ضغوط أميركيّة لتأخير مؤتمر باريس لإعادة الإعمار
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
كتب محمد بلوط في" الديار": لودريان حدد موقف فرنسا ورغبة الاليزيه في بذل الجهود اللازمة للوقوف الى جانب لبنان ودعمه، مشيرا الى ان باريس عازمة على استضافة مؤتمر دولي لاعادة الاعمار، لكن هذا الامر يتطلب تحقيق خطوات عديدة، منها ما يرتبط بالاصلاحات، ومنها ما يتعلق باستكمال تنفيذ بنود اتفاق وقف النار والقرار ١٧٠١.
ولم يتطرق الى تحديد موعد المؤتمر الذي سيحدد لاحقا، لكن المصادر استنتجت انه لن يكون قريبا بانتظار توفير كل شروط نجاحه وحشد اكبر حشد دولي له. ويسود الاعتقاد ان هذا الموضوع سيكون على رأس المحادثات التي سيجريها الرئيس عون مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون .
ويخشى مصدر نيابي بارز من ان تكون اسباب التريث والانتظار مرتبطة ايضا باسباب اخرى، ابرزها الضغوط التي تمارسها واشنطن لتأخير المباشرة في وضع ملف اعادةالاعمار على سكة التنفيذ، والامساك بهذه الورقة للضغط على لبنان، ومبادلتها بمطالب وشروط اميركية – "اسرائيلية"، منها تشكيل لجان تفاوض ذات طابع امني وديبلوماسي بين لبنان و "إسرائيل"، لمناقشة مسألة الحدود ومسائل اخرى، وتكريس اجواء تمهد للتطبيع بين لبنان والعدو.
ويضيف المصدر النيابي ان هناك قلقا متزايدا لدى لبنان، بسبب تعثر الديبلوماسة اللبنانية في السعي لدى الولايات المتحدة والدول المؤثرة، من اجل التدخل الجاد لوقف الاعتداءات "الاسرائيلية"، واستكمال الانسحاب "الاسرائيلي" من الجنوب.
ويلفت المصدر الى ان الضغوط الاميركية التي تمارس على لبنان، تترافق مع تصريحات ومواقف لمسؤولي الادارة الاميركية، تؤكد اطلاق ادارة ترامب يد العدو "الاسرائيلي" في ممارسة المزيد من اعتداءاته بحجة ضرب حزب الله، وتلزيمه ازالة وجود الحزب جنوبي الليطاني، بحجة عدم قدرة وتقاعس الجيش اللبناني القيام بهذه المهمة. ويشمل الضوء الاخضر الاميركي "لإسرائيل" ايضا، القيام بضربات شبه يومية خارج الجنوب، وتحديدا على البقاع والحدود مع سورية، بحجة استهداف مراكز ومواقع لحزب الله، بالاضافة الى منع تهريب السلاح له عبر سورية .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إعادة الإعمار فی إعادة إعمار غزة مؤتمر دولی فی لبنان وهذا ما
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني إلى باريس في أول زيارة لبلد غربي
بيروت - يتوجّه الرئيس اللبناني جوزاف عون الجمعة 28مارس2025، إلى فرنسا في أول زيارة رسمية له إلى دولة غربية منذ انتخابه في كانون الثاني/يناير، بعدما ساهمت باريس بشكل كبير في وصوله إلى الرئاسة، آملا في إطلاق مسار إصلاحات سياسية واقتصادية في بلد يرزح تحت أزمة عميقة.
وأنهى انتخاب عون وتشكيل حكومة برئاسة الإصلاحي نواف سلام فراغا وجمودا سياسيا استمر لأكثر من عامين.
وتقع على عاتق عون وسلام مهمة صعبة تتمثل في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من قبل المجتمع الدولي من أجل الإفراج عن التمويلات اللازمة لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.
وأمامهما أيضا تحدّي نزع سلاح حزب الله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى أواخر تشرين الثاني/نوفمبر حربا دامية بين الحزب حليف إيران واسرائيل، خرج منها لبنان منهكا.
