في خطوة لم تكن مفاجئة، أُعلن اليوم الأربعاء في العاصمة نيامي تنصيب الجنرال عبد الرحمن تياني رئيسا لجمهورية النيجر لولاية انتقالية مدتها 5 سنوات، كما أصدر الجنرال تياني مرسوما يقضي بترقية نفسه إلى رتبة فريق في الجيش.

وقال المجلس العسكري الحاكم إن هذه الخطوة جاءت إيذانا ببدء التنفيذ الكامل لمخرجات الحوار الوطني لإعادة التأسيس، الذي تم تنظيمه في الفترة الممتدة من يوم 15 إلى 20 فبراير/شباط الماضي، وشارك فيه أكثر من 700 شخصية مدنية وعسكرية ضمت رؤساء، ورؤساء حكومات سابقين.

وفي يوم 10 مارس/آذار الجاري، تسلم الجنرال تياني التقرير النهائي لنتائج الحوار من اللجنة السياسية التي كانت مشرفة على تنظيمه وصياغة مخرجاته.

مشاركون في الجلسات الوطنية لإعادة تأسيس الدولة بالنيجر (الجزيرة)

وقالت اللجنة المشرفة إن المؤتمر الوطني لإعادة التأسيس أوصى بتنصيب الجنرال رئيسا للبلاد لفترة انتقالية تسمح له بمواصلة ما سمته بالإصلاحات وتعزيز مسار السيادة.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قالت نائبة منسق مؤتمر إعادة التأسيس مريم غاتامي إن المؤتمرين أوصوا بفترة انتقالية مدتها 5 سنوات قابلة للتجديد، بسبب قناعتهم بضرورة تحسين الأوضاع الأمنية التي تعتبر أساسية في تنظيم الانتخابات النزيهة.

قرارات رئاسية

وبالتزامن مع إعلان تنصيبه رئيسا للجمهورية، أصدر تياني مراسيم رئاسية، أحدها يقضي بترقية نفسه إلى رتبة فريق، ليكون الأكبر رتبة في القوات المسلحة النيجرية.

إعلان

كما وقّع مرسوما بالعفو العام عن السجناء السياسيين والعسكريين، في خطوة تعكس التوجه العام نحو المصالحة والانفتاح، حسب ما قالت وسائل الإعلام الحكومية.

وفي السياق، أعلن الرئيس الجديد حل جميع الأحزاب السياسية في البلاد البالغ عددها 171، والبدء في إعادة تشكيل خريطة سياسية تتماشى مع التوجه العام للأمة بضرورة كتابة تاريخ جديد للنيجر.

ملامح الدولة الجديدة

وقد أعلن الرئيس الانتقالي التزامه التام بتنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر الوطني لإعادة التأسيس الذي حدد مواضيع أساسية شكّلت محور النقاشات التي تم تدارسها من قبل المدنيين والعسكريين.

وتتمثل هذه المواضيع في قضايا السياسة والسلام، والأمن والسيادة، والمصالحة الوطنية، وإعادة كتابة التاريخ.

وفي كلمته بمناسبة افتتاح مؤتمر التأسيس خلال الشهر الماضي، قال تياني إن النيجر قررت القطيعة مع العهد الماضي وبناء دولة جديدة تقوم على السيادة وخدمة الوطن.

ومنذ أن تولى العسكر مقاليد الحكم في منتصف 2023، أعلنوا القطيعة مع فرنسا ومنظمة إيكواس، وقرروا فك الارتباط مع الوجود العسكري الأجنبي، بما في ذلك القواعد الأمريكية التي كانت تعمل على محاربة الجماعات المسلحة في منطقة أغاديز شمال البلاد.

وتعكس ملامح التوجه العام للعسكريين في النيجر الابتعاد عن فرنسا وحلفائها، وبناء شراكات مع لاعبين جدد في المنطقة مثل روسيا وتركيا والصين.

كما دخلت النيجر في تكتل إقليمي جديد (كونفدرالية دول الساحل)، يهدف إلى تشكيل قوة مشتركة لمحاربة الإرهاب في منطقة "ليبتاغو غورما"، ويقف في وجه منظمة إيكواس التي تتهمها حكومات الساحل بالتنسيق مع باريس في سياسية غرب أفريقيا.

