أول زيارة للمفوض التجاري الأوروبي إلى الصين: تطلعات اقتصادية ومقاربات استراتيجية
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
يتوجّه المفوّض الأوروبي لشؤون التجارة، ماروش شيفتشوفيتش، إلى الصين في وقت تخضع فيه الشركات الصينية لتدقيق متزايد من قبل الاتحاد الأوروبي، ووسط تصاعد حدة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، ما يطرح تساؤلات حول أهداف التقارب المحتمل بين بروكسل وبكين.
لأول مرة منذ توليه منصبه، سيسافر شيفتشوفيتش إلى الصين يومي 27 و28 مارس للقاء نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج، والمديرة العامة للجمارك سان ميجون ووزير التجارة الصيني وانغ وينتاو.
وفق ما قاله فيكتور كروشيه، الخبير في الشؤون الصينية لدى شركة المحاماة "نيشيمورا آند أساهي"، لـ"يورونيوز" فإن الاتحاد الأوروبي يرغب في إيصال رسالة إلى واشنطن مفادها أن التصعيد في الإجراءات التجارية قد يدفع بروكسل إلى توثيق علاقتها مع بكين. فمع فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على الألمنيوم والصلب، واقتراب موعد تطبيق رسوم جديدة متبادلة في 2 نيسان/أبريل، يبدو الاتحاد الأوروبي منفتحًا على تعزيز الشراكة مع ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة.
وهذا التوجّه قد يصبّ في مصلحة الصين، المتضررة بدورها من الرسوم الجمركية الأمريكية. تقول أليسيا غارسيا هيريرو، الباحثة في مركز أبحاث "بروغل"، إن "الصين بحاجة ماسة إلى الاتحاد الأوروبي بسبب فائضها التجاري الكبير معه، إلا أنها ستتجنّب الإفصاح عن ذلك علنًا، لا سيما في ظل التعقيدات التي يواجهها الاتحاد نتيجة ضغوط مماثلة تمارسها الولايات المتحدة".
إعادة فتح قنوات الحوار الدبلوماسيشهدت العلاقات بين المفوضية الأوروبية السابقة والصين توترًا واضحًا، لا سيما بعد الخلاف حول السيارات الكهربائية الصينية، الذي بلغ ذروته مع فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية بنسبة 35% على الواردات الصينية، وردّ بكين بفرض رسوم على مشروبي "البراندي" و"الكونياك" الأوروبيين. ومنذ جائحة كوفيد-19، يعمل الاتحاد الأوروبي على تقليص اعتماده على الصين، خصوصًا في ما يتعلق بالمواد الخام الأساسية.
وترتكز الاستراتيجية الجديدة للاتحاد الأوروبي على ما تسميه المفوضية "احتواء المخاطر عبر القنوات الدبلوماسية"، بحسب ماريا مارتن برات، نائبة المدير العام لشؤون التجارة في المفوضية الأوروبية. وقالت مارتن برات خلال فعالية في بروكسل قبل زيارة شيفتشوفيتش: "نريد بناء علاقتنا مع الصين على أساس من المشاركة والحماية في آن واحد"، مضيفة: "تجاوزنا مرحلة الاعتقاد بإمكانية بناء علاقة سلسة ومتوازنة".
وتشير أليسيا هيريرو إلى أن المفوض الأوروبي سيناقش الخيارات التي فرضها تدهور العلاقات الأوروبية-الأمريكية، لكنه سيصل أيضًا إلى بكين محمّلًا بملف التحقيقات الأوروبية بشأن ممارسات تجارية صينية غير عادلة، قد يلوّح بها أمام المسؤولين الصينيين.
التعامل مع فائض الطاقة الإنتاجية في الصينيشكّل فائض الطاقة الإنتاجية في الصين كابوسًا للدول الأوروبية، إذ تقول مارتنبرات إن "الصين لا تقوم بأي خطوات لمعالجة هذه الأزمة". وفي ظل القيود الجمركية الأمريكية، هناك مخاوف أوروبية من أن تعمد الصين إلى تحويل فائض إنتاجها نحو السوق الأوروبية.
