عربي21:
2025-04-23@20:59:36 GMT

هيرست: حلم ويتكوف وترامب في غزة ينقصه شيء واحد فقط

تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT

هيرست: حلم ويتكوف وترامب في غزة ينقصه شيء واحد فقط

قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي"، إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشأن غزة، ينقصها شيء واحد فقط، وهو الفلسطينيين.

هيرست وفي مقال بموقع "ميدل إيست آي"، قال إن "كل محاولة في تاريخ هذا الصراع لإعلان السلام بدون تحقيق العدالة للفلسطينيين لم ينجم عنه سوى تسعير الحرب".



وتاليا الترجمة الكاملة للمقال:
ستيف ويتكوف ليس مبعوثاً عادياً للشرق الأوسط. ليس له المصير الشنيع الذي انتهى إليه أسلافه مثل طوني بلير وبريت ماكغيرك.

يقول ويتكوف إنه مبارك، وأنه مكلف برسالة، إن لم يكن من الله، فإذن من ثاني أفضل شيء – والذي هو رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.

ويتكوف يعبد الرجل حقاً. فقد قال ويتكوف وهو يتحدث مع تاكر كارلسون في مقابلة جديدة: "لقد جاء إلى 101 بارك أفنيو، حيث كنت أعمل محامياً. كان لديه أسلوب في الاختيال. كنت أراه يدخل، وكنت أقول: يا الله أريد أن أكون هو، لا أريد أن أكون المحامي، لا أريد أن أكون كاتب عدل. أريد أن أكون هذا الرجل. نعم، يمكنني تذكر أنني قلت ذلك. لقد كان بالنسبة لي مثل مايكل جوردان".

المتكهنون من أمثال ويتكوف لا يتحدثون في العادة مع الناس العاديين، وإذا ما فعلوا فإنما يكون ذلك بالألغاز. إن آخر ما تتوقعه من شخص يسعى حالياً لترتيب وقف لإطلاق النار في غزة هو أن يبوح بكل شيء لمذيع برنامج محافظ مدته تسعون دقيقة.

ولكن ذلك بالضبط هو ما فعله ويتكوف. لقد كشف عن كل فكرة مستقرة في دماغه. سال لعاب كارلسون لذلك. أما بالنسبة لنا، فقد كانت الصورة التي رسمها ويتكوف مذهلة للغاية.

لن تجد معلماً يحترم نفسه يمكن أن يسمح لولد في الصف التاسع بأن يفلت بما يبدو أن ويتكوف لا يعرفه عن أقدم الصراعات الإقليمية في العالم.

ففي الصورة التي عرضها ويتكوف لا وجود لادعاء فلسطيني بامتلاك الأرض ولا وجود لحقوق وطنية فلسطينية. ولا وجود لمستوطنين يقومون بطرد الفلسطينيين من بيوتهم في الضفة الغربية المحتلة. ولم يتم للتو الإعلان عن 13 مستوطنة هناك. كما لا يوجد فلسطينيون في إسرائيل. كل شيء يتعلق بحماس وغزة.

والمشكلة في غزة لا تتعلق بسؤال أين ينبغي أن يوضع سكانها الذين يبلغ تعدادهم المليونين. معلوماتنا عن كل ذلك خاطئة. يمكن الدفع بهم إلى أي مكان: إلى أرض الصومال، إلى دول البلقان، إلى أي مكان.

وإنما يتعلق الأمر بسؤال أين ينبغي أن توضع ناطحات سحاب ترامب.

مبعوث امبراطوري
قال ويتكوف مخاطباً كارلسون، كما لو كان يكشف له عن سر: "إن غزة مليئة بالأنفاق حتى غدت أشبه بالجبنة السويسرية تحت الأرض. ثم يتم ضربهم بقنابل مضادة للتحصينات الخرسانية. إذن لا وجود هناك للصخر في أي مكان. لا يوجد مكان تقيم فيه الأساسات إذا أردت أن تنشئ مبانٍ .... لو كانت لدينا مبانٍ في مثل هذه الأحوال في نيويورك، لأحيط المكان كله بالشريط الأصفر ولما سمح لأحد بالدخول".

أتصور ذلك، ولكن لو أن سكان نيويورك تعرضوا للحصار سبعة عشر عاماً، وتم تدمير 80 بالمائة من مساكنها بالمسيرات التي تستخدم مانهاتن ميداناً للرماية، لتصورت أن أهل نيويورك كانوا سيتعودون على الاختباء وراء قطع الخرسانة المكسرة، سواء ساعدهم في ذلك شريط أصفر أم لم يساعدهم.

