ليس أمام حماس سوى الانسحاب من المشهد
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
آخر تحديث: 27 مارس 2025 - 11:27 صبقلم: فاروق يوسف ولا تزال حركة حماس مصرة على الاستمرار في حكم غزة. ألم تفشل التجربة الثورية بعد ما يقارب العشرين سنة من الانفصال؟ لست في صدد الحديث عن سلطة رام الله وخيباتها وتعثرها، بل وفشلها. ذلك موضوع آخر لا يقل وجعا. ولكن غزة بعد كل الذي انتهت إليه وانتهى إليه أهلها تستحق أن تُعالج بطريقة مختلفة.
يليق بها أن يتخذ أبناؤها موقفا من العشرين سنة الماضية التي لا يمكن إلقاء تبعاتها كلها على العدو الإسرائيلي. إسرائيل ليست خصما شريفا، بل هي عدو، شعاره قتل الفلسطينيين أينما وُجدوا ومتى تسمح له الفرصة بالقيام بذلك. غزة محاصرة ومن غير أمل. كانت حماس مجرد حجة. ذلك صحيح. ولكن ما حدث في السابع من أكتوبر 2023 قلب الموازين كلها لصالح العدوّ. ذلك ما كان ينتظره قياسا لما قام به فيما بعد. أما موقف العالم فقد ارتبط بالموقف الإسرائيلي. لذلك فإن حرب الإبادة التي تعرض لها أهل غزة لم يعتبرها أحد جريمة ضد الإنسانية. تداعيات حرب غزة غيّرت كل المعايير والمقاييس القديمة. فما كان مقبولا إلى حد ما وبنسب مختلفة حسب طريقة التعامل معه صار لا يتطابق مع ما يقبله العقل السليم على أساس الجدل. أهل غزة محاصرون اليوم بطريقة أشد عنفا من الحصار الإسرائيلي القديم. أولا هناك جريمة يجب أن تستمر ليُقتل المزيد منهم بعد أن فقدوا كل أسباب الحياة الكريمة، وثانيا هناك قوى إقليمية ودولية صارت تدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مشروعه الهادف إلى ترحيل أهل غزة والبحث من جديد في مستقبلها خارج إطار هويتها الفلسطينية والعربية. وإذا ما كانت إسرائيل قد تمددت على أراض سورية مستغلة ما جرى هناك من انقلاب جذري فإن ما هو أقرب إلى الواقع منه إلى التكهن أن تفكر إسرائيل بضم غزة، لكن بعد أن تُفرغها الولايات المتحدة من سكانها. أما ريفييرا ترامب فهي مجرد كلام لا قيمة له. لا أعتقد أن ذلك كله غائب عن العقل السياسي لحركة حماس التي صار قادتها يغيبون تدريجيا بفعل التصفيات. وهو ما يعني أن لا أحد يمكن أن يضمن لأولئك القادة حياتهم. كان هناك دائما حديث مراوغ عن الضمانات. ولكن مَا هي الجهة التي يمكنها أن تقدم تلك الضمانات وتؤكدها واقعيا في ظل إصرار إسرائيل على الانتقام؟ التفكير في الولايات المتحدة هو مزحة سخيفة. لا تقدر الولايات المتحدة على القيام بذلك، بل إنها لا تريد أصلا سوى أن تزيد من حجم تأييدها لنهج بنيامين نتنياهو في الانتقام. نسمع بين حين وآخر عن مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع حركة حماس ولكن لا أحد في إمكانه التكهن بموضوع تلك المفاوضات. ليست سلامة قادة حماس واحدة من مفردات التفاوض. منطقيا وبعد كل ما جرى فإن حماس أثبتت أنها لم تعد مؤهلة للبحث في خيارات ما بعد الحرب. كانت طرفا في حرب، هدمت غزة وقتلت وشردت أهلها لكنها واقعيا لن تكون كذلك اليوم وغدا. خارج السياسة الفلسطينية بكل مطباتها ودسائسها وتعارضاتها واختلاف توجهاتها هناك ما يمكن أن يشكل بعدا إنسانيا يتعلق بمصير الفلسطينيين وأهل غزة في مقدمتهم. من المؤكد أن سلامة قياديي حركة حماس ليست أهم من سلامة شعب غزة وقد صارت القضية الفلسطينية بين قوسين بعد أن تحولت إلى مجرد إجراء إيراني يقع على هامش المشروع التوسعي الذي بدأ انهياره في غزة ولبنان وسوريا. سيكون من الصعب أن يستمر منطق حماس القديم من غير مراجعة. ستكون تلك جريمة مضافة. ربما لا أحد يرغب في الحديث عن الجريمة الأصلية بسبب الخوف من الاعتراف بحقيقة ما جرى ولكن الزمن لا يسمح بذلك. ذلك زمن ساهمت حركة حماس في صناعته. وهو ما لا يمكن إنكاره. ترفض حركة حماس أن تكون من الماضي. وهو ماض مؤلم وفجائعي بالنسبة إلى أهل غزة. أيّ استعادة للسنوات التي حكمت فيها حركة حماس غزة هي ليست لصالحها. بل تشكل إدانة للحركة كونها أولا عزلت غزة عن فلسطين وثانيا أفرغت القضية الفلسطينية من محتواها النضالي العربي وسلمتها لإيران مستظلة بشعار المقاومة الإسلامية. قبل أن يتم السماح للعدو الإسرائيلي بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في حق أهل غزة كانت هناك جريمة تحوّل أهل غزة بموجبها إلى بضاعة إيرانية.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: حرکة حماس أهل غزة
إقرأ أيضاً:
الجبهة الديمقراطية تعلن الانسحاب من جلسة المجلس المركزي الـ32
أعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، مساء الاربعاء 23 أبريل 2025 ، تعليق مشاركتها والانسحاب من جلسة المجلس المركزي الـ32 التي عقدت اليوم وتستمر ليوم غد في مدينة رام الله .
