جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-01@05:30:04 GMT

المشاعر وأماني العيد

تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT

المشاعر وأماني العيد

 

 

فاطمة الحارثية

 

هناك الكثير من السرد والقليل مما يُحكى، كثر اللغو حتى آثرت المتابعة بصمت، يخيل لي في كثير من الأحيان أنَّ البعض منَّا قد يلجؤون إلى الاقتداء بأهل الكهف نصرة لعقولهم ودينهم. اختلط كل شيء بالفراغ وتمكنت أشباه السعادة والرفاهية في بعض الناس من حولنا، غرتهم الحياة الدنيا، ومالوا إلى "خلنا نعيش الحياة مرة وحدة"، تناسوا الحياة الآخرة إلى أن نسوها وتجرأوا على إنكارها وتكبروا.

يتوقع المخلص أن يُعامل بالإخلاص، مثلما يتوقع الخائن أنَّ من حوله خونة، هي طبائع البشر المتناقضة والمثيرة للدهشة، البعض يحاول بكل جهد أن يحبه الآخر، ويُقدره ويفهم رغباته ويدعمه في كل شيء يفعله، بغض النظر إن كان صوابًا أم خطأ، وبغض النظر إن كان هو نفسه يحبه أم لا، ولا يبذل أي جهد ليُقابل المعاملة الحسنة بالمثل، وقد يبلغ الأمر منتهى الأنانية، بأن يستغل الآخر ويبتزه عاطفيا دون رحمة ولا وشفقة؛ بل وقد يتمادى بقسوة مطالبه وإذلاله، وكأن العواطف الجياشة والصادقة جريمة تستحق الابتزاز، كم نحن ضعاف أمام عواطفنا، وكم ألم على الأرض من عاطفة صادقة، وجرائم باسم المشاعر النبيلة، وانتهاكات بحجة "مشاعر افتراضية"؛ لنتفق أن جميعنا تُربكنا مشاعرنا، وهي أساس قراراتنا سواء مشاعر إيجابية أو سلبية، وأكثرها تعقيدا مشاعر الحب، وأصعبها مشاعر المسؤولية.

نُقبل على إجازة سعيدة، نرغب فيها بلم الشمل والضحك، والتعبير بمشاعر جميلة لصياغة ذكريات خالدة تصنع علاجاً في أيامٍ مكفهرة، نحمل فيها الكثير من الأمنيات، الصغار مع أماني العيدية، والشباب مع أماني اللقاء وسعادة التباهي، والكبار، لا يخلو قلب من أمنيات، ولهفة تحققها، نجسد كل الأمنيات في طلب أو دعاء، من علمنا أن نتمنى؟ ومن قال لنا إن الأماني يجب أن تتحقق؟ من علمنا ذلك لم يُعلمنا حدود الأمنيات، ولا قواعد حقوق الآخرين فيها، ولم يقل لنا أن نراعي الآخرين فيما نتمناه لأنفسنا، فربما تكون أمنية بسيطة، بيد أن مقابل تحققها ظلم مؤلم جارح لآخر، قد نتمنى أمنية بسيطة أغلبنا يسعى لها، وهي أن يُفضلنا أبوانا على الآخرين، نعم قد تراها حقا بسيطا، وما رأيك أليس ظلماً لبقية الإخوة؟ ألا يُحتمل أن يُعاقب عليها الأبوان عند الباري بسبب التميز بين الأبناء، قد تُرى أمنية بسيطة وحق مشروع.

انظر إلى أبعد من ذلك وإلى أبعاد طلبك، أو دعائك قبل أن تتمنى وتتضرع في طلبه.

علموا أطفالكم عن الأماني كما يجب أن يعلم، لا تبخسوا الأمور حقها، حتى لا تُكتب عليهم مظالم الجهل، اخبروهم أن ثمة من لا يمتلك العيدية فلا يُحرجوا الناس في طلبها، وثمة من لم يلبس جديدا فليسعدوا بجديدهم دون التباهي، وثمة مريض هو أحوج للدعاء، وثمة ثكلى في السودان وفلسطين والكثير من المُسلمين فقدوا أعزاء، ليكون عيدنا عيدًا كريمًا نُعين فيه بما نستطيع من مال ودعاء خالص، نضحك ونتمنى للآخرين أن يسعدوا أضعافا، لنوحد أماني هذا العيد للجميع، لنحاول أن نستبدل دموع الشوق بالدعاء، لنحاول أن لا نحزن حتى لا يحزن من حولنا، لنحاول أن نحول كل موقف غير طيب، إلى عبره تثلج الصدور الحزينة، لا تدعوا إلى الأمل بل اصنعوه، واتبعوا أسبابه، وابهجوا الكبار قبل الصغار، فالطفل يضحك لضحك امه وجده، وكبار السن هم أحوج منا لابتسامة ترتسم على وجههم المثقلة، المشاعر الصادقة، تصنع فرقا حتى وإن لم تُقابل بالمثل.

لنتعامل مع مشاعرنا، رغم صعوبة ذلك، وقسوة الأهواء والرغبات فهي في دواخلنا، أي أنت نفسك فقط تستطيع أن تتعامل معها، ولا تحمل غيرك فوضى مشاعرك وأهوائك، تعامل معها بما يُرضي الغالب من حولنا، بلا ضرر ولا ضرار، ليس علينا أن نرضى الجميع، ولا أن نحب من لا نستطيع حبه، ولا أن نتشارك الرغبات، ومع ذلك لا بأس أن نحاول أن نتقبل من حولنا بهدوء وحكمة وتفهم، صديقا أم عدوا، فنحن بشر لا حول لنا ولا قوة إلا بالله، ولنعلم أطفالنا ذلك، فالكمال لله وحده لا شريك له.

وإن طال...

"عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ"، قد يُفاجئنا العيد بلقاءات تحمل الكثير من الشجن، ابتسم فقد عاد بما مضى فاصنع الجديد، ولا نعلم من سيكون هذا العيد عيده الأخير على الأرض، فاصنع الذكريات، وعش اللحظة التي تصنعها بفرح، بعض الجهد يُعفي ندم الدهر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المخرجة كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير: مشاعر بطلة 80 باكو تشبهني

أقيم اليوم الثلاثاء حلقة نقاشية بعنوان دور المرأة في ضمن فعاليات اليوم الثالث بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في الدورة الحادية عشر بالمتحف اليوناني الرماني برعاية هيئة تنشيط السياحة.

وتحدثت المخرجة كوثر يونس عن تجربتها بمسلسل ٨٠ باكو كونه عمل يتحدث عن دور المرأة، قائلة: "سعيدة بمشاركتي بفعاليات مهرجان الإسكندرية لأني أحب هذا المهرجان ، ومسلسل ٨٠ باكو اختياري للفكرة له علاقة بفكر المخرج الذي يريد تقديمه ، وعملت مع المؤلفة غادة عبد العال على الورق، وأكثر ما جذبني أن البطلة كانت تشبهني في جانب المشاعر وأنا "جرّتها" لذلك، لأنها كانت منسوبة لمكان وهذا كان محرك مشاعر الشخصية الأساسية ،وبجانب كل شخصية كان لديها مشكلة.

وأضافت: “وأنا كسيدة كنت أشعر أن بوسي تلمسني بشكل ما ،لأنها كانت تريد أن تجمع ٨٠ باكو لكي تتزوج”

وأكدت: "ردود الأفعال أبهرتني والتعليقات من السيدات أن الشخصيات تشبههن، وشكل حكي الموضوع هو كان تركيزي الأكبر وطريقة حكي الحدوتة.

وتستمر فعاليات المهرجان حتى 2 مايو، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار حول قضايا الفن والسينما.

‏‎يُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يُقام سنويًا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام صناع السينما لعرض أعمالهم على الجمهور.

المهرجان أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويقام برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، ومحافظة الإسكندرية، نيو سينشري، باشون للإنتاج الفني.

طباعة شارك كوثر يونس أعمال كوثر يونس أفلام كوثر يونس المخرجة كوثر يونس مهرجان الإسكندرية

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس السيادة يهنئ رئيس جنوب إفريقيا بمناسبة ذكرى العيد الوطني لبلاده
  • المركزي يطلق خطة لتعزيز السيولة والدفع الإلكتروني قبيل العيد
  • أماني الطويل و التفكير ذو البعد الواحد
  • كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير.. مشاعر بطلة 80 باكو تشبهني
  • كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير: مشاعر بطلة ٨٠ باكو تشبهني
  • كوثر يونس: أكثر ما جذبني في «80 باكو» أن مشاعر البطلة تشبهني
  • المخرجة كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير: مشاعر بطلة 80 باكو تشبهني
  • "أين بتول؟" صرخة زوج تختصر مأساة اليمن وتوحد المشاعر الإنسانية
  • أين بتول؟ صرخة زوج تختصر مأساة اليمن وتوحد المشاعر الإنسانية
  • الرئيس السيسي يبعث برقيتي تهنئة إلى ملك هولندا ورئيس توجو بمناسبة ذكرى العيد القومي للبلدين