تراك يتعهدون بمواصلة الاحتجاجات..وأردوغان يعهد بعدم الاستسلام لـإرهاب الشوارع
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
اسطنبول " وكالات ": قال محتجون مناهضون للحكومة في تركيا إنهم يستعدون لمواصلة حملة المظاهرات التي اندلعت بعد سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، رغم الاعتقالات الجماعية والاشتباكات مع الشرطة.
وأكد أردوغان أن "استعراضهم" سيفشل. واعبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم إن "استفزازات" المعارضة الرئيسية لن تثير حفيظة حكومته، وذلك بعد أن تسبب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ أكثر من عشر سنوات.
وفي حديث لنواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان بأنقرة، قال أردوغان إن أفرادا من المعارضة الرئيسية هم من قدموا المعلومات والوثائق التي شكلت قضية الفساد التي يواجهها إمام أوغلو والتي صدر بسببها يوم الأحد الماضي قرار بحبسه على ذمة المحاكمة.
الى ذلك، تتواصل الاحتجاجات في تركيا اليوم الأربعاء بعد أسبوع من توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أبرز خصوم الرئيس رجب طيب إردوغان الذي تعهد مجددا عدم الاستسلام لـ"إرهاب الشوارع".
للّيلة السابعة على التوالي، تجمّع عشرات آلاف الأشخاص اليوم ملوحين بالأعلام التركية ولافتات مناهضة للسلطة أمام مبنى بلدية إسطنبول بدعوة من المعارضة.
وتزامن ذلك مع تظاهر آلاف الطلاب تحت رايات جامعاتهم، وقد غطوا وجوههم خشية أن تتعرف عليهم الشرطة.
وأعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، أنه سيتوقف عن الدعوة إلى "التظاهر كل ليلة أمام بلدية اسطنبول".
لكنه في المقابل دعا إلى تظاهرة حاشدة في إسطنبول، رغم الحظر الساري منذ الأسبوع الماضي في المدينة وفي العاصمة أنقرة وإزمير، ثالث مدن البلاد.
وفرّقت الشرطة التي أوقفت أكثر من 1400 شخص منذ 19 مارس، المتظاهرين في اسطنبول امس من دون عنف، على عكس الليالي السابقة، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس.
وبحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية، أوقف 172 شخصا في إسطنبول في الأيام الأخيرة بسبب استفزازات وأعمال عنف أو بسبب إخفاء وجوههم أثناء التظاهرات.
من جهة ثانية، أمرت محكمة في إسطنبول بإيداع سبعة صحافيين أتراك الحبس الاحتياطي أحدهم من وكالة فرانس برس، بتهمة المشاركة في تجمعات محظورة.
ودعا رئيس مجلس إدارة وكالة فرانس برس فابريس فريس الرئاسة التركية إلى "الإفراج السريع" عن مصورها ياسين أكغول الموقوف بتهمة المشاركة في تجمع في اسطنبول حظرته السلطات التركية.
وأكد فريس في رسالة موجهة إلى الرئاسة التركية أن "ياسين أكغول لم يكن يتظاهر، كان يغطي كصحافي إحدى التحركات الاحتجاجية العديدة التي نظمت في تركيا منذ الأربعاء 19 مارس" بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول المعارض. ووصف فريس توقيفه امس بأنه "غير مقبول".
من جهتها، دانت منظمة "مراسلون بلا حدود" غير الحكومية "القرار الفاضح (الذي) يعكس الوضع الخطر للغاية الجاري في تركيا".
من جهته، صرح مانفريد ويبر، زعيم حزب الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي، بأن أساس التعاون بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بات مهددا بعد سجن السياسي المعارض التركي أكرم إمام أوغلو.
وقال ويبر لوكالة الأنباء الألمانية: "يريد الاتحاد الأوروبي شراكة وثيقة مع تركيا، لكن ذلك لا يمكن أن ينجح إلا على أساس القيم المشتركة"، مشددا على أن استخدام القضاء كسلاح سياسي يتعارض مع هذه القيم.
واتهم ويبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه يقود البلاد "في الاتجاه الخاطئ"، محذرا من أن سيادة القانون والديمقراطية في تركيا في خطر.
وكان إمام أوغلو، وهو أحد أبرز منافسي أردوغان، قد سجن يوم الأحد بتهم تتعلق بالفساد، كما يواجه تحقيقا منفصلا بشأن مزاعم تتعلق بالإرهاب، وهي التهم التي ينفيها تماما. كما تم "تعليق" مهامه كعمدة لإسطنبول مؤقتا.
وأعلنت سلطات محافظة انقرة الثلاثاء تمديد حظر التجمعات المعمول به في العاصمة التركية حتى الأول من أبريل، على خلفية الاحتجاجات على توقيف إمام أوغلو بتهمة "الفساد".
واتخذت السلطات قرارا مماثلا في إزمير، ثالث مدن البلاد ومعقل المعارضة، حتى 29 مارس.