ولكن، لنبدأ بما هو أهم: ويتكوف ليس مجرد مفاوض آخر، بل إنه مبعوث امبراطوري. يعد الامبراطور المائدة لجميع نبلائه، معلناً أنه سوف يحصل على "السلام من خلال القوة".

ليس هذا مجرد شعار. بل إنه شيء عملي. يقول ويتكوف: "فعندما يبتعثك إلى الشرق الأوسط، يشعر الناس بالرهبة قبل أن تصل إليهم".

ولكن قبل أن تتسلق إلى طائرتك من طراز غالف ستريم جي 650، عليك أن تعلم إلى أين تتجه. يخبرنا ويتكوف أن أهم ما في المفاوضات هو أن تكون موجهة نحو النتيجة المرجوة منها.

والنتيجة لا تقل عن الفردوس.

يقول ويتكوف: "يمكن أن يصبح ساحل الخليج واحداً من أرخص الفرص فيما لو حصلنا على السلام والاستقرار في أرجاء المنطقة. فيما لو حللنا إيران وتمكنت من التمويل في ذلك السوق، إن الإسرائيليين رائعون من الناحية التكنولوجية ... فهم في الذكاء الاصطناعي، وفي صناعات الروبوت، وفي سلاسل الكتل. وذلك هو موقع الإمارات العربية المتحدة اليوم، وذلك هو موقع السعودية اليوم، وذلك هو موقع قطر اليوم".

ويضيف: "هل بإمكانك أن تتصور جميع هذه البلدان وهي تعمل في تعاون وتضافر فيما بينها وتخلق ذلك النمط من السوق؟ يمكن أن يكون ذلك أكبر من أوروبا. أوروبا مختلة ومعطلة اليوم. تصور لو أنهم صاروا شغالين كما يجب، وغدا الجميع هناك حاذقين في التجارة والأعمال. يمكن أن يكون ذلك مذهلاً".

بالنسبة لويتكوف، الأمر كله يتعلق بالأعمال والتجارة، ولا يبدو أن ثمة مكان داخل دماغه للكرامة، للحقوق الوطنية الفلسطينية، لإنهاء الاحتلال، أو للسعي لتحقيق المساواة.

إذن انتهت أوروبا، ومعها يكون قد انتهى المشروع الجمهوري لجعل أوروبا الجديدة شريكاً طبيعياً. وغدت إعادة بناء أوروبا الشرقية لتصبح جنة الليبرالية الجديدة دمية أخرى يمكن أن تستغني عنها أمريكا ترامب. وبذلك تصبح بولندا ودول البلطيق من أحاديث الأمس.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بالغ الذكاء"، حتى وإن لم يتمكن ويتكوف من تذكر أسماء المناطق الأوكرانية التي استولت عليها روسيا.

ولكن 20 بالمائة من أوكرانيا مجرد تفاصيل. بمجرد أن تعرف إلى أين تريد أن تصل، وذلك في الأساس صفقة تجارية عالمية بين الطغاة الذين يفكرون مثل بعضهم البعض، فإن مهمتك التالية هي "عرض الوقائع".


الاصطدام بالحقيقة
إن "الوقائع" في الشرق الأوسط بسيطة. كانت تجربة روحانية بالنسبة لويتكوف أن يحضر مظاهرة في ميدان الرهائن. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبير مساعديه، رون ديرمر، في "غاية الحماس".
ما كان للولايات المتحدة أن تكون بتلك الدرجة من الفاعلية التي هي عليها الآن لولا حقيقة أن حزب الله والآن حماس تم قطع رؤوسهم، ولولا أن محور المقاومة "تم القضاء عليه إلى حد كبير". ولا يمكن السماح لحماس بالبقاء في غزة، وإذا كان لابد من أن تبقى، فلا مفر من نزع سلاحها.

وبالمناسبة، أسلحة إيران النووية هي التي عليها الدور، فلا يمكن لترامب أن يتسامح مع وجود "كوريا الشمالية" في الخليج.

تلك هي الصورة التي تحصل عليها. قد تكون هزلية، معارضة ذاتية لولا أن غزة تم تفتيتها بالقنابل التي زود بها ترامب إسرائيل، كما راح ويتكوف وكارلسون يتجملان ويعربان عن إعجاب كل منهما بالآخر.

أحياناً يصطدم ويتكوف بالحقيقة أثناء تسكعه في دهاليز لا-لا لاند. ومن ذلك قوله مندفعاً إن مصر باتت في غاية الضعف، وأنها هي مفلسة، وأن البطالة في وسط الشباب غدت مشكلة كبيرة.

