الدوحة- في أكبر حدث من نوعه لجمع التبرعات عبر يوتيوب، نجحت مؤسسة قطر الخيرية من خلال فعالية "تحدي ليلة 27" في جمع مبلغ 220 مليون ريال، لمساعدة الشعب السوري في إعادة إعمار وترميم 1500 وحدة سكنية بريف مدينة حماة التي تعرضت للتدمير.

ويهدف المشروع لإعادة الأهالي، الذين دُمرت منازلهم واضطروا للسكن بالمخيمات، إلى أماكن سكنهم الأصلية، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لهم، إلى جانب ترميم وتجهيز المرافق الخدمية الأساسية في المناطق المستهدفة.

وحظيت فعالية "تحدي ليلة 27″، التي احتضنتها ساحة الحكمة في الحي الثقافي "كتارا"، وجاءت تحت شعار "بالخير نعمّرها" ضمن حملة قطر الخيرية الرمضانية "خيرنا متوارث"، باهتمام واسع وتفاعل لافت من الجمهور، سواء داخل دولة قطر أو خارجها.

كما تميزت الفعالية بالتعاون مع كل من الحي الثقافي والجزيرة 360، وجمعية الاستجابة الطارئة بمشاركة مؤثرين وإعلاميين سوريين عبر اتصال مرئي مباشر من داخل مخيمات النازحين في سوريا، مما أضفى عليها بعدا إنسانيا مؤثرا، حيث تم تسليط الضوء على معاناة النازحين وظروفهم الصعبة، مما دفع الحضور والمشاهدين إلى التفاعل العاطفي والمساهمة الفعالة في دعم القضية.

صورة للمحصلة النهائية للحملة (الجزيرة) 12 عاما من الدعم

من جانبها، أوضحت مدير إدارة العمليات الإنسانية بقطر الخيرية، عائشة عبد الرزاق الكواري، أن "تحدي ليلة 27" لهذا العام يأتي استجابة لحجم الدمار الكبير في البيوت والمرافق الخدمية بسبب الأزمة في سوريا، واستمرارا لجهود مؤسسة قطر الخيرية الإنسانية لإغاثة المتضررين السوريين، والتي بدأت قبل أكثر من 12 عاما، في مجالات الغذاء والإيواء والمواد غير الغذائية والصحة والتعليم وغيرها، خدمة للنازحين في الشمال السوري أو اللاجئين في دول الجوار.

إعلان

وأكدت أن قطر الخيرية قدمت دعما إنسانيا متواصلا للشعب السوري على مدى 12 عاما، بقيمة تجاوزت 900 مليون ريال، واستفاد منها 24 مليون شخص، وشملت مشاريع إيواء كبرى مثل مدينة الأمل التي تضم 1400 وحدة سكنية ومرافق متكاملة، يستفيد منها 8800 شخص.

أحمد فخرو: فعالية تحدي ليلة 27 تهدف لإحداث تأثير إيجابي ومستدام في حياة النازحين السوريين (الجزيرة) تأثير مستدام

وفي تصريح للجزيرة نت، قال أحمد يوسف فخرو مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع تنمية الموارد والاتصال بقطر الخيرية إن فعالية "تحدي ليلة 27" تأتي كجزء من التزام قطر الخيرية بدعم الأشقاء السوريين، وإحداث تأثير إيجابي ومستدام في حياتهم، فالهدف هو جمع التبرعات لإعادة ترميم 1500 منزل متضرر، مما يتيح لآلاف العائلات النازحة فرصة العيش في بيئة أكثر أمانا واستقرارا، بعيدا عن قسوة النزوح والتشرد.

وأضاف "إننا في قطر الخيرية نؤمن بأن توفير السكن ليس مجرد إعادة بناء جدران، بل هو استعادة للكرامة والأمان وتحسين لجودة الحياة، خصوصا للأطفال وكبار السن الذين يعانون من قسوة الظروف المعيشية".

ولفت إلى أنه من خلال هذه الحملة "نسعى لأن نعيد الأمل في نفوس المتضررين، وأن نمنحهم بداية جديدة توفر لهم الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة"، مشيدا بالتفاعل الكبير من الجمهور داخل قطر أو خارجها، الذي يعكس القيم الإنسانية العظيمة التي تؤمن بها مجتمعاتنا، وحرصه الدائم على تقديم المساعدة للمنكوبين.

وأكد استمرار قطر الخيرية في دعم السوريين من خلال المشروعات المتنوعة، والتي تشمل الإغاثة العاجلة، والرعاية الصحية، والتعليم، والتمكين الاقتصادي، وغيرها من المبادرات التي تسهم في تحسين حياتهم بشكل مستدام.

مساعدات متكاملة

وتابع فخرو أن التحديات التي يواجهها النازحون السوريون كبيرة، لكن بدعم الخيرين والمؤسسات الإنسانية "يمكننا أن نحدث فرقا حقيقيا". و"نحن في قطر الخيرية مستمرون في أداء رسالتنا الإنسانية، مؤمنين بأن العمل الخيري مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود لضمان مستقبل أكثر إشراقا للمحتاجين في كل مكان".

إعلان

وأشار إلى أنه منذ اندلاع الأزمة السورية، حرصت قطر الخيرية على أن تكون في مقدمة المؤسسات الإنسانية التي تقدم الدعم والمساندة للأشقاء السوريين، سواء داخل سوريا أو في دول اللجوء، وقال "من خلال برامجنا المتكاملة، ركزنا على تلبية الاحتياجات الأساسية للمتضررين، مع التركيز على إيجاد حلول مستدامة تُسهم في تحسين ظروفهم المعيشية على المدى الطويل".

وعلى صعيد الإغاثة العاجلة، أشار فخرو إلى تنفيذ حملات مستمرة لتوفير المواد الغذائية، والمياه الصالحة للشرب، والمساعدات الشتوية التي تقي النازحين برد الشتاء القارس. وقال "عملنا على تأمين مستلزمات الإيواء للنازحين الذين فقدوا منازلهم، سواء عبر إنشاء مخيمات مجهزة أو من خلال دعم الأسر بمساعدات نقدية تمكنها من استئجار مساكن آمنة، بالإضافة إلى توفير المساعدات في العديد من المجالات الأخرى مثل القطاع الصحي والتعليمي".

الحملة تهدف لبناء وترميم 1500 منزل مدمر في ريف مدينة حماة وإغلاق مخيمات النازحين (الجزيرة) حلول عملية

وقال مدير إدارة العمليات التنموية في قطر الخيرية عبد العزيز جاسم حجي، في تصريح للجزيرة نت، إن فعالية "تحدي ليلة 27" ليست سوى محطة ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها المؤسسة لإحداث تغيير إيجابي في حياة الأشقاء السوريين، مشددا على التزام المؤسسة بمواصلة العطاء وتقديم حلول عملية تسهم في تخفيف معاناة المتضررين وتعزز قدرتهم على الصمود في وجه التحديات.

وأوضح حجي أن مشروع إعادة البناء والترميم سيتم تنفيذه في ريف مدينة حماة السورية، ويهدف لترميم 1500 منزل، مما سيمكن العائلات المتضررة من العودة إلى مساكنها واستئناف حياتها الطبيعية بعد سنوات من النزوح والمعاناة متوقعا أن يستفيد من المشروع 12 ألف نازح ومتضرر.

وأضاف أن المشروع لن يقتصر على ترميم المنازل فقط، بل سيركز على إعادة تأهيل المرافق الخدمية الأساسية في المناطق المستهدفة، حيث ستشمل الخطة على التالي:

إعلان تجهيز مركز صحي. تأهيل مسجد. بناء وترميم مدرستين ابتدائيتين ومدرسة إعدادية، ومدرسة ثانوية، وروضة أطفال. ترميم وتجهيز 50 محلا تجاريا لدعم النشاط الاقتصادي في المنطقة.

وسيمثل إنجاز هذا المشروع، وفق حجي، نقطة تحول كبيرة في حياة النازحين، حيث سيمكن من إغلاق عدة مخيمات كانت تؤويهم وإنهاء معاناتهم الممتدة، ومنحهم فرصة للعودة إلى بيوتهم، وإعادة نبض الحياة إلى المناطق التي اضطروا قسرا لمغادرتها.

وأضاف أن هذه الجهود تعكس التزام قطر الخيرية بتقديم دعم حقيقي ومستدام، لا يقتصر فقط على الإغاثة الطارئة، بل يمتد ليشمل إعادة الإعمار والتنمية الشاملة، بهدف تمكين الأسر السورية من بناء مستقبل أكثر استقرارا وأمانا.

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي يشيد بدعم قطر للسوريين منذ سنين (الجزيرة) موقف ثابت

وفي تصريح للجزيرة نت، أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي أن الدور الإنساني، الذي تقوم به دولة قطر في دعم الشعب السوري، يعكس قيم الأخوة الإسلامية والتكافل الإنساني، ويؤكد على موقفها الثابت في مساندة المستضعفين والمتضررين من الأزمات والكوارث.

وأشار إلى أن قطر -حكومة وشعبا- كانت في طليعة الدول التي قدمت المساعدات العاجلة والدعم المستدام للشعب السوري منذ بداية أزمته، وذلك من خلال الإغاثة العاجلة، وإعادة الإعمار، ودعم التعليم والصحة، مما أسهم في التخفيف من معاناة الملايين.

وأضاف، في هذا السياق، أن فعالية "تحدي 27″، التي أطلقتها قطر الخيرية كمبادرة نوعية تهدف إلى إعادة تأهيل وترميم 1500 منزل مدمر، تأتي لتوفر بذلك ملاذا آمنا ومستقرا للمتضررين، وخاصة الأسر الأكثر احتياجا موضحا أن هذه المبادرة ليست مجرد عمل خيري، بل هي رسالة إنسانية تعكس التزام قطر الدائم بمساعدة المحتاجين، وتجسد روح التعاون والتكافل التي دعا إليها الإسلام.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان قطر الخیریة من خلال

إقرأ أيضاً:

بأكثر من نصف مليار ريال.. أمير منطقة تبوك يطلع على المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة

المناطق_تبوك

اطلع صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود بن عبدالله بن فيصل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة تبوك، على عدد من المشاريع البلدية والإسكانية التي تنفذها وزارة البلديات والإسكان بالمنطقة، وتنوعت ما بين مشاريع البُنى التحتية، وسفلتة الطرق، وتطوير الميادين، وأنسنة المدن، وتصريف مياه الأمطار، ودرء أخطار السيول، إضافةً إلى مشاريع إسكانية، واستثمارية، وبيئية، وبُنى تحتية مستقبلية تقدر تكلفتها الإجمالية بـ 4.335 مليار ريال.

جاء ذلك خلال لقاء سموه مساء أمس بالقصر الحكومي، المواطنين ورؤساء المحاكم والقضاة ومشايخ القبائل ومديري الإدارات الحكومية بالمنطقة، حيث بدأ اللقاء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم استُعرضت أبرز المشاريع البلدية والإسكانية والاستثمارية والخدمية، والتي قدَّم أمين منطقة تبوك، المهندس حسام بن موفق اليوسف، عنها عرضاً موجزاً عبر الشاشات المرئية أمام سموه والحضور، تضمّنت أكثر من 43 مشروعاً يجري تنفيذ البعض منها وترسية الأخرى، بقيمة إجمالية تصل لـ674 مليون ريال، في مجالات متعددة شملت النقل العام بالحافلات، وسفلتة مخططات المنح، وتطوير الطرق الرئيسية بالمنطقة، إضافة إلى رفع كفاءة الطرق بإنشاء جسرين على تقاطع طريق الملك فيصل مع طريق الأمير فهد بن سلطان (دوار صحاري) وتقاطع طريق الأمير محمد بن سلمان مع طريق الملك فهد، وأنسنة المنطقة من خلال تطوير ساحات عدد من الجوامع، وتنفيذ شبكات تصريف مياه الأمطار، والتي ستساهم في معالجة 32 نقطة تجمع صغيرة و3 أخرى كبيرة، ليصل مجموع ما تم معالجته من نقاط التجمع الكبيرة لـ 20 نقطة من أصل 24، وتنفيذ مشاريع لدرء أخطار السيول، ومشاريع مستقبلية تتجاوز تكلفتها التقديرية مليارين وستمائة مليون ريال.

