عشرات الجثث.. أرقام قياسية لجثامين المهاجرين في المشافي التونسية
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
أعلنت السلطات الصحية التونسية، خلال الأسبوع الجاري، ارتفاع عدد جثث ضحايا الهجرة غير النظامية، إلى مستويات وصفتها بأنها "قياسية"، في قسم الأموات بالمستشفى الجامعي "الحبيب بورقيبة" في مدينة صفاقس جنوب البلاد.
وفي هذا السياق، قال المدير الجهوي للصحة بصفاقس، حاتم الشريف، إن "عدد الجثث بقسم الأموات تجاوز في بعض الأحيان الأربعة أضعاف، ليصل إلى 120 جثة، في حين أن الطاقة الاستيعابية القصوى لا تتجاوز أكثر من 40 جثة"؛ فيما تتواصل عمليات انتشال جُثث ضحايا رحلات الهجرة غير النظامية.
وأوضح الشريف، وفق موقع "بوابة تونس"، أن مستشفى "الحبيب بورقيبة" يواصل عملية استقبال أعداد إضافية من الجثث المنتشلة أو التي تلفظها أمواج البحر على شواطئ صفاقس، بشكل يومي، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث يتم العثور على قوارب غارقة، تقل المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإيطالية.
وفي السياق نفسه، كانت وزارة الداخلية التونسية، قد أعلنت، أواخر الشهر الماضي، عن "انتشال 901 جثة لمهاجرين غارقين قبالة سواحلها، منذ بداية العام الجاري".
وبحسب أرقام كشفت عنها الأمم المتحدة فإن "أكثر من 1800 شخص لقوا حتفهم منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، إثر غرق عدد من المراكب وسط البحر المتوسط الذي يعد أخطر مسار للهجرة في العالم؛ وهو رقم يكاد يناهز ضعف العدد الذي سجل خلال العام الماضي".
تجدر الإشارة إلى أن معظم القوارب التي تحمل المهاجرين تنطلق في الغالب من ساحل مدينة صفاقس الجنوبية، التي باتت تعد نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين غير النظاميين.
وفي ظل تصاعد وتيرة محاولات الهجرة غير الناجحة نحو السواحل الإيطالية، أصبحت تونس تعتبر نقطة انطلاق المهاجرين غير النظاميين، لتحل محل ليبيا، لتصبح نقطة مغادرة رئيسية في المنطقة للباحثين عن حياة أفضل في أوروبا، والفارين كافة أنواع الفقر والصراع في أفريقيا والشرق الأوسط.
ومن أجل رفضهم لما آلت إليه الأوضاع في تونس، احتجّ مئات الأشخاص، في صفاقس، منذ الأشهر القليلة الأخيرة، مرددين عدد من الشعارات، أبرزها "رجّع صفاقس"، وذلك "ضدّ انتشار مهاجرين غير نظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في مدينتهم" معتبرين أنهم باتوا يشكلون تهديدا للساكنة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات التونسية أفريقيا ليبيا أوروبا ليبيا تونس أوروبا أفريقيا سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!
هل هناك حدود للإجرام والوحشية الإسرائيلية ضد العرب عموما والفلسطينيين خصوصا؟
كنت أعتقد أن هناك حدودا يصعب حتى على أى مجرم مهما كان عتيا أن يتجاوزها، لكن ما تفعله إسرائيل فى قطاع غزة فاق كل خيال.
صدعت إسرائيل رءوسنا ورءوس العالم بخرافة أنها واحة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فى غابة من الاستبداد العربى الإسلامى، إلى أن جاء عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر من العام الماضى، ليكشف أنها منبع وأصل الوحشية والعنصرية.
ما هو الجديد الذى يدفعنى للكتابة عن هذا الموضوع اليوم؟
صحيفة هاآرتس العبرية ذات الاتجاه اليسارى نشرت.
يوم الأربعاء الماضى عن قائد بالفرقة ٢٥٢ بجيش الاحتلال أن هناك خطا شمال محور الشهداء «نتساريم» فى قطاع غزة يسمى بخط الجثث ويعرفه أهالى المنطقة جيدا. يضيف أى شخص يتجاوز هذا الخط نطلق عليه الرصاص فورا، ولا يجرؤ الأهالى على سحب الجثث، بل نتركها لتأكلها الكلاب.
المئات من جثامين الشهداء ما تزال موجودة فى شوارع مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وكلما حاول الأهالى نقل الجثث تستهدفهم المسيرات مما يؤدى لسقوط شهداء جدد، والعشرات من المصابين ظلوا ينزفون لأيام طويلة حتى استشهادهم دون أن يتمكن أحد من إسعافهم.
«صور الكلاب وهى تنهش جثامين الشهداء أمام أعين جنود وضباط الاحتلال تكشف - حسب بيان لحركة حماس - عن مستوى الوحشية وحجم السادية والإجرام واللاإنسانية فى سلوك جيش الاحتلال وقيادته الفاشية».
صحيفة هاآرتس أيضا التقت بمجموعة من قادة وضباط وجنود الجيش الإسرائيلى فى شمال قطاع غزة وجاءت أهم تصريحاتهم كالتالى:
محور نتساريم مصنف بأنه منطقة قتل، وكل من يدخل نطلق عليه النار فورا، وهناك سباق بين الوحدات لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين. نحن نقتل مواطنين ثم نعدمهم على أساس أنهم مسلحون. ولدينا أوامر بإرسال صور الجثث، وقد أرسلنا صورا لـ٢٠٠ قتيل، وتبين أن عشرة فقط منهم ينتمون لحماس. وأحيانا يتصرف الجيش فى غزة وكأنهم ميليشيا مسلحة مستقلة لا تلتزم بأى قوانين، ولدينا سلطات غير محدودة، وهناك عمليات تجرى من دون أوامر. وبعض القادة الذين خدموا فى المنطقة كانوا يبحثون عن صورة نصر شخصى، وأحد القادة قال لجنوده أن صورة النصر لفرقته سوف تتحقق بعد إفراغ شمال غزة من سكانه.
وأظن أن العبارة الأخيرة هى أحد الأهداف الأساسية للعدوان الإسرائيلى ضمن أهداف أخرى كثيرة. لكن هناك جيوشا كثيرة تحتل مناطق فى دول أخرى من دون أن تفعل ما فعلته وتفعله إسرائيل فى غزة من إجرام غير مسبوق.
فى نفس اليوم، لتقارير هاآرتس كانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية. المنظمة قالت إن السلطات الإسرائيلية فرضت عمدا على سكان غزة ظروفا معيشية مصممة لتدمير جزء من السكان من خلال تعمد حرمان المدنيين من الوصول إلى المياه بشكل كاف. مما أدى إلى آلاف الوفيات، إضافة إلى الحرمان من الصرف الصحى، وتعطيل البنية التحتية، خصوصا قطع الكهرباء وكلها أعمال تشكل جريمة حرب متمثلة بالإبادة.
المنظمة استشهدت بما قاله يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلى السابق بعد بدء العدوان مباشرة فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ «لن تكون هناك كهرباء ولا طعام ولا ماء، ولا وقود. كل شىء مغلق». يومها وصف جالانت الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية!!!».
تقرير هومان رايتش ووتش استغرق إعداده عاما كاملا، ومن المستحيل اتهام أصحابه بأنهم مغرضون أو عرب معادون للسامية. هو اعتمد على مقابلات سكان مدنيين وصور بالأقمار الصناعية وبيانات وتحليل صور وفيديوهات. وبالطبع فإن وزراء الخارجية الإسرائيلية قال إن التقرير ملىء بالأكاذيب، وافتراء دموى لتعزيز الدعاية المناهضة لإسرائيل!!!
ولا أعلم كيف يمكن أن يكون هذا التقرير ملىء بالأكاذيب فى حين أن أهم دليل على صحته هو سقوط ١٥٢ ألف شهيد وجريح فلسطينى وعشرة آلاف مفقود ودمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الآلاف من الأطفال والمسنين والنساء وتدمير أكثر من ٧٠٪ من قطاع غزة ونزوح أكثر من ٨٠٪ من السكان، مما شكّل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية فى العالم.
أما ما يحدث فى شمال قطاع غزة من تدمير منظم لكل شىء وتسوية المبانى والمنشآت بالأرض خير دليل على الجريمة العظمى التى ترتكبها إسرائيل.
ختاما يقول ضابط إسرائيلى: «نحن فى مكان بلا قوانين وحياة البشر فيه بلا قيمة!!!».
(الشروق المصرية)