقبات والمخاطر، بدأت صباح يوم 25 / 1 / 2016 بصحبة اربعة سفن (مساعدة) ارسلتها الموانئ لهذا الغرض، في حين ارسلت قناة (صوت البصرة) فريق تلفزيوني لنقل تفاصيلها برئاسة الإعلامي الموهوب (حسن مظلوم). .
بدأت الرحلة تحركاتها عبر ممرات خور عبدالله وصولا إلى منطقة الانتظار الواقعة في عرض البحر (شمال غرب ميناء خور العمية)، وفي صباح اليوم التالي قرر كابتن كاظم التحرك نحو مدخل شط العرب في توقيت يسمح له بالاستفادة من التيارات المدية الصاعدة وتوظيفها في إجتياز منطقة السد الخارجي بسلام، وهي منطقة معروفة بضحالتها وانخفاض أعماقها . .
ولك ان تتخيل تعقيدات هذه الرحلة الشاقة ومشاكلها، فالحوض العائم كان عبارة عن كتلة ميتة هائلة لجسم ثقيل يزيد طوله على 150 مترا، ووزنه 6000 طنا، وارتفاعه 36 مترا، وعرضه 29 مترا. تقطره سفينة مساعدة بقوة 6000 حصان، وتدفعه من الخلف ثلاث سفن مساعدة، قوة كل منها 4000 حصان. ومع ذلك كان معدل السرعة اقل من ست عقدات عند التحرك مع التيار، وتنخفض السرعة احياناً في مواجهة تيار الجزر حتى تصل إلى اقل من نصف عقدة ؟. .
وتخيل كيف كانت المصاعب والتعقيدات في التعامل مع منعطفات شط العرب وفي عبور فتحات الجسور الحديدية (جنوب الفاو)، واجتياز السفن الغارقة، وكيفية التعامل مع السفن التجارية القادمة والمغادرة. ومع ذلك واصلت الرحلة تنقلاتها بخطوات مدروسة ومتقنة وبلا توقف، إبتداءً من مدخل شط العرب وحتى ميناء ابو فلوس. فكان لابد من الرسو على ارصفة الميناء استعداد لمرحلة هي الاصعب والأخطر والأكثر تعقيدا. .
ثم استأنفت الرحلة مسيرتها في صباح اليوم التالي، فغادرت ميناء (ابو فلوس) متوجهة إلى المعقل بتوقيت يتزامن مع وصول المجموعة إلى جسر التنومة عند بداية تيار الجزر. وقبل ذلك كان لابد من اجتياز مقبرة السفن الغارقة في منطقة (الصنكر). .
واخيراً جاءت المرحلة الحاسمة وتمثلت بعبور جسر التنومة العائم. .
كانت فتحة الجسر بحدود 35 مترا فقط. بما يقيد حرية المناورة، ويمنح الحوض مترا واحدا فقط (عن يمينه وعن شماله)، وكان عبور الفتحة الملاحية تحت أشراف كل من الكابتن سنان الشاوي والكابتن سند عبد الرضا. .
وهكذا تمت عملية العبور والاجتياز بنجاح تام عصر ذلك اليوم الحافل بالمفاجآت والمتاعب. وتم ارساء الحوض العائم وربطه برصيف المسفن البحري، وهو المكان الذي استقر فيه منذ عام 2016 وحتى يومنا هذا. .
واذكر ايضاً ان أعداء النجاح اشتركوا وقتذاك بحملة فيسبوكية ضارية ضد الذين حققوا ذلك النجاح المشهود. . حملة تشويهية ظالمة لا تخلو من الشتائم واللعنات يقودها بعض السفهاء والمرجفين (بعضهم من العاملين في القطاع البحري). بينما كانت قيادة القوة البحرية بقائدها وضباطها من اقوى الداعمين للفريق الملاحي الذي تحمل وزر وأعباء الرحلة التي استمرّت اربعة ايام وثلاث ليالي. .
من ينظر الآن إلى الحوض (بحر العرب) لن يصدق انه جاء من إيطاليا عام 1986 وظل متوقفا لسنوات في الموانئ المصرية بسبب الحروب المتوالية والحصار الدولي المفروض علينا، ثم انتقل بعد عام 2003 من الإسكندرية إلى ميناء ام قصر في البصرة، وانتقل بعدها إلى ملاذه الأخير في ميناء المعقل. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات القوة البحریة
إقرأ أيضاً:
ازدهار غير مسبوق في حركة الشحن عبر الممر البحري الشمالي
روسيا – أعلن الرئيس فلاديمير بوتين في كلمة خلال منتدى تنمية منطقة القطب الشمالي أمس عن إنجاز استثنائي حققه ممر الملاحة الشمالي عبر مياه روسيا المتجمدة بين المحيطين الأطلسي، والهادئ.
ووفقا للرئيس الروسي فقد قفز حجم الشحنات من 4 ملايين طن في 2014 إلى 38 مليون طن في العام الماضي، أي ما يعادل عشرة أضعاف ويفوق الرقم القياسي السوفييتي السابق بخمس مرات.
وقال بوتين أمس في المنتدى الذي استضافته مدينة مورمانسك على مدى اليومين الماضيين: “على مدى السنوات العشر الماضية، زادت حركة نقل البضائع على طول ممر الملاحة الشمالي من مضيق كارا إلى مضيق بيرينغ بمقدار كبير: بعد أن تم نقل 4 ملايين طن فقط من البضائع عبره في 2014 تم نقل 38 مليون طن عبر الممر في العام الماضي. وهذا أكثر بخمس مرات من الرقم القياسي المسجل في الحقبة السوفييتية”.
وأعرب بوتين عن ثقته بأن “هذه الأرقام سترتفع لتصل إلى ما بين 70 و100 مليون طن بحلول عام 2030”.
ولتحقيق هذه الأهداف الطموحة، دعا الرئيس الروسي إلى تعزيز القدرات الروسية في مجال كاسحات الجليد، مؤكدا أن “روسيا تمتلك حالياً أكبر أسطول كاسحات جليد في العالم، وهي الدولة الوحيدة التي تمتلك كاسحات جليد ذرية”.
وأضاف بوتين: “علينا تعزيز هذه الميزة التنافسية من خلال بناء المزيد من كاسحات الجليد من الجيل الجديد، بما في ذلك الكاسحات الذرية التي تبقى تقنية روسية حصرية”.
وتولي موسكو أهمية كبيرة لتطوير منطقة القطب الشمالي، ولاسيما ممر الملاحة الشمالي، الذي يمتد عبر الدائرة القطبية الشمالية ويربط المحيطين الأطلسي والهادئ.
وتواصل روسيا تصنيع عدد إضافي من كاسحات الجليد لمرافقة السفن التجارية، ورفد الأسطول الروسي.
المصدر: RT