السلطة المحلية بمحافظة حجة تُحيي اليوم الوطني للصمود
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
السلطة المحلية بمحافظة حجة تُحيي اليوم الوطني للصمود.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مملكة آل دقلو بين الإطاري و”تأسيس”!
*روى المتمرد عبد الرحيم دقلو ما قاله لقادة قحت، بحضور السفراء، في اجتماع من الاجتماعات التي مهدت للاتفاق الإطاري: ( إنتو القاعدين قدامي مش الناس التاريخياً حاكمين السودان؟ وهسي بعد ما نعمل انتخابات انتو الأحزاب الجايين تحكموا السودان؟ وينو الشعب السوداني الفوضكم عشان تحكموه الزمن دا كلو؟ انتو كلكم أسرة واحدة في السياسة أكبر حزب فيكم حزب الأمة، رئاستو وقيادتو واتخاذ القرار يا أولاد الإمام يا نسابتو ناس الواثق البرير).*
▪️ *هذا الحديث عن ( الناس التاريخياً حاكمين السودان )، وقوله ( وهسي بعد ما نعمل انتخابات انتو الأحزاب الجايين تحكموا السودان ) و( انتو كلكم أسرة واحدة في السياسة)، يدل على أنه يؤمن بأن الأحزاب القائمة هي ــ حسب مصطلحاته الجديدة ــ “أحزاب ٥٦” أو “أحزاب المركز”، أو “الأحزاب صاحبة الامتيازات التاريخية”، أو “أحزاب جهوية”، وهذا إيمان خطير لا يستثني حزباً، حتى أحزاب قحت التي لم يشفع لها ما قدمته له أثناء حكمها ومنذ بداية الحرب وحتى الآن!*
▪️ *ومن قبل قال شفيقه المتمرد حميدتي: ( أنا لا أؤمن بالأحزاب .. غصباً عننا وقعنا، كراعنا فوق رقبتنا وقعنا )، وروى المتمرد أحمد الضي بشارة عن حديث عبد الرحيم له عن ضرورة أقامة حكم القبيلة، وهذا يدل على أن عدم الإيمان بالأحزاب والإيمان بحكم القبيلة متجذر في بنية تفكير آل دقلو، وليس أمراً طارئاً جاء بعد التمرد وما يواكبه من أنانية وتطرف في المواقف!*
▪️ *على عكس حديثه هذا كان موقفه المعلن، في تلك المرحلة التي يتحدث عنها، هو المطالبة بـ ( تسليم السلطة “إلى الشعب” فوراً بلا لف ودوران )، أي تسليمها إلى قحت كممثل للشعب، وهذا “التنازل” المتعاكس مع قناعته بعدم تمثيل قحت للشعب، هو بالتأكيد تنازل تكتيكي، واقترانه بإظهار الحماس الشديد يؤشر إلى الأهمية الكبيرة لهذا التكتيك، والتطلع إلى العبور السريع به إلى الهدف الاستراتيجي!*
▪️ *لا يمكن تصور أن هذا الذي يتحدث الآن عن خلل تاريخي في تركيبة السلطة، خلل لا يعالجه حكم قحت ( حتى لو كان منتخباً )، وعن أن هذا كان رأيه الحقيقي الذي واجه به قادة قحت، والذي يتمسك الآن بدور كبير، بل مهيمن، لميليشياه، كعلاج للخلل، لا يمكن تصور أنه كان في وقت الإطاري يؤمن حقاً بأن الخلل يتعالج أو يقترب من المعالجة بخروج الدعم السريع من السلطة، وكذلك خروج الجيش، وقائمة طويلة من الأحزاب، وانفراد قحت بالحكم!*
▪️ *الاتساق بين الحديث الذي رواه، وما حدث أيام الإطاري من إصراره وشقيقه على تنازلهما عن السلطة وتسليمها كاملةً لقحت، لا يمكن أن يكون إلا بمساومة يجدان مقابلها مكاسب كبيرة ليست بعيدة عن أحلام حكم آل دقلو، الأمر الذي يجعل الإطاري في تصورهما خطوة كبيرة في اتجاه بناء مملكتهم لا العكس!*
▪️ *يعبر مشروع “تأسيس”، وميثاقه ودستوره عن جوهر وحقيقة مشروع آل دقلو. إذ تخلت الأسرة عن التظاهر بالزهد في السلطة، واتجهت إلى فرض تصورها للحكم، و”تأسيس” قواعد الحكم بالكامل وفق رؤاها: حكومة تقودها الأسرة بواجهة “مدنية” خاضعة لها بالكامل، تسمى بالحكومة الديمقراطية، وتحكم بلا انتخابات لفترة “تأسيسية” غير محددة ولا ينتهي أجلها إلا عند انتهاء “الحروب”، لتبدأ فترة انتقالية مدتها عشر سنوات. وميثاق ودستور تتحكم الميليشيا في صياغتهما، وجيش تصفه بـ “المهني القومي المحترف غير المسيس” يتشكل من قواتها مع إضافات هامشية من الحلفاء، ومن قواتها تتشكل بقية الأجهزة النظامية. وهذه القوات النظامية تحارب لتعمم المشروع على كل السودان!*
▪️ *كل هذا يكشف أن كل تحركات آل دقلو تصب في خدمة مشروعهم الأسري وإن اختلفت التكتيكات من فترة لأخرى، وأن قادة قحت بتعويلهم على الميليشيا إنما يعولون على السراب، اللهم إلا إن كان سقف حلمهم هو العطايا المالية وتوفير الغطاء “المدني” لحكم آل دقلو. وفعلاً رضيت عدد من مكونات “تقدم” بأداء هذا الدور وشاركت في نيروبي، وحظيت بتفهم وإشادة بقية المكونات، وبامتناعها عن مهاجمة الميثاق والدستور، وهذا، مقروءاً مع حديث المتمرد عبد الرحيم، ومع قوله إن قادة قحت “سكتوا” ولم يردوا على حديثه ( المقتبس في بداية المقال)، ومع سكوتهم الآن وعدم تعليقهم على حديثه، ومع حديث طه عثمان اسحاق: ( الجيش يبعد عن السياسة، لكـــــن الدعم السريع قوة عسكرية وخلفها قوى اجتماعية ويطرح قضايا سياسية)، أي لا يبعد من السياسة، كل هذا يشير إلى اختلال العلاقة بين قحت وآل دقلو لصالح آل دقلو، ويعزز صحة ما قاله القيادي الموالي للميليشيا الوليد مادبو: ( حميدتي يستخدمهم لمشروعه الشخصي)!*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب