دراسة تزعم اكتشاف مدينة ضخمة تحت أهرامات الجيزة وتفجر جدلًا واسعًا
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
شهدت الأيام القليلة الماضية، انتشارًا واسعًا لأخبار تفيد بالعثور على مدينة كبيرة تحت أهرامات الجيزة.
وقد أثار هذا الاكتشاف المحتمل الكثير من التكهنات والاهتمام، خاصة وأن أهرامات الجيزة تُعتبر من عجائب الدنيا السبع.
اكتشاف مدينة ضخمة تحت أهرامات الجيزة ما حقيقة الأمر؟خلال الأسبوع الماضي، ادعى باحثون إيطاليون اكتشاف مدينة واسعة تحت الأرض تمتد على عمق يزيد عن 4000 قدم مباشرة أسفل أهرامات الجيزة، وقد وصفوا هذه المدينة بأنها أكبر بعشر مرات من حجم الأهرامات نفسها.
ومع ذلك، فقد قوبل هذا الادعاء بالتشكيك والرفض من قبل علماء المصريات الغربيين وخبراء الآثار المصريين على حد سواء.
وعلى الرغم من ذلك، يصر فريق الباحثين على صحة النتائج التي توصلوا إليها، والتي اعتمدت على استخدام نبضات الرادار لإنشاء صور عالية الدقة لما يوجد في أعماق الأرض تحت الهياكل، وذلك باستخدام تقنية مشابهة لتلك المستخدمة في رادار السونار لرسم خرائط قاع المحيط.
وعلى حسب ادعاءاتهم وجدت الدراسة، التي لم تخضع لمراجعة الأقران من قِبل خبراء مستقلين، ثمانية هياكل أسطوانية رأسية تمتد لأكثر من 2100 قدم تحت الهرم، وهياكل أخرى غير معروفة أعمق بـ 4000 قدم.
وبدوره، شكك البروفيسور لورانس كونيرز، خبير الرادار في جامعة دنفر والمتخصص في علم الآثار، في صحة فكرة وجود مدينة تحت الأرض، وفي تصريح لموقع «ديلي ميل»، أوضح أن التقنيات الحالية للرادار غير قادرة على اختراق هذه الأعماق في الأرض، واصفًا الادعاءات بأنها «مبالغة كبيرة».
على الرغم من هذه الشكوك، أشار البروفيسور كونيرز إلى أن الطريقة الوحيدة للتأكد من صحة هذه الاكتشافات هي من خلال «الحفريات المُستهدفة».
ومن جانبه نفى مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار السابق في مصر، تلك التقارير، معلقًا: «هذا عارٍ تمامًا من الصحة».
وأكد «وزيري»، في مقابلة مع قناة «القاهرة الإخبارية» أن جبانة منف، خاصة في الجيزة، اختيرت من قبل قدماء المصريين قبل أكثر من 4500 سنة بسبب طبيعتها، واستقرار المنطقة، ووجود صخر أصلي تنعدم معه الحاجة إلى بناء أي اسطوانات وأي أعمدة أو هياكل.
وأشار إلى أن الحجر الجيري المستخدم هو الحجر الأصلي بالمنطقة، وقد هذبه المصري القديم ليشيد فوقه الأهرامات العملاقة.
اقرأ أيضاًالمتحف الكبير.. ثقافة وإبهار وتفرد دون المساس بالمتاحف الأخرى رحلة مع ملوك مصر القديمة.. بالتكنولوجيا الحديثة
رئيس الوزراء: حدائق تلال الفسطاط أحد المشروعات المحورية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أهرامات الجيزة تحت أهرامات الجیزة اکتشاف مدینة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أقدم أداة موسيقية من النحاس في سلطنة عُمان
مسقط - العُمانية
اكتشف قسم الآثار في جامعة السُّلطان قابوس وبإشراف من وزارة التراث والسياحة أثناء أعمال التنقيب الأثري في موقع /دهوى 7/ الذي يقع على أطراف وادي السخن بولاية صحم في محافظة شمال الباطنة زوجًا من الصنجات المكتملة والمصنوعة من النحاس (الصنج هو أداة موسيقية نحاسية).
