موقع 24:
2025-03-30@11:44:39 GMT

نعم لخروج حماس من غزة

تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT

نعم لخروج حماس من غزة

إذا كان رحيل عناصر حركة حماس من قطاع غزة للإبقاء على القطاع بيد الفلسطينيين، ومنع التهجير، واحتلال إسرائيل له، فلِمَ لا يكون الرحيل مشروعاً منطقياً لمنع قتل الفلسطينيين، وتسهيل فتح المعابر لوصول الغذاء والدواء للسكان بدلاً من موتهم جوعاً؟

وإذا كانت إسرائيل بدعم من أمريكا والغرب سوف تواصل قتل ما لا يقل عن سبعين فلسطينياً كل يوم ما لم تفرج حماس عن الرهائن الذين تحتجزهم لديها، فلِمَ لا تفرج عنهم بالتبادل مع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لدى العدو الإسرائيلي، حقناً للدماء، وحماية للأرواح الفلسطينية؟

وإذا كان وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مرهوناً بالإفراج عن الرهائن لدى حماس، وأن أمريكا ترى في هذا العدوان، كما هي دول أوروبا دفاعاً عن النفس تطابقاً مع ادعاء إسرائيل، فلِمَ لا تكون حماس مبادرة، وهي العاجزة الآن عن التصدي للعدوان الإسرائيلي بالقبول بالتسويات لحماية الفلسطينيين من هذا القتل الممنهج الذي لا يستثني حتى النساء والأطفال وكبار السن من الرجال.

وإذا كان لدى حماس القدرة على هزيمة إسرائيل وأمريكا في هذا العدوان، وفرض خيار الدولتين على العالم فأنعم بمواصلة هذه الحرب، ولكن ما نراه منذ ما أسمته حماس بطوفان القدس في السابع من أكتوبر، أن القضية الفلسطينية تراجعت عقوداً من الزمن بخسائر أكثر مما كان متوقعاً، وتقدمت إسرائيل في هيمنتها، وإصرارها على رفض قيام دولة فلسطينية بما لا سابق له منذ احتلالها لفلسطين.

لا بأس من الاعتراف بالواقع، مهما كانت مرارته، والعودة إلى الواقعية في محاولة لاستعادة الحقوق المفقودة بالتوجه نحو العمل الدبلوماسي، وتأجيل خيار العمل العسكري إلى حين، فلعل الدبلوماسية تحقق ما لم تحققه الأعمال العسكرية بعد أكثر من ثمانين عاماً من الصراع مع العدو الإسرائيلي دون تحقيق أي اختراق للاحتلال البغيض. 
أعرف وتعرفون أن إسرائيل لا تلتزم بما يتم الاتفاق عليه، وأنها دولة محتلة، وسياساتها تقوم على التوسع، والعنصرية، والجرائم في أسلوب تعاطيها مع مطالب الفلسطينيين، وأنها تجد الدعم والمساندة والتعضيد منذ قيامها وإلى اليوم من أمريكا وبريطانيا وبقية دول الغرب، وهذا واقع يجب أن يتعايش معه كل الفلسطينيين والعرب بحسب المصلحة أينما وجدت، والعمل على ما يجنب الفلسطينيين المزيد من المآسي.

وعلى الفلسطينيين والعرب عدم إسقاط سلاح التفاهم والحوار لاستعادة حقوقهم دبلوماسياً، حتى لا يعطوا ذريعة لإسرائيل وأمريكا والغرب، ومبرراً لوصف ظالم متعمد باعتبار المقاومة الفلسطينية تقودها عناصر إرهابية، مع أن من يستحق أن يوصف بالإرهاب هم الإسرائيليون وليس الفلسطينيين، الذين يمارسون أبشع أنواع الإرهاب، وأسوأ نماذج العنصرية، وارتكاب أشد الجرائم بحق الفلسطينيين الأبرياء. 
كل مُحِب للسلام يؤلمه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرمان لحقوقه، ومن عمل لتصفيته، ومن تخطيط لتهجيره قسراً من أرضه إلى المجهول، ولكن هذا هو حال مَنْ نتحدث عنهم بصدق ومحبة، وما نكتب به بألم عن مآسيهم، بما يجب أن يصاحبه عودة إلى التفكير بما ينبغي فعله من الآن وفي المستقبل، معتمدين فيه على الدروس والعبر التي مرت بالقضية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948م مروراً بكل المحطات التي توقفت فيها القضية الفلسطينية سلماً أو حرباً، وبين الفلسطينيين قدرات وعقلاء لرسم مستقبلهم الذي ينقذ هذا الشعب الحبيب من قساوة الظلم الذي يتعرض له أمام صمت العالم وظلمه، وقلة ما يملكه الفلسطيني من سلاح أمام جيش صهيوني مدجج بالسلاح المتطور، ويفتقر إلى الالتزام بأبجديات العمل الإنساني في قواعد الاشتباك.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