أخبار قد تهمك أمير منطقة تبوك يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ما تحقق من إنجازات في مسيرة رؤية المملكة 2030 في عامها التاسع 25 أبريل 2025 - 6:08 مساءً برعاية أمير منطقة تبوك.. انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للحوسبة وتقنية المعلومات بجامعة تبوك 13 أبريل 2025 - 5:54 مساءً

وفي جانب الاستثمارات، استعرض المهندس اليوسف المشاريع الاستثمارية الجاري تنفيذها، والتي تجاوز عددها 48 مشروعاً بتكلفة إنشاء تقديرية تتخطى المليار ومائتي مليون ريال، تشمل قطاعات طبية وتعليمية ورياضية وترفيهية ولوجستية، بما يلبي احتياجات السكان والزوار، ويفتح آفاقاً جديدة لفرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ومن بين هذه المشاريع: مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بسعة 200 سرير و100 عيادة طبية، ومركز ألفا الطبي الذي يضم أربع عيادات متخصصة وصيدلية وشققاً فندقية (90 غرفة)، ومركز رؤية الطبي الذي يحتوي على 18 قسماً ومركز غسيل كلى مجاني، إضافة إلى مشروع فندق المريديان الذي يضم 150 غرفة وجناحاً فندقياً، ومركزاً لإيواء أكثر من ألفي معدة ثقيلة لضمان عدم تعطّلها داخل الأحياء السكنية.

وفي الشأن البيئي، تناول العرض مشروع المردم البيئي الجديد، الذي يمثل نقلة نوعية في إدارة النفايات بالمنطقة، حيث تم إنشاؤه بأكثر من 35 مليون ريال شرق مدينة تبوك، وبعكس اتجاه الرياح، وبمعدات أوروبية حديثة تضمن معالجة النفايات الصلبة بطريقة علمية متطورة، ويتضمن المشروع محطة طاقة استيعابية تصل إلى 80 طناً في الساعة، وخلايا هندسية عازلة لمنع تسرب العصارات، إلى جانب منظومة متكاملة لفرز النفايات وإعادة تدوير المواد القابلة للاستفادة، وتحويل المخلفات العضوية مستقبلاً إلى طاقة بديلة وسماد عضوي.

كما اطلع سموه والحضور على مجسم لواجهة فالي تبوك والتي تقع على مساحة إجمالية تقدر بـ 778 ألف متر مربع تتضمن 874 وحدة سكنية و4 مساجد وجوامع و5 حدائق ومنتزهات وعدد 5 مراكز تجارية ومجمعات تعليمية تحتوي على 5 مدارس.

وفي ختام اللقاء، ثمّن سمو أمير منطقة تبوك جهود أمانة تبوك في تنفيذ هذه المشاريع الحيوية، مؤكداً أهمية استكمالها بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة، وتحقيق تطلعات سكان منطقة تبوك ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وقال سموه في تصريح صحفي: “بأن هذه المشاريع ولله الحمد مشاريع مبشرة بالخير وتصب في خدمة المواطن والمواطنة، وتوفر الخدمات اللازمة لهم”.

منوهاً سموه بما توليه القيادة الحكيمة -أيدها الله- من اهتمام وعناية بكل ما يخدم الوطن والمواطن من المشروعات التنموية، وتسهم في رفع مستوى جودة الحياة، وتعزز النقلة الحضارية الكبيرة التي تعيشها المنطقة.

داعياً سموه المستثمرين ورجال الأعمال للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي تطرحها أمانة المنطقة والبلديات التابعة لها بالمحافظات.

مقالات مشابهة

  • هيئة الأفلام تصدر تقرير شباك التذاكر لعام 2024: إيرادات تتجاوز 845 مليون ريال وبيع 17.5 مليون تذكرة خلال عام
  • الحكيم يدعو الى مواجهة تحدي أسعار النفط من خلال تنويع الاقتصاد بالعراق
  • «الشارقة الخيرية» تنفق 100.8 مليون درهم خلال الربع الأول
  • 100.8 مليون درهم.. حصاد العطاء الإنساني لـ«الشارقة الخيرية»
  • بأكثر من نصف مليار ريال.. أمير تبوك يطّلع على المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة
  • بأكثر من نصف مليار ريال.. أمير منطقة تبوك يطلع على المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة
  • بأكثر من نصف مليار ريال.. أمير منطقة تبوك يطلع على المشاريع التي تُنفّذها أمانة المنطقة
  • رئيس الوزراء يطالب الأمم المتحدة بضرورة توزيع التدخلات الإنسانية على النازحين من بطش الحوثي وفي مقدمتهم النازحين في مأرب وسيئون
  • أردوغان يكشف أعداد السوريين العائدين بعد سقوط الأسد.. الهجرة شرف
  • عناية رئيس الشيفت///أرباح سابك السعودية تقفز إلى 985 مليون ريال في الربع الأول من 2025