ويسري الحظر نفسه منذ ستة أيام في إسطنبول حيث يتحداه الآلاف كل ليلة للتجمع أمام مقر البلدية.
وقالت نيسا وهي طالبة لم تفصح عن اسم عائلتها لوكالة فرانس برس بسبب الخوف "طبعا أنا خائفة من الشرطة".
وداخل الاتحاد الأوروبي، تم بحث إمكانية إلغاء المحادثات المقررة بشأن تعزيز التعاون مع تركيا على خلفية هذه التطورات الأخيرة.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قد أعلنت عن هذه المحادثات قبل أيام فقط من اعتقال إمام أوغلو.
وبحسب المعلومات المتاحة، كان من المقرر عقد حوار بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول القضايا الاقتصادية في أبريل، بالإضافة إلى حوار آخر حول الهجرة والأمن.
من جهة اخرى، اكد مصدر بوزارة الخارجية التركية اليوم الأربعاء إن تركيا والولايات المتحدة تريدان تذليل العقبات أمام التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وذلك بعد محادثات بين وزيري خارجية البلدين في واشنطن.
وبدأ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمس زيارة تستغرق يومين إلى واشنطن، حيث من المتوقع أن يطلب من نظيره ماركو روبيو ومسؤولين أمريكيين آخرين رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على تركيا والسماح للبلاد بالعودة إلى برنامج مهم للطائرات المقاتلة.
وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه أنقرة إلى إعادة توطيد علاقتها بالولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، وبعد أيام من مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصفها أحد كبار مساعدي ترامب بأنها "نقطة تحول".
وقال المصدر إنه خلال الاجتماع بين فيدان وروبيو أمس "عبر الجانبان بوضوح عن إرادتهما السياسية لتذليل العقبات أمام التعاون في مجال صناعة الدفاع"، مضيفا أنهما تناولا أيضا المسائل التي ناقشها ترامب وأردوغان.
وأضاف المصدر أنه "سيتم إجراء محادثات فنية لحل المشاكل القائمة"، دون الخوض في التفاصيل.
وتأتي زيارة فيدان في وقت حرج لأردوغان بعد حبس منافسه السياسي الأبرز ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو على ذمة محاكمة بتهم تتعلق بالفساد في خطوة أثارت أكبر احتجاجات في تركيا منذ أكثر من 10 سنوات.
في سياق رود الافعال الدولية حول الاوضاع في تركيا، ندد مجلس أوروبا "بالاستخدام غير المتكافئ للقوة" خلال التظاهرات في البلاد ودعا السلطات إلى احترام التزاماتها في مجال حقوق الإنسان.
بدورها أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء لجوء تركيا إلى التوقيفات الجماعية وسط تظاهرات في كل أنحاء البلاد وحضت السلطات على التحقيق في اتهامات باستخدام القوة غير المشروعة ضد المتظاهرين.
كما دعت الرئاسة الفرنسية إلى إطلاق سراح إمام أوغلو، وحضّت تركيا على التصرف "كشريك ديموقراطي مهم".
وقال مستشار للرئيس إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي "نستنكر اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، ونأمل في إطلاق سراحه، فتركيا شريك مهم لكننا نريد شريكا ديموقراطيا مهما".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: رئیس بلدیة إسطنبول أکرم إمام أوغلو الاتحاد الأوروبی وکالة فرانس برس فی إسطنبول فی ترکیا رجب طیب
إقرأ أيضاً:
المعارضة التركية تدعو مجددا لـتوسيع الاحتجاجات ضد سجن إمام أوغلو
إسطنبول "وكالات ":بعد أسبوع من بدء المظاهرات في تركيا احتجاجا على سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، دعت المعارضة التركية اليوم الخميس إلى تصعيد الاحتجاجات في اعقاب استخدام الشرطة التركية رذاذ الفلفل وحبيبات الرصاص البلاستيكية (الخرز) وخراطيم المياه ضد المتظاهرين في العاصمة أنقرة صباح اليوم، مما قد يؤدي إلى تأجيج التوترات مجددا بعد يومين من الهدوء النسبي في أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد.
وتدخل المظاهرات في تركيا اسبوعها الثاني على التوالي وذلك بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان. ويواجه إمام أوغلو، المسجون حاليا، اتهامات بالفساد، يراها كثيرون أنها ذات دوافع سياسية، بدعم الإرهاب.
وتصر الحكومة على استقلال القضاء، إلا أن المنتقدين يقولون إن الأدلة قائمة على إفادات من شهود سريين وتفتقر للمصداقية.
وحاول طلاب متظاهرون في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، تنظيم مسيرة واحتشدوا لقراءة بيان بالقرب من بوابات جامعة الشرق الأوسط التقنية، بحسب ما أفادت به قناة "هالك" التلفزيونية المعارضة ووسائل إعلام محلية.
ووقعت مواجهة بين الطلاب الذين اختبأوا خلف حاجز من حاويات القمامة، حتى وصلت الشرطة لاعتقالهم.
وشوهد مليح ميريتش، النائب عن حزب الشعب الجمهوري بزعامة إمام أوغلو، مبللا بالماء وهو يعاني بسبب تعرضه لرذاذ الفلفل.
وقال ميريتش في مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي: "كل ما كاه يرغب فيه أصدقائي الطلبة هو الإدلاء ببيان صحفي، لكن الشرطة حالت دون ذلك بشدة، وهذه هي النتيجة".
من جانبه، قال أوزغور أوزيل، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "في كل مدينة نذهب إليها، سننظم أكبر التجمعات في تاريخها".
ومن المقرر أن تشمل الاحتجاجات على مستوى البلاد مظاهرة كبيرة جدا في إسطنبول يوم السبت.
وأضاف أوزيل أن الاحتجاجات ستستمر حتى تتم الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة أو حتى يتم الإفراج عن إمام أوغلو.
وستكون مظاهرة السبت في إسطنبول بداية حملة الحزب لدعم ترشيح إمام أوغلو لمنصب الرئيس في انتخابات.2028 وقال أوزيل: "الإيمان بأكرم إمام أوغلو وبالديمقراطية سيجعل الاحتجاجات أكبر وأقوى".
الى ذلك، أمر القضاء التركي اليوم الخميس بإطلاق سراح سبعة صحافيين بينهم مصور لوكالة فرانس برس، كانوا قد أوقفوا في اسطنبول لتغطيتهم أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ عقود بدأت قبل ثمانية أيام عقب توقيف رئيس بلدية المدينة، وفق ما أفادت منظمات غير حكومية ومحام.
ومن بين الصحافيين الذين أفرج عنهم مصور وكالة فرانس برس ياسين أكغول الذي أوقف فجر الاثنين في منزله بإسطنبول ويقبع في السجن منذ الثلاثاء.
وفي عمليات دهم فجر الاثنين الماضي، أوقفت الشرطة 11 صحافيا تركيا كانوا يغطون الاحتجاجات، ثمانية في اسطنبول وثلاثة في إزمير.
وكانت محكمة في إسطنبول قد قضت امس باحتجازه مع ستة آخرين بتهمة "المشاركة في تجمعات ومسيرات محظورة"، لكنها أمرت اليوم بالإفراج عنهم.
وقال محامي أكغول (35 عاما) إنه من المقرر أن يغادر السجن في وقت لاحق من اليوم، وأشار إلى أنه لم يتّضح بعد ما إذا كان موكّله قد حصل على إفراج مشروط أو ما إذا كانت التهم أسقطت.
وأطلق سراح اثنين من الصحافيين الأربعة الباقين قيد التوقيف، من دون أن يحبس أي منهم، فيما بقي اثنان آخران قيد الاحتجاز في مدينة إزمير الساحلية، وفق ما أفاد اتحاد الصحافيين الأتراك.
وتشهد تركيا لندلعت الاحتجاجات اليومية بعد توقيف رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو، الخصم الرئيسي للرئيس رجب طيب إردوغان، في 19 مارس بتهمة "الفساد".
واحتج الطلاب على مدى الايام الماضية في الكثير من جامعات العاصمة أنقرة. وفي إحداها، استنكر عشرات الأساتذة "الضغوط" التي تمارسها الحكومة على المعارضة والجامعات.
وفي إسطنبول حيث تتجلى الاحتجاجات بشكل أكبر، كان مساء امس أكثر هدوءا من الأيام السابقة، وفق ما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس.
وتوقف حزب الشعب الجمهوري، قوة المعارضة الرئيسية، الذي كان يدعو الآلاف من المتظاهرين الى التجمع كل مساء أمام مبنى بلدية إسطنبول، عن القيام بذلك ودعا سكان إسطنبول اليوم إلى التصفيق أو اطلاق ابواق السيارات أو التلويح بالأعلام من نوافذهم من الخامس والنصف مساء الى الثامنة والنصف إيذانا بمرحلة جديدة في التحرك.
وفي وقت سابق، دعت تنسيقية طالبية في إسطنبول إلى تنظيم تظاهرة عصر اليوم في منطقة أوقف رئيس بلديتها أيضا وأقيل من منصبه، وحيث سار آلاف الشباب مساء امس معظمهم وسط تصفيق سكان محليين تحت مراقبة الشرطة، فيما بدأ البعض يقرع على أوان ومقال من النوافذ وعلى عتبات الأبواب.
من جهته، أكّد إردوغان الذي شدد لهجته تجاه المعارضة مشيرا إلى أن تحقيقات فساد جديدة قد تطال حزب الشعب الجمهوري، أنه لن يستسلم لـ"إرهاب الشوارع" مرارا.
وأعلنت السلطات التي حظرت التجمعات في الكثير من المدن الكبرى عبر البلاد، أنها أوقفت أكثر من 1400 شخص منذ 19 مارس، بتهمة المشاركة في تجمعات غير مرخصة.