اليونيسف: عقد من الصراع دمر اليمن ودفع نصف أطفاله إلى سوء التغذية
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن 50% من أطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، وهي نسبة لا مثيل لها تقريبا في العالم.
وقال ممثل اليونيسف في اليمن، بيتر هوكينز،في حديثه من مدينة صنعاء للصحفيين في جنيف أمس الثلاثاء، إنه حتى خلال فترات انخفاض العنف، "ظلت العواقب الهيكلية للصراع، وخاصة على الفتيات والفتيان، شديدة".
وأضاف أن الكارثة التي يواجهها اليمن "ليست طبيعية، بل من صنع الإنسان"، مشيرة إلى أن أكثر من عقد من الصراع قد دمر اقتصاد البلاد ونظام الرعاية الصحية والبنية التحتية.
وقال إن طفلا من كل طفلين دون سن الخامسة يعاني من سوء التغذية في اليمن اليوم، وهي "إحصائية لا مثيل لها تقريبا في جميع أنحاء العالم" - ومن بينهم أكثر من 540 ألف فتاة وفتى يعانون من سوء التغذية الشديد والحاد، "وهي حالة مؤلمة ومهددة للحياة ويمكن الوقاية منها تماما".
وأضاف أن 1.4 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانين أيضا من سوء التغذية، وأن أكثر من نصف السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وقال هوكينز إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت إلى أكثر من 300 في المائة خلال السنوات العشر الماضية، وأن الموانئ والطرق الحيوية، التي تُعدّ "شريان الحياة للغذاء والدواء"، مُدمّرة ومُحاصرة، ومع ذلك لا تزال اليونيسف حاضرة على الأرض لتقديم مساعدات مُنقذة للحياة.
وحذر من أن نداء المنظمة لليمن لعام 2025 لم يتم تمويله سوى بنسبة 25 في المائة فقط، وأكد أنه بدون موارد عاجلة، لا يُمكن لليونيسف مواصلة "حتى الحد الأدنى من الخدمات التي يُمكننا تقديمها في مواجهة الاحتياجات المتزايدة".
وأضاف: "يجب أن نتحرك بسرعة. كنتُ في الحديدة، المدينة الساحلية، خلال الأيام الثلاثة الماضية. مررتُ بالسهول الغربية، حيث يوجد الناس في الشوارع وعلى جوانب الطرق، يتسوّلون ويبحثون عن المساعدة. لقد استسلموا. لا يُمكننا نحن الاستسلام".
وقال إن المنظمة سجلت معدلات سوء تغذية حاد شديد تصل إلى 33 في المائة، وخاصة على الساحل الغربي والحديدة. وأضاف: "هذا يعني أننا على وشك كارثة. إنها ليست أزمة إنسانية. إنها ليست حالة طوارئ. إنها كارثة، وسيموت فيها الآلاف".
وأكد هوكينز أن استجابة اليونيسف لهذا العام تحتاج إلى 157 مليون دولار إضافية من الدعم، وشدد على الحاجة إلى استثمار مستدام في مكافحة سوء التغذية في عام 2026.
وأضاف: "لا يمكننا التوقف في نهاية عام 2025 ونقول إن شاء الله وتمضي. يجب علينا مواصلة هذه المساعدة. إن نقص التعليم وأشكال المعاناة الأخرى التي يُجبر الأطفال في اليمن على تحملها لا مثيل لها".
وشدد السيد هوكينز على ضرورة حماية وصول المساعدات الإنسانية. وقال إن ثمانية أطفال لقوا حتفهم في أحدث الغارات الجوية على شمال اليمن.
وردا على أسئلة الصحفيين، أشار إلى أنه في حين أن الغارات الجوية الموجهة لا تؤثر بالضرورة على العملية نفسها، إلا أنها تؤثر على الوصول إلى الموانئ والمطار وقدرة العاملين في المجال الإنساني على التحرك بحرية، "وهذان الأمران جزء لا يتجزأ من أي مساعدة إنسانية".
وشدد على ضرورة السماح بإيصال المساعدات دون عوائق، وتمكين العاملين في المجال الإنساني من القيام بعملهم. ودعا إلى إطلاق سراح المحتجزين من موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني.
وأكد على أهمية التحرك نحو وضع "يمكن لليمن فيه أن ينظر إلى السلام بدلا من الاستجابة للصراع". وقال: "لا يمكن لأطفال اليمن الانتظار عقدا آخر. إنهم بحاجة إلى السلام اليوم وغدا، إنهم بحاجة إلى العدالة. ولكن قبل كل شيء، إنهم بحاجة منا إلى التحرك الآن. دعونا لا نخذلهم".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الأمم المتحدة أطفال عقد من الحرب الأزمة اليمنية من سوء التغذیة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الصليب الأحمر: استهداف مركز إيواء بصعدة يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الهجوم على مركز إيواء للمهاجرين في محافظة صعدة شمال اليمن، يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن الغارق بالحرب منذ أكثر من 10 سنوات.
وذكرت اللجنة الدولية في بيان لها إن الهجوم الدامي على مركز احتجاز في مدينة صعدة أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، كثير منهم من المهاجرين، مشيرة إلى أنها سارعت مع جمعية الهلال الأحمر اليمني إلى موقع الحادث منذ الساعات الأولى عقب الهجوم، للاستجابة إلى الاحتياجات العاجلة.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في اليمن، السيدة "كريستين شيبولا": "ليس معقولاً أن يقع أفراد في مرمى النيران وهم قيد الاحتجاز وليس ثمة سبيل أمامهم للهروب".
وأضافت: "يسلط هذا الهجوم الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن يومًا بعد يوم؛ من موت وإصابات شديدة وصدمات نفسية جارفة".
وأشار بيان اللجنة، إلى أن مندوبيها أجروا على مدى السنوات القليلة الماضية، زيارات منتظمة للمحتجزين في هذا المركز، في إطار عملها المتواصل لكفالة حصول نزلائه على معاملة إنسانية لائقة وتحسين ظروف احتجازهم.
وكررت اللجنة دعوتها للأطراف كافة لاحترام المدنيين وحمايتهم، بمن فيهم الأشخاص المحرومون من حريتهم، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، مشددة على اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة تجنبًا لإحداث خسائر في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية.
وبحسب البيان، فقد ساعدت جمعية الهلال الأحمر اليمني، بدعم من اللجنة الدولية، في إجلاء الجرحى وعاونت في جهود إدارة جثامين الموتى بطريقة تحفظ كرامتهم. في الوقت الذي تعمل اللجنة الدولية على توفير المستلزمات الطبية للمستشفيات القريبة التي تتولى علاج المصابين من جراء الهجوم.
ولفتت اللجنة الدولية لاتزامها بتقديم المساعدات الضرورية لإنقاذ الأرواح، وتلبية الاحتياجات العاجلة للفئات الