مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (24) للسيد القائد 1446
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
(المحاضرة الرمضانية الـ24 )
استدراك :
ستظل شخصيات الدكتور أحمد ونجليه صلاح ومُنير تتواجد في جزئية محاضرات القصص القرآنية؛ لاتساقها مع موضوع المحاضرة وعدم تشتيت انتباه القارئ.
"الدكتور أحمد أستاذ الفقه المقارن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.
أما نَجَلاه صلاح ومُنير، فيدرسان في كلية الطب بالجامعة ذاتها وكذلك حازم ابن شقيقه طالب الهندسة المعمارية وكذلك الدكتور نضال زميل الدكتور احمد وهو استاذ العقائد والاديان في كلية العلوم الاسلامية بذات الجامعة "
انها ليلة السادس والعشرين من ليالي شهر رمضان المبارك ولا تزال شخصيات سلسلة مرايا الوحي تتواجد لمتابعة محاضرات السيد القائد الرمضانية
بعد ان فرغوا من اداء صلاة العشاء توجهوا لصالة منزل الدكتور احمد لمتابعة محاضرة الليلة التي بدأت للتو :-
كنا في محاضرة الأمس، في الحديث على ضوء قول الله سبحانه وتعالى في الآية المباركة: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ}[الشعراء:79]، وهو يذكر لنا ما عرضه نبي الله إبراهيم عليه السلام من البراهين المهمة، والدلائل العظيمة، التي تشد الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، في دعوته لقومه إلى عبادة الله وحده، والإيمان به ورسالته، ونبذ الشرك والأنداد التي يتخذونها من دون الله.
تحدثنا بالأمس- باختصار- عن نعمة الله سبحانه وتعالى في مسألة الطعام للإنسان، وكذلك في مسألة الماء الذي يشربه الإنسان، ويحتاجه في حياته احتياجاً أساسياً، ومن الملاحظ- كما أشرنا بالأمس- أن الله سبحانه وتعالى منَّ بهذه النعمة على الإنسان في إطار التكريم للإنسان، الله رزق الإنسان من الطيبات
الله قال في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء:70]، الشاهد في قوله: {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}، فالله كرَّم الإنسان، حتى في طعامه وشرابه، فيما خلقه الله له من الطعام الطيِّب، وكذلك أيضاً في كيفية تناول الطعام، حتى هي فيها تكريمٌ للإنسان،
- يُذكرنا السيد عبدالملك بابرز نقاط محاضرة الامس عن نعمة الله للانسان في الطعام والغداء . . هكذا تحدث الدكتور احمد .
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}[الشعراء:80]، نعمة الصحة والعافية هي من أهم النعم، التي يَمُنُّ الله بها على الإنسان، وعادةً ما يغفل الإنسان عن هذه النعمة حينما يكون في صحة وعافية، والأكثر إدراكاً لهذه النعمة هم المرضى .
فحالة المرض هي حالة صعبة على الإنسان، والإنسان يَمُرُّ بهذه الحالة، هي من الحالات التي يَمُرُّ بها الإنسان كثيراً في مسيرة حياته، في عمره، كم يمرض الإنسان، واثناء مرضه يدعو الله سبحانه وتعالى، ويتضرع إليه، {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا}[الزمر:49]، في آيةٍ أخرى: {دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا}[يونس:12]، فيلتجئ إلى الله، ويدرك كم أن العافية والصحة والشفاء نعمة عظيمة، يتهنأ فيها بكل شيء: بطعامه، بشرابه، بنومه، بالحياة، يتمكن من القيام بأعماله بكل راحة .
فنعمة العافية والصحة هي من أهم النعم التي يَمُنُّ الله بها على الإنسان.
- ما اعظم نعمة العافية التي يوضحها لنا السيد عبدالملك وكيف ان اكثر من يدرك هذه النعمة هم المرضى ... هكذا تحدث الدكتور نضال .
والله سبحانه وتعالى جعل في غذاء الإنسان، وما يتناوله الإنسان من الطيبات، ما يزيد في صحته، ما يدعمه صحياً، وهذا من المميزات للطيبات: أنها في أصلها سليمةٌ من المضار، وفيها ما ينفع الإنسان، يزيده قوة، يزيده صحة، يُحسِّن من وضعه الصحي، يزوَّد جسمه بالعناصر اللازمة لصحته ونموه وطاقته، ويقيه الكثير من الأمراض.
