شبكة اخبار العراق:
2025-04-26@19:32:33 GMT

ليس أمام حماس سوى الانسحاب من المشهد

تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT

ليس أمام حماس سوى الانسحاب من المشهد

آخر تحديث: 27 مارس 2025 - 11:27 صبقلم: فاروق يوسف ولا تزال حركة حماس مصرة على الاستمرار في حكم غزة. ألم تفشل التجربة الثورية بعد ما يقارب العشرين سنة من الانفصال؟ لست في صدد الحديث عن سلطة رام الله وخيباتها وتعثرها، بل وفشلها. ذلك موضوع آخر لا يقل وجعا. ولكن غزة بعد كل الذي انتهت إليه وانتهى إليه أهلها تستحق أن تُعالج بطريقة مختلفة.

يليق بها أن يتخذ أبناؤها موقفا من العشرين سنة الماضية التي لا يمكن إلقاء تبعاتها كلها على العدو الإسرائيلي. إسرائيل ليست خصما شريفا، بل هي عدو، شعاره قتل الفلسطينيين أينما وُجدوا ومتى تسمح له الفرصة بالقيام بذلك. غزة محاصرة ومن غير أمل. كانت حماس مجرد حجة. ذلك صحيح. ولكن ما حدث في السابع من أكتوبر 2023 قلب الموازين كلها لصالح العدوّ. ذلك ما كان ينتظره قياسا لما قام به فيما بعد. أما موقف العالم فقد ارتبط بالموقف الإسرائيلي. لذلك فإن حرب الإبادة التي تعرض لها أهل غزة لم يعتبرها أحد جريمة ضد الإنسانية. تداعيات حرب غزة غيّرت كل المعايير والمقاييس القديمة. فما كان مقبولا إلى حد ما وبنسب مختلفة حسب طريقة التعامل معه صار لا يتطابق مع ما يقبله العقل السليم على أساس الجدل. أهل غزة محاصرون اليوم بطريقة أشد عنفا من الحصار الإسرائيلي القديم. أولا هناك جريمة يجب أن تستمر ليُقتل المزيد منهم بعد أن فقدوا كل أسباب الحياة الكريمة، وثانيا هناك قوى إقليمية ودولية صارت تدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مشروعه الهادف إلى ترحيل أهل غزة والبحث من جديد في مستقبلها خارج إطار هويتها الفلسطينية والعربية. وإذا ما كانت إسرائيل قد تمددت على أراض سورية مستغلة ما جرى هناك من انقلاب جذري فإن ما هو أقرب إلى الواقع منه إلى التكهن أن تفكر إسرائيل بضم غزة، لكن بعد أن تُفرغها الولايات المتحدة من سكانها. أما ريفييرا ترامب فهي مجرد كلام لا قيمة له. لا أعتقد أن ذلك كله غائب عن العقل السياسي لحركة حماس التي صار قادتها يغيبون تدريجيا بفعل التصفيات. وهو ما يعني أن لا أحد يمكن أن يضمن لأولئك القادة حياتهم. كان هناك دائما حديث مراوغ عن الضمانات. ولكن مَا هي الجهة التي يمكنها أن تقدم تلك الضمانات وتؤكدها واقعيا في ظل إصرار إسرائيل على الانتقام؟ التفكير في الولايات المتحدة هو مزحة سخيفة. لا تقدر الولايات المتحدة على القيام بذلك، بل إنها لا تريد أصلا سوى أن تزيد من حجم تأييدها لنهج بنيامين نتنياهو في الانتقام. نسمع بين حين وآخر عن مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع حركة حماس ولكن لا أحد في إمكانه التكهن بموضوع تلك المفاوضات. ليست سلامة قادة حماس واحدة من مفردات التفاوض. منطقيا وبعد كل ما جرى فإن حماس أثبتت أنها لم تعد مؤهلة للبحث في خيارات ما بعد الحرب. كانت طرفا في حرب، هدمت غزة وقتلت وشردت أهلها لكنها واقعيا لن تكون كذلك اليوم وغدا. خارج السياسة الفلسطينية بكل مطباتها ودسائسها وتعارضاتها واختلاف توجهاتها هناك ما يمكن أن يشكل بعدا إنسانيا يتعلق بمصير الفلسطينيين وأهل غزة في مقدمتهم. من المؤكد أن سلامة قياديي حركة حماس ليست أهم من سلامة شعب غزة وقد صارت القضية الفلسطينية بين قوسين بعد أن تحولت إلى مجرد إجراء إيراني يقع على هامش المشروع التوسعي الذي بدأ انهياره في غزة ولبنان وسوريا. سيكون من الصعب أن يستمر منطق حماس القديم من غير مراجعة. ستكون تلك جريمة مضافة. ربما لا أحد يرغب في الحديث عن الجريمة الأصلية بسبب الخوف من الاعتراف بحقيقة ما جرى ولكن الزمن لا يسمح بذلك. ذلك زمن ساهمت حركة حماس في صناعته. وهو ما لا يمكن إنكاره. ترفض حركة حماس أن تكون من الماضي. وهو ماض مؤلم وفجائعي بالنسبة إلى أهل غزة. أيّ استعادة للسنوات التي حكمت فيها حركة حماس غزة هي ليست لصالحها. بل تشكل إدانة للحركة كونها أولا عزلت غزة عن فلسطين وثانيا أفرغت القضية الفلسطينية من محتواها النضالي العربي وسلمتها لإيران مستظلة بشعار المقاومة الإسلامية. قبل أن يتم السماح للعدو الإسرائيلي بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في حق أهل غزة كانت هناك جريمة تحوّل أهل غزة بموجبها إلى بضاعة إيرانية.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: حرکة حماس أهل غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد

تتردد شائعات حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا منذ سنوات في أجندة الرأي العام الدولي. وفي فبراير الماضي، كشفت تقارير استخباراتية أن واشنطن تعمل هذه المرة على تسريع العملية بشكل جاد. ورغم أن الانسحاب يتم بشكل تدريجي بحجة مخاوف أمنية تتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلا أن السبب الحقيقي مرتبط مباشرة بالمخاطر والضغوط التي يمارسها الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي في أمريكا. فالكيان الصهيوني يخشى من التزام قسد بالاتفاقيات مع حكومة دمشق، ويشعر بقلق بالغ من تزايد نفوذ تركيا، التي تُعتبر الفاعل الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار في سوريا.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان على دراية بالخطط القذرة، فقد كان مصمما على عدم الانجراف لهذه اللعبة. فاللوبي الصهيوني يسعى إلى تحريك مسلحي «داعش» والميليشيات الشيعية، وتنظيم وحدات حماية الشعب (YPG) والأقليات الدرزية، أو العلوية في المنطقة، لتحويل سوريا إلى «لبنان جديدة»، ثم جر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إلى هذه الفوضى. لكن يبدو أن إدارة ترامب تقاوم هذا السيناريو بقوة.
حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع
فعندما أراد ترامب الانسحاب من سوريا في 2019 خلال ولايته الرئاسية الأولى، تمت إعاقة هذه الخطوة من قبل المحافظين الجدد الموالين للكيان الصهيوني، واللوبي اليهودي المؤثرين في الدولة العميقة الأمريكية. وشملت الضغوط على ترامب حججا عدة مفادها، أن الانسحاب سيعود بالنفع على إيران وروسيا، ويعرض أمن الكيان الصهيوني للخطر، بالإضافة إلى مخاطر تدخل تركيا، ضد أي «دولة إرهاب» قد تقام في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. في ذلك الوقت، لم يكن ترامب يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة هذه الضغوط، فلم يستطع تنفيذ استراتيجية الانسحاب، لكن اليوم، اختفت معظم المبررات التي حالت دون الانسحاب، فقد تم احتواء تهديد «داعش»، وأقامت تركيا توازنا جديدا على الأرض عبر عملياتها العسكرية، كما أصبحت مكاسب إيران وروسيا في سوريا قابلة للتوقع، ولم يتبق سوى عامل واحد، وهو استراتيجيات الكيان الصهيوني المعطلة. حتى الآن، تشكلت خطة «الخروج من سوريا» لصالح ترامب سياسيا داخليا وخارجيا، وقد أضعف ترامب بشكل كبير نفوذ المحافظين الجدد، واللوبي الصهيوني مقارنة بفترته الأولى. كما أن مطالب الكيان الصهيوني المفرطة، يتم تحييدها بفضل الدور المتوازن الذي يلعبه الرئيس أردوغان.