"كل الخير" الذي نجم عن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في لبنان، والتي فاز بها رئيس الجيش جوزيف عون بعد تمكن إسرائيل من قتل زعيم حزب الله حسن نصر الله وزعيم حماس يحيى السنوار، "يمكن أن ينقلب إلى الضد فيما لو خسرنا مصر"، كما قال ويتكوف.

كان ينبغي على ويتكوف أن يسأل نفسه لماذا باتت مصر ضعيفة، بعد كل المليارات التي ضختها فيها المملكة العربية السعودية ودول الخليج منذ الانقلاب العسكري قبل 12 سنة. وما ذلك إلا بسبب ما فعله بها عبد الفتاح السيسي، الدكتاتور المفضل لدى ترامب.

ولا ذكر لمن دمروا غزة التي بلغ الخراب فيها أنها تحتاج إلى ما بين 15 إلى 20 سنة حتى يعاد إعمارها، ومع ذلك لا يأتي ويتكوف على ذكر أولئك الذين دمروها. يعلن ويتكوف أن الفلسطينيين في غزة يحتاجون إلى نظام تعليمي. وما الذي كانت تفعله وكالة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة طوال ذلك الوقت والتي نالها من التشويه ما نالها؟ وهي التي بفضل نظامها التعليمي، تحظى غزة بأعلى معدلات محو الأمية في العالم.

يتساءل ويتكوف: تخيل ما الذي سيكون عليه حال غزة فيما لو أصبحت مركزاً للذكاء الاصطناعي، والذي يتحمل المسؤولية عن أفظع إبادة يتعرض لها المدنيون الأبرياء من أطباء ومسعفين وصحفيين وأكاديميين ومعلمين في تاريخ هذا الصراع.


سراب اقتصادي
تخلص من إغراء ما يبدو جديداً، ولسوف تجد أن كل ما يفعله ويتكوف هو تكرار صيغة قديمة جداً. عد بالذاكرة إلى اتفاقيات أوسلو، وستجد أن نفس الكلام الفارغ كان قد قيل عن المعجزة الاقتصادية الوشيكة.

لقد وُعد الفلسطينيون سكة الحديدية، وقناة من وادي الأردن إلى البحر الأحمر، وواحة داخل الضفة الغربية، فقط فيما لو وضعوا أسلحتهم وعملوا مع إسرائيل. بل ووعد بلير جنين بإقامة مدينة صناعية كبرى فيها. إلا أن شيئاً من ذلك لم يتحقق.

لا يحفز ويتكوف وترامب البحث عن حياة أفضل للفلسطينيين. كل ما هنالك هو أنهم يريدون إقامة شرق أوسط تهيمن فيه إسرائيل وتموله دول الخليج.

كلاهما يتوهمان أن كل الأمور كانت تجرى على خير ما يرام مع اتفاقيات أبراهام حتى السابع من أكتوبر 2023، وكأنما هجوم حماس، المصنفة جماعة إرهابية في بريطانيا وفي بلدان أخرى، كانت شذوذاً بلا سبب. والحقيقة هي أن محاولات تجاوز القضية الوطنية الفلسطينية في تلك الاتفاقيات كان أحد الأسباب الرئيسية للهجوم.

عندما تسد جميع الطرق نحو الحوار، تصبح المقاومة المسلحة البديل الوحيد. تلك هي واحدة من حقائق هذا الصراع التي كان يحسن بويتكوف التدبر فيها.

قال ويتكوف إن غزة كانت العقبة الوحيدة ولم يذكر الضفة الغربية على الإطلاق. ولكن فيما لو استمرت العملية الإسرائيلية في الضفة الغربية، فلن يتمكن زعيم عربي واحد من إقرار اتفاقيات أبراهام.

احتاج ويتكوف إلى الوقوف في ميدان الرهائن حتى يشعر بالروحانية. وأنا أنصحه قبل أن يتخذ خطوته التالية بأن يستمع إلى ما يشير به زعماء روحانيون آخرون على المسلمين طالبين منهم أن يفعلوه.

ينبغي عليه أن يأخذ بالحسبان ما قاله إمام المسجد الحرام في مكة عبد الرحمن السديس في الصلاة يوم الخميس من الأسبوع الماضي: "يا إلهي عليك بالمحتلين الصهاينة الظالمين، يا إلهي انتقم منهم فإنهم لا يعجزونك".

مثل هذه الكلمات تعبر عن السخط الذي يغلي في كل قلب عربي. إذا كان ويتكوف يظن أن تهدئة، أو بالأحرى كتم، الناس في غزة من شأنه أن يطفئ جذوة هذه الكراهية في قلوب العرب، فإنه يعيش في الأحلام.

