السنابُل تَهزمُ أَسرابَ الجَرادِ
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
شعر د. أحمد جمعة صديق
(مُهداةً لأُمَّهاتِ الشُهداء)
أَيَّا أُمَّ الشَّهيدةِ والشَّهيدِ
أقسَمنا بأنّا لن نَحيد
عَن دَرْبِ الشَّهيدةِ والشَّهيدِ
لِذَا دُمُوعكَ كَفِّكِفيها
فَقَدْ جَادَت كالسَّماءِ
كَأَنَّها طُوفَانُ مَاءٍ
مِنك ومن دِماء الشُّهَداءِ
فوقَ أَرْضِ الشُّرفاءِ
فَأَوْقِفي سَيْلَ البُكاءِ
يَكفي ما سَكَبْتِ مِن الدُّمُوعِ
وأَضَأتِ مِنْ آلَافِ الشُّمُوعِ
يَكفي.
لِأَنَّ إخوانَ الشَّهيدةِ والشَّهيدِ
في كُلِّ زَمانٍ ومَكانٍ،
مِن قَريبٍ أَو بَعيدٍ
في المَدارِسِ والفُصولِ
في الشَّوارعِ والمَصانعِ والجَوامعِ
في المَكاتِبِ والحُقولِ
أقسَموا:
أَنَّ حُزْنَكِ لن يَطولْ
وَأَنَّ لَيْلَكِ لن يَطول
سَيَحمِلُونَ العَبْءَ عَنكِ
فَأَحْلامُهُم فَوْقَ المَدَى
وَهَتَافُهُم فاقَ الصَّدى
مِعَاوِلُ تَبني صُروحَ الشُّهَداء
بِقامَاتِ الرِّجالِ،
لِتَطولَ هاماتِ الجِبالِ
حزْنُكِ لن يَطول
فَقَدْ عَزَمْنا أَنْ نمحِي آثارَ "الفلول"
وإلى الأبدِ
وغَدًا سَتَزْهَرُ الكُثبانُ مِيلادًا جَديد
رَوَاه دَمُ الشَّهيدَةِ والشَّهيد
وَجِبالُنا الشَّمَّاءُ سَتَزْهُو بالنَّشيد
وَنَفِلُ قُضْبانَ الحَديد... كُلَّ الحَديد،
لِنَكسرَ القَيْدَ العَنيد
وَسَنُغَنِّي لِلشَّهيدةِ والشَّهيدِ آلَافَ القَصائِد
فَذَاكَ اليَوْمَ عِيدُ، إِنَّهُ عِيدٌ سَعِيد
إِنَّهُ عِيدُ الشَّهيدَةِ والشَّهيدِ
يَا مَنْ غَرَسْتُم الغَرْسَ الجَدِيد
وَمِنَ النَّيلِ العنيد،
ماءٌ طَهُورٌ مِن دَمِ الشَّهيدةِ والشَّهيدِ
يَرْوي سُهُولَ بِلادِنا الخضرَاء
وَيَنْسَابُ السَّلْسَبيلَ بِاعْتِدادٍ وعِنَاد
فَكِفْكِفي دَمْعَكِ يَا أُمَّ الشَّهيدةِ والشَّهيد
وَغَنِّي مَعَ البَلاَبِلِ
مَا مَاتَت شَهيدَة، وَمَا مَاتَ الشَّهيد
مِن رَفَعُوا الخَفَّاقَ في وَجْهِ العَدَا
لِيَسْفِرَ الفَجْرُ الجَدِيدُ عَلَى المَدَى
فَغَرْسُكُمْ (حُرِّيَةٌ وَعَدَالةٌ وَسَلام)
يَمْحُو آثَارَ الظّلام
تَغُوصُ جُذُورُهُ في عُمْقِ التُّراب
يَرْعَاها الأَحِبَّةُ والصَّحاب
يَا مَنْ فَتَحْتُمْ لِلشَّهَادَةِ أَلْفَ بَابٍ ثُمَّ بَاب
وَغَدًا حَبَّاتُ الرِّمَالِ،
سَتُنْبِتُ آلَافَ الرِّجَالِ
آلَافَ السِّنَابِل...
