جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-29@15:51:49 GMT

الحب في زمن التوباكو (2)

تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT

الحب في زمن التوباكو (2)

 

 

 

 

مُزنة المسافر

 

كان مشهدًا درامتيكيًا، كنَّا نرقص بطريقة أفقية، رأسية دونما توقف، لم يوقفنا شيء، واللحن بدء بالصعود أكثر نحو السقف الذي يمتلئ بالغضب، وأي غضب هذا، كان حقدًا دفينًا لم ننجو منه.

إنِّه حقد المنتقدين لرقصنا، من هم يا ترى؟ أتساءل دومًا، وأسأل عمتي ماتيلدا التي ترفض قول أسمائهم أو البوح بأهدافهم، إنهم فقط بين المتفرجين، بين المتوددين لنا، إنهم يأتون ليصنعوا لنا تصفيقًا مزيفًا، مهددًا بانطفاء أنجمنا من أعلى سماء.

الفرجة لا تكفيهم، دومًا عمتي تقول هذا، لابد أن نقدم الأفضل، وأن يكون رقصنا الأعظم.

ماتيلدا: ارقصي يا ابنة أخي، إنك ترقصين كأرنبة برية تنط دون توازن.

ارقصي مثل الغزالة.

جوليتا: لكنهم ضباع يا عمتي.

ماتيلدا: وإن جاء الشياع، ستكوني جاهزة للهرب، إنْ أحدٌ فيهم اقترب.

يهددونا، ويسلبوننا من الحرية، ويجردوننا من الحكي، ويفرضون علينا ضرائب كثيرة، ويتهموننا بالهرطقة، والزندقة، والسحر، وأحيانًا ينعتوننا بالغجر يا لهم من بشر.

لكننا راقصون محترفون، متمكنون من الرقص على أي مسرح.

جوليتا: وجاء أحدهم يدعي الرقص، ويريد الانتقاص من موهبتي.

وكان شابًا حذقًا يصرف بعملة أجنبية، ووضع النقود على طاولة أمام مرأى من عيناي.

الشاب: علميني الرقص كما ترقصين.

إنك تسلبين المتفرجين إلى عالم ليس فيه يقين.

طلبت أن يتحدث إلى عمتي ماتيلدا، إنها الأعلم بيننا بأمور الناس، إنها تفهم بواطنهم، ردد أنه أجنبي، لكنه يود تعلم رقصنا، وأن رقصنا هذا يجلب المال والمتفرجين.

طردته عمتي، وطلبت منه أن لا يظهر أمامها حين تدخن التبغ.

رأته يتعثر في كل حركة، إنه يجلب النحس وليس البركة.

هكذا قالت عنه عمتي، كان يأتينا أناس شتى، يحاولون القول والفعل أمام عمتي، حتى سئمت ذات يوم وقالت لا وجود للمتسلقين فوق ظهورنا، لقد بدأت أكبر يا جوليتا، أنا لا أتحمل رؤية السخف بوضوح.

 جوليتا: إنه وضوح تام يا عمتي، لمستوى رقصنا.

إننا لا نرقص جيدًا.

إن كان رقصنا الذي تعلميني إياه يجلب الحظ الرائع.

لن نرى هؤلاء.

وصدتْ بابًا أمامي، وطلبتْ مني أن لا أظهر أمامها، حتى تنهي كل سيجارة في علبة صغيرة مُزيَّنة بصورة لها حين كانت شابة، قدمها لها أحدهم في شبابها، كان معجبًا شديدًا برقصها المتواصل.

لكن مستقبلي ليس واضحًا لها، إنها تفكر في مجد منسوب إليها فقط، وأنني لا أحصد الشهرة، لها كنية خاصة، وغرفة تبديل خاصة، وحتى علبة تبغ تخصها وحدها.

رغم أنني لا أدخن، ولا أعني بالتوباكو، لكنني استنشقه كما تستنشق هي آلامها البعيدة، وكأنها تبدو وحيدة.