خلفيات ومسار

وينحدر الفريق تياني من قبائل الهوسا ذات الأغلبية السكانية في البلاد، وهو من مواليد عام 1961 في مدينة تيلابيري، التي تقع على بعد 130 كلم شمال غربي العاصمة نيامي، وانتسب للقوات المسلحة عام 1984.

عسكريون في النيجر يعلنون عزل الرئيس محمد بازوم (رويترز)

وتم إرساله في بعثات خارجية للتدريب نحو عديد من الدول، وشغل منصب الملحق العسكري في سفارة النيجر بألمانيا، وعام 2011 شغل منصب قائد الحرس الرئاسي، ونال رتبة جنرال في 2018.

إعلان

وفي عام 2021 تعرض الرئيس السابق محمد بازوم لمحاولة انقلاب قبل يومين من تنصيبه، لكن الجنرال تياني استطاع إفشالها، فقويت علاقته في القصر وزاد نفوذه، وأصبحت له لمسة في اختيار الوزراء.

وفي 26 يوليو/تموز قاد انقلابا عسكريا ضد بازوم، وبرر ذلك بتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية للبلاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الجنرال تیانی

إقرأ أيضاً:

محطماً الأرقام القياسية.. حفل تنصيب ترامب يحصد تبرعات بقيمة 240 مليون دولار

الاقتصاد نيوز - متابعة

جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر من 239 مليون دولار لحفل تنصيبه الثاني، وهو رقم قياسي غير مسبوق، مع سعي بعض أقوى الرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة إلى كسب ودّ الرئيس الجديد.

وبيّنت الوثائق أنّ معظم الشركات الأميركية الكبرى قدمت تبرعات، لا سيّما تلك العاملة في قطاع التكنولوجيا. حيث تبرّع كلّ من الرئيس التنفيذي لشركة "آبل" تيم كوك، ورئيس "OpenAI" سام ألتمان، والرئيس التنفيذي لشركة "أوبر" دارا خسرو شاهي بمليون دولار لكلٍّ منهم، وكذلك فعلت شركات "إنفيديا"، و"غوغل"، و"ميتا"، و"برودكوم"، و"Perplexity AI"، و"C3.AI"، و"مايكرون"، و"كوالكوم"، و"إنتويت".

وقدّمت منصة التداول "روبنهود" تبرعاً بقيمة 2 مليون دولار، فيما ساهمت شركات العملات المشفّرة مثل "كوينبيس" و"سولانا" بمليون دولار لكلٍّ منهما. أمّا "IBM" و"مايكروسوفت" فقدّمتا 750 ألف دولار لكلٍّ منهما، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز.

وشهد الحفل حضور عدد من أبرز الرؤساء التنفيذيين والمليارديرات في أميركا، من بينهم تيم كوك، والرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مارك زوكربيرغ، ورئيس "غوغل" سوندار بيتشاي، ومؤسس "أمازون" جيف بيزوس.

وتجاوزت حصيلة التبرعات لحفل تنصيب ترامب الثاني ضعف ما جُمع في حفل تنصيبه الأول عام 2017، حين بلغت التبرعات 107 ملايين دولار، وشملت المساهمات الأخيرة مختلف القطاعات الصناعية الكبرى في الولايات المتحدة.

وشملت قائمة المتبرعين أيضاً مؤسسات مالية كبرى مثل "جيه بي مورغان تشيس"، و"بلاك روك"، و"بلاكستون"، و"غولدمان ساكس"، حيث قدّمت كلٌّ منها مليون دولار للجنة التنصيب، إلى جانب شركات الاتصالات "AT&T"، و"كومكاست"، و"فيرايزون".

كما ساهمت شركات الطيران "يونايتد إيرلاينز" و"دلتا إيرلاينز"، ومجموعات الطاقة "كونوكو فيليبس"، و"إكسون موبيل"، و"أوكسيدنتال بتروليوم"، وشركات الأدوية "ميرك" و"فايزر"، وكذلك شركات صناعة السيارات "ستيلانتيس"، و"هيونداي"، و"جنرال موتورز"، و"تويوتا" بمليون دولار لكلٍّ منها، في حين تبرّعت "شيفرون" بمبلغ بلغ 2 مليون دولار.