ويبرز كل من الصلب والإسمنت والخشب في قائمة المنتجات التي قد تتحوّل إلى أوروبا، بعدما تراجع الطلب الصيني عليها نتيجة تباطؤ قطاع العقارات، وفق ما أشار إليه كروشيه. وتشمل القائمة أيضًا الحواسيب والسيارات الكهربائية ومعدات الطاقة المتجددة، كالألواح الشمسية وتوربينات الرياح.
ويضيف كروشيه أن الاتحاد الأوروبي يطمح إلى أن تغيّر الصين نموذجها الاقتصادي، القائم على دعم الصادرات والأعمال، لصالح نموذج يرتكز أكثر على السوق المحلية.
Relatedما هي أكثر المنتجات المستوردة والمصدرة بين الصين والاتحاد الأوروبي؟الصين تفتتح الدورة السنوية لأعلى هيئة استشارية سياسية بحضور شي جينبينغوسط تنديد وانتقادات دولية.. تايلاند ترحّل 40 شخصاً على الأقل من الإيغور إلى الصينإزالة العقبات أمام الشركات الأوروبيةتجد الشركات الأوروبية نفسها أمام سلسلة من التحديات داخل الصين، خصوصًا في ما يتعلق بنقل البيانات إلى فروعها خارج البلاد، وهو أمر يتطلب موافقة من إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية (CAC).
وعلى الرغم من التوصل إلى ترتيب مؤقت بين الطرفين عام 2023 لتسريع عملية الموافقة، فإن هيريرو تشير إلى أن "هذه العقبة لا تزال قائمة وتشكل مشكلة كبرى للشركات الأوروبية، خصوصًا تلك العاملة في قطاعي المال والخدمات".
استقطاب مزيد من الاستثمارات الصينيةيسعى الاتحاد الأوروبي إلى جذب استثمارات صينية بشروط أوروبية. يقول ساشا كورتيال، الباحث في معهد ديلور، لـ"يورونيوز": "تحتفظ أوروبا بورقة رابحة في هذا المجال، ، إذ تتيح الوصول إلى سوقها وفق شروط محددة تشمل خلق فرص عمل داخل دول الاتحاد ونقل التكنولوجيا".
ويرى كورتيال أن هذه المقاربة هي ما تقف خلف توجّه الصين نحو تصنيع سياراتها الكهربائية على الأراضي الأوروبية. وبعد افتتاح مصنع لها في المجر، تدرس شركة BYD الصينية العملاقة إنشاء مصنع جديد في أوروبا الغربية لتصنيع السيارات الكهربائية، في خطوة تهدف إلى تجنب الرسوم الجمركية الأوروبية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية يجب ألّا تتكرر تجربة الغاز الروسي عبر الليثيوم الصيني... المفوضية الأوروبية تعزز التعدين أسعار النحاس تبلغ مستويات قياسية.. ما العوامل التي تقف وراء صعودها؟ واشنطن تفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على مستوردي النفط الفنزويلي والصين أبرز المتضررين بروكسلالسياسة الأوروبيةالصينالمفوضية الأوروبيةالرسوم الجمركيةالإتحاد الأوروبي وآسياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل روسيا حروب المفوضية الأوروبية دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل روسيا حروب المفوضية الأوروبية دونالد ترامب حركة حماس بروكسل السياسة الأوروبية الصين المفوضية الأوروبية الرسوم الجمركية إسرائيل روسيا حروب المفوضية الأوروبية دونالد ترامب حركة حماس أوكرانيا قطاع غزة رجب طيب إردوغان فولوديمير زيلينسكي سوريا فيضانات سيول المفوضیة الأوروبیة الاتحاد الأوروبی یعرض الآنNext إلى الصین رسوم ا
إقرأ أيضاً:
ما هي دول أفضل دول الاتحاد الأوروبي في مجال صحة المرأة؟
احتلت النمسا المرتبة الأولى في أوروبا والثالثة عالميًا في مؤشر صحة المرأة، وفقًا لدراسة جديدة. كما حجزت كل من فنلندا، ألمانيا والدنمارك أماكن لها ضمن أفضل 10 دول على مستوى العالم في رعاية صحة المرأة.