قذائف إسرائيل الأمريكية مسامير في نعش الآدمية

ما بعد منتصف يناير 2025

حتى هذا التاريخ كان الترقب في الشعوب قد تجاوز السكون مع الدمار غير المبرر الذي حصل، وبات الأمر انتقاما وجرائم حرب واضحة كاشفة لطبيعة أن هذا الكيان لن يكون جزءا من المنطقة، رغم كل الرقاعة والوضاعة والجهر بالفاحشة الذي ترتكبه النظم العربية وقادتها والعلاقات الظاهرة والخفية، بل التآمر على الفلسطينين من الذين يبدون أنهم يدعمونهم وممن لا يخفي العداء لأسباب أيديولوجية؛ تتجاهل أن هذه فلسطين وهي سبب تقبل شعوبهم لعيوب لم تعد ذات أهمية الآن.

فقد سكتت الشعوب والصمت هو عين الإعصار الذي يتلبد من المحيط إلى الخليج، ويدور في ألم ويتغذّى بأشلاء ودماء الأبرياء والحجارة على الحجارة التي تتركها كل غارة وجرائم الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة بوضوح، والتخلي الذي يعاتب عليه أهل غزة بدل أن يُعتذر لهم، والعرب في صمت وكان الأمر لا يعنيهم، أما المسلمون من غير العرب فقد تحولوا إلى ظاهرة صوتية أصابت آذاننا بالعطب من العرب قبل الصمت، والشعوب تعلم النوايا والتظاهر والزعم والغايات، وكل ما لا يظن هؤلاء الحكام أن الشعوب تعرفه؛ تلك الشعوب التي أضحت اليوم في انفصال عن حكامها.

رسائل حماس في تسليم الأسرى

لقد أظهرت حماس وأرسلت رسائل لم يقرأها الصهاينة المقفلة أدمغتهم بالكراهية والأمريكيون القادمون إلى الحكم لجهلهم وتصورهم أن حماس تحمل الكراهية لليهود أو الأمريكان، ولم ينتبهوا إطلاقا للاستعراض الذي قدمته القسام والفصائل في عملية تسليم الأسرى لأنهم تصوروها أنها تعبير عن الغلبة وفكروا بمنظومة عقلية استعمرتها غرائزهم، في حب السيادة والأنانية التي أعمتهم كما أعمت إبليس ليكون شيطانا، وها هي إسرائيل مورطة أمريكا معها لتكون شيطانا رجيما وهي تستعيد الحرب.

- أرادت حماس أن تواسي أهل غزة في مصابهم وتواسي أهل الأسرى جميعا في انتظار أبنائهم أنهم بخير وعوملوا كضيوف وأصدقاء، ولم تهن كرامتهم أو يعذبون أو يؤذون أو يُسمح للحصار الذي فرضته حكومتهم والقصف الأعمى أن ينال منهم قدر الإمكان.

- أن هنالك علاقة بين الأسرى والقسام تدل أن هنالك أفكارا صححت وأن القسام تدافع عن أهلها وليس من منطلق العداء لليهود.

- أكدت القسام أنها عاملت الأسرى بتعاليم الإسلام، فلا يوجد عداء بسبب الدين ولا انتقام رغم أن هؤلاء الشباب من القسام ربما فقدوا إخوة وأهلا وأصدقاء جراء جرائم الحرب التي ارتكبت، وهذا القسامي نفسه يحاول الحفاظ على سلامة أسرى إخوانهم يقصفون ويقتلون أخيه.

- الرسالة للعالم الأحمق الذي لم ير أن العيش ممكن إن رفعت الطبقة التي تحشد وتعلم وتعبّئ الناس بالكراهية والمعلومات الخطأ.

- التزموا بالعهود رغم أن الكيان توجه إلى الضفة الغربية ليقوم بجرائم قام بها في غزة، لكن الالتزام كان صبرا لعل هنالك حلا للجميع. وقد أدت عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر رسالتها بأن تيقظ العالم إلى الواقع وعرف الحقيقة، وأن هنالك أملا بان تستعاد الحياة الكريمة والصحيحة لهؤلاء الناس وهم أصلا هُجروا من أراضيهم التي استولى عليها الصهاينة.

لكن لم ير النظام الأمريكي تلك الرسائل، ولم ير أن حلفاءه كانوا يخرجون الأسرى بشكل يرثى له، بينما يخرج الأسرى من عند القسام وكأنهم في رحلة وبكل احترام وتقدير وهم شاكرون لمن أسروهم معاملتهم الحسنة ولطفهم، بل إن تصريحات ترامب كانت معكوسة مع أن هذا يعتبر عارا على دولة عظمى ورئيسها يخالف حقائق يراها العالم.