قررتُ أنا حين أفتح النافذة، أن أُغني للناس، وأن أجعل غنائي هذا طُعمًا لهم، قبل أن يأتي موسم المسارح، ويكون فيها كل منا سارحًا في الحركة والرقص.

فتحتُ نافذة الشقة المتهالكة التي أعيش فيها وحيدة دونما عمتي؛ فهي تسكن في المسرح الآن، وصرتُ أُغني من النافذة للعابرين والمارة، وأقول لهم بكلماتٍ مُغناةٍ أخبارًا سارة.

 

التفتوا لي بكل حواسهم وأعصابهم، ونظروا نحوي في كل رحلة إلى مدرسة، أو مشفى، أو بقالة، أو عابرٍ يود أن يلحق بقطارٍ بطيء، إنني ألفت الانتباه أكثر، وأحصد المتفرجين من الأطفال، الذين تركوا ذويهم، ليبقوا أسفل نافذتي من الطابق الأرضي ليسمعوني وأنا أغني.

وأُرددُ الأغاني الجميلة، أقولها في نفس الوقت والساعة.

وتُشعرهم حروفي بالراحة.

ويرفعون القبعات لي من أي ساحة.

ويزينون نافذتي بالورود، ويتركون الباقات والبطاقات.

وأحيانًا البندورة، وعلب الفاصوليا.

وكل أنواع العطايا التي لا يلتف حولها دخانٌ يخص التوباكو.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمانة إعلام مستقبل وطن أسيوط تحتفي بعيد الأم وكبار السن في أجواء من الحب والعطاء

نظّمت أمانة إعلام محافظة أسيوط بحزب مستقبل وطن، برئاسة لولا عطا، احتفالية خاصة تحت عنوان "فرحتنا مع أمهاتنا" بدار بلال بن رباح لرعاية كبار السن، وذلك احتفالًا بعيد الأم، وتهنئة المقيمين بمناسبتي عيد الفطر المبارك وليلة القدر.

أقيمت الفعالية بإشراف الأمناء المساعدين مصطفى صديق، ومحمود فوزي، وهشام عسقلاني، وأسامة صديق، وبحضور عدد من قيادات الحزب بالمحافظة، منهم الدكتورة هبة الله راشد، أمين المرأة، وعبد الناصر بكر، أمين العمال، وسيد الشريف، أمين مساعد التعليم، وأحمد عبد المعز، أمين مساعد العلاقات الحكومية، إلى جانب أعضاء هيئة المكتب بأمانة الإعلام.

تميز الحفل بأجواء مليئة بالفرحة، حيث تم توزيع هدايا تذكارية على الأمهات المقيمات في الدار، تكريمًا لدورهن في المجتمع. كما شهدت الفعالية لحظات مؤثرة أثناء تقطيع تورتة الاحتفال وسط أجواء من السعادة والتفاعل بين الحضور.

وأعربت لولا عطا، أمينة الإعلام بالمحافظة، عن اعتزازها بالمشاركة في هذه المناسبة المميزة، مؤكدة أن هذه المبادرة تأتي في إطار التزام الحزب بدعم الأمهات وكبار السن وتعزيز التواصل مع أفراد المجتمع.

واختتمت الفعالية وسط أجواء من الامتنان والفرح، حيث عبرت الأمهات عن سعادتهن بهذه اللفتة الكريمة، مقدمات الشكر لكل القائمين على الاحتفال.

مقالات مشابهة

  • شكرا على كل الحب والدعم.. زينة تحتفل بتصدر العتاولة الأعلى مشاهدة في رمضان 2025
  • أمانة إعلام مستقبل وطن أسيوط تحتفي بعيد الأم وكبار السن في أجواء من الحب والعطاء
  • الشيف تيودور فالسر يجلب فن الطهي الفاخر إلى أنانتارا الجبل الأخضر
  • طرح فيلم 6 أيام علي هذه المنصة
  • برج الثور.. حظك اليوم الخميس 27 مارس 2025: استثمارات ذكية