قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، ضياء الدين بلال -في تحليله للمشهد السوداني- إن الانهيار السريع لقوات الدعم السريع يرتبط بعدة عوامل من أبرزها، التكتيكات والإستراتيجيات التي اعتمدها الجيش السوداني في قتاله مع هذه القوات.

وفي أحدث التطورات، سيطر الجيش السوداني اليوم الأربعاء على مطار الخرطوم الدولي ومواقع إستراتيجية أخرى في المدينة، وأكد أنه تمكن من هزيمة قوات الدعم السريع، وقال قائد في الجيش إن المعارك لن تتوقف، وإن القوات المسلحة مستمرة إلى دارفور (غرب) وكردفان (وسط).

وذكر الكاتب والمحلل السياسي أن قوات الدعم السريع عجزت دوما عن الاحتفاظ بالمناطق التي تسيطر عليها، لأن طبيعتها هجومية، ولأن الجيش السوداني استهدف الكتل الصلبة داخل هذه القوات، وقام بعزلها وحصارها وتطويقها ثم الانقضاض عليها، وهي سياسة يقول المتحدث إنها أرعبت قوات الدعم وأدت إلى انهيارها.

كما أن غياب قيادة الدعم السريع عن المسرح ومخاطبتها للجنود عبر التسجيلات الصوتية -يضيف المحلل السوداني- أدى إلى هزيمة هؤلاء الجنود معنويا، بعد أن تيقنوا أنهم يقاتلون بدون قيادة. في حين أن قيادة الجيش تتواصل مع جنودها مباشرة.

وحسب الكاتب والمحلل السوداني، فإن قوات الدعم السريع لم تعد قادرة على الحفاظ على أي موقع، وهي تقوم بانسحاب فوضوي لأنها منكسرة معنويا وتفتقد للقيادة والسيطرة، كما أنها غير قادرة على خوض أي معارك، لكنه رجح أنها ستحاول التغطية على هزيمتها باستخدام المسيّرات.

إعلان

وقال إن قائد قوات الدعم محمد حمدان دقلو (حميدتي) غاب لفترة زمنية طويلة وتعددت الروايات والتفسيرات حول هذا الغياب، لكنه عاد للظهور عبر تسجيلات صوتية ومصورة، وجاء ظهوره في وقت الهزائم ليعطي انطباعا بأنه لا يزال موجودا.

ووصف قوات الدعم بأنها "مليشيا وظيفية تشكلت عبر المال وعبر بعض الحماسات القبلية، وحاولت أن تتحول إلى جيش نظامي". وقال إنها تتفكك الآن لأن الجيش السوداني عرف طبيعتها وطبق معها إستراتيجية معينة.

وكشف أن قوات الدعم انتشرت منذ الأيام الأولى للحرب بأكثر من 100 ألف مقاتل داخل العاصمة الخرطوم وبأكثر من 10 آلاف سيارة مدرعة وبدعم كامل، وحتى الوجبات الغذائية كانت ترسل للجنود.

مواقف ومسار

وعن المواقف الإقليمية والدولية على ضوء التطورات الحاصلة في المشهد السوداني، قال ضياء الدين بلال إنه منذ أن بدأت معادلات الأرض تتغير لصالح الجيش حصل تعديل في المواقف، حيث كان التعامل يكاد يكون متساويا بين طرفي الصراع، بل إن بعض الأطراف كانت تظهر ميلًا واضحا لقوات الدعم، لأن يدها العسكرية كانت تبدو أعلى من الجيش في تلك الفترة.

ولكن مع التغييرات التي حدثت على الأرض بدأت المواقف تتغير، والاتحاد الأفريقي مثلا بات يميل للتعامل مع الحكومة السودانية دون قوات الدعم، وعندما عزمت الأخيرة على تشكيل حكومة موازية أصدر مجلس السلم والأمن في الاتحاد بيانا واضحا يؤكد على وحدة الأراضي السودانية.
كما أن بعض سفراء الدول الغربية ينشرون تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي تبدو أقرب لمناصرة الجيش السوداني.

وذكّر بأن أطرافا خارجية وداخلية كانت قد حاولت تحريف وتشويه الصراع لمصلحة ما أسماها الكاتب والمحلل السياسي أجندة محددة.

وحول إمكانية إطلاق مسار سياسي بالتزامن مع الانتصارات العسكرية للجيش، قال المحلل السوداني إن كل الاحتمالات واردة، مشيرا إلى أن هناك أصواتا تتحدث عن مفاوضات لإنهاء ما أسماها الحالة الانقلابية وإرسال الطمأنينة إلى المناطق الجغرافية التي جاءت منها قوات الدعم.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان قوات الدعم السریع الکاتب والمحلل الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

االجيش السوداني يقصف أم درمان لإخراج قوات الدعم السريع من محيط العاصمة

دبي "رويترز": قال سكان إن الجيش السوداني قصف مناطق بمدينة أم درمان اليوم بعد إعلانه النصر على قوات الدعم السريع في معركة استمرت عامين للسيطرة على العاصمة الخرطوم.

وطرد الجيش قوات الدعم السريع من آخر معاقلها في الخرطوم أمس الأربعاء لكنها لا زالت تسيطر على بعض المناطق في أم درمان الواقعة قبالة الخرطوم مباشرة على الضفة الأخرى من نهر النيل.

كما عززت قوات الدعم السريع تمركزها في غرب السودان مما قد يؤدي إلى تقسيم البلاد إلى مناطق متنازعة.

وأبدى سكان الخرطوم سعادتهم بانتهاء القتال لأول مرة منذ اندلاعه في أبريل 2023.

وفي مقابلة عبر الهاتف قال أحمد حسن، وهو معلم يبلغ 49 عاما "خلال العامين الماضيين، حولت قوات الدعم السريع حياتنا إلى جحيم بالقتل والسرقة. لم يحترموا أحدا، حتى النساء والشيوخ".

وأسفرت الحرب عن تدمير مساحات شاسعة من الخرطوم كما تسببت في نزوح أكثر من 12 مليون سوداني وانتشار الجوع الحاد بين ما يقرب من نصف سكان السودان البالغ عددهم 50 مليون نسمة في أزمة وصفتها الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.

ويصعب تقدير عدد القتلى لكن دراسة نُشرت العام الماضي أشارت إلى أنه ربما وصل إلى 61 ألفا في ولاية الخرطوم وحدها خلال الأشهر الأربعة عشرة الأولى من الصراع.

وزاد الصراع حالة عدم الاستقرار في شمال شرق أفريقيا حيث تواجه دول مجاورة للسودان، وهي ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، صراعات داخلية خلال السنوات الماضية.

وفي مقطع فيديو نُشر اليوم من القصر الرئاسي الذي استعاده الجيش، أعلن رئيس الأركان الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن "الخرطوم حرة".

وفي بيان اليوم قالت قوات الدعم السريع إن قواتها "لم تخسر أي معركة لكنها أعادت تموضعها وانفتاحها على جبهات القتال بما يضمن تحقيق أهدافها العسكرية التي تقود في نهاية المطاف إلى حسم هذه المعركة".

وتمثل إعادة الجيش سيطرته على الخرطوم نقطة تحول بارزة لكن الحرب لا تزال بعيدة عن الحسم.

وأفاد سكان في ولاية غرب دارفور بأن قوات الدعم السريع قصفت مواقع للجيش في الفاشر اليوم.

مقالات مشابهة

  • قائد في الجيش السوداني يسخر من إدعاء انسحاب الدعم السريع من الخرطوم وفق اتفاق ويكشف التفاصيل
  • الجيش السوداني يضع يده على أحدث منظومة جوي تركتها قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يقضي على آخر خلايا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن تطهير الخرطوم ويقصف الدعم السريع بالفاشر
  • الجيش السوداني يعلن "تطهير" الخرطوم ويقصف الدعم السريع بالفاشر
  • الجيش السوداني يعلن تطهير آخر جيوب الدعم السريع في الخرطوم
  • الجيش السوداني: تمكنا من تطهير آخر جيوب الدعم السريع في الخرطوم
  • االجيش السوداني يقصف أم درمان لإخراج قوات الدعم السريع من محيط العاصمة
  • بعد تحرير الخرطوم.. الجيش السوداني يقصف أم درمان لطرد "الدعم السريع"
  • الجيش السوداني يعلنها: الخرطوم تحررت.. والجيش يطرد “الدعم السريع”