في الإنسان أيضاً جهاز المناعة زوَّده الله به، يساعده أيضاً على الصحة، على العافية، على التشافي، والله سبحانه وتعالى مع ذلك أودع في كثيرٍ من النباتات، كثيرٍ من المواد التي أحلَّها للإنسان، أودع فيها أيضاً عناصر الشفاء فيجعل في نبتةً مُعَيَّنة شفاءً من داءٍ مُعَيَّن، أو في نَبْتَةٍ أخرى كذلك، شفاءً من داءٍ آخر، أو في تركيب أدوية من مجموعة من النباتات المُعَيَّنة كذلك شفاء من داء مُعَيَّن، كما قال عن العسل نفسه: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}[النحل:69]، (فِيهِ شِفَاءٌ): جعل الله فيه ما يساعد الإنسان على التشافي، والتعافي، والصحة، والسلامة من المرض، والخروج من المرض أيضاً.
والله سبحانه وتعالى يَمُنُّ بالشفاء بشكلٍ مباشر، حالة الشفاء هي من الله، حتى عندما نأخذ بالأسباب، سواءً فيما يتعلق بالأدوية والطب، أو حينما يبتدئك الله بنعمة الشفاء قبل ذلك، الأسباب بنفسها الاستفادة منها متوقفةٌ على أن يُنْزِل الله لك الشفاء، وإلَّا يمكن للإنسان أن يسير في مسار العلاج والطب، وقد يُمْضِي فترةً طويلة، وقد يستهلك إمكانات كثيرة، ولا يصل إلى نتيجة، حتى يأتي الشفاء من الله سبحانه وتعالى؛ فيتشافى ويتعافى.
في مسألة الأخذ بالأسباب، مطلوبٌ منَّا أن نأخذ بالأسباب؛ لأن هناك توجيهات من الله سبحانه وتعالى، هناك أيضاً من قِبَل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حثٌّ على الأخذ بالأسباب، والأسباب متنوعة، منها مثلاً: تناول الأدوية المفيدة، بإرشاداتٍ طبية، من ذوي الاختصاص والمعرفة، ومنها أيضاً الدعاء، الدعاء ضروري، هو من الأسباب المهمة، مثلاً: الصدقات، هي من الأسباب المهمة، وهكذا ما ورد الحثُّ عليه، تلاوة القرآن كذلك، سماع تلاوة القرآن كذلك، مجموعة الأسباب المتنوعة هي مهمةٌ في مسألة الشفاء، والشفاء هو من الله، من الله سبحانه وتعالى، كما قلنا: حتى الانتفاع بالأسباب متوقفٌ على أن يُنْزِل الله الشفاء منه سبحانه وتعالى من عنده، الإنسان بحاجة إلى الشفاء من الأمراض بحاجة إلى الله سبحانه وتعالى، والله هو الذي هيأ لنا في مسيرة حياتنا كل الأسباب، بل حتى الهداية إلى العلوم، العلوم الطبية التي يستفيد منها الناس في مسألة مواجهة الأمراض، والعلاج من الأمراض، هذه العلوم هي بهداية من الله سبحانه وتعالى، منها: ما يتعلق- مثلاً- بجسم الإنسان، وأحواله، وأسباب عِلَلِه، ومنها: ما يتعلق بما أودع الله في الأشياء، سواء النباتات، أو المواد الأخرى، من وسائل الشفاء، ما أودع الله فيها من عناصر الشفاء، من أسباب الشفاء،
- يتحدث الدكتور احمد معقباً : يقدم لنا السيد عبدالملك جزئية هامة وهي الشفاء للانسان باعتبارها نعمة من الله عز وجل وحثنا على الاخذ بالاسباب للشفاء كما وضحها في هذه الجزئية .
