ووفقا لما قالته الصمادي خلال مشاركتها في بودكاست "ديوان أثير"، فإن إيران صادقة في دعمها لفلسطين رغم التعقيدات الكثيرة والكبيرة في علاقاتها بالدول العربية.

ورغم اعتقاد الصمادي بأن تصدير الثورة هو جزء أصيل من فكر النظام السياسي الإيراني فإنها أشارت أيضا إلى أن هذا الأمر يتقدم ويتراجع حسب قناعة النخبة به، وقالت إن ثمة العديد من النقاشات التي دارت بشأن "الأولويات الإيرانية".

ولم تنفِ الصمادي صعوبة فهم الدولة الإيرانية التي تضم التناقضات السياسية والاجتماعية والفكرية، لكنها ترى أن طهران قررت الابتعاد عن الحروب الشاملة بعدما رأت نتائجها في العراق وأفغانستان.

ومن هذا المنطلق، فقد قررت إيران خوض المعارك بالوكالة، كما تقول الصمادي التي ترى أن القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني هو من صنع نفوذ بلاده بالمنطقة.

سليماني صانع النفوذ الإيراني

ووفقا للباحثة في مركز الجزيرة للدراسات، فقد نجح سليماني في فهم المنطقة وتعقيداتها، ونجح في التلاعب بهده التعقيدات استنادا إلى الجرأة الكبيرة التي كان يمتلكها.

وبغض النظر عن الإشكاليات الكبيرة التي تفرضها تدخلات طهران في المنطقة إلا أن سليماني كان داعما كبيرا للمقاومة الفلسطينية حتى عندما حدث جفاء سياسي بين حماس وطهران بسبب الثورة السورية، كما تقول الصمادي.

إعلان

وللتأكيد على حديثها، قالت الصمادي "إن الخط الساخن بين طهران وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس لم يتوقف أبدا في ظل فترة فتور العلاقات السياسية بسبب إصرار سليماني على مواصلة تقديم الدعم العسكري للجانب الفلسطيني".

وتعتقد الصمادي أن الحديث عن النفوذ الإيراني في المنطقة وما انطوى عليه من إشكاليات لا يمكن التركيز عليه دون الحديث أيضا عن المواقف العربية.

واعتبرت أن النفوذ الإيراني في العراق كان نتيجة للاحتلال الأميركي الذي لم يجد رفضا عربيا، وأن حضور طهران القوي في القضية الفلسطينية "سببه التراجع وربما التواطؤ العربي مع الاحتلال".

وقالت المتحدثة إن بعض الدول العربية زودت الاحتلال بمعلومات استخبارية عن قادة حماس خلال الحرب الحالية.

وأعربت عن اعتقادها بأن زعيم حماس الراحل يحيى السنوار دفع باتجاه المواجهة وفق قراءته للمواقف الدولية والإقليمية، والتي قد يكون مخطئا في بعضها.

ودعت الصمادي إلى فتح الأسئلة الكبرى بشأن كافة الأطراف بدلا من الاكتفاء بإلقاء التهم على طرف دون آخر.

وقالت إن الحديث عن نفوذ إيران في المنطقة يتطلب أيضا الحديث عن نفوذ دول أخرى.

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي (يمين) والقائد السابق لفيلق القدس الجنرال قاسم سليماني (يسار) (وكالة الأنباء الإيرانية) دعم صادق لفلسطين

وعلى عكس حزب الله -الذي يتبع إيران عقائديا- فقد حاولت إيران -كما تقول الصمادي- التعاون مع حليف فلسطيني قوي بدءا من الرئيس الراحل ياسر عرفات وصولا إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وعبرت الباحثة في مركز الجزيرة للدراسات عن اعتقادها بأن إيران صادقة في دعمها قضية فلسطين، وقالت إنها دفعت الكثير بسبب ذلك.

وبالرجوع إلى الوراء، ترى الصمادي أن الثورة الإيرانية كان لها دور أساسي في تغيير شكل المنطقة، مشيرة إلى أن الشاه محمد رضا بهلوي -الذي أطاحت به الثورة- كان عراب اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

إعلان

وتعتقد الصمادي أن الثورة على الشاه -الذي كان حليفا وثيقا لأميركا وإسرائيل- حالت دون اتساع اتفاقية كامب ديفيد إلى كثير من دول المنطقة.

ومع ذلك، فإن الحالة السياسية في إيران ليست مستقرة كما يعتقد البعض، ولكنها تواجه الكثير من التناقضات والتغيرات، ومن ذلك مثلا أن الرئيس السابق حسن روحاني كان يعتقد أن مصلحة بلاده في التعامل مع الولايات المتحدة والغرب، وهو ما دفعه إلى رفض مقابلة قادة حماس، وفق تعبير الصمادي.

