قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن 50% من أطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، وهي نسبة لا مثيل لها تقريبا في العالم.

 

وقال ممثل اليونيسف في اليمن، بيتر هوكينز،في حديثه من مدينة صنعاء للصحفيين في جنيف أمس الثلاثاء، إنه حتى خلال فترات انخفاض العنف، "ظلت العواقب الهيكلية للصراع، وخاصة على الفتيات والفتيان، شديدة".

 

وأضاف أن الكارثة التي يواجهها اليمن "ليست طبيعية، بل من صنع الإنسان"، مشيرة إلى أن أكثر من عقد من الصراع قد دمر اقتصاد البلاد ونظام الرعاية الصحية والبنية التحتية.
 

وقال إن طفلا من كل طفلين دون سن الخامسة يعاني من سوء التغذية في اليمن اليوم، وهي "إحصائية لا مثيل لها تقريبا في جميع أنحاء العالم" - ومن بينهم أكثر من 540 ألف فتاة وفتى يعانون من سوء التغذية الشديد والحاد، "وهي حالة مؤلمة ومهددة للحياة ويمكن الوقاية منها تماما".

 

وأضاف أن 1.4 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانين أيضا من سوء التغذية، وأن أكثر من نصف السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

 

وقال هوكينز إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت إلى أكثر من 300 في المائة خلال السنوات العشر الماضية، وأن الموانئ والطرق الحيوية، التي تُعدّ "شريان الحياة للغذاء والدواء"، مُدمّرة ومُحاصرة، ومع ذلك لا تزال اليونيسف حاضرة على الأرض لتقديم مساعدات مُنقذة للحياة.

 

وحذر من أن نداء المنظمة لليمن لعام 2025 لم يتم تمويله سوى بنسبة 25 في المائة فقط، وأكد أنه بدون موارد عاجلة، لا يُمكن لليونيسف مواصلة "حتى الحد الأدنى من الخدمات التي يُمكننا تقديمها في مواجهة الاحتياجات المتزايدة".

 

وأضاف: "يجب أن نتحرك بسرعة. كنتُ في الحديدة، المدينة الساحلية، خلال الأيام الثلاثة الماضية. مررتُ بالسهول الغربية، حيث يوجد الناس في الشوارع وعلى جوانب الطرق، يتسوّلون ويبحثون عن المساعدة. لقد استسلموا. لا يُمكننا نحن الاستسلام".

 

وقال إن المنظمة سجلت معدلات سوء تغذية حاد شديد تصل إلى 33 في المائة، وخاصة على الساحل الغربي والحديدة. وأضاف: "هذا يعني أننا على وشك كارثة. إنها ليست أزمة إنسانية. إنها ليست حالة طوارئ. إنها كارثة، وسيموت فيها الآلاف".

 

وأكد هوكينز أن استجابة اليونيسف لهذا العام تحتاج إلى 157 مليون دولار إضافية من الدعم، وشدد على الحاجة إلى استثمار مستدام في مكافحة سوء التغذية في عام 2026.

 

وأضاف: "لا يمكننا التوقف في نهاية عام 2025 ونقول إن شاء الله وتمضي. يجب علينا مواصلة هذه المساعدة. إن نقص التعليم وأشكال المعاناة الأخرى التي يُجبر الأطفال في اليمن على تحملها لا مثيل لها".

 

وشدد السيد هوكينز على ضرورة حماية وصول المساعدات الإنسانية. وقال إن ثمانية أطفال لقوا حتفهم في أحدث الغارات الجوية على شمال اليمن.

 

وردا على أسئلة الصحفيين، أشار إلى أنه في حين أن الغارات الجوية الموجهة لا تؤثر بالضرورة على العملية نفسها، إلا أنها تؤثر على الوصول إلى الموانئ والمطار وقدرة العاملين في المجال الإنساني على التحرك بحرية، "وهذان الأمران جزء لا يتجزأ من أي مساعدة إنسانية".

 

وشدد على ضرورة السماح بإيصال المساعدات دون عوائق، وتمكين العاملين في المجال الإنساني من القيام بعملهم. ودعا إلى إطلاق سراح المحتجزين من موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني.

