لجريدة عمان:
2025-05-01@05:33:34 GMT

نحو علم متحرر من التحيزات الغربية

تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT

ونحن نراجع كل شيء، منذ السابع من أكتوبر، ثمة مجال حصين أكثر من غيره تجاه المراجعة: العلم. وإن كان ثمة مجال نجى من وضعه تحت المجهر التحريري فهو العلوم الطبيعية بلا شك.

بينما نعتمد على المنصات المستقلة لاستقاء الأخبار. ونعود للأدبيات التي تطور خارج أوروبا وأمريكا، والتي تعتمد على أطر رافضة للمركزية الأوروبية، تفتقر العلوم الطبيعية لمثل هذا الجهد.

أعني أن ثمة بالطبع تسليم لدى فلاسفة العلم بأن المؤسسة العلمية - مثلها مثل أي نشاط إنساني - تتأثر بقيم ممارسيها، وهناك تسليم بأن مواضيع الأبحاث ونتائجها تتأثر بمن يمول هذه الأبحاث، وهذا أكثر من مجرد كلام عام لا أساس له، وُثقت حالات تدعم ذلك، وتشرح كيف تتم العملية.

يتتبع فيلسوف العلم تريستون فيلهولت Torsten Wilholt في ورقته «التحيز و«تأثير» القيم في البحث العلمي» نماذج للقصور المعرفي الذي تتسبب به مصالح، تفضيلات، وتحيز الباحثين في تصميم التجارب، تفسير البيانات، نشر نتائج البحث. يُعتقَد على نطاق واسع اليوم أن الاعتقاد بإمكانية فصل الممارسة العلمية عن التأثيرات (المصالح، الاهتمامات، الأيدولوجيا، التحيزات) هو مجرد وهم. والانصياع لهذه التأثيرات يتم أحياناً بدرجة من الوعي والقصد، ولكنه في الغالب ضمني وصعب التحديد والاكتشاف ليس للجمهور فحسب بل للباحث بنفسه.

في الأكاديميات يظهر دور الممولين واضحاً في التأثير على البرامج ومواضيع البحث ونوع الأطروحات. بعد اعتقال (اختطاف في الحقيقة) محمود خليل (الطالب والناشط الفلسطيني) وتهديده بالترحيل، فُرض على الجامعة القبول بتغيير سياستها مقابل استعادة التمويل الفيدرالي الذي جمدته الإدارة الأمريكية، وذلك في تهديد صريح للاستقلالية الأكاديمية. شملت التغييرات بالإضافة لتضييقات تخص حرية التعبير والتظاهر وتفويض شرطة الحرم الجامعي بالاعتقالات - شمل فوق ذلك مراجعة لبرنامج دراسات الشرق الأوسط، والملتحقين به، وامتد ليشمل أقسام جنوب آسيا وأفريقيا ومركز دراسات فلسطين.

لعل التكنولوجيا تلقى نصيباً لا بأس به من النقد والتمحيص. يبرع مستخدمو الشبكات الاجتماعية في اكتشاف التحيزات الخوارزمية، والاعتراض على التطبيقات غير الأخلاقية للذكاء الاصطناعي.

رغم أن نتاجنا المعرفي شحيح، فما تزال العلوم في منطقتنا تتخذ مكاناً رفيعاً وحصيناً. ينظر إليها باعتبارها مفتاح التنمية، والسبيل الوحيد للرفاه. يتم تلقف التقنيات الجديدة دون كثير مساءلة، أو العكس تستبعد دون وجاهة خوفاً من تبعاتها الاجتماعية أو السياسية أو لدوافع الانتفاع والاحتكار ببساطة. لكنّا مقصرون كل التقصير في وضعها تحت الاختبار الأيديولوجي كمعرفة تحاول مقاربة الحقيقة.

نحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لتناول المواد العلمية بذهنية ناقدة، والحقيقة، أنني لا أعرف عن أي مجلة أو منصة علمية في الشرق الأوسط، في أفريقيا، في آسيا، في أمريكا الجنوبية تكرس جهودها للعمل من منطلق تحرير العلم. آمل أن نضع جهدنا في تطوير أدوات تحليلية، ومنظورات عملية تساعد على القراءة الناقدة لكل لمنتجات العلم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

“الاندماج والتّمكين من خلال العلم والتعليم”.. محاضرة في جامعة حمص

حمص-سانا

نظمت جامعة حمص اليوم محاضرة للدكتور سامر رحال مسؤول المنطقة الوسطى في الجمعية الألمانية السورية للأبحاث بعنوان “الاندماج والتّمكين من خلال العلم والتعليم” في كليّة الهندسة المدنيّة بالجامعة، بحضور أعضاء الهيئة التدريسية والتعليمية والباحثين وطلاب الدراسات العليا.

وتحدّث الدّكتور رحال خلال المحاضرة عن نشاط المؤسسة السّورية الألمانية في البحث العلمي، وآلية تقديم خدماتها للطلاب في البلدين من خلال تنسيق عملية التبادل الطّلابي بين الجامعات السورية والألمانية، إضافة إلى العمل على مذكرة تفاهم مع الجامعات السورية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتحسين جودة التعليم.

وفي تصريح لمراسلة سانا بيّن مسؤول المنطقة الوسطى في المؤسسة الألمانية السورية للأبحاث أهمية أن يكون الباحث العلمي في سوريا مطلعاً على آخر الأبحاث العلمية في ألمانيا وأوروبا، وضرورة نقل التجربة الألمانية إلى سوريا عن طريق ورشات العمل المشتركة والدّورية.

وبين أن المؤسسة تأخذ على عاتقها المبادرة بإطلاق عدة مشاريع منها إعادة تأهيل المكتبات الحكومية، وتنسيق التبادل العلمي والثقافي بين الجامعات السورية والألمانية عن طريق الباحثين السوريين والألمان.

بدوره لفت عميد الكلية التطبيقية بجامعة حمص الدّكتور فادي التركاوي إلى أهمية الاطلاع على تجارب البحث العلمي في الدول المتقدمة والمشاركة فيها، وفتح فرص وآفاق للباحثين في جامعاتنا، منوهاً بالجهود الحثيثة التي يبذلها الأطباء السوريون المغتربون خلال هذه الفترة لدعم الجامعات السورية والأبحاث العلمية فيها.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • موعد امتحانات الثانوية الأزهرية 2025 للشعبتين العلمية والأدبية
  • جماعات صهيونية تدعو لاقتحامات ورفع للعلم في الأقصى
  • “الاندماج والتّمكين من خلال العلم والتعليم”.. محاضرة في جامعة حمص
  • بذكرى النكبة.. إغراق القدس بأعلام إسرائيل ومستوطنون يتوعدون الأقصى
  • استشاري يكشف الطريقة العلمية لحقن الذهب في العين.. فيديو
  • جامعة عين شمس تعتمد نتائج الفائزين بجوائزها العلمية لعام 2024 بمختلف المجالات
  • موضوع خطبة الجمعة القادم لوزارة الأوقاف.. «ونغرس فيأكل من بعدنا»
  • البحث عن الحقيقة خارج الكادر.. فرقة المنصورة تقدم "انتحار معلق" بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح
  • وفاة سعد الله آغا القلعة.. رائد التوثيق الموسيقي والوزير السوري السابق
  • محافظ الطائف يدشن ملتقى المسؤولية الاجتماعية وبرامجه العلمية والاقتصادية