الإنسان في حالة المرض، هي من الحالات التي ينبغي أن تُذَكِّره بافتقاره إلى الله، وحاجته إلى الله سبحانه وتعالى وصبوراً في نفس الوقت؛ لأنها من حالة الضراء، التي وجَّه الله فيها بالصبر، وأثنى على الصابرين فيها: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}[البقرة:177]، من الضراء، ومن حالة الضراء هي: الوضع الصحي، المرض، والمعاناة من المرض، فهي من الحالة التي يكون الإنسان فيها صبوراً، وهناك نموذج عظيم في الصبر، في حالة البلية في الوضع الصحي، هو: نبي الله أيوب عليه السلام من الأنبياء، قال الله عنه: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )
فالإنسان يحتسب معاناته أيضاً، وهو يرجع إلى الله، يتوب إلى الله، يكثر من الاستغفار، أحياناً قد يكون السبب- مثلاً- ذنوب مُعَيَّنة، قد يكون السبب أحياناً ذنوباً مُعَيَّنة، أحياناً قد تكون من جانب الإنسان، يكون منه تقصير في أمور مُعَيَّنة، أو ابتلاء في أمرٍ مُعَيَّن، فالصبر، مع الرضا عن الله، مع الالتجاء إلى الله، مع الدعاء، مع الأخذ بالأسباب، كما أمر الله، وأذن الله، وهيأ الله؛ لأن هذا شيءٌ في إطار تدبير الله سبحانه وتعالى.
- ايضاً يوضح لنا السيد عبدالملك حالة المرض باعتبارها من الحالات التي ينبغي أن تُذَكِّره بافتقاره إلى الله، وحاجته إلى الله سبحانه وتعالى، وقدم لنا نموذج عظيم في الصبر وهو نبي الله ايوب عليه السلام . . هكذا تحدث الدكتور نضال .
حياة الإنسان ابتداءً بيد الله سبحانه وتعالى، هو الذي خلقك وأحياك، ما بعد ذلك أيضاً موتك، ثم حياتك في الآخرة بيد الله سبحانه وتعالى.
من أهم ما يكون مؤثِّراً على الناس، وهاجساً كبيراً لديهم هو: مسألة الرزق والأجل، وهذا بيد الله سبحانه وتعالى، ليس إلى الناس.
حياتك ورزقك بيد الله جل شأنه، أجلك بيد الله سبحانه وتعالى ليس إلى الناس؛ ولهـذا ينبغي أن يكون الإنسان مُنْشَدّاً إلى الله سبحانه وتعالى، متوجهاً إليه بالعبادة، بالطاعة.
- يوضح لنا السيد عبدالملك اهمية ان يدرك الانسان ان مسألة الرزق والاجل بيد الله لهذا عليه ان يكون منشداً لله سبحانه وتعالى بالعبادة والطاعة . . هكذا تحدث الدكتور احمد .
الموت والحياة، كلاهما قادمٌ، آتٍ بالنسبة للإنسان، كل الناس يموتون، {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}
الكل سيموت، والإنسان سيموت، وموته بيد الله، أجله بيد الله، ولا يمكن للإنسان أن يمتنع من ذلك، أي إنسانٍ كان، كبيراً، صغيراً، زعيماً، رئيساً، ملكاً، تاجراً..أياً كان.
الموت هو بداية الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، مُقَدِّمة لمستقبل الإنسان في الآخرة، وهذه هي النقطة المهمة، هو في إطار مصير الإنسان إلى الله
الموت من جانب هو نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى؛ لأن الإنسان كلما طال عمره يهرم، ويَضْعُف، ويعجز، ويتعب، ويتحول كل شيءٍ في الحياة إلى شاقٍ عليه.
إذا طال عمر الإنسان كثيراً، يصل به الحال إلى أن يفقد قدرته الذهنية في التركيز، والحفظ، والمعرفة، فلا يستطيع أن يحافظ على المعلومات، {لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} [النحل:70].
كلما طال عمر الإنسان؛ كلما عانى أكثر، كذلك ما يواجهه الإنسان من أعباء الحياة، من همومها، من مشاكلها، من ظروفها المتنوعة والمتقلبة.
الموت هو من ناحية راحةٌ للإنسان، يعني: يَتَعَمَّر فترة مُعَيَّنة ما دامت الحياة خيراً له، ثم يأتي الموت فيستريح؛ عندما يكون مؤمناً، مُتَّجِهاً اتِّجاهاً صالحاً، هذا يفيده أيضاً.
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام:18]، لا أحد يستطيع أن يمنع عن نفسه الموت، أياً كان، لا بشكلٍ شخصي، ولا بشكلٍ جماعي."
لا تستطيع أي دولة، أو زعيم، أو قائد، أو ثريٌّ أن يمنع عن نفسه الموت، فالموت هو من مظاهر قهر الله فوق عباده.
الموت- كذلك- ينتقل جيل؛ يُتِيح المجال للجيل الذي يليه، في الاستخلاف في الأرض، في الإبداع، في الحركة في الحياة، في تَحَمُّل المسؤوليات.