وَالسِّنَابِلُ سَتُقَاتِلُ
وَتَغْدُو كَالْقَنَابِلِ
في وَجْهِ الغَبِيِّ المُسْتَبِدّ
وَثَوْرَتُنا لَنْ تَحِيدَ، أَبَدًا لَنْ تَحِيد
لِأَنّنَا أَقْسَمْنَا وَبِدَمِ الشَّهيدةِ والشَّهيد
أَلَّا نُفاوض
أَو نُشارِك
أَو نُساوِم
بَلْ نُقاوِم
لِتَسِيرَ قَوَافِلُ الشُّهَداء، إِلَى الحُرِّيَّةِ الحُمراء
وَصَوْتُنا يَمْلَأُ آفاقَ السَّماء
قَوْلًا وَفِعْلًا ثُمَّ عَدْلًا
وَخُبْزًا وَحَلِيبًا لِلصِّغَارِ
فِي كُلِّ الدِّيارِ
وَسَنَأْتِي بِالسَّلاَم
سَلاَمُ الأَقْوِياءِ
سَلاَمُ الأَنْبِياءِ
وَسَنُقِيمُ أَعْرَاسَ الشُّهَداءِ
فِي كُلِّ دارٍ وفِنَاءٍ
رَغْمَ أَنْفِ الجُبَنَاءِ
فنحن أَصْحَابُ الشُّهَدَاءِ
مِعَاوِلُ الغَرْسِ الجَدِيدِ
وَدَرَبُنا دربُ الشَّهيدةِ والشَّهيدِ
وَعَنْهُ لَنْ نَحِيدَ، أَبَدًا لَنْ نَحِيد
لِتَقْرَ عِينَّاكِ يَا أُمَّ الشَّهيدةِ والشَّهيدِ
وَلِكَيْ تَقْرَ عِينَّاكِ يَا أُمَّ الشَّهيدةِ والشَّهيدِ
أقسَمْنَا: أَنَّ حُزْنَكِ لن يَطول
سَنَجْتَثُّ آثارَ "الفلولِ" وَإِلَى الأبدِ
أقسَمْنَا: أَلَّا نُفاوضَ،
أَو نُساوِمَ،
أَو نُشارِك
بَلْ نُقاوِمَ،،،
فِي كُلِّ شَبرٍ فِي الْبِلادِ
فَحَبَّاتُ السِّنَابِل سَتُقَاتِلُ أَسرَابَ الجَرَاد
"والسِّنَابِل- حَتمًا- سَتَهزِمُ أَسرَابَ الجَرَاد"
* التحيّة لك يا (عُمَر الدَّقِير).
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
«حزب صوت الشعب» يدعو كافة النخب الوطنية إلى عدم الانجرار خلف سراب الحلول
أعلن “حزب صوت الشعب”، أنه يتابع “باهتمام بالغ البيان الصادر عن مجموعة من 85 شخصية سياسية ليبية، التي اختارت أن تطلق على نفسها “النخب السياسية الليبية” بتاريخ 20 أبريل 2025 وإن الحزب”.
وقال الحزب في بيان تلقت شبكة عين ليبيا”، نسخة منه: “نقدر أي جهد وطني يسعى لإيجاد حل حقيقي للأزمة الليبية، يعرب عن قلقه العميق من استمرار النهج الذي يعكس عجزاً واضحاً في استخلاص الدروس من تجارب الماضي المريرة، ويكرس في الوقت ذاته هيمنة البعثة الأممية على القرار الوطني”.
