حقق الاتحاد الأوروبي أعلى نسبة تأييد له على الإطلاق منذ إنشائه. وبحسب نتائج استطلاع للرأي أجراه "يورو بارومتر"، يعتقد 74% من المستطلعين أن بلادهم مستفيدة من عضوية الاتحاد.

اعلان

أظهر أحدث استطلاع اجراه "يورو بارومتر" بين يناير/كانون الثاني وأوائل فبراير/شباط 2025 في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تقديرًا متزايدًا للاتحاد، خصوصا في ظل الوضع الجيوسياسي الحالي.

وقال نحو 74% من الذين شملهم الاستطلاع إن بلادهم تستفيد من عضوية الاتحاد الأوروبي، وهي أفضل نتيجة مسجلة منذ طرح السؤال لأول مرة في عام 1983.

ويُجرى استطلاع "يوروباروميتر" بانتظام نيابةً عن البرلمان الأوروبي، ويوفر لمحة واضحة عن الرأي العام.

وقد رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالنتائج في منشور على منصة X، مشيرةً إلى أن السلام والأمن يتصدران اهتمامات الرأي العام، وأن "السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي ملتزمة بتحقيقها في هذه المجالات".

ووفقًا لنتائج الاستطلاع، يعتقد 90% من المشاركين أن على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إظهار قدر أكبر من الوحدة في مواجهة التحديات العالمية.

ويعكس ذلك اعترافًا متزايدًا بنفوذ الاتحاد الأوروبي على الصعيد الدولي، وهو اتجاه لوحظ في دراسات سابقة نشرها "يوروبارومتر".

ومن أبرز النتائج أيضا، أن 76% من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى موارد أكبر لمواجهة التحديات المستقبلية بفعالية.

و يأتي ذلك في لحظة حاسمة مع اقتراب المفاوضات حول ميزانية الاتحاد الأوروبي طويلة الأجل.

ويعمل البرلمان الأوروبي حاليًا على تحديد أولويات ميزانيته، وسيقدم تقريرًا للتصويت عليه في الجلسة العامة المقبلة في أيار / مايو 2025، بينما من المتوقع أن تطرح المفوضية اقتراحها بعد فصل الصيف.

Relatedحصري: وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي يطالبون بتمويل الأدوية الحيوية من ميزانية الدفاعصورة إيجابية عامة عن الاتحاد الأوروبي

استمرت النظرة العامة للاتحاد الأوروبي في التحسّن، حيث أعرب 50% من المشاركين في الاستطلاع عن وجهة نظر إيجابية - بزيادة نقطتين مئويتين عن ربيع 2024، و5 نقاط عن خريف 2023.

وكما هو الحال في الاستطلاعات السابقة، قال 72% من الأوروبيين إن سياسات الاتحاد الأوروبي تؤثر على حياتهم اليومية، وهو رقم لم يتغير منذ منتصف عام 2024.

وتتفاوت الفوائد المتوقعة من عضوية الاتحاد الأوروبي حسب البلد، حيث تتراوح معدلات التأييد بين 92% في مالطا و61% في بلغاريا، ومع ذلك، تظهر أغلبية قوية في جميع الدول الأعضاء.

ويشكلُّ الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، الفئة الأكثر اقتناعاً بإيجابيات عضوية بلدانهم في الاتحاد الأوروبي، حيث يعتقد 82% منهم - بزيادة 11 نقطة - أن بلادهم تحقق مكاسب من هذه العضوية.

وعندما سُئلوا عن السبب الذي يجعلهم مقتنعين بذلك، أشار المستطلعون إلى أن "حماية السلام وتعزيز الأمن" هما السبب الرئيسي، متجاوزين العامل الرئيسي السابق المتمثل في تحسين التعاون بين الدول الأعضاء.

وتشمل الفوائد الرئيسية الأخرى: النمو الاقتصادي، وفرص العمل الجديدة، والحضور العالمي الأقوى للمواطنين الأوروبيين.

اعلانالأمن والاقتصاد أولويتان رئيسيتان

التحوّل في الأولويات العامة واضح بحسب الاستطلاع، إذ يرى 35% من المستطلعين أن حماية السلام وتعزيز الأمن هما الميزة الرئيسية لعضوية الاتحاد الأوروبي، بزيادة ثلاث نقاط منذ الصيف.

أما تحسين التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي، وهو السبب الرئيسي السابق، فقد انخفض بنقطتين وبلغ 34%.

"يريد ثلثا الأوربيين أن يلعب الاتحاد دوراً أكبر في حمايتهم. هذه دعوة واضحة للعمل، وسوف نستجيب لها. يجب أن تكون أوروبا أقوى حتى يشعر مواطنونا بأنهم أكثر أمانًا"، بهذه الكلمات علّقت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا على النتائج.

كما شددت على أن البرلمان سيحرص على أن تكون جميع المقترحات طموحة بما يكفي لمواجهة التحديات الأمنية في أوروبا.

اعلان

ووفقًا للاستطلاع، يعتقد 36% من الأوروبيين أن الدفاع والأمن يجب أن يكونا على رأس أولويات الاتحاد الأوروبي لتعزيز مكانته العالمية.

وتأتي التنافسية، والنمو الاقتصادي، والصناعة في المرتبة الثانية، حيث اكتسبت 5 نقاط خلال العام الماضي لتصل إلى 32%.

European Parliament Roberta Metsola (L) and Commission president Ursula von der Leyen (R) are both affiliated to to centre-right European People's Party.European Union Xavier Lejeuneبعض الاختلافات الوطنية

وفي حين يهيمن الدفاع والقدرة التنافسية الاقتصادية كأبرز الاهتمامات في معظم البلدان، فإنّ الدول الأعضاء تعطي الأولوية لقضايا مختلفة.

في إسبانيا، يصنف التعليم والبحث العلمي كأهم المجالات التي يجب أن يركز عليها الاتحاد الأوروبي. أما قبرص ومالطا فتسلّطان الضوء على التعليم، بينما تشدد السويد على قيم الاتحاد الأوروبي مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا يقل العمل في القضايا المناخي أهمية عن ذلك.

اعلان

ويظل الأمن الغذائي والزراعة من الأولويات الرئيسية في سلوفاكيا وكرواتيا. أما في دول مثل الدنمارك وألمانيا وليتوانيا، فيبرز الدفاع باعتباره القضية الأكثر إلحاحًا.

وفي بلغاريا وإيطاليا، تأتي القدرة التنافسية على رأس قائمة الاهتمامات، ويليها الاستقلال في مجال الطاقة.

المخاوف الاجتماعية وتكلفة المعيشة

بالإضافة إلى الأمن، يشعر الأوروبيون بقلق متزايد بشأن قضايا أخرى، منها الفقر، والإقصاء الاجتماعي، وخلق فرص العمل.

"يرسل هذا الاستطلاع رسالة واضحة ومتسقة: الأمن والقدرة التنافسية الاقتصادية يسيران جنباً إلى جنب، وهما مترابطان"، قال مسؤول في البرلمان الأوروبي.

اعلانRelatedدراسة تكشف أكثر الدول الأوروبية ملاءمة للأفراد وفقًا لتأثير "ضريبة العزوبية" وتكاليف المعيشةألمانيا تعلن عن تخفيض ضريبي لمعاونة الأسر المتضررة من التضخم وغلاء المعيشة

وتتزايد المخاوف الاقتصادية، حيث يتوقع 33% من الأوروبيين انخفاض مستوى معيشتهم خلال السنوات الخمس المقبلة - بزيادة قدرها 7 نقاط منذ الانتخابات الأوروبيّة الأخيرة، حيث عادت إلى المستويات التي شوهدت في ربيع عام 2024.

هذا القلق يبرز بشكل خاص في فرنسا (53%، بزيادة 8 نقاط) وألمانيا (47%، بزيادة 15 نقطة).

وفي الوقت نفسه، يحثُّ 43% من المشاركين في الاستطلاع البرلمان الأوروبي على إعطاء الأولوية لمعالجة التضخم وارتفاع الأسعار، وتكلفة المعيشة، ويليها الدفاع والأمن، إلى جانب مكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي بنسبة 31%.

وعلى الرغم من هذه المخاوف، فإنّ غالبية الأوروبيين (51%) لا يتوقعون أي تغيير في مستوى معيشتهم، بينما يعتقد 14% منهم أنه سوف يشهد تحسنًّا.

اعلان

ويسلط الاستطلاع الضوء أيضًا على أن الأوروبيين الأكبر سنًا، وسكان المناطق الريفية أو البلدات الصغيرة، والأفراد الذين يواجهون بالفعل صعوبات اقتصادية، حيث أظهرت النتائج أنّهم الأكثر تشاؤمًا بتراجع مستوى معيشتهم.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية التبدّل في الخطاب الأمريكي تجاه روسيا.. هل سيُترجم في الواقع؟ هل يؤيد البريطانيون إنشاء جيش أوروبي يضم المملكة المتحدة؟ كوبيليوس لـ "يورونيوز": الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى 70 مليار يورو على الأقل لتعزيز التنقل العسكري السياسة الأوروبيةالبرلمان الأوروبيالمفوضية الأوروبيةأمناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext البرهان من القصر الرئاسي: الخرطوم حرة الآن يعرض الآنNext الذكاء الاصطناعي في السيارات... تعاون بين "علي بابا" و"بي.إم.دبليو" يعرض الآنNext باريس تحتضن الخميس قمة مصيرية لدعم أوكرانيا.. ماذا نعرف عن "تحالف الراغبين"؟ يعرض الآنNext عقد من الحرب في اليمن: أكثر من مليون طفل يعانون من سوء التغذية في كارثة غير مسبوقة يعرض الآنNext روسيا تستهدف ميناء ميكولايف الأوكراني في البحر الأسود بعد ساعات من إعلان هدنة بحرية اعلانالاكثر قراءة هل يؤيد البريطانيون إنشاء جيش أوروبي يضم المملكة المتحدة؟ رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان والمسألة مرفوضة من الجميع نتنياهو يهدد بالسيطرة على أراض في غزة وحماس تحذر: استعادة الرهائن بالقوة ستنتهي بعودتهم في توابيت مقتل مراسلة القناة الروسية الأولى بانفجار لغم أرضي بالقرب من الحدود الأوكرانية ما هي الدوامة الغريبة المتوهجة في ليل أوروبا الحالِك؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلروسيادونالد ترامبحروبأوكرانيااليمنالاتحاد الأوروبيرجب طيب إردوغانفولوديمير زيلينسكيحركة حماسسورياقصفالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل روسيا دونالد ترامب حروب أوكرانيا اليمن إسرائيل روسيا دونالد ترامب حروب أوكرانيا اليمن السياسة الأوروبية البرلمان الأوروبي المفوضية الأوروبية أمن إسرائيل روسيا دونالد ترامب حروب أوكرانيا اليمن الاتحاد الأوروبي رجب طيب إردوغان فولوديمير زيلينسكي حركة حماس سوريا قصف فی الاتحاد الأوروبی البرلمان الأوروبی عضویة الاتحاد الدول الأعضاء من المشارکین فی الاستطلاع یعرض الآنNext

إقرأ أيضاً:

ما فرص انضمام كندا للاتحاد الأوروبي؟

أظهر استطلاع رأي حديث أن نصف الكنديين يؤيد فكرة انضمام بلادهم للاتحاد الأوروبي، وبعد 3 أيام فقط من تنصيبه زار رئيس وزراء كندا مارك كارني باريس ولندن لتسليط الضوء على ما وصفه بالروابط الأوروبية الكندية العميقة.

يأتي هذا بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية وصلت إلى 25% على البضائع الكندية، ويهدد بفرض المزيد منها وهو ما يُلحق ضررا بالغا بالاقتصاد الكندي، لكن الأدهى من ذلك أن ترامب كرر مرارا أن كندا يجب أن تصبح الولاية الأميركية الـ51.

وقد فتح التوتر بين كندا والولايات المتحدة بموازاة التقارب بين كندا وأوروبا نقاشا حول انضمام البلد إلى الاتحاد الأوروبي، فما إمكانية وفرص ذلك؟ وماذا تقول معاهدات وقوانين الاتحاد؟

وهل من سابقة بانضمام دولة من خارج القارة للتكتل الأوروبي؟ وما المزايا التي سيجنيها الطرفان من هذه الخطوة؟ وهل من صيغة أخرى غير الانضمام لتحالف جديد يفرضه السياق بين الطرفين؟ وهل ستسمح الولايات المتحدة بتقارب كندي أوروبي؟ وما السيناريوهات المستقبلية لعلاقة كندا بأميركا؟

View this post on Instagram

A post shared by قناة الجزيرة مباشر (@aljazeeramubasher)

كندا والجار "المتنمر"

أحدث وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة تحولات كبيرة على مستوى العالم، وكان لجارة أميركا الشمالية نصيب الأسد من هذه التحولات.