ويعد هذا العام الرابع الذي تنشر فيه شركة هولوجيك (Hologic) مؤشر صحة المرأة، وهو مسح أُجري على 146 ألف مشارك من 142 دولة وإقليم. وتم جمع البيانات في عام 2023 وتحليلها خلال عام 2024.
ويعتمد المؤشر على عدة معايير، منها الرعاية الوقائية، الصحة العاطفية، تلبية الاحتياجات الأساسية، والصحة الفردية.
وقد شهدت إيطاليا انخفاضًا بمقدار خمس نقاط في ترتيب صحة المرأة مقارنة بالسنة الأولى للمسح، بينما سجلت بولندا تحسنًا بمقدار ثماني نقاط.
وفي الوقت نفسه، تراجع رضا النساء عن جودة الرعاية الصحية في 12 دولة أوروبية، حيث سجلت اليونان أسوأ نسبة عند 32%، تليها بولندا (45%)، ولاتفيا وبلغاريا (كلاهما 49%).
النمسا تتصدر أوروبا في صحة المرأةوعلى مستوى العالم، أفادت أكثر من ربع النساء أن لديهن مشكلات صحية تمنعهن من ممارسة أنشطتهن اليومية المعتادة، بينما 34% أبلغن عن الشعور بألم مستمر خلال اليوم السابق للاستطلاع.
وقد ازدادت هذه الأرقام مقارنة بالسنوات الأربع الماضية، ما يشير إلى أن نحو مليار امرأة قد تعاني من هذه المشكلات.
ارتفاع معدلات الألم الجسدي في العديد من دول الاتحاد الأوروبيوفي سبع دول أوروبية، بما في ذلك اليونان، إيرلندا، إيطاليا، ليتوانيا، هولندا، بولندا، وإسبانيا، سجلت النساء ارتفاعًا في مستويات الألم الجسدي.
في المقابل، كانت فنلندا الدولة الوحيدة التي شهدت انخفاضًا في معدلات الألم، حيث تراجعت النسبة إلى 24% مقارنة بـ 33% في العام السابق.
كما سجلت ألمانيا، اليونان، وهولندا ارتفاعًا في عدد النساء اللواتي يواجهن مشكلات صحية.
تحسن في معدلات الفحوصات الطبية للحماية من السرطانرغم هذه التحديات، شهدت بعض الدول ارتفاعًا في نسبة النساء اللواتي يخضعن لفحوصات الكشف عن السرطان، خاصة في بلجيكا، المجر، وليتوانيا.
كما أعربت النساء في قبرص، الدنمارك، إستونيا، وليتوانيا عن رضاهن عن جودة الرعاية الصحية المقدمة خلال فترة الحمل.
Relatedأي الدول الأوروبية تتصدر في تمثيل النساء بالحكومات والبرلمانات؟تقرير صادم: 70% من النساء في باريس وضواحيها يتعرضن للعنف الجنسي في وسائل النقل العاممن مدريد إلى إسطنبول.. أصوات النساء تعلو في يوم المرأة العالمي للمطالبة بالمساواة ومناهضة العنف الصحة النفسية للمرأة في أوروبا: القلق والتوتر في تصاعدوقد أبلغت النساء في سبع دول أوروبية عن ارتفاع في مستويات القلق والتوتر، لا سيما في النمسا (39%)، اليونان (51%)، ليتوانيا (33%)، وإسبانيا (52%).
أما في بلغاريا، مالطا، وهولندا، فقد كانت معدلات التوتر أعلى من السنوات السابقة.
في المقابل، شهدت التشيك، فنلندا، فرنسا، والمجر انخفاضًا في مستويات القلق والتوتر بين النساء، مما يعكس تحسنًا نسبيًا في الصحة النفسية في هذه الدول.
منتج شريط الفيديو • Mert Can Yilmaz
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أي الدول الأوروبية تتصدر في تمثيل النساء بالحكومات والبرلمانات؟ دراسة تكشف: الفقر يعجّل بالشيخوخة ويزيد الأمراض دراسة: 11٪ فقط من الفرنسيين يتمتعون بصحة قلبية مثالية تحاليل طبيةأوروبارعاية صحيةأدويةنساءدراسة