معيار الكراهية والمحبة عند المسلم الفاهم لدينه
عار على البشرية والإنسانية وهي تشاهد هذه القوة الأمريكية الصنع تدمّر أناسا عزل ومواطنين بلا ماء ولا كهرباء ولا سقف يؤويهم، وتحول خيامهم إلى وقود لتحرقهم تلك القذائف أمريكية الصنع
إن الكراهية والمحبة عند المسلمين محددة بحب ما يحب الله وكره ما يكره الله، والله لا يكره الإنسان الذي خلقه مهما كان بل يكره عمله السيئ، فالمسلم يكره العمل السيئ من أي كان مسلما أو غير مسلم، فإن اصطلح وتاب وعاد فهو أخ في الخلق لا شيء عليه وبكل حب يعامل كذلك عومل الأسرى وهم عاجزون عن فعل الشر.

إن المحنة ليس لأناس لا خيرة لها تحب الحياة فتكون هدفا للجرائم ضد الإنسانية، ولكن المحنة اليوم لمن تصور أنه يتمكن وآخرين يظنون أن إسرائيل تقتل الزوجة الشريفة التي رفضت أن يغتصبها الغزاة عوضا عنهم.

العيش المشترك ممكن

كتبت سابقا عن الدولة الواحدة، لكن القسام أضافت درسا لم ننتبه له، وهو أن الصهاينة محتلون ومستعمرون أيضا، وإن كانت غزة حرة بتفكيرها فاليهود كشعب يمارس عليه الخوف والإرعاب. والحقيقة لا بد أن يعرفها اليهود وكل من ضللته الصهيونية من الأوروبيين أو الأمريكان ممن لم يعِ حتى الآن، عندها سيكون السعي إلى العيش المشترك وبناء وصناعة لحياة جديدة.

إن ما يجري اليوم في فلسطين في غزة والضفة وإن كان تطبيقا لسِفر "صموئيل الأول 15: 3" (1)، فهو عار على البشرية والإنسانية وهي تشاهد هذه القوة الأمريكية الصنع تدمّر أناسا عزل ومواطنين بلا ماء ولا كهرباء ولا سقف يؤويهم، وتحول خيامهم إلى وقود لتحرقهم تلك القذائف أمريكية الصنع. قد لا يهتم ترامب عندما يرى أطفالا في لفاتهم ورضعا يموتون أو أنهم شباب بعمر ابنه بارون، من حقهم العيش أحرارا في أرضهم يزرعون ويحصدون ويصنعون ويدرسون ويضحكون ويستمتعون على شواطئ بلادهم يصيدون عيشهم وفرحتهم.

لا شك أن قذائف إسرائيل وهي تكسر الهدنة إنما هي مسامير في نعش الآدمية لأنها تمثل الشيطان الذي أخرجنا من الجنة في أنانية وشطط، وهي تنسحب بكل السلبية على كل مناصريها وداعميها في الظاهر والباطن، ولن يفيد التطبيع لا العرب ولا إسرائيل لأن التاريخ سيكتبه أنه تطبيع جريمة ضد شعب أعزل يطالب بحريته لا غير، ولن يتجرأ على إعلانه إلا أحمق.
__________
(1) سفر "صموئيل الأول 15: 3 ": "فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملا وحمارا". وكان نتنياهو قد صرح بأن حماس تمثل العماليق وبالتالي فما يحصل أمر عقدي.. هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: "15 كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف 16 وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم" (سفر إشعياء- إصحاح)

مقالات مشابهة

  • هكذا يمكن مساعدة الفلسطينيين الذين يتحدون حماس
  • الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية برية في حي الجنينة برفح
  • حماس تطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار ووقف العدوان على غزة
  • رئيس "دعم حقوق الفلسطينيين": القضاء الإسرائيلي يشرعن جرائم الاحتلال
  • إسرائيل تقيّد وصول الفلسطينيين للأقصى للجمعة الرابعة برمضان
  • رئيس دعم حقوق الفلسطينيين: القضاء الإسرائيلي يشرعن جرائم الاحتلال
  • قذائف إسرائيل الأمريكية مسامير في نعش الآدمية
  • إسرائيل تعلن اغتيال المتحدث باسم حماس
  • “الأحرار” الفلسطينية تنعى الناطق باسم “حماس” عبد اللطيف القانوع
  • الجيش الإسرائيلي: تحول جذري في سياسة إسرائيل تجاه حماس وغزة