وهكذا، حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع تتماشى مع الاستراتيجية العالمية الجديدة للولايات المتحدة. لأن «الاستراتيجية الكبرى» لأمريكا تغيرت: فالشرق الأوسط والكيان الصهيوني فقدا أهميتهما السابقة. يعتمد ترامب في سياسة الشرق الأوسط للعصر الجديد على نهج متعدد الأقطاب، لا يقتصر على الكيان الصهيوني فقط، بل يشمل دولا مثل تركيا والسعودية وقطر والإمارات ومصر وحتى إيران. وهذا النهج يمثل مؤشرا واضحا على تراجع تأثير اللوبي اليهودي، الذي ظل يوجه السياسة الخارجية الأمريكية لسنوات طويلة. وإلا، لكانت الولايات المتحدة قد تخلت عن فكرة الانسحاب من سوريا، وعززت وجودها على الأرض لصالح الكيان الصهيوني، ما كان سيؤدي إلى تقسيم البلاد وتفتيتها إلى خمس دويلات فيدرالية على الأقل. لكن ترامب، خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض في 7 أبريل بحضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، أعلن للعالم أجمع أن تركيا والرئيس أردوغان هما فقط الطرفان المعتمدان في سوريا. كانت هذه الرسالة الواضحة بمثابة رسم لحدود للكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني في أمريكا.

ينبغي عدم الاستهانة بخطوات ترامب، ليس فقط في ما يتعلق بالانسحاب من سوريا، بل أيضا في تحسين العلاقات مع إيران بالتنسيق مع تركيا وروسيا. هذه الخطوات حاسمة، وقد تم اتخاذها، رغم الضغوط الشديدة من اللوبي اليهودي الذي لا يزال مؤثرا في السياسة الأمريكية. ولهذا السبب، يتعرض ترامب اليوم لانتقادات حادة من الأوساط الصهيونية والمحافظين الجدد، سواء داخل أمريكا أو خارجها.

المصدر: القدس العربي

مقالات مشابهة

  • حركة حماس تبدي انفتاحها على هدنة طويلة الأمد دون إلقاء سلاحها
  • عاجل - وفد من حركة حماس يصل القاهرة لبحث إنهاء الحرب وتبادل الأسرى
  • بيان ريال مدريد حول فكرة الانسحاب من النهائي أمام برشلونة
  • جيش الاحتلال يزعم نجاح حركة حماس بإدخال أموال إلى غزة
  • سفيرة الجامعة العربية أمام جثمان البابا فرانسيس: «تأثرت بشدة وذكرت اللحظة التي تحدثت فيها عن معاناة الفلسطينيين»
  • ترامب: هناك خياران فقط أمام إيران وأحدهما سيئ جداً
  • حركة حماس تطالب بموقف دولي حقوقي لوقف العدوان على المنظمات الصحية في غزة
  • النائب السابق لرئيس الموساد: هناك رفض للأوامر ويجب عدم ترك إسرائيلي بالأسر
  • ماذا لو لم يكن هناك أسرى في حوزة حماس؟
  • ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد