الجيل الجديد يدخل العراق باتفاقية بين سامسونغ وزين
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
وقعت سامسونغ إلكترونيكس المشرق العربي إلى جانب زين (العراق) اتفاقية تعاون استراتيجي مع شركة الجيل التالي الموزع الرئيسي لزين العراق بهدف تعزيز خدمات البيع والتوريد، وتوسيع نطاق الأعمال وقنوات التوزيع الرسمية المعتمدة في جميع أنحاء العراق.
حيث تم توقيع الاتفاقية في المقر الرئيسي لزين (العراق) في بغداد، من قِبل ليث العبيدي، المدير العام لشركة الجيل التالي، إلى جانب هيون دونغ لي المدير العام لشركة سامسونج إلكترونيكس المشرق العربي وبحضور علي الزاهد الرئيس التنفيذي لزين العراق.
كما حضر مراسم توقيع الاتفاقية المديرين التنفيذيين ورؤساء الإدارات المختلفة في كل من زين (العراق) وسامسونج المشرق العربي.
وصرّح علي الزاهد، الرئيس التنفيذي لشركة زين (العراق): "إن هذه الشراكة تعكس التزام زين (العراق) بتقديم أفضل الحلول والخدمات لعملائنا، حيث سنتمكن في ظل هذه الشراكة الاستراتيجية من تحقيق نمو مستدام وتوسيع نطاق أعمالنا في السوق العراقي. بالإضافة إلى ذلك، ستسهم هذه الشراكة بشكل إيجابي في تلبية احتياجات عملاء جميع الشركاء، وستمنحهم تجربة شاملة ومتكاملة."
وفي سياق متصل، قال هيون دونغ لي المدير العام لشركة سامسونج إلكترونيكس المشرق العربي: "نحن نتطلع إلى مستقبل مشرق مع شركائنا الاستراتيجيين الجدد، إذ سنعمل جاهدين مع زين (العراق) وشركة الجيل التالي على تحقيق النجاح المشترك وتلبية توقعات عملائنا في الأعوام القادمة. حيث تسعى سامسونج المشرق العربي إلى التوسع في السوق العراقي -أحد أكبر أسواق الهواتف الذكية وأكثرها تنوعًا في الشرق الأوسط- من خلال إيجاد علاقات استراتيجية؛ لترتقي بمستوى الخدمات والمنتجات المقدمة في السوق العراقي بشكل أفضل، وتحقق تطلعات العملاء وتوقعاتهم، وتنال رضاهم وولائهم".
ويجدر الاشارة إلى أن شركة الجيل التالي للحلول والخدمات الإلكترونية والتجارة العامة، الموزع الرئيسي لزين العراق وهي إحدى أبرز الشركات العراقية المتخصصة في تقديم الخدمات المتطورة في مجالات الاتصالات السلكية واللاسلكية. وتعمل كحلقة وصل بين المستخدم النهائي ومقدمي الخدمة وبموجب هذه الاتفاقية ستكون شركة الجيل التالي أحد الموزعين الرئيسيين المعتمدين لبيع أجهزة سامسونج في العراق.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد زين سامسونغ الجيل الجديد
إقرأ أيضاً:
التحولات الدراماتيكية فى سوريا وعموم المشرق العربى.. خسائر طهران
فى الشرق الأوسط، كانت إيران بحساب التداعيات الإقليمية للغزو الأمريكى للعراق المستفيد الأول الذى امتدت رقعة حلفائه من لبنان (حزب الله) وسوريا (نظام بشار الأسد) إلى سيطرة الأحزاب والجماعات الشيعية على الحكم فى العراق وصارت الميليشيات المسلحة المدعومة منه رقمًا فاعلًا فى عموم المنطقة وحائط حماية لأمن إيران ومصالحها فى مواجهة العدوين الأمريكى والإسرائيلى وللمساومة معهما حين يأتى وقت المفاوضات والصفقات. لذلك ارتكزت السياسات الإيرانية إلى توظيف الأدوات العسكرية بصور مباشرة وغير مباشرة فى مناطق نفوذها وانطلاقًا منها للحصول على مزيد من المكاسب الاستراتيجية مستغلة حالة السيولة الإقليمية الهائلة.
من جهة أولى، حددت طهران مكاسبها المحتملة بالحفاظ على شبكة حلفائها دون تقويض ودعمهم للتغلب على الانتفاضات التى اجتاحت المنطقة ونشدت التخلص منهم ومن طبائعهم الديكتاتورية والطائفية والفاسدة. وهكذا فعلت طهران مع نظام بشار الأسد فى سوريا منذ ٢٠١١ ومع حزب الله إبان الاحتجاجات الشعبية اللبنانية بين ٢٠١٩ و٢٠٢١ ومع الأحزاب الشيعية الحاكمة فى العراق ٢٠١٩، وحالت دون زوال أو تراجع سيطرتهم على مقاليد الحكم والسياسة فى البلدان الثلاثة.
من جهة ثانية، بحث الإيرانيون عن استخدام الأدوات التى أمدوا بها حلفائهم لتهديد المصالح الأمريكية والإسرائيلية فى الشرق الأوسط وللضغط على الفاعلين الإقليميين القريبين من الشيطانين الأكبر والأصغر بتضييق ساحات حركتهم. وهكذا فعل الحرس الثورى الإيرانى باستخدام الميليشيات الشيعية فى العراق لمناوئة الولايات المتحدة وحزب الله المتمدد من لبنان إلى سوريا لمناوئة المصالح الإسرائيلية بغية إبعاد واشنطن وتل أبيب عن تهديد أمن طهران وعن التعرض لمنشآتها النووية وعن تدمير سلاح حلفائها، وهو ما رتب سلسلة من العمليات العسكرية المتتالية (الاعتداءات على القواعد الأمريكية فى العراق وسوريا واغتيال قائد الحرس الثورى آنذاك قاسم السليمانى والهجمات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل) وعصف باستقرار المنطقة.
من جهة ثالثة، حضرت إيران فى الأراضى الفلسطينية بالترويج لمقولات المقاومة والممانعة تجاه إسرائيل وخطاب تدمير "الكيان الصهيوني" وبالدعم العسكرى والتنظيمى المستمر لحركة حماس وللفصائل الفلسطينية الأخرى فى غزة وبالتهميش المنظم فى ساحات فعلها الإقليمى للسلطة الفلسطينية الرسمية. ونتج عن سياسات وممارسات طهران فى هذا السياق والتى كان هدفها العريض هو الضغط على إسرائيل، نتج عنها توتر مستمر فى علاقاتها مع مصر (العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين منذ ١٩٧٩) ومع الأردن أى مع الدولتين العربيتين المجاورتين لفلسطين وإسرائيل والمتبنيتين لخيار السلام وحل الدولتين لتسوية القضية الفلسطينية.
من جهة رابعة، سعت إيران إلى توسيع شبكة حلفائها المذهبيين باتجاه اليمن الذى تحولت انتفاضته إلى حرب أهلية تنوعت أطرافها وبرزت فى سياقاتها جماعة الحوثى كقوة شيعية مؤثرة توجهت إلى طهران بطلب الدعم العسكرى والمالى والتنظيمى والسياسى. وبالقطع لم تبخل عاصمة الجمهورية الإسلامية عن مد خيوط الدعم والمساندة، وهى الباحثة أبدا عن أتباع ووكلاء بالقرب من المراكز السنية الكبيرة فى الشرق الأوسط وهى أيضًا صاحبة العلاقات المتوترة لأمد طويل مع السعودية الجار الكبير لليمن والذى دخل بالشراكة مع دولة الإمارات ومملكة البحرين فى الحرب الأهلية وساند مناوئى الحوثى. وكانت نتيجة نشوب حرب بالوكالة بين إيران والسعودية على الأراضى اليمنية بين ٢٠١٥ و٢٠٢٣ أسفرت عن مقتل آلاف اليمنيين وعن دمار واسع فى بلد من أفقر بلاد المنطقة، وسببت قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض فى ٢٠١٦ وتدهورت العلاقات بينها وبين الإمارات والبحرين، وتعرضت فيها الأراضى السعودية (والإماراتية) لغارات صواريخ ومسيرات الحوثيين. غير أن إيران حصلت على موطئ قدم فى جنوب الجزيرة العربية وعند مضيق باب المندب، وتجاوزت بذلك فيما خص خريطة نفوذها الإقليمى وللمرة الأولى فى تاريخها الحديث حدود الخليج والهلال الخصيب والشام التى ربطت بين مياه الخليج ومياه البحر المتوسط لتصل إلى المدخل الجنوبى لمياه البحر الأحمر.
غير أن تمدد النفوذ الإقليمى لإيران فى الشرق الأوسط وتوظيفها لشبكة حلفائها لحماية مصالحها وتهديد المصالح الأمريكية والإسرائيلية وما أسفر الأمران عنه من تقويض الاستقرار فى العراق وسوريا ولبنان واليمن ومن تعريض أمن ومصالح الدول العربية فى الخليج ومصر والأردن لأخطار متزايدة وبتوترات متصاعدة مع تركيا (فيما خص الأوضاع السورية ومن بعدها الحالة العراقية)، رتب خليط من العداء والتوجس الإقليمى تجاه طهران والتى وجدت نفسها زعيمة لأتباع هم إما نظم حكم فاشلة (نظام بشار الأسد) أو لميليشيات مسلحة (الحشد الشعبى العراقى والميليشيات الشيعية فى سوريا وحزب الله اللبنانى والحوثيين اليمنيين وحركة حماس) وفى صراعات مباشرة وتوترات وحروب بالوكالة ليس فقط مع الشيطان الأكبر الولايات المتحدة والأصغر إسرائيل، بل أيضًا مع كل الفاعلين الإقليميين الكبار.
بين ٢٠٢٠ و٢٠٢٣، سعت إيران إلى خفض مناسيب التوتر المحيطة بها وتنبهت إلى خطر اقتصار سياستها فى الشرق الأوسط على الصراع وأدواتها على الأدوات العسكرية المباشرة وغير المباشرة. ومن ثم انفتحت إيران على محاولات للتهدئة أسفرت قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ عن استعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية وفرض شىء من الاستقرار فى اليمن، وعن تنامى تبادلاتها التجارية والاستثمارية مع الإمارات وبعض دول الخليج الأخرى، وعن انفتاح سياسى ودبلوماسى محدود بينها وبين مصر.
وبعد مساعى احتواء الصراعات بين ٢٠٢٠ و٢٠٢٣ وما أن وقعت واقعة أكتوبر ٢٠٢٣، إلا وإيران كقوة إقليمية تشترك مع إسرائيل فى المغامرة بتوظيف الآلة العسكرية لحسم صراعات لا سبيل لاحتوائها ثم تفكيكها وحلها دون تسويات سياسية. فقد كانت أسلحة طهران، من بين عوامل أخرى، وراء دفع حماس إلى القيام بهجماتها، وكانت أيضًا وراء هجمات الصواريخ والمسيرات التى حاول من خلالها حزب الله والحوثيون مثلما حاولت الميليشيات الشيعية فى العراق قض مضاجع تل أبيب و«إسناد» المقاومة الفلسطينية. وكانت إيران بدعمها العام للحركات والأحزاب والميليشيات المسلحة بعيدًا عن أراضيها تفرغ فرص التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وحل الدولتين من المضمون والفاعلية، وتستعلى على منطق الدولة الوطنية فى جوارها العربى وتحيل مؤسسات الحكم والأمن فى لبنان والعراق وسوريا واليمن إلى كيانات عاجزة، وتوسع ساحات الحروب المباشرة والحروب بالوكالة المتورطة هى وحلفائها بها فى مواجهة إسرائيل. فى كل هذه السياقات، توافقت طبيعة سياسات وممارسات الجمهورية الإسلامية مع جنون اليمين الإسرائيلى المتطرف ورتبت دينامية المواجهة بين الفاعلين الإقليميين الإيرانى والإسرائيلى نشوب حرب استنزاف مستمرة إلى اليوم فى الشرق الأوسط وصار لها من النتائج المباشرة والتداعيات العامة الكثير والكثير.
فحرب إسرائيل فى غزة والحرب بينها وبين حزب الله، وبجانب كلفتها الإنسانية الباهظة والدمار الشامل الذى أسفرت عنه فى القطاع، وفى المناطق ذات الأغلبية الشيعية فى لبنان، قضت على الشق الأكبر من القدرات العسكرية لحماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها وعلى جزء مؤثر من قدرات حزب الله الصاروخية وسلاحه المتراكم بفعل عقود من الدعم الإيرانى. أدت الحرب فى غزة ولبنان أيضًا إلى تصفية الصفوف القيادية الأولى لحماس وحزب الله وأضعفت إمكانياتهما التنظيمية والسياسية على نحو حتما سيغير من وضعيتهما ودورهما فيما خص قضايا الحكم والإدارة فى الأراضى الفلسطينية ولبنان.
كذلك قربت الحرب بين حكومة إسرائيل المكونة من اليمين المتطرف والدينى وبين تنفيذ سيناريوهات فرض مناطق عازلة فى شمال غزة وفى جنوب لبنان وتهجير السكان منها، والتهديد الممنهج بتهجير واسع النطاق فى القطاع وبعمليات عسكرية وأمنية متكررة فيه وفى لبنان، والضغط المستمر فى الضفة الغربية والقدس الشرقية بخليط الاحتلال والاستيطان والأبارتيد المعهود بغية خنق الحق الفلسطينى وإسكات الأصوات الإقليمية والعالمية المتضامنة معه.
وفى سياقات الحرب فى غزة ولبنان والإضعاف الشديد الذى طال حماس وحزب الله من جرائها ومع تحولها إلى حرب استنزاف إقليمية، وجهت إسرائيل ضربات قاسية لإيران مباشرة ولحلفائها فى سوريا والعراق واليمن إن كفعل هجومى أو كرد فعل على هجمات المعسكر الإيرانى لترتب، من بين عوامل أخرى، سقوط نظام بشار الأسد وتراجعا ليس بالمحدود فى القدرات العسكرية والإمكانيات الاستراتيجية والسياسية لذلك المعسكر الذى تمدد نفوذه بوضوح قبل ٢٠٢٣.
بل أن إسرائيل تحقق لها بسقوط نظام الأسد فى خواتيم ٢٠٢٤ مغنمًا كبيرًا تمثل فى انكماش دراماتيكى فى خرائط النفوذ الإيرانى التى اختفت منها سوريا، وغلقت عليها الطرق التى كانت تمر عبر الأراضى السورية لتقديم الدعم العسكرى والمالى للحليف الأهم حزب الله اللبنانى الذى حتمًا لن يعود كما كان قبل أكتوبر ٢٠٢٣، وانحسرت ساحاتها على الأقل مؤقتا فى أدوار الميليشيات الشيعية فى العراق وفى أفعال الحوثيين فى اليمن.
(الشروق المصرية)