إعلان

فجأة تحولت الولايات المتحدة بالنسبة لجارها الأقرب كندا من أقوى حليف وأكبر شريك إلى خصم متنمر غير عقلاني ومتقلب، حسب وصف الباحث القانوني إيان كوبر في دراسة نشرتها جامعة دبلن حول إمكانية انضمام كندا إلى الاتحاد الأوروبي.

هدد ترامب، ثم توقف، ثم هدد مجددا، ونفذ، ثم علق جزئيا، ثم فرض رسوما جمركية مرتفعة جدا بنسبة 25% على السلع الكندية مع وعيد بالمزيد في المستقبل.

ومع كل تصعيد تتغير الذرائع وتُطرح مطالب جديدة، كان الأمر بداية يتعلق بمكافحة تدفق المخدرات والمهاجرين عبر الحدود؛ ثم تحول إلى فرض رسوم باهظة على الواردات الكندية، ووصل إلى التهديد بالاستحواذ الكامل على الدولة الكندية.

ووفقا للباحث كوبر، فإن الرسوم الجمركية بحد ذاتها أداة قانونية عادية في إدارة الدولة اقتصاديا، لكن ما ليس طبيعيا بكل تأكيد هو استخدام الرسوم الجمركية كجزء من حملة إكراه اقتصادي لضم دولة جارة كما خاطب ترامب رئيس حكومة كندا السابق ترودو قائلا: "ستختفي الرسوم الجمركية عندما تصبح كندا الولاية الأميركية الـ51".

واعتبر الباحثان في الكلية العسكرية الكندية بول ميتشل وباربرا فالك في مقال مشترك نشره الموقع البحثي "كونفرسيشن" تحت عنوان: "4 سيناريوهات لمستقبل كندا في ظلّ عالم ترامب" أن كندا لم تضع في حسبانها أن يكون مصدر قلقها جارتها الولايات المتحدة، أو أن أميركا ستوجه صواريخها نحو أهداف كندية، أو أن القوات الأميركية الموجودة في قاعدة فورت درام شمال ولاية نيويورك تستعد للاستيلاء على العاصمة الكندية أوتاوا، لكن تهديدات ترامب بالاستحواذ على كندا باتت تؤرق الكنديين.

وقبل يومين اتهم رئيس الوزراء الكندي مارك كارني -خلال افتتاحه حملة الانتخابات المقررة في 28 أبريل/نيسان القادم- الرئيس الأميركي ترامب بمحاولة تدمير كندا والسعي للاستحواذ على أراضيها ومياهها وثرواتها المعدنية.

إعلان

وهكذا دفعت تهديدات ترامب الكنديين إلى التطلع إلى الخارج للتحالف مع دول أخرى مسها ضرر أجندة ترامب، فكان التقارب مع الاتحاد الأوروبي حيث يرتبط الطرفان بمصالح وقيم مشتركة.

فهل إلى أوروبا من سبيل؟

فتح تهديد ترامب بجعل كندا "الولاية 51" نقاشا في أوروبا وكندا يطرح بشكل صريح التساؤل حول هل يمكن لكندا فعلا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كدولة كاملة العضوية؟

وقد أظهر استطلاع رأي حديث أن الكنديين منفتحون بشكل مفاجئ على الفكرة، حيث أيدها ما يقرب من نصفهم (46% مؤيدون، و29% معارضون، و25% متأرجحون).

وبحسب تقرير لوكالة فرانس برس، فقد صرحت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية باولا بينهو بأن الاتحاد الأوروبي مسرور باهتمام الكنديين للانضمام إليه، وهو ما يعكس "جاذبيته"، مضيفة أن "الأمر ليس مفاجئا لأن الاتحاد وكندا شريكان متشابهان في التفكير، ويتشاركان قيما كثيرة، بالإضافة إلى روابط تاريخية قوية".

ولكن، هل يشكل وجود كندا خارج الحيز الجغرافي لأوروبا عائقا أمام انضمامها للتكتل القاري؟

عندما سُئلت المتحدثة باسم المفوضية هذا السؤال، لم تُجب مباشرة، بل أحالت إلى المعايير الواردة في معاهدة الاتحاد الأوروبي، وفي هذا إشارة إلى المادة 49 التي تنص على أن "أي دولة أوروبية" تحترم القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي يمكنها التقدم بطلب الانضمام.

ويعتبر الباحث القانوي في جامعة دبلن يان كوبر أن تعريف "أوروبا" في المعاهدة هو مفهوم مدني أكثر مما هو مفهوم جغرافي، حيث يرتبط بالقيم الأساسية للديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وهي قيم تتسم بها كندا بشكل كبير.

ومما يؤكد هذا الطرح أن الاتحاد الأوروبي يضم دولا ذات صبغة أوروبية ثقافية، لكنها تقع خارج الحيز الجغرافي الأوروبي، مثل قبرص التي تقع في غرب آسيا، ومالطا الموجودة تقريبا في شمال أفريقيا.

(الجزيرة)

ونقلت صحيفة لابرس الكندية في تقرير لها بعنوان: "الولاية رقم 51 أم العضو رقم 28 في الاتحاد الأوروبي؟" عن أستاذ تحديات العولمة بجامعة لافال الكندية ريتشارد أويليت قوله إن "كون كندا ليست جزءا من القارة الأوروبية لا يعيق انضمامها للاتحاد، فعلى سبيل المثال انضمت المملكة المتحدة إلى اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي وهي لا تقع في المحيط الهادي، فالدول تعمل على تشكيل تحالفات على أساس قيمها ومصالحها وليس على أساس جغرافيتها".

إعلان

وحتى اشتراط حدود مع الاتحاد الأوروبي لن يكون عائقا، فكندا تشترك في حدود برية مع جزيرة غرينلاند التابعة للدانمارك.

وهناك مشتركات كثيرة تاريخية وثقافية بين كندا وأوروبا، فالكنديون يتحدثون اللغتين الرئيسيتين في الاتحاد الأوروبي: الإنجليزية والفرنسية، وأغلب الكنديين ينحدرون من أصول أوروبية حيث قادت فرنسا وبريطانيا عمليات استيطان الأوروبيين في كندا منذ قرون.

ويخلص الباحث كوبر إلى أن تحديد ما إذا كانت كندا مؤهلة لعضوية الاتحاد الأوروبي أم لا يبقى مسألة سياسية من اختصاص الدول الأعضاء، وهو أمر ممكن إذا توفرت إرادة سياسية كافية لدى الجانبين.

لكن صحيفة لابرس الكندية تنقل عن جاستن ماسي المختص في السياسة الخارجية بجامعة كيبيك أنه من غير المرجح إلى حد كبير أن تنضم كندا إلى الاتحاد الأوروبي، ولكنها قد تسعى إلى الاقتراب أكثر من أوروبا مثل النرويج التي هي دولة ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، ولكنها مع ذلك مندمجة بقوة في الاتحاد.

يذكر أنه في عام 1987 رُفض طلب المملكة المغربية الانضمام للاتحاد بحجة أنها ليست دولة أوروبية، ولكن قد يكون السبب أن المغرب وإن كانت على تماس مع أوروبا فلديها اختلاف في القيم الثقافية والدينية مع أوروبا عكس كندا.

كوبر: تحديد ما إذا كانت كندا مؤهلة لعضوية الاتحاد الأوروبي أم لا يبقى مسألة سياسية من اختصاص الدول الأعضاء (رويترز) ما الذي يكسبه الاتحاد الأوروبي من ضم كندا؟

تنقل صحيفة لابرس الكندية عن الأستاذ أويليت أن أوروبا يمكن أن تحصل من كندا على الطاقة، فأوروبا تعاني من نقص حاد في الغاز والنفط، ولا تزال مضطرة إلى الحصول على إمداداتها من هاتين المادتين من روسيا، وهو تناقض محرج خصوصا منذ غزو أوكرانيا.