وانضمّت علامات تجارية أميركية شهيرة مثل "ماكدونالدز"، و"فيدإكس"، و"تارجت"، و"بوينغ" إلى قائمة المتبرعين بمليون دولار أو أكثر، إلى جانب شركات أقل شهرة مثل "Bank OZK" و"Breeze Smoke".

كذلك، جمع ترامب ملايين الدولارات من النخبة الثرية في الولايات المتحدة، من بينها مليون دولار من ميَريام أدِلسون، أرملة قطب الكازينوهات الراحل شيلدون أدِلسون، ومارلين ريكتس، زوجة مؤسس شركة "TD Ameritrade" جو ريكتس، الذي تبرّع هو الآخر بمبلغ 100 ألف دولار.

وقدّم أيضاً كلٌّ من كين غريفين (مؤسس صندوق "سيتادل")، وبول سينغر (مؤسس "إليوت مانجمنت")، ووريث "إستي لودر" رون لودر، والموظفين التنفيذيين السابقين في "باي بال" كين هاوري (الذي شغل سابقاً منصب سفير ترامب في السويد)، وكيث رابويس، تبرعات بقيمة مليون دولار لكلٍّ منهم.

ومن بين أبرز المتبرعين أيضاً، جاء جاريد إيزاكمان، مرشّح الرئيس لقيادة وكالة "ناسا"، الذي قدّم تبرعاً سخياً بلغ 2 مليون دولار. كما تبرّعت وزيرة التعليم والمروّجة السابقة لمصارعة المحترفين، ليندا ماكماهون، بمليون دولار، في حين ساهم وزير الخزانة، سكوت بيسنت، بمبلغ 250 ألف دولار. وبلغت تبرعات شركة "كانتور فيتزجيرالد" التي يرأسها وزير التجارة، هوارد لوتنيك، 1,047,000 دولار، في إشارة رمزية إلى كون ترامب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.

وتلقّت اللجنة أيضاً 4 ملايين دولار من المستثمر وارن ستيفنز، و2 مليون دولار من ميليسا أرجيروس، ومليون دولار من رجل الأعمال تيلمان فرتيتا والمحامي دان نيولين، بالإضافة إلى 250 ألف دولار من نيكول ماكغرو، وهم المرشحون من قبل الرئيس لتولي مناصب سفراء الولايات المتحدة لدى كل من المملكة المتحدة، ولاتفيا، وإيطاليا، وكولومبيا، وكرواتيا على التوالي.

أما التبرع الأكبر، فقد جاء من شركة "بيلغريمز برايد كورب" المتخصصة في إنتاج الدواجن، والتي قدمت مبلغاً قدره 5 ملايين دولار، متصدّرة بذلك قائمة المانحين.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • مصير طائرة طيران الهند التي بيعت العام الماضي بعد تلويحة الوداع.. فيديو
  • مظاهرات في غينيا لدعم الجنرال دومبويا
  • تنصيب البروفيسور عمار حياهم مديرًا لجامعة الجزائر 1
  • ???? اهالي النيجر.. يبحثون عن ابناءهم (المرتزقة) الذين انقطعت اخبارهم فى السودان
  • الشارقة.. إسقاط المخالفات المرورية التي مضى على ارتكابها 10 سنوات
  • (بي بي سي) تكشف: مقترح جديد للوسطاء بشأن غزة يتضمن هدنة لمدة سبع سنوات
  • في ذكرى التأسيس .. نقابة صحفيي كوردستان تخشى من تأثير التكنولوجيا على العمل الإعلامي
  • مدرسة كيمياء.. ويزو: اتخرجت في كلية التربية ودخلت التمثيل لهذا السبب| فيديو
  • محطماً الأرقام القياسية.. حفل تنصيب ترامب يحصد تبرعات بقيمة 240 مليون دولار
  • سجن عسكريين وطبيبة كويتية و3 آخرين لمدة 5 سنوات