وقد دلت الشواهد الأثرية المنتشرة بكثافة على السطح على أن الموقع يمثل إحدى مستوطنات ثقافة محلية ازدهرت في المنطقة خلال الفترة الواقعة بين 2700-2000 قبل الميلاد، وبعد انقضاء أكثر من 4000 سنة خلت على طمرها واخفائها من قبل السكان الأوائل في شبه الجزيرة العُمانية، كشفت أعمال التنقيبات الأثرية عنها لأول مرة، وكشفت عن أسرار ثقافية ومعتقدات دينية طواها الزمان لآلاف السنين.
ونقبت البعثة الأثرية من قسم الآثار في عدد من مباني المستوطنة لتؤكد النتائج على أن الموقع كان مزدهرًا جدًا، وأن سكانه اعتمدوا بشكلٍ كبير في اقتصادهم المعيشي على تعدين النحاس، إضافةً إلى الزراعة، خاصةً النخيل، وتربية الماشية، وقد دلت الكميات الكبيرة جدًا من الفخار المستورد من بلاد السند، الذي عثر عليه داخل المستوطنة على أن سكان الموقع كانت تربطهم علاقات تجارية وثيقة مع حضارة "هارابا" التي كانت مزدهرة هناك.
ومن ضمن المباني الأربعة التي تم التنقيب بها في الموقع كان هناك مبنى صغير منعزل، يتربع على قمة هضبة مرتفعة ومطلة على باقي مباني المستوطنة الواقعة في المنطقة السلفية من المستوطنة.
وكشفت التنقيبات الأثرية عن المخطط العام للمبنى، الذي يتكون من غرفة مستطيلة الشكل لها مدخل صغير في جدارها الشرقي يتم الوصول له عبر عتبة مستطيلة تمتد على طول الجدار الشرقي للمبنى، وقد عثر داخل المبنى على مجموعة من المرافق المعمارية، أهمها طاولة حجرية صغيرة، تقع مقابل المدخل مبنية من حجارة رقيقة، قطعت بعناية، مغطاة بطبقة من البلاستر صفراء اللون.
وتشير المرفقات المعمارية إلى أن المبنى استعمل مبنى دينيًّا وهو يعد أحد أقدم المعابد المكتشفة حتى الآن، وقد دلت التنقيبات الأثرية أن المبنى شهد مرحلتين رئيسيتين من الاستخدام: مرحلة مبكرة وأخرى متأخرة، فبعد فترة من الاستخدام تم عمل أرضية جديدة للمبنى وضعت تحتها طبقة من الطين.
وتعد الصنجات التي عثر عليها في هذا المعبد الأقدم على الإطلاق على مستوى شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام في حين عثر على أدلة مشابهة لها، وربما مزامنة لها في مدينة موهنجدارو في وادي السند، باكستان حالياً، تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد وهناك أيضا أدلة تشير إلى استخدام الصنجات في الحضارة السومرية في مدينة أور في جنوب بلاد الرافدين.
كما تشير الأدلة الأثرية إلى أن تقاليد استخدم الصنجات كآلة موسيقية كانت مرتبطة بشكلٍ رئيس بالطقوس الدينية، إذ كانت تستخدم في الترانيم الخاصة التي تقام أثناء ممارسة الطقوس المختلفة منذ الألف الثالثة قبل الميلاد وهذا مؤشرٌ على أن المجتمعات التي عاشت في سلطنة عُمان كانت تربطها علاقات وثيقة مع الحضارات الكبيرة ليس فقط على المستوى التجاري وإنما على المستوى الديني والفكري.
وقد أكدت نتائج التحليل الجيوكيميائي للصنجات من موقع /دهوى/على أنها مصنوعة من نحاس محلي ربما جلب من منطقة بالقرب من مسقط، ويعد هذا الاكتشاف مهمًا ليس فقط بسبب ندرة هذه القطع الأثرية، بل أيضًا بسبب المعلومات التي تقدمها عن التأثيرات الثقافية والتفاعلات التي كانت موجودة بين الحضارات البعيدة.
يذكر أنه تم نشر نتائج هذا الاكتشاف حديثا في مجلة انتيكويتي (Antiquity) في المملكة المتحدة، حيث لاقى هذا الاكتشاف اهتماما كبيرا من المجلات العلمية العالمية.