وأضاف: “إن الدعم المعلن من قبل البيان لجهود بعثة الأمم المتحدة، رغم الإقرار اللفظي بالملكية الوطنية للعملية السياسية، يكشف عن إصرار مقلق على السير في ذات الطريق الذي أثبت فشله المدوي على مدار سنوات عديدة، مما أطال أمد الأزمة الليبية. هذا الإصرار يعكس ضعفًا مهيبًا في الشرعية لأي تحرك ينطلق من هذا المنطلق، ويثير الشكوك حول قدرته على تمثيل الإرادة الوطنية المستقلة”.
وقال البيان: “على الرغم من محاولات بيان النخب تقديم رؤية للحل، فإنه يظل محصورا في الخطاب المثالي الذي يفتقر إلى آليات تنفيذية عملية، ويعكس استمرار حالة العجز المزمن في تجاوز الانقسامات الداخلية، وغياب رؤية وطنية موحدة قادرة على التعامل الجذري مع تعقيدات المشهد الليبي، بما في ذلك التحديات الأمنية العميقة هذا الضعف ليس وليد اللحظة، بل هو استمرار لقصور مزمن لدى النخب السياسية والإدارية المتعاقبة طوال السنوات الماضية”.
وتابع بيان الحزب، “تجلى ذلك في: الفشل المتكرر في بناء توافق وطني حقيقي ومستدام حول القضايا المصيرية، مثل المسار الدستوري وتوحيد المؤسسات، والعجز المستمر عن بناء مؤسسات أمنية وعسكرية موحدة قادرة على بسط سيادة الدولة وحماية الوطن والمواطن، الارتهان للتدخلات الخارجية والقبول بالوصاية الدولية، ممثلة في البعثة الأممية، كفاعل رئيسي في رسم المسارات السياسية، مما أدى إلى مصادرة الإرادة الوطنية وتقويض سيادة ليبيا، وغياب آليات عملية وواقعية لترجمة الشعارات والمبادئ إلى خطوات ملموسة على الأرض، مما أفرغ المبادرات الوطنية من مضمونها وأبقى الأزمة تراوح مكانها”.
وأضاف: “إن هذا القصور المستمر هو ما فتح الباب لهيمنة البعثة الأممية على القرار الوطني طيلة السنوات الماضية، وجعلها طرفًا فاعلاً في إطالة أمد الأزمة بدلاً من حلها، عبر فرض أجندات ومسارات لا تلبي تطلعات الشعب الليبي في بناء دولة مستقرة وذات سيادة كاملة”.
وتابع بيان الحزب: “بناءً على ذلك، يجدد حزب صوت الشعب دعوته الصادقة لكافة النخب الوطنية الليبية، والأحزاب السياسية، والنقابات المهنية، والمكونات الاجتماعية الفاعلة، إلى عدم الانجرار مجددًا خلف سراب الحلول التي تُفرض من الخارج أو تلك التي تكرس الوصاية الدولية إن البعثة الأممية، بأدائها الحالي ومساراتها المتعددة التي لم تفضِ إلى حل، قد أصبحت جزءًا من المشكلة وعاملاً رئيسيًا في إطالة أمد الأزمة”.
وختم البيان بالقول: “إن الحل الحقيقي لا يمكن أن ينبع إلا من إرادة ليبية خالصة، بعيدة عن أي تدخل خارجي. لذا، يدعو حزب صوت الشعب جميع القوى الوطنية المخلصة إلى الالتفاف حول مبادرته الوطنية الداعية إلى تشكيل لجنة حوار وطنية ليبية-ليبية، تضم كافة أطياف المجتمع الليبي، تعمل باستقلالية تامة بعيدًا عن أي رعاية أو وصاية دولية، وتضع مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار لتكون هذه اللجنة هي المنصة الحقيقية التي يتوافق فيها الليبيون على مستقبل بلادهم، ورسم خارطة طريق وطنية قابلة للتنفيذ تفضي إلى بناء دولة القانون والمؤسسات، وتحقيق السلام والاستقرار الدائمين”.