وبالفعل فقد أبدت الحكومة الألمانية اهتماما كبيرا بالحصول على الغاز والهيدروجين الأخضر من كندا، وتم توقيع اتفاقيات بهذا الخصوص.

إعلان

وقد صرحت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي لشبكة سي إن إن بالقول: "لدينا كل ما تحلم به أي دولة في العالم، فنحن قوة زراعية عظمى، ولدينا اليورانيوم والطاقة الكهرومائية، والنفط والغاز والمعادن الأساسية، ولدينا الكفاءات والمواهب..".

لكن صحيفة لابرس الكندية نقلت عن جاستن ماسي قوله إن كندا تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتوصيل طاقتها إلى أوروبا؛ فلا توجد موانئ ولا خطوط الأنابيب، ولا يمكنها حاليا تزويد أوروبا بالطاقة إلا عبر الولايات المتحدة.

ميلاني جولي: لدينا كل ما تحلم به أي دولة في العالم، فكندا قوة زراعية عظمى ولدينا اليورانيوم والنفط والغاز والمعادن (الفرنسية) تحالف ما بعد الناتو

يعتبر المتابعون للشأن الدولي أنه بدأت -وإن كانت ببطءـ تتضح معالم نظام عالمي جديد يتشكل من تكتلات وقواعد تختلف عن النظام الذي يتلاشى الآن.

ففي تحليل للمراسل الأول لهيئة الإذاعة الكندية إيفان داير بعنوان "تمتلك كندا ما تحتاجه أوروبا لإعادة تسليحها.. هل يكون ذلك أساسا لتحالف ما بعد الناتو؟"، لاحظ داير تزايد اجتماعات أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) من دون مشاركة الولايات المتحدة لمناقشة الدفاع عن أوكرانيا والأمن الموسع لأوروبا، مع تبلور دور أكبر لكندا في مثل هذه النقاشات.

ويرى المحلل داير أنه لا يزال من غير الواضح أين ستستقر كندا في هذا العالم الجديد، ولكن هناك تلميحات تساهم في فهم المسار الذي قد تتخذه في ظل "إدراكها المؤلم" أن أقوى وأقرب حلفائها قد انقلب عليها.

فقد دخل مسؤولون أوروبيون في محادثات مع كندا تهدف إلى دمج هذا البلد في شراكة جديدة لإنتاج الدفاع، وهذا قد يسمح للشركات الكندية بالتقدم للحصول على عقود في الوقت الذي تستعد فيه أوروبا لإعادة التسليح على نطاق واسع.

ونقل داير عن الوزيرة جولي قولها: "أجرينا محادثات مع الاتحاد الأوروبي لضمان تعاوننا في مجال المشتريات الدفاعية والأمور تتجه نحو أخبار سارة، لأننا في النهاية نحتاج إلى التأكد من قدرتنا على التقرب من الأوروبيين".

إعلان

لكن داير يعتبر أن هناك مسألة قد تحد من جاذبية التحالف بين الأوروبيين وكندا في أي ترتيبات لما بعد الناتو، وهي أن كندا تسعى إلى تحالفات جديدة لأنها تشعر بالتهديد من الولايات المتحدة، بينما يشعر حلفاؤها الأوروبيون الذين تغازلهم بالتهديد من موسكو، وعادةً ما تكون التحالفات العسكرية ذات الالتزامات الدفاعية المتبادلة أكثر جاذبية للدول التي تواجه نفس التهديدات من نفس الجهات.

جولي: أجرينا محادثات مع الاتحاد الأوروبي لضمان تعاوننا في مجال المشتريات الدفاعية والأمور تتجه نحو أخبار سارة (الفرنسية) السيناريوهات المحتملة لعلاقة أميركا وكندا

أورد تقرير لرئيسة مكتب صحيفة نيويورك تايمز في كندا ماتينا ستيفيس بعنوان: "كندا الدولة الأكثر أوروبية من غير الأوروبيين تلجأ إلى الحلفاء في ظل تهديدات ترامب"، أن الواقع يؤكد أن علاقة كندا بالولايات المتحدة لا مفر منها ولا بديل عنها.

فالولايات المتحدة تعد الشريك التجاري الأول لكندا؛ إذ يذهب حوالي 80% من الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة، ويبلغ حجم التجارة بين البلدين ما يقرب من تريليون دولار، في حين بلغت قيمة التجارة بين كندا ودول الاتحاد الأوروبي مجتمعة حوالي 100 مليار دولار خلال العام الماضي.

وبدورهما وضع الباحثان ميتشل وفالك في مقالهما المشترك 4 سيناريوهات لمستقبل كندا في عهد ترامب:

التراجع عن التهديدات واستمرار الوضع على ما هو عليه

بحيث تواصل كندا خدمة السوق الأميركية تجاريا، بينما تنتزع الولايات المتحدة أفضل الصفقات التجارية الممكنة منها.

ارتفاع مستوى التهديدات الأميركية مع عدم رضوخ كندا

عندها ستتجاوز الولايات المتحدة مرحلة التعريفات الجمركية وتستهدف البنوك الكندية لقطع وصول كندا إلى الخدمات المصرفية الدولية.

وسيخلق هذا السيناريو وضعا لا يختلف عن الوضع الذي واجهته كوبا، حيث فرض الأميركيون عليها حظرا تجاريا شاملا منذ عام 1858، وفيه، ستُصبح كندا معزولة دوليا وربما فقيرة بسبب مقاومتها للمطالب الأميركية.

إعلان ارتفاع حالة العداء الأميركي وفي المقابل ضعف قدرة كندا على الصمود

وفي هذه الحالة سيكون الوضع الكندي مشابها لعلاقة بيلاروسيا مع روسيا، حيث يشتركان في حدود برية ومائية طويلة، وتعد روسيا أكبر شريك اقتصادي وسياسي لبيلاروسيا التي ما تزال تتمتع بمقعد في الأمم المتحدة، لكن قدرتها على المناورة في السياسة الخارجية أو الدفاعية محدودة للغاية.

مقاومة كندية تجعل الولايات المتحدة مستعدة لقبول مستوى من الاستقلال

سينتج عن ذلك وضع مشابه لعلاقة فنلندا بالاتحاد السوفياتي السابق، حيث يُسمح لكندا بالحفاظ على علاقات دبلوماسية مستقلة، لكن عليها توخي الحذر وعدم الدخول في تحالفات أو اتفاقيات من شأنها أن تُغضب الأميركيين، وهو ما يعني أن أي فكرة عن انضمام كندا إلى الاتحاد الأوروبي ستكون ضربا من الخيال.

واستبعد الباحثان غزوا أميركيا مباشرا وشاملا لكندا، كما استبعدا فكرة أن تصبح كندا الولاية الأميركية رقم 51، معتبرين أن العواقب الانتخابية المترتبة على قبول 40 مليون ناخب أكثر تقدمية بكثير من معظم الأميركيين ستؤثر سلبا على نتائج الانتخابات بشكل لا يناسب أذواق الجمهوريين، مع استدراك أنه من الوهم أصلا توقع حصول الكنديين في حال الاندماج على حقوق مساوية لحقوق "الأميركيين الحقيقيين".

واعتبر الباحثان أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن تصبح كندا دولة تابعة للولايات المتحدة، على غرار بيلاروسيا مع روسيا.

مقالات مشابهة

  • التخطيط تطالب بصياغة نظام مالي عالمي لدعم الإقتصاديات الناشئة
  • وزيرة التخطيط تؤكد ضرورة صياغة نظام مالي عالمي أكثر عدالة لحقوق الدول النامية
  • ما فرص انضمام كندا للاتحاد الأوروبي؟
  • ما هي دول أفضل دول الاتحاد الأوروبي في مجال صحة المرأة؟
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم الرد على رسوم ترامب بإجراءات ضد التكنولوجيا الأمريكية
  • الاتحاد الأوروبي يضغط على ميتا لفصل سوق Marketplace
  • الاتحاد الأوروبي يحقق مع 4 لاعبين من ريال مدريد
  • البنك المركزي الأوروبي: نطالب البنوك بالاستعداد للصدمات الجيوسياسية
  • بما فيه الماء.. الاتحاد الأوروبي يدعو مواطنيه إلى تخزين غذاء كاف 72 ساعة
  • الاتحاد الأوروبي يدعو لمواجهة الأزمات ويوصي بإعداد "حقيبة نجاة" منزلية