 

وأكد على أهمية التحرك نحو وضع "يمكن لليمن فيه أن ينظر إلى السلام بدلا من الاستجابة للصراع". وقال: "لا يمكن لأطفال اليمن الانتظار عقدا آخر. إنهم بحاجة إلى السلام اليوم وغدا، إنهم بحاجة إلى العدالة. ولكن قبل كل شيء، إنهم بحاجة منا إلى التحرك الآن. دعونا لا نخذلهم".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الأمم المتحدة أطفال عقد من الحرب الأزمة اليمنية من سوء التغذیة أکثر من

إقرأ أيضاً:

بالصور: أكثر من ألف قتيل - تفاصيل جديدة بشأن زلزال بورما

قتل أكثر من ألف شخص في بورما جراء الزلزال بقوة 7,7 درجات الذي ضرب وسط البلاد، بحسب ما أعلن المجلس الحاكم، اليوم السبت 29 مارس 2025.

وأوردت السلطات التي وجهت نداء إلى الأسرة الدولية لإرسال مساعدات، أن الزلزال الذي وقع الجمعة تسبب بمقتل 1002 شخص وإصابة 2376 بجروح.

وضرب زلزال بقوة 7,7 درجات شمال غرب مدينة ساغاينغ في وسط بورما بعد ظهر الجمعة، متسببا بدمار كبير في مناطق عدة من البلاد.

وأعلنت حالة الطوارئ في ست مناطق بما في ذلك ماندالاي، ثاني أكبر مدينة في البلاد، والتي كانت قريبة من مركز الزلزال وشهدت دمارا هائلا.

وقال فريق الإعلام التابع للمجلس العسكري في بيان إنه تم تأكيد مقتل 694 شخصا في منطقة ماندالاي وحدها وجرح 1,670.

ومن المرجح أن يرتفع عدد القتلى، خاصة وأن الحجم الحقيقي للكارثة لم يتضح بعد بسبب غياب الاتصالات.

وأظهرت صور لوكالة فرانس برس من ماندالاي أنقاض عدة مبان منهارة، مع وجود أشخاص يبحثون عن أحياء بين الركام.

ودفع الدمار الناجم عن الزلزال المجلس العسكري الحاكم في بورما الذي خسر مناطق واسعة لصالح جماعات مسلحة إلى إصدار نداء نادر من نوعه للحصول على مساعدات إنسانية دولية، فيما أعلنت حال الطوارئ في ست مناطق في البلاد.

وقال رئيس المجلس العسكري مين أونغ هلاينغ في كلمة متلفزة بعد زيارة أحد المستشفيات في العاصمة نايبيداو "في أماكن عدة انهارت بعض المباني".

وأضاف "أود أن أدعو أي بلد وأي منظمة وأي شخص في بورما لتقديم المساعدة. شكرا لكم".

وحث على تكثيف جهود الإغاثة في أعقاب الكارثة وقال إنه " فتح المجال أمام المساعدات الخارجية".

واعلنت منظمة الصحة العالمية أنها أطلقت نظامها لإدارة الحالات الطارئة بعد الزلزال في بورما، إضافة إلى استنفار مركزها اللوجستي في دبي استعدادا للاهتمام بالجرحى.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية جنوب لبنان - شهيدان بقصف إسرائيلي مركبة ببلدة برعشيت إندونيسيا ترد على مزاعم تهجير 100 من سكان غزة إليها مصر: مقتل 6 أجانب بعد غرق غواصة سياحية قبالة مدينة الغردقة الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة بالفيديو: للمرة الأولى منذ أشهر: إطلاق صواريخ من لبنان صوب إسرائيل والأخيرة ترد قوات الاحتلال تواصل حملة اعتقالات وهدم منازل وتجريف شوارع بالضفة فرنسا تعرب عن استيائها من إصابة مواطنيْن في قصف على غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • بالصور: أكثر من ألف قتيل - تفاصيل جديدة بشأن زلزال بورما
  • تحذير من هزات ارتدادية بعد زلزال ميانمار
  • وزير الدفاع الأمريكي: مهتمون بتوسيع التعاون العسكري مع الفلبين
  • أمريكا تشن أكثر من 40 ضربة جوية استهدفت بها الحوثيين في اليمن
  • بوتين يقترح وضع أوكرانيا تحت إدارة مؤقتة.. ويعلق على موقف ترامب من الحرب
  • برنامج الأغذية العالمي يسرح أكثر من 230 موظفاً من مكتب اليمن
  • 14 مليون طفل معرضون لسوء التغذية وأزمة تمويل اليونيسف تفاقم المجاعة
  • في ذكرى اندلاع حرب اليمن: كيف تغيرت جماعة الحوثيين خلال عقد من الصراع؟
  • مسن يستعيد ذكريات لقائه بأصدقائه بعد أكثر من 70 عامًا .. فيديو
  • ما قصة سحوبات الجوائز الكبرى التي هزت الكويت؟ وكيف علق مغردون؟