نثر البذور
في كل مرة تتعرض فيها الشعوب العربية للضرب، فإنها تعود من جديد. كانت حرب 1948 وإقامة دولة إسرائيل ضربة كبيرة. ولكن بعد أربع سنين فقط أطاحت مصر بالملك وأقامت الجمهورية. وفي عام 1977 توجه رئيس مصر حينذاك أنور السادات إلى القدس ليفتح صفحة جديدة، ثم لقي حتفه بعد أربع سنين فقط. ثم أطيح بخلفه حسني مبارك فقط بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على غزة في 2008/2009.

وهذا هو ما خطر ببال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حينما حذر الأمريكيين من أنه وإن كان هو شخصياً لا مانع لديه من التطبيع مع إسرائيل، إلا أن شعبه لن يرضى بذلك.

كل محاولة في تاريخ هذا الصراع لإعلان السلام بدون تحقيق تسوية عادلة للشعب الفلسطيني كانت محطة لنثر بذور فصل آخر من الصراع.

ما يزرعه نتنياهو وترامب اليوم هو احتدام حريق أوسع نطاقاً من كل شيء شهدته المنطقة حتى الآن. كل ما يفعلونه وكل ما يقولونه يضعف من قدرة الطغاة الذين عليهم تعتمد إسرائيل والولايات المتحدة.

لا يرى ترامب في دول الخليج سوى أبقاراً حلوباً. أعلنت المملكة العربية السعودية أنها سوف تستثمر تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي، وأعلنت الإمارات أنها سوف تستثمر 1.4 تريليون دولار، ويجري الآن التنمر على الكويت حتى تعلن عن مخصصاتها. لا أحد، سوى إسرائيل، يحصل على إعفاء.

بالنسبة للشعوب العربية، يحمل ذلك رسالة مدمرة. تتساءل هذه الشعوب، كيف يبدي أمراؤنا الأثرياء رغبة في إنفاق 2 تريليون دولار على الولايات المتحدة بينما لا يقدرون على إدخال قارورة مياه إلى غزة؟ إما أن يكون حكامهم عاجزين أو متواطئين، أو كلا الأمرين معاً.

إن الهدوء الذي يسعى لإنشائه ويتكوف أبعد ما يكون عن الاستقرار. مثل تلك القنابل المخترقة للتحصينات الخرسانية، والتي تستخدمها إسرائيل لتخريم غزة، يقوض ترامب كل ما يمكن أن يكون قد بقي من شرعية لدى أي من الأنظمة العربية التي تتملقه هو ونتنياهو.

من هذا الجانب أتفق مع ويتكوف في تقييمه لرئيسه. فعلاً، ترامب ثوري بكل ما تعنيه الكلمة. إلا أن هذه الثورة لن تحقق له ما يرجوه منها.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب غزة الفلسطينيين الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة أرید أن أکون هذا الصراع قال ویتکوف ویتکوف أن أن یکون یمکن أن فیما لو لا وجود إلى أی فی غزة

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن عصابة تران دي أراغوا التي يهاجمها ترامب بشراسة؟

في المناظرة الرئاسية الوحيدة بينهما في 10 سبتمبر/أيلول 2024، أثارت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس جدلا حول ما أسمته بقانون تنظيم الحدود وتحجيم الهجرة غير النظامية. حينها، ادعت هاريس أن خصمها دونالد ترامب طلب من الجمهوريين معارضة تمريره في الكونغرس، وعندما سأل المحاور ترامب عن السبب لم يجب عن سؤاله، وركز كالمعتاد على تصعيد الهجوم نحو خصمه.

تحدث ترامب بنبرة غاضبة قائلا: "لقد ضاع بلدنا، نحن أمة فاشلة، وقد أصبحنا هكذا منذ 3 أعوام ونصف (مدة ولاية جو بايدن حتى ذلك الحين)، لقد سمحوا للملايين من الناس بالقدوم لهذا البلد".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تفعلها إيران وتفكك النووي والصواريخ وشبكة الحلفاء لتفادي الحرب؟list 2 of 2الصليبي الأخير.. وزير الدفاع الأميركي الذي يكره جيشهend of list

لكن ترامب في تلك الليلة قد شعر بأن سردية المهاجرين الذين يسكنون في المناطق العشوائية ويتاجرون بالمخدرات ويمتلكون الأسلحة دون امتلاك أوراق ثبوتية باتت قديمة ومنخفضة السقف،  فقدم طرحا جديدا لجمهوره قائلا: "في بلدات مثل أورورا وسبرينغفيلد، يأكل المهاجرون الحيوانات الأليفة المملوكة للسكان"، لينهي إجابته على السؤال بالقول: "إن أصبحت هاريس رئيسة للولايات المتحدة فسينتهي بنا المطاف مثل فنزويلا".

لاحقا، بعد تولي ترامب الرئاسة، تبين أن ذكره لأورورا والمهاجرين هناك والخوف من أن تتحول أميركا إلى فنزويلا كان تهيئة كلامية لحرب سوف يشنها فور وصوله إلى البيت الأبيض على عصابة فنزويلية تدعى "تران دي أراغوا (Tren de Aragua)"، وتعني بالإسبانية "قطار أراغوا". فما قصة تلك العصابة؟ وهل كان ترامب محقا في ادعاءاته خلال مناظرته مع هاريس؟

حراس سجن سلفادوريون يرافقون أعضاءً يُزعم انتسابهم لعصابة ترين دي أراغوا الفنزويلية وعصابة إم إس-13، رحّلتهم الحكومة الأمريكية مؤخرًا إلى السلفادور، وقد التُقطت الصورة يوم 12 أبريل/نيسان 2025. (رويترز) "تران دي أراغوا".. عصابة السجن الفاخر

تأسست عصابة "تران دي أراغوا" في مطلع الألفية الحالية في سجن غير معروف في مدينة أراغوا شمال وسط فنزويلا على يد شخص يدعى "نينيو غيريرو (Niño Guerrero)"، تصفه وسائل الإعلام بمدير "السجن الفاخر" بسبب نجاحه في تنمية أعمال العصابة داخل السجن حتى أصبح يدير "حديقة حيوانات وناديا ليليا وبنكا".

إعلان

وُلد نينيو عام 1983 في مدينة أراغوا، وكل ما يعرف عنه هو شروعه في مهاجمة رجال الشرطة وتجارة المخدرات على نطاق ضيق منذ عام 2000، حتى اعتقل عام 2010 بتهمة قتل رجال شرطة وتهريب المخدرات، بالتزامن مع توسع أعمال العصابة، وفق موقع "إنسايت كرايم".

ورغم نفاذ قرار سجنه، ظهر نينيو عام 2015 في أحد الأحياء الخاضعة لسيطرة العصابة وهو يخاطب الحاضرين في إحدى حفلات الحي بصفته زعيم العصابة ويعدهم بتحسين ظروفهم.

نينيو غيريرو هو مؤسس عصابة "تران دي أراغوا" (مواقع التواصل)

أُعيد اعتقال نينيو مرة أخرى عام 2018، واعترف بجرائمه أمام المحكمة ليتلقى حكما بالسجن لمدة 17 عاما، ليبدأ هناك في ترقية أعمال العصابة وتحويل السجن إلى مقر عمليات، فقد سكن هنالك في منزل فاخر من طابقين، وكانت له رفاهية استقبال من يشاء من الخارج.

وبحلول عام 2020، أصبح لدى نينيو نحو 1000 عضو يأتمرون بأمره، وامتد نفوذ العصابة في جميع أنحاء فنزويلا تقريبا، بما في ذلك مناجم الذهب في ولاية بوليفار ومعابر المخدرات على ساحل الكاريبي، إلى جانب المعابر الحدودية السرية لتهريب المهاجرين.

وفي عام 2023، حرّكت الحكومة الفنزويلية قوة ضمت نحو 11 ألف عنصر من الجيش والشرطة للقبض على نينيو داخل السجن، لكنهم فشلوا في العثور عليه، مع وجود تسريبات حول عقد صفقة بين قادة العصابة والحكومة سهلت هروبه قبل أيام من تنفيذ العملية.

ولا يزال نينيو حتى اليوم يدير أعماله من مكان مجهول، فيما تسيطر العصابة على السجن وتفرض غرامات أسبوعية وشهرية على النزلاء، كما تتحكم في أحياء من مدينة أراغوا وتفرض فيها حظر التجوال.

ترامب يدخل على الخط

في السنوات الأخيرة، تدفقت أعداد كبيرة من المهاجرين الفنزويليين إلى مدينة أورورا وما جاورها في ولاية كولورادو، وهي المدينة التي ذكرها ترامب في مناظرته مع هاريس، رغم أنها لم تُعرف من قبل بوصفها مقصدا للمهاجرين أو مكانا لتجمعهم في الولايات المتحدة.

إعلان

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن سكان المدينة قولهم إن توسع أعمال عصابة "تران دي أراغوا" تزامن مع ارتفاع أعداد المهاجرين الفنزويليين فيها منذ عام 2023 حين بلغ عددهم نحو 50 ألفا (بضع مئات منهم فقط ينتمون للعصابة، ولا يوجد انتشار لهم خارج المدينة).

