هل تعاني إدارة ترامب من الانقسام تجاه إيران؟
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
يلوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دوماً باستخدام القوة كوسيلة لتحقيق أهدافه في المفاوضات. لكن مع إيران، يرى بعض المراقبين أن الأمر ليس استراتيجية بقدر ما هو رسائل متضاربة، في ظل جدل حقيقي حول طريقة تعامل الرئيس الأمريكي مع عدو الولايات المتحدة منذ نصف قرن.
كارثة وشيكةوفي غضون أيام، مدّ ترامب اليد إلى إيران وقصف في الوقت ذاته حلفاءها في اليمن.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، يكثف ترامب الضغوط على طهران بضرب ميليشيا الحوثيين في اليمن، والمدعومين من إيران.
وهدد بتحميل إيران المسؤولية المباشرة عن الهجمات الجديدة التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل قبالة اليمن، منذ بدء الحرب بين الدولة العبرية وحماس في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عقب تنفيذ حركة حماس هجومها.
وقال سينا توسي، من مركز السياسة الدولية إن الضربات الأمريكية في اليمن،: "تتوافق مع استراتيجيتها: زيادة التوتر، وإحداث شعور بكارثة وشيكة، ومن ثم محاولة فرض حل في سياق سياسة الضغوط القصوى على طهران".
وبموازاة ذلك، فرض ترامب العديد من العقوبات على إيران، خصوصاً على قطاع النفط. لكن ترامب أعلن أيضا في السابع من مارس (أذار) أنه وجّه رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي تقترح إجراء مفاوضات، وتحذر من تحرّك عسكري محتمل، في حال رفضت إيران.
في رسالته إلى المرشد..أكسيوس: ترامب أمهل خامنئي شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي - موقع 24قال موقع "أكسيوس" إن رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، تضمنت مهلة بشهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
إدارة ترامب منقسمة؟بيد أن ثمة تضارباً في التصريحات في واشنطن، وهي علامة محتملة على وجود انقسامات داخل إدارة ترامب.
وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه: "يبدو أن هناك الكثير من التناقضات داخل إدارة ترامب بشأن إيران، وعاجلاً أم آجلاً، ستظهر إلى العلن".
ويقول المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن هدف ترامب هو تجنب صراع عسكري من خلال إقامة علاقة ثقة مع إيران، مشددا على أن الرسالة ليست بمثابة تهديد. لكنّ آخرين، مثل مستشار الأمن القومي مايك والتز، يصرون على "التفكيك الكامل" لبرنامج إيران النووي.
وقال لمحطة "سي بي إس" الأحد الماضي "كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وحان الوقت لكي تتخلى إيران تماماً عن رغبتها في امتلاك سلاح نووي".
ومن جانبه قال علي واعظ من مجموعة الأزمات الدولية،:"عموماً، هناك الرئيس نفسه وويتكوف، لكن لا أظن أن في الإدارة أي شخص آخر يشاركهما هدف التوصل إلى اتفاق متبادل المنفعة" مع إيران.
وتأتي اليد الممدودة إلى إيران في وقت تبدو طهران في وضع ضعف، بعدما منيت بانتكاسات عدة في المنطقة منذ هجوم حماس على إسرائيل، خصوصاً في سوريا بعد سقوط بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول)، وفي لبنان حيث أُضعف حزب الله كثيراً لا سيما بعدما قضت إسرائيل على الكثير من قادته وعلى رأسهم أمينه العام حسن نصرالله.
ورداً على واشنطن، أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الإثنين الماضي، إلى أن "الطريق مفتوح لإجراء مفاوضات غير مباشرة"، رافضا احتمال إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن "ما لم يتغير موقف الطرف الآخر تجاه إيران".
والجمعة، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن الأمريكيين "لن يصلوا الى نتيجة أبداً" عبر تهديد إيران.
وخلال ولاية دونالد ترامب الأولى، انسحبت الولايات المتحدة أحادياً في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، وأعادت فرض عقوبات على إيران. وينص الاتفاق على رفع عدد من العقوبات عن إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وبعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، تراجعت إيران عن التزاماتها تدريجاً. ومطلع ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت طهران أنها بدأت تغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو "ما من شأنه على المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60%"، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وببلوغها عتبة تخصيب عند مستوى 60%، تقترب إيران من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.
ويثير البرنامج النووي الإيراني مخاوف لدى الدول الغربية التي يتهم بعضها طهران بالسعي الى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية على الدوام.
وقال أليكس فاتانكا من معهد الشرق الأوسط: "أظن أن الرئيس ترامب مصمم على التوصل إلى اتفاق مع إيران. لكن لا أظن أنه قرر بالضرورة الشكل الذي سيكون عليه هذا الاتفاق".
⚡️BREAKING
US intelligence chief Tulsi Gabbard says "Iran is not building a nuclear weapon and Supreme Leader Khamenei has not activated the nuclear weapons program"
This means that Trump is receiving factual intelligence and not fabricated Iraq WMD-type intell pic.twitter.com/BL6CXaJMwq
وأضاف "إذا تصرفت إيران بذكاء، ستستغل هذه الفرصة وتقول: حسناً، هذا رئيس أمريكي لا يبدو منخرطاً بشكل كبير في هذه المسألة. هو فقط يريد أن يكون قادراً على القول إنه أبرم اتفاقاً أفضل من ذاك الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما في 2015".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب إيران الأمريكية سلاح نووي ترامب إيران أمريكا النووي الإيراني إيران وإسرائيل اتفاق غزة غزة وإسرائيل إدارة ترامب إلى اتفاق مع إیران
إقرأ أيضاً:
عراقجي: أرسلنا رد إيران على رسالة ترامب عبر سلطنة عمان
بغداد اليوم - متابعة
أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الخميس (27 آذار 2025)، أن طهران بعثت رسميًا بردها على رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر سلطنة عمان، أمس الأربعاء.
وأوضح عراقجي أن الرد الإيراني يتضمن رسالة رسمية تشرح بالتفصيل موقف طهران من الوضع الحالي، إضافة إلى توضيح النقاط المتعلقة برسالة ترامب، وتم إبلاغ الطرف الأمريكي بها عبر القنوات الدبلوماسية العمانية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن سياسة بلاده لا تزال قائمة على رفض التفاوض المباشر في ظل سياسة "الضغط الأقصى" والتهديدات العسكرية الأمريكية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المفاوضات غير المباشرة يمكن أن تستمر كما كان الحال في الحكومات السابقة، سواء خلال فترة الرئيس حسن روحاني أو في عهد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد رأى في تصريحات سابقة أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يحل مشاكل إيران اقتصادية بل سيزيد من العقوبات.
وفي وقت سابق، أعلن كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أن طهران لم تغلق جميع الأبواب أمام حل الخلافات مع الولايات المتحدة، مؤكداً استعدادها لإجراء "مفاوضات غير مباشرة" مع واشنطن.
وكان ترامب قد صرح في 7 مارس بأنه بعث برسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، مقترحاً التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن رفض طهران قد يقود إلى تحرك عسكري، وهو تهديد أيده مسؤولون إسرائيليون.
من جانبه، وصف خامنئي رسالة ترامب بأنها "خدعة"، بينما أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أن أي مفاوضات غير ممكنة ما لم تغير واشنطن سياستها في ممارسة "الضغط الأقصى" على طهران.
المصدر: وكالات