في المقابل، تقول الصمادي إن هناك من يعتقدون أن مصلحة إيران في مواجهة الولايات المتحدة والغرب، وعلى رأس هؤلاء المرشد الأعلى علي خامنئي الذي لا يثق كثيرا في نوايا الغرب ولا في تعهداته.

26/3/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة

قال وزير حرب الاحتلال، يسرائيل كاتس، إن مصر، ولأول مرة، اشترطت من أجل صفقة شاملة وإنهاء الحرب، تفكيك سلاح حركة حماس، وتجريد قطاع غزة من السلاح، وهو ما يتناقض مع حديث وسائل إعلام مقربة من القاهرة عن أنه مقترح للاحتلال وهي قامت بنقله فقط.

وأوضح كاتس في منشور عبر حسابه الرسمي على موقع إكس: "الضغط على حماس لتنفيذ الصفقة كبير، ولأول مرة اشترطت مصر من أجل إنهاء الحرب تفكيك سلاح حماس ونزع السلاح من القطاع".

وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، في ظل التجويع، قال كاتس: "سياسة إسرائيل واضحة.. لن يسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو أحد أدوات الضغط الرئيسية التي تمنع حماس من استخدامه مع السكان، ولا ينوي أحد في الواقع إدخال مساعدات إلى غزة، وليس هناك تحضيرات لذلك".

وأضاف: "يجب بناء آلية لاستخدام الشركات المدنية كأداة تمنع حماس من الوصول إلى هذا الملف مستقبلا كذلك".



وكانت قناة "القاهرة الإخبارية"، حذفت خبرا لها قبل يومين، ذكرت فيه أن مصر وحدها سلمت حركة حماس الورقة الإسرائيلية، التي تتضمن نزع سلاح المقاومة، وقامت بإضافة قطر إلى الخبر المحدث.

وكتبت القناة: "مصر وقطر تسلمتا مقترحا إسرائيليا بوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، وبدء مفاوضات تقود لوقف دائم لإطلاق النار".

وأضافت أن "مصر وقطر سلمتا حركة حماس المقترح الإسرائيلي، وتنتظران ردها في أقرب فرصة".


وفي وقت سابق، أكدت حركة حماس أن قيادة الحركة تدرس بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلمته من الإخوة الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.

وجددت الحركة تأكيدها على موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاق قادم: وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وكشف قيادي في حركة حماس، أن مصر نقلت إلى الحركة مقترحا، يتضمن نصا صريحا، بشأن نزع سلاح المقاومة، وهدنة مؤقتة لمدة 45 يوما.

ونقلت قناة الجزيرة تصريحات عن القيادي الذي لم تكشف هويته، قوله إن المقترح الذي نقلته القاهرة يشمل إطلاق سراح نصف أسرى الاحتلال في الأسبوع الأول من الاتفاق، وتهدئة مؤقتة لـ45 يوما مقابل إدخال الطعام والإيواء.

وأضاف: "وفدنا المفاوض فوجئ بأن المقترح الذي نقلته مصر يتضمن نصا صريحا بشأن نزع سلاح المقاومة".

وتابع: "مصر أبلغتنا أنه لا اتفاق لوقف الحرب، دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة".

وشدد بالقول: "حماس أبلغت مصر أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب، وليس نزع سلاح المقاومة، وأن نقاش مسألة السلاح مرفوض جملة وتفصيلا، وأن السلاح هو حق أساسي من حقوق شعبنا ولا يخضع للنقاش".

وأثار الحديث عن مسألة نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة خلال المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية القاهرة، ضمن جهود وقف إطلاق النار وعقد صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع الاحتلال؛ ردودا واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبدأ مغردون باستذكار تعليقات تاريخية لقادة المقاومة الفلسطينية بشأن هذا الملف، وأعادوا نشرها عبر وسم "سلاحنا_كرامتنا"، فيما وصف آخرون مقترح تسليم السلاح بأنه "نكتة سمجة".

مقالات مشابهة

  • أردوغان: يجب أن تنتهي حالة الجنون هذه التي تهدد دول المنطقة
  • نائب أمير الشرقية يرعى توقيع اتفاقيتي شراكة مجتمعية لتعزيز الخدمات الصحية بالمنطقة
  • السعودية وإيران.. ترسيخ أسس التعاون الإقليمي وتعزيز العلاقات الثنائية
  • أمير الباحة يطّلع على خطط ومنجزات إدارة التدريب التقني والمهني بالمنطقة
  • أمير القصيم يستقبل الوكلاء ومديري الجهات الحكومية بالمنطقة
  • نائب أمير الشرقية يستقبل نائب وزير البيئة ويطلع على مستجدات مشاريع الوزارة بالمنطقة
  • نائب أمير الشرقية يستقبل نائب وزير البيئة ويطلع على مشاريع الوزارة بالمنطقة
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • أمير المنطقة الشرقية يُعزّي أسرة فيحان بن ربيعان
  • الديهي: مصر تحاول إطفاء الحرائق بالمنطقة