الموت جزءٌ من تدبير الله الحكيم في الحياة، يهيئ الفرصة للأجيال القادمة لتستلم دورها في عمارة الأرض.
بعد الموت حياة (الحياة في الآخرة)؛ ولـذلك فأنت مُتَّجهٌ إلى الله سبحانه وتعالى للحساب والجزاء في عالم الآخرة.
- انتهت المحاضرة والجميع تظهر على وجوههم ملامح الرضا والاعجاب بما قدمه السيد القائد عن الموت كحالة ايجابية شرحها بطريقة تربوية بديعة .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: إلى الله سبحانه وتعالى من الله سبحانه وتعالى الدکتور احمد على الإنسان هذه النعمة الإنسان فی الإنسان م فی مسألة الله فی التی ی ل الله
إقرأ أيضاً:
بين الفطرة والتشريع.. كيف تحمي أحكام الإسلام النظام الأسري؟
وناقشت حلقة 2025/3/29 من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" مع أستاذ التشريع الجنائي الإسلامي الدكتور محمد بوساق الحكمة الإلهية من تنظيم الأسرة ومواجهة التحديات المعاصرة التي تستهدف هذه المؤسسة الحيوية.
وكشفت الحلقة عن جوانب من الإعجاز التشريعي في الإسلام، خاصة في قضايا الأسرة والميراث والعدة والنسب.
وافتتح بوساق حديثه ببيان الحكمة الإلهية من خلق البشر ضمن منظومة أسرية متكاملة، وقال "الله سبحانه، أعظم من خلق الله هو آدم -عليه السلام- وذريته، وجعل ذلك من أجله سبحانه وتعالى ليعبدوه ولا يشركوا به شيئا".
وأوضح أن الله أفاض على بني آدم من النعم ما لا حصر لها، فقد جعلهم أزواجا، وجعل لهم بنين وحفدة، وجعل القرابة -صلة القربى- من نعمه عليهم بعد نعمة الإيمان، مؤكدا أن الله جعل هذه الصلات من أجل تمتين وربط الناس ربطا يقينيا بربهم، وهذه "القرابة هي نعمة وحفظ وكرامة لهم".
وبيّن بوساق أن "الإنسان هو مدار تحقيق مقاصد الشريعة كلها"، فمن حيث مقصد الدين فإن الإنسان هو الذي جعله الله سبحانه وتعالى ليعبده ولا يشرك به شيئا، ومن حيث مصلحة النسل فقد جعل سبب النسل واستمراره وعدم انقراضه في نعمة الزواج.
الإعجاز التشريعي
وتناول بوساق شبهة تقييد حرية المرأة من خلال نظام العدة للأرامل والمطلقات، وكشف عن جوانب من الإعجاز التشريعي في هذا النظام، مشددا على أهمية الانتباه والالتفات إلى الإعجاز التشريعي "لأن الناس انصرفوا كثيرا إلى الإعجاز العلمي، وهم على حق، وذلك فيه خير وبركة، وفيه نعمة للدعوة الإسلامية، ولكن الإعجاز التشريعي أعظم من الإعجاز العلمي".
إعلانوكشف عن اكتشاف علمي حديث يؤكد حكمة العدة الشرعية، إذ أثبتت الأبحاث العلمية أن "بصمة الرجل مع المرأة تنتهي في 3 أشهر، يعني 30% منها في الشهر الأول، و30% في الشهر الثاني، و30% في الشهر الثالث".
وأشار إلى بحث أجري في بعض أحياء المسلمين، فوجد أن "المسلمة ما عندها إلا بصمة واحدة، في حين في المجتمعات غير المسلمة وُجدت للمرأة بصمتان وثلاث وأكثر"، مما يدل على وجود علاقات غير شرعية".
وأكد أن هذه الاكتشافات العلمية تثبت حكمة التشريع الإسلامي، وقال "هذه كلها بعلم الله سبحانه وتعالى، ومن أحسن من الله حكما".
واستعرض بوساق الإعجاز التشريعي في نظام المواريث الإسلامي، وكيف استطاع في 10 أسطر فقط أن يجمع كل أحكام الميراث بعدل وإنصاف "في حين أن قوانين الميراث في الدول الغربية تستغرق مجلدات".
واستشهد بقصة روبرت غولدن مستشار الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، والذي كان متخصصا في القانون وخريج جامعة هارفارد، وكيف أنه أسلم بعد دراسته آيات المواريث في الإسلام.
وقال "لما قدّمت له آيات الميراث التي تبدأ بقوله تعالى ﴿يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين﴾ بقي عدة أيام، ثم رجع وقال: كيف هذا؟ كيف يجمع كل علاقات النسب ومن عمود النسب من أعلاه إلى أسفله ومن أجنحته، وكل هذا يجمعه في هذه الكلمات القليلة ويعطي بالإنصاف كل ذي حق حقه؟".
وأضاف بوساق أن غولدن قال "هذا لا يمكن أن يقدر عليه إلا من خلق الإنسان ومن خلق عمود النسب ومن خلق الأجنحة"، وأسلم بسبب هذا الإعجاز التشريعي.
شبهة إبطال التبني
وتطرق بوساق إلى شبهة إبطال التبني في الإسلام، موضحا أن الإسلام لا يمنع كفالة الأيتام ورعايتهم، بل يمنع ادعاء النسب لغير الأب البيولوجي، خاصة بعد اكتشاف البصمة الوراثية التي تثبت نسب الأبناء بشكل قاطع.
وقال "البصمة الوراثية تبين أن لكل ولد بصمة وأنه من صلب رجل بعينه، ويمكن معرفته بعد اكتشاف هذه البصمة الوراثية، فكيف يبقى لنا أن نستمر في هذه الجاهلية؟!".
إعلانوأضاف "الولد لأبيه، وهذه ليست مجرد دعوة، يعني مجرد كلام، هذا له أصل وأنه من والده، ويمكن معرفته بالتحاليل".
وأكد أن الإسلام لا يمنع "رعاية الطفولة، سواء كانت للذين ليس لهم أب معروف، لا يمنع من كفالتهم ورعايتهم وحمايتهم، ويعني أن يعيشوا وسط المسلمين كإخوة في الإسلام".
وحذر بوساق من تحديات معاصرة تستهدف الأسرة المسلمة، منها:
العزوف عن الإنجاب:أشار إلى أن الأعداء يعملون على "إشغال الناس بالشهوات، وترك مقاصد شرعهم"، مما يؤدي إلى "العزوف عن الإنجاب وعن تربية الأطفال". الإجهاض:
وصف الإجهاض بأنه "معارضة ومخالفة لأمر الله ولخلق الله"، وقال إنه في العصر الحديث أصبح الأمر "أشد، صارت الأجنة والأطفال -ذكورا وإناثا- يرمون في سلال المهملات، مخلوق بروح ويرمى". المثلية وتغيير الجنس:
وصف هذه الظواهر بأنها مخالفة للفطرة التي فطر الله الناس عليها، وقال إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من زوجين ذكرا وأنثى "فكيف تستقيم المثلية أو تغيير الجنس"، واعتبر تشريع بعض الدول الغربية مثل كندا قوانين تسمح باختيار أكثر من جنس بأنه عبث ومخالفة للفطرة.
وأكد أن هذه الممارسات تؤدي إلى انقراض الأسرة وانقراض البشرية وتدمير "المقاصد التي أراد الله بها تكريم بني آدم"، داعيا للعودة إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
وختم أستاذ التشريع حديثه بالدعوة إلى الالتزام بالفطرة والوسطية في التعامل مع قضايا الأسرة، وقال "بدلا من أن تدعو إلى الدين ادعُ إلى الفطرة، يعني عدم مخالفة الفطرة لأنها هي الخط الأخير للخروج من الإنسانية إلى الحيوانية".
وأكد أن المرأة في الإسلام "يجب وضعها في الموضع الوسطي الذي وضعتها إياه شريعة الله سبحانه وتعالى بلا إفراط ولا تفريط".
وحذر من طرفي الإفراط والتفريط "المرأة مظلومة من طرفين: طرف الصيحات الحيوانية الفاجرة من أجل إخراج المرأة عن كل أدب وعن كل مصالحها وإغرائها بما يتلفها ويؤلمها، وكذلك النظر إلى المرأة بنظرة فوقية وحرمانها من الميراث".
إعلانوأشار إلى أن "الله سبحانه وتعالى في تشريعه راعى ما هو أنفع وأفيد للإنسان"، وأن الشريعة الإسلامية هي التي تحقق التوازن والعدل في المجتمع وتحفظ كرامة الإنسان وتصون الأسرة من التفكك والانهيار.
الصادق البديري30/3/2025