مع اقتراب الانتخابات.. تحذيرات من حرب التسجيلات وصراع الإقصاء السياسي- عاجل
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
حذر الكاتب والمحلل السياسي هادي جلو مرعي، اليوم الأربعاء (26 آذار 2025)، من تصاعد حدة المنافسة السياسية مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى إمكانية لجوء بعض الأطراف إلى نشر "تسجيلات صوتية" و"مقاطع مخلة للآداب" بهدف الإطاحة بالخصوم وتشويه صورتهم أمام الرأي العام.
وقال مرعي، في تصريح لـ"بغداد اليوم"، إن "اللجوء إلى مثل هذه الأساليب يعد سلاحاً تقليدياً في المشهد السياسي العراقي، حيث لا يقتصر التنافس على البرامج الانتخابية، بل يمتد إلى معارك إعلامية ودعاوى قضائية وتهم بالفساد، في ظل سعي كل طرف لإقصاء الآخر والسيطرة على المشهد بالكامل".
وأضاف أن "البيئة السياسية في العراق باتت مهيأة لمثل هذه الأساليب، إذ يجد البعض مبررات وشرعنة لممارسات عدوانية تضع الأخلاق والمبادئ جانباً أمام الطموحات السياسية"، مشيرا إلى أن "حدة هذه الصراعات تكون أكثر سخونة بين القوى العربية الشيعية والسنية بسبب العوامل الثقافية والعشائرية، مقارنة بالمشهد السياسي الكردي".
وختم مرعي حديثه بالقول: "كما في كل دورة انتخابية، سنشهد دعاوى قضائية وشكاوى وتصعيداً إعلامياً، لكن من دون إجراءات فعلية، نظرا لانشغال الجميع بالسباق الانتخابي الذي يطغى على كل الاعتبارات الأخرى".
وشهد العراق في الأشهر الماضية، ظاهرة التسريبات الصوتية لمسؤولين أو مستشارين في الحكومة أو سياسيين بارزين يكشفون فيه عن جانب من تفاصيل الصراع السياسي في البلاد، أو مخالفات وجرائم فساد ورشى.
وهذه التسريبات وفقاً لمصادر مطلعة هي عبارة عن جزء من "الخزين الهائل"، لدى السلطات القضائية من حصيلة نتائج التحقيقات التي بدأت بها خلال الأشهر الماضية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
مقتدى الصدر يعلن موقفه من المشاركة في الانتخابات العراقية
أعلن زعيم التيار الوطني الشيعي في العراق، مقتدى الصدر، أنه لن يشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيراً إلى أن الانتخابات الحالية لا تستحق المشاركة بسبب الفساد المستشري في العملية السياسية العراقية.
وبحسب وكالة الأنباء العراقية جاء التصريح بعد توجيه سؤال له بشأن دور التيار الوطني الشيعي في الاستعدادات للانتخابات المقبلة.
ورد الصدر قائلا: "الحمد لله الذي نجانا من القوم الفاسدين إن الله تعالى لا يحب الفساد، ولذا، ما دام الفساد موجودًا، فلن أشارك في عملية انتخابية عرجاء لا هم لها إلا المصالح والطائفية والعرقية والحزبية، بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب وعما يدور في المنطقة من كوارث كان سببها الرئيسي هو زج العراق وشعبه في محارق لا ناقة له بها ولا جمل كما يعبرون".
وأكد الصدر أن العراق لا يمكن أن يسير في الطريق الصحيح إذا استمر الفساد في العملية السياسية، مشيراً إلى أن الانتخابات الحالية تفتقر إلى الأهداف الوطنية الحقيقية، حيث يسيطر عليها الطائفية والعرقية والصراعات الحزبية.
وأضاف الصدر أن الانتخابات في العراق يجب أن تكون بعيدة عن المصالح الضيقة التي تضر بالبلاد والشعب.
وتابع الصدر بأنه لا يزال يعول على القواعد الشعبية التابعة للتيار الوطني الشيعي، والتي كان قد أمرهم في وقت سابق بالتصويت في الانتخابات، لكنه أعلن اليوم أنه يوجههم بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، قائلاً: "اليوم أنهاهم أجمع من التصويت والترشيح، وفيه إعانة على الإثم"، مضيفا "سنبقى محبين للعراق ونفديه بالأرواح، ولا نقصر في ذلك على الإطلاق".
واعتبر الصدر أن الفساد الذي يعاني منه العراق هو السبب الرئيسي في التدهور السياسي والاقتصادي الذي يعيشه البلد، وأنه لن يشارك في انتخابات "عرجاء" لا تحقق مصلحة الشعب العراقي. كما أضاف أن الانتخابات التي تسيطر عليها الطائفية والعرقية لا تمثل الحل الفعلي لمشاكل الشعب، بل هي مجرد عملية شكليّة تكرس الفساد وتؤجج الصراعات الداخلية.
يُذكر أن مقتدى الصدر كان قد سبق وأعلن في عدة مناسبات دعمه لعملية إصلاحية شاملة في العراق، ودعا إلى ضرورة إنهاء الهيمنة الحزبية والطائفية على السياسة العراقية. كما دعا في وقت سابق إلى إجراء تغييرات جوهرية في المؤسسات السياسية لتخليصها من الفساد والتدخلات الخارجية.
ويعتبر الصدر من أبرز القادة السياسيين والدينيين في العراق، وله قاعدة شعبية واسعة في العديد من المناطق الشيعية. ويمثل التيار الصدري القوة المعارضة الكبيرة للفساد السياسي في العراق، وقد أعلن في السابق عن موقفه ضد التدخلات الخارجية في شؤون البلاد.
هذا الموقف يأتي في وقت حساس بالنسبة للعراق، حيث تتجه الأنظار نحو الانتخابات المقبلة في محاولة للتغلب على التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها الشعب العراقي.