محافظة الداخلية.. وجهة سياحية مثالية لقضاء إجازة عيد الفطر
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
نزوى- الرؤية
تُعد محافظة الداخلية إحدى الوجهات المثالية لقضاء إجازة عيد الفطر السعيد بفضل تنوعها الجغرافي الغني بالمواقع التاريخية والسياحية المختلفة، حيث تزخر المحافظة بالعديد من المعالم الطبيعية والتاريخية والثقافية والتي بدورها تجعل المحافظة وجهة سياحية مُفضلة للزوار من داخل وخارج سلطنة عُمان.
وتضم المحافظة العديد من الخيارات، فهناك عدد من القلاع والحصون الشهيرة الضاربة في عمق التاريخ كقلعة نزوى وقلعة بهلاء وحصن جبرين وحصن سمائل وقرية السوجرة السياحية بالإضافة إلى عدد من الأفلاج مثل فلج دارس وفلج الخطمين وفلج الملكي التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي، إلى جانب مجموعة من الأسواق القديمة كسوق نزوى وسوق بهلاء وسوف فنجا والقرى والحارات القديمة.
كما أن النزل السياحية الموجودة في مواقع مختلفة من ولايات المحافظة تجعل السائح يعيش تجربة استثنائية تمكنه من قضاء وقتا ممتعا يتعرف خلاله على أصالة الحضارة العُمانية العريقة من خلال هذه النزل.
وأوضحت الإحصائيات الأخيرة الصادرة من وزارة التراث والسياحة أن عدد زوار المعالم التراثية والسياحية في محافظة الداخلية تجاوز 415 ألف زائر خلال 2024م مقارنة بالعام 2023 الذي تجاوز 312 ألف زائر بنسبة ارتفاع بلغت 32.94 بالمائة.
ويعود ارتفاع عدد السياح في القطاعين التراثي والسياحي في المحافظة إلى تفعيل دور الحارات التراثية والسياحية بشكل أكبر مثل حارة العقر بولاية نزوى وحارة العين بولاية إزكي، بالإضافة إلى الحركة النشطة في الجبل الأخضر والجبل الشرقي ومسفاة العبريين بولاية الحمراء.
وأوضحت الوزارة أن عدد المنشآت الفندقية في محافظة الداخلية بنهاية العام 2024م وصل إلى 158 منشأة تتمثل في فنادق ومخيمات وشقق فندقية واستراحات وبيوت ضيافة ونزل تراثية ونزل خضراء، حيث توفر نحو 2636 غرفة متنوعة، كما أن تنوع المشاريع السياحية في المحافظة بما فيها المنشآت الفندقية بمختلف فئاتها وأسعارها التنافسية عامل مهم ومساهم في جذب الزوار من شرائح متعددة.
ومن أهم المنتجات التي أصبحت ذات جذب سياحي في محافظة الداخلية هي سياحة المغامرات، ومعايشة المواسم الزراعية المحلية كموسم الرمان والورد والخوخ وغيرها من المواسم التي يتميز بها الجبل الأخضر والتجوال في الحارات المطورة ذات الطابع التراثي الجاذب للسياح للتعرف على الثقافة العمانية ومشاهدة صناعة الحرف العمانية كالفخار والفضيات.
وتحتضن المحافظة العديد من المفردات الطبيعية والجيولوجية المتمثلة في الجبال الشاهقة كالجبل الأخضر وجبل شمس اللذان يعتبران أحد أهم المزارات السياحية بالمحافظة نظرا لمناخهما المتميز، والأشجار النادرة الموجودة بهما وعلوهما الشاهق.
وتشتهر محافظة الداخلية بالعديد من الأودية مثل وادي تنوف الذي يقع بمنطقة تنوف التابعة لولاية نزوى، ووادي فنجا بولاية بدبد ووادي المعيدن ببركة الموز بولاية نزوى، ووادي حلفين الذي يمتد من ولاية ازكي وحتى ولاية أدم، وقرية مسفاة العبريين في ولاية الحمراء، وجميعها تتميز بجمال الطبيعة الخلابة التي تضم في جنباتها الأشجار الوارفة والمياه المتدفقة وواحات النخيل وتحفها الجبال الجميلة الشاهقة مما يزيدها جمالا وروعة ويجعلها أماكن مفضلة للاستمتاع بجمال الطبيعة.
وإلى جانب ذلك، تشتهر المحافظة بالعديد من الكهوف وهي من ضمن المفردات التي تساهم في جذب السياح للاستمتاع بها ومن هذه الكهوف كهف الهوتة الذي يقع تحت سفح الجبل الأخضر في الجانب الغربي للمنحدر الجبلي وعلى الطرف الآخر من ولاية الحمراء. وأشارت الاحصائيات الصادرة من وزارة التراث والسياحة مؤخرا أن عدد زوار كهف الهوته خلال العام الماضي بلغ 39 ألفًا و981 زائرًا.
ويعتبر سوق نزوى التقليدي وجهة مثالية للسياح وزوار المحافظة للتسوق والتعرف على الصناعات العمانية القديمة الذي اشتهر بصناعاته الحرفية المزدهرة كما أن يوجد بالمحافظة العديد من الأفلاج والتي منها فلج دارس وفلج الخطمين وهما من الوجهات الجاذبة لزوار المحافظة.