نص بيان الجبهة الديمقراطية كما وصل وكالة سوا الإخبارية
«الجبهة الديمقراطية» تعلق مشاركتها وتعلن انسحابها من جلسة المجلس المركزي 32
اعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تعليق مشاركتها وانسحابها من جلسة المجلس المركزي الفلسطيني 32 بجميع مندوبيها المتواجدين في رام الله وفي خارج فلسطين، وذلك احتجاجا على عدم التجاوب مع ما طرحه وفد الجبهة من محددات لجهة استعادة الوحدة الوطنية وصياغة استراتيجية عمل وطني لمواجهة تداعيات حرب الابادة في قطاع غزه ومخطط الضم في الضفة وعدم تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي ومخرجات اعلان بكين..
وتعتبر الجبهة الديمقراطية بأن طريق انقاذ الأهل والقضية هو طريق الوحدة لا غيره.. والوحدة تتحقق ليس بتعميق الخلافات بل بالبحث عن قواسم مشتركة. وقد توصلنا في بكين إلى قواسم مشتركة ثمينة وقعنا عليها جميعاً وهي تصلح أساساً متيناً لانجاز الوحدة. وكنا نأمل أن تكون هذه الدورة للمجلس المركزي هي التي تنهض بهذه الوظيفة التوحيدية.
لذلك دعونا إلى التحضير الجاد لها في اجتماع على مستوى الأمناء العامين يضم الكل الفلسطيني بما في ذلك حركة حماس والجهاد الاسلامي. ولكن ذلك لم يتم للأسف، بل افتقرت التحضيرات لهذه الدورة حتى إلى الحد الأدنى من الحوارات بين فصائل المنظمة للتوافق على مخرجاتها السياسية والتنظيمية كما يحصل عادةً، ورغم ذلك شاركنا في أعمال هذه الدورة تأكيداً لحرصنا على الائتلاف في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وعلى مكانتها التمثيلية ودور مؤسساتها، وهو حرص سيبقى قائما على الدوام مهما كانت الظروف.
ونظراً لخطورة القضايا التي سوف تبحثها الدورة فقد قمنا بمحاولة أخيرة لتقديم اقتراح خلال الجلسة، بتعليق أعمال الدورة لبضعة أسابيع ليتسنى استكمال الحوارات الوطنية بالتوافق على مخرجاتها، لكن للأسف لم تسمح الرئاسة بطرح هذا الاقتراح. في ضوء ذلك، ولأن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لا يمكن أن تكون طرفاً في تحمل المسؤولية عن النتائج وما يمكن أن يترتب عليها من عواقب وخيمة على مصير القضية الوطنية، فانها تعلن تعليق مشاركتها فيما تبقى من أعمال هذه الدورة وانسحابها منها.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين فصيل فلسطيني يُعقّب على تصريحات الرئيس عباس ويطالبه بالاعتذار اعتداءات "جنسية".. شهادات مروعة لأسرى من غزة في سجني النقب وعوفر شاهد: "القسام" تبث رسالة مُصوّرة جديدة لأسير إسرائيلي محتجز لديها الأكثر قراءة نتنياهو يوعز باستمرار الدفع بخطوات الإفراج عن الأسرى 10 شهداء في قصف استهدف خيمة نازحين غربي خانيونس سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الخميس 17 إبريل طقس فلسطين اليوم: أجواء ربيعية وارتفاع على درجات الحرارة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025