وبحسب صحف أميركية، اتخذ أفراد العصابة بعض المنازل المهجورة في أحياء المدينة لإدارة عمليات سرقة السيارات وتجارة المخدرات وإقامة حفلات الغناء والجنس مقابل أسعار زهيدة، وهو ما وصفها أحد السكان بأنها "أفعال من لا يخشى شيئا".

ومع توسع نفوذ العصابة، التي بدأ أعضاؤها في جمع الضرائب من سكان الحي مقابل خدمات مثل ركن السيارة، ومع تزايد جرائم الاختطاف والقتل والتعذيب، بدأ الضوء يتسلط شيئا فشيئا على أورورا، وعلى نشاط "تران دي أراغوا" في الولايات المتحدة.

أما المفارقة التي نقلتها عدد من الصحف الأميركية، فهي أنه وكما ركز ترامب في حملته الانتخابية عام 2016 على عصابة "إم إس-13″، قرر في حملة 2024 التركيز على "تران دي أراغوا"، لتكون العصابة إحدى أهم  الأولويات في أجندته لأول 100 يوم من ولايته الرئاسية.

كما استدعى ترامب لشن حربه على "تران دي أراغوا" قانونا يعود تاريخه إلى عام 1798 ولم يُفعّل من قبلُ سوى 3 مرات في تاريخ الولايات المتحدة، يعرف باسم "قانون الأعداء الأجانب"، وهو القانون الذي يسمح للرئيس بتوقيف مواطنين لدولة في حالة حرب مع الولايات المتحدة أو ترحيلهم.

وبالفعل، رحّلت إدارة ترامب ما يقرب من 200 مهاجر بتهمة الانتماء إلى "تران دي أراغوا"، فيما تعهد بترحيل الآلاف منهم خلال الأيام القادمة، بوصفهم ينتمون لـ"واحدة من أشرس وأعنف العصابات الإرهابية على كوكب الأرض"، على حد بيان صادر عن البيت الأبيض.

أفراد من الجيش الأميركي يرافقون أعضاءً يُزعم انتسابهم لعصابة ترين دي أراغوا الفنزويلية وعصابة إم إس-13، وقد رحّلتهم الحكومة الأميركية مؤخرًا إلى "سجن مركز احتجاز الإرهابيين" (CECOT)، في مطار السلفادور الدولي في سان لويس تالبا، السلفادور، وقد التُقطت الصورة في 12 أبريل/نيسان 2025. (رويترز)

بيد أن خبراء يعتقدون أن تصنيف "تران دي أراغوا" ضمن قوائم الإرهاب يُعد أمرا غير دقيق للغاية، فهي لا تشبه في عملها عصابة "إم إس-13" ولا الحركات "الإرهابية" التقليدية. وتقول الصحفية الاستقصائية وخبيرة الجريمة المنظمة في أميركا اللاتينية "رونا ريسكيز" إن "أنشطة العصابة قد تكون مرهبة للناس من الناحية التقنية، لكن هناك فجوة كبيرة بينها وبين باقي الجماعات المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، فليس لديهم خلفية أيديولوجية، إذ كل ما يعنيهم هو المال".

إعلان

لكن، وبغض النظر عن دقة تصنيف العصابة في حد ذاتها، فإن الأثر الواقعي يتمثل في أن هذه الحملة خلقت غطاءً قانونيا يبرر ترحيل عدد أكبر من المهاجرين من الولايات المتحدة وفق قانونيين وحقوقيين. ناهيك أيضا أن بيانات الحكومة الأميركية تظهر أن عدد الجرائم التي سُجلت للمواطنين الأميركيين يفوق عدد الجرائم التي ارتكبها مهاجرون غير نظاميين.

من جانبها، أرسلت إدارة ترامب المهاجرين غير النظاميين الموقوفين الذين وصفتهم بأنهم "أسوأ السيئين" إلى سجون خارج البلاد، لكن التحريات أظهرت لاحقا أن عددا كبيرا منهم لا تربطه أي علاقة مع "تران دي أراغوا"، وأن كل ما استندت إليه إدارة الهجرة هو "تشابه الوشوم"، أو أن أصول الموقوفين تعود إلى مدينة أراغوا، في حين لا يعتمد أعضاء العصابة وشما موحدا، كما هو الحال مع العصابات الأخرى، وليس كل سكان المدينة أعضاء في العصابة.

وأورد موقع إنسايت كرايم أن سمعة "تران دي أراغوا" باتت آخذة في الانتشار بشكل أكبر مما عليه وجودها الفعلي في الولايات المتحدة.