ويعتبر الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس كريم بيطار أن "هذه الزيارة إلى فرنسا ذات رمزية كبيرة، لأن فرنسا كانت، إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية، من بين الدول الثلاث التي دفعت بقوة نحو انتخاب جوزاف عون رئيسا للجمهورية".
ويضيف بيطار أن الزيارة "تهدف أيضا إلى تمكين فرنسا من استعادة الدور التقليدي الذي كانت تلعبه خلال المؤتمرات السابقة للمانحين، أي أن تكون فرنسا هي الجهة التي تعبّئ الدول الصديقة للبنان".
- إصلاحات ضرورية -
ومن المقرر أن يلتقي عون الجمعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت في 17 كانون الثاني/يناير بعيد انتخاب عون، وأعلن حينها عن عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار لبنان، لم يحدد تاريخه لم بعد.
وأكد الرئيس اللبناني الأربعاء خلال استقباله المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان أنه "يتطلع الى اللقاء مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الجمعة المقبل في باريس لشكره مجددا على الدور الذي يلعبه في دعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد"، بحسب بيان صادر عن مكتب الرئاسة.
وأضاف عون أنه "مصمم مع الحكومة على تجاوز الصعوبات التي يمكن ان تواجه مسيرة الإصلاح في البلاد في المجالات الاقتصادية والمصرفية والمالية والقضائية".
وفي هذا السياق، يشرح كريم بيطار "شهدنا موجة من التفاؤل خلال الشهرين الماضيين، لكن لا تزال هناك أسباب تدعو للخشية من أن مهمة القادة الجدد لن تكون بهذه السهولة".
ويضيف بيطار أن مسار الإصلاحات يصطدم بما يسميه "فريق المصالح الخاصة الذي يسعى إلى منع أي إصلاح اقتصادي أو اجتماعي، وأي بناء لدولة، وأي إصلاح أو اتفاق مع صندوق النقد الدولي".
ويلفت إلى أن هذه الدولة العميقة حيث السلطة السياسية والاقتصادية والإعلامية مترابطة بشكل وثيق، "تسعى إلى حماية النظام الذي استمر طيلة 30 عاما".
ويعدّ الصراع القائم حاليا حول تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، دليلا دامغا على ذلك، بينما الحاكم السابق رياض سلامة المتّهم بعمليات اختلاس ضخمة من الأموال العامة موقوف في السجن.
- نزع سلاح حزب الله -
ويعيش لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ العام 2019، نتيجة سوء الإدارة والفساد والإهمال وتقاعس الطبقة السياسية الحاكمة منذ عقود.
وتقع على عاتق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أيضا مهمة حساسة تتمثّل في الإشراف على نزع سلاح حزب الله من جنوب البلاد كمرحلة أولى.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، حدا للأعمال القتالية بين حزب الله واسرائيل.
وهو نصّ على سحب الدولة العبرية قواتها من جنوب لبنان، في مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل) في المنطقة.
وعلى حزب الله الذي خرج مضعفا من الحرب تفكيك بنيته العسكرية والانسحاب إلى شمال نهر الليطاني أي على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من الحدود بموجب الاتفاق.
ومع انقضاء المهلة الممدّدة لإنجاز الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط/فبراير، أبقت الدولة العبرية على قواتها في خمس مرتفعات استراتيجية تخولها الاشراف على مساحات واسعة على جانبي الحدود، ولا تزال تشنّ غارات على جنوب وشرق لبنان.
وقال الرئيس اللبناني جوزاف عون في مقابلة بثّت الخميس مع قناة فرانس 24 إن "حزب الله متعاون في جنوب لبنان"، كما أن "الجيش (اللبناني) يقوم بواجبه في الكامل" هناك.
واتهم عون اسرائيل "بخرق وقف إطلاق النار وخرق الاتفاق ومن ضمن ذلك بقاؤها في خمس نقاط وعدم إطلاق سراح الأسرى".
وتابع الرئيس اللبناني "نسعى الى الحفاظ على وقف إطلاق النار"، معتبرا أنه ينبغي أن يكون هناك "ضمانات" من كلّ من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية اللتين رعتا اتفاق وقف إطلاق النار.
Your browser does not support the video tag.