كما يمكن لزوار ولاية الجبل الأخضر خلال هذه الفترة لاعتدال الأجواء فيها الاستمتاع بالأنشطة المختلفة مثل المشي في الأودية وزيارة الكهوف وممارسة رياضة تسلق الجبال، في حين يشكل موسم الورد في ولاية الجبل الأخضر خلال هذه الفترة أحد أهم المواسم السياحية في محافظة الداخلية التي تجمع بين النشاط الاقتصادي وما يشهده الورد من الصناعات والإرث الذي حافظ عليه الأهالي على مدار الأعوام.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جامعة نزوى تنظم معرضًا لمخطوطات نادرة
نزوى- الرؤية
افتُتِح في جامعة نزوى اليوم الأربعاء معرض "ثقافة المخطوطات من نزوى إلى غوتا: مقاربات بين الماضي والحاضر"، والذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع مكتبة غوتا البحثية التابعة لجامعة إرفورت الألمانية، ويستمر لمدة ٥ أيام بمشاركة مجموعة من الباحثين والمهتمين والمؤرخين والأكاديميين من داخل سلطنة عمان وخارجها.
رعى حفل الافتتاح معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري، وزير الأوقاف والشؤون الدينية، بقاعة الحزم، بحضور الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، وسعادة السفير ديرك لولكه، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى سلطنة عمان، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الدولة، والكادر الإداري والأكاديمي بالجامعة.
وكانت فعاليات المعرض، والذي يُعد الأول للمخطوطات الشرقية يتم تنظيمه من قبل مكتبة غوتا في العالم العربي، قد بدأت في ٢٧ من شهر أبريل، بمجموعة من الندوات والحلقات النقاشية المتخصصة التي تناولت أحدث الممارسات في مجال الرقمنة وصيانة المخطوطات، والابتكارات الحديثة في الوصول إلى المحتوى المعرفي والتاريخي.
وأكد الدكتور سعود بن سعيد الحديدي، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة نزوى، بقوله: استضافة جامعة نزوى لهذا الحدث المتميز تمثل تجسيدًا حقيقيًا للعمق التاريخي والمعرفي للمخطوطات العربية، التي تُعد وعاءً للمعرفة وحافظة لذاكرة الأمة، وفي الآن نفسه يبرز التعاون الأكاديمي البنّاء بين الشرق والغرب. وإن جامعة نزوى تؤكد من خلال هذه الفعالية التزامها العميق في تعزيز البحث العلمي، ودعم الحوار الثقافي، والانفتاح على تجارب المؤسسات العلمية العالمية الرائدة.
وأضاف الحديدي في كلمته: نحتفل اليوم معكم بهذا الحدث الذي يعكس رؤية الجامعة في نشر المعرفة وتعزيز حضارة المخطوطات العربية في فضاءات العلم الحديثة، وبما يتماشى مع رؤية عمان 2040، التي يُبذل فيها كل ما هو متاح لتحقيق أهدافها المرسومة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه.
من جانبه، أشار الدكتور خير الدين محمد عبدالحميد، رئيس شعبة اللغة الألمانية بجامعة نزوى، المشرف على تنظيم المعرض، إلى أن اللجنة العلمية حرصت منذ البداية على انتقاءٍ دقيق لهذه الكنوز الخطّية، انطلاقًا من تعاوننا الوثيق مع الزملاء في إرفورت، ليكون المعرضُ نافذةً تُطلّ على ثراءِ تراثنا العربي الإسلامي المحفوظ في جامعات الغرب، وتُبرزُ القيمةَ المعرفيةَ والفنيةَ للمخطوطات التي نعتزُّ بها.
وقال: نؤمن بأن التراث لا يكتفي بالعرضِ فحسب، فقد أرفقنا بالمعرضِ سلسلةً من ورش العمل، والمحاضرات، وحلقات النقاش التي تناولت موضوعاتٍ ذات صلةٍ وثيقةٍ بالمخطوطات، من أساليب الحفظ والعناية إلى مناهج البحث العلمي الحديث.
ونظمت اللجنة العلمية في هذا السياق محاضرةً تناولت نشأةَ مجموعة المخطوطات الشرقية في مكتبة غوتا. كما نُظمت ندوةٌ تحت عنوان «المخطوطات في العصر الرقمي: من الرقمنة إلى الربط العالمي»، وقدّم مشروع «قلموص» عرضًا تفصيليًّا لبناء قاعدة بيانات متكاملة للمخطوطات، فيما عرض مشروع «بيبليوتيكا أرابيكا» رؤيته للفهارس الموحدة والفهرسة الرقمية المتقدمة. كما نظمت اللجنة العلمية حلقة نقاشٍ معمّقة حول آليات دمج المخطوطات العُمانية في هذا المشروع الرائد، سعيًا إلى توسيع نطاق الاستفادة من تراثنا المحلي في المنظومة العالمية.
كما ألقت الدكتورة هندريكه كاريوس، نائبة مديرة مكتبة غوتا البحثية، ورئيسة قسم الاستخدام والمكتبة الرقمية، كلمةً أكدت فيها على أهمية معرض نزوى للمخطوطات العربية .. مقاربات بين الماضي والحاضر، وما يتضمنه المعرض من مخطوطات نادرة، اعتبرته أول معرض تقوم به مكتبة غوتا في العالم العربي، مثمنةً الجهود التي قامت بها اللجنة التحضيرية والفنية لتنظيم هذا الحدث النوعي والمميز في جامعة نزوى.
تخلل الحفل مجموعة من الكلمات، والعروض التي أبرزت مكانة المخطوطات العربية، وما تمتاز به المخطوطات العُمانية من إرثٍ ومكانة تاريخية.
بعدها، قام راعي الحفل بافتتاح المعرض، حيث اطّلع على أهم المخطوطات المعروضة، والتي يعود بعضها إلى أكثر من 1200 عام، وما يحظى به المعرض من مشاركة نخبة من المختصين والمهتمين الذين ساهموا في إثراء هذا الحدث بعلمهم وجهدهم.