وبالعودة إلى قصة التهام الحيوانات الأليفة في أورورا التي رواها ترامب في مناظرته، خرج عمدة المدينة الجمهوري "مايك كوفمان" للرد على ترامب بعد يوم من تناوله موضوع الجرائم في مدينته قائلا: "إن نشاط العصابات يقتصر على عدد من المجمعات السكنية في مدينة لا يتجاوز عدد سكانها 400 ألف نسمة"، مضيفا أن "المخاوف بشأن العصابات الفنزويلية مبالغ فيها".

إذن، يبدو أن قصة "تران دي أراغوا" في جانب منها تبدو أنها وسيلة لمطاردة "أعداء أميركا" وتحقيقا لوعود ترامب الانتخابية بأن يجعل أميركا "آمنة"، ومن جانب آخر فإن هذه الخطوات التي تتخذها إدارة ترامب، تستهدف الشريحة الانتخابية التي صوتت لترامب بتحقيق انتصارات ونتائج سريعة تظهر الإدارة الجديدة بمظهر الإدارة القوية التي لا تتهاون مع أي شيء خارج عن القانون.

إعلان

وعلى الرغم من عدم نفي وجود جرائم يرتكبها عدد من المهاجرين غير النظاميين، إلا أن الديمقراطيين والمعارضين لسياسات ترامب، يشككون في كون هذه الحملة الشرسة موجهة فقط لأصحاب الجرائم، إذ يرون فيها وسيلة لخلق عدو متخيل يزيد من شعبية الإدارة الأميركية الجديدة بحسب وصفهم.

أما لفهم ظروف نشأة تلك العصابات والكيفية التي أدارت علاقاتها مع الدولة من جهة، وبين أفرادها من جهة أخرى، فإننا بحاجة للعودة لجذور هذه التشكيلات.

من هناك يأتي الخطر

وقد يسهل تفسير ظهور منظمات الجريمة في القارة اللاتينية عادة بشيوع الفقر، لكن ثمة تفاوت يمكن رصده في أسباب انضمام أعضاء العصابات إليها، ما بين أسباب سياسية نابعة من الرغبة في مقاومة السلطة، أو للهروب من مشكلات عائلية، أو بسبب التعرض للابتزاز من قبل أعضاء العصابة الآخرين.

ولفهم العصابات اللاتينية الأميركية التي بدأ حضورها بالازدياد منذ نهاية الحرب الباردة في أميركا، فإنه يجب علينا أن نستوعب جذور بعض الأفكار المشكِّلة لها، فمن المهم في هذا السياق أن نفرق عند الحديث عن عصابات أميركا الجنوبية بين ما يسمى بـ "الماراس"،  وما يعرف باسم "البانديلاس".

فـ"الماراس" هي منظمات عابرة للحدود، تأسست أُولاها باسم "دياث يوتشو (dieciocho)" في ستينات القرن الماضي في لوس أنجلوس على يد مهاجر مكسيكي، لتبدأ لاحقا في جذب المهاجرين من غواتيمالا والسلفادور وتتحول إلى مجتمع لاتيني مصغر يشعر فيه القادمون إلى الولايات المتحدة بالانتماء والحماية.

في حين ينحصر نشاط "البانديلاس" داخل الحدود، وهم الأكثر التصاقا بتاريخ عصابات أميركا الجنوبية القديمة، وكانوا منتشرين بطريقة غير منظمة على امتداد القارة، وبالأخص في وسطها، بعد انقضاء الحرب الباردة، لكنها سرعان ما اندمجت مع عصابات الماراس أو جرى القضاء عليها، وينحصر وجودها اليوم في نيكاراغوا وكوستاريكا.

إعلان

وفي ثمانينات القرن الماضي ظهر جيل جديد من "الماراس" الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "مارا سلفاتروتشا"، ويُعرفون اختصارا بالرمز "MS-13″، وسرعان ما أصبحوا أعداء لعصابة "دياث يوتشو"، واندلعت بينهما أعمال عنف إلى جانب صراعهما مع قوات الشرطة في لوس أنجلوس.

توم هومان، مدير إدارة الهجرة والجمارك، يجيب على أسئلة أمام صور متعلقة بالعصابات من عصابة إم إس-13 خلال إحاطة يومية في البيت الأبيض، 27 يوليو/تموز 2017، بواشنطن العاصمة، وهو الرجل ذاته الذي أعاده ترامب للإشراف على حدود البلاد في فترته الرئاسية الثانية. (الفرنسية)

في وسط تلك الفوضى، أقر الكونغرس الأميركي تعديلا على قانون الهجرة غير النظامية في عام 1996، يسمح بترحيل أي مواطن غير أميركي قضى في السجن أكثر من عام، وهو ما نتج عنه ترحيل نحو 50 ألفا إلى دول أميركا اللاتينية، إضافة إلى إلقاء القبض على 160 ألفا آخرين دون أوراق ثبوتية.

ومع عودة المهاجرين إلى دولهم، بدؤوا في إعادة تشكيل تفريعات عن الـ"دياث يوتشو" والـ"مارا سلفاتروتشا" بغية استقطاب أعضاء جدد من الشباب، أو استيعاب عصابات الـ"بانديلاس" مع التزامهم بالبقاء تحت لواء أي من العصابتين مهما كبر حجم الأفرع المحلية.

ماذا عن فنزويلا؟

كتب مجموعة من الباحثين الفنزويليين كتابا حول مفارقة تزايد العنف بالتزامن مع تراجع درجات الفقر في البلاد بعنوان "مفارقة العنف في فنزويلا (The Paradox of Violence in Venezuela)"، رصدوا فيه الأنماط المتعددة للعنف المنتشر في البلاد وأسبابه ومسارات تعامل الحكومة معه.

وتُصنف فنزويلا وفق الكتاب ضمن "الدول العنيفة الناشئة"، مع معدل جرائم قتل وصل إلى أكثر من 50 ضحية لكل 100 ألف شخص من السكان في عام 2012، أغلبهم مرتبط بانتشار العصابات المذكورة.

لكن اللافت في الأمر هو أن عصابات فنزويلا في الغالب مجموعات غير منظمة ليس لديها جذور تاريخية أو خلفية سياسية متينة، ولا يشبهون في طريقة عملهم عصابات "الناتشيونس" في الإكوادور ولا "الكوماندوس" في البرازيل ولا "الماراس" في السلفادور.

إعلان

وكان التعامل الحكومي مع عصابات فنزويلا في الواقع هو توسيع دائرة الوصم، فأصبح كل "شاب أسمر البشرة من سكان المناطق ذات الدخل المنخفض" مُشتبَها به في الانضمام إلى إحدى العصابات، وهو ما نتج عنه تزايد نسب العنف والسخط العام حتى بعد إقرار مشاريع القضاء على الفقر في عهد الرئيس هوغو تشافيز.

ويلفت أحد فصول الكتاب النظر إلى أثر السجون الفنزويلية في إنتاج العنف، وكيف تحولت إلى ما يشبه "المدارس" التي يتعلم فيها أفراد العصابات ما يجب أن يتقنوه، وناقش الفصل سجن "بيونيا" (اسم مستعار للسجن) بوصفه نموذجا للسجون التي أسهم نظامها في تطور أعمال العصابات في الداخل والخارج. ويوصف "بيونيا" بالسجن المفتوح الذي يمارس فيه السجناء نفوذهم عبر استخدام السلاح والتهديد به، ويقتصر وجود الشرطة فيه على محيط البوابات الخارجية وعندها، ولا يمكنهم الدخول إلى الباحة إلا بالتفاوض مع "الزعماء" المسجونين، وقد لا يتمكنون من ذلك بسبب تبادل إطلاق النار بين السجناء.

ويمكن فهم عصابة "تران دي أراغوا" بوصفها مثالا لتلك الظاهرة، حيث تأسست في أحد سجون مدينة أراغوا (وسط فنزويلا)، وأصبح السجن لاحقا "مقرها الرئيسي" و"مركز عملياتها".

مقالات مشابهة

  • ديفيد هيرست: حماس لن تأخذ الأموال وتهرب من غزة لهذه الأسباب
  • ترامب يضع المليشيا الحوثية أمام خيار واحد لإيقاف العمليات العسكرية ضدهم
  • ماذا تعرف عن عصابة تران دي أراغوا التي يهاجمها ترامب بشراسة؟
  • مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترامب تركز على البرنامج النووي الإيراني
  • عمليات جديدة للحوثيين ضد القوات الأميركية وترامب يتوعد
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • غالانت يكشف كذب إسرائيل: لم يكن هناك نفق بمحور فيلادلفيا بل قناة بعمق متر واحد وتم تسويقها على أنها نفق عميق
  • المبعوث الخاص لترامب: أوكرانيا لا يمكن أن تكون جزءاً من الناتو
  • الكرملين راضٍ عن موقف الولايات المتحدة بشأن الناتو.. وترامب يضغط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
  • معبوث ترامب يحسم طلب أوكرانيا بشأن الناتو.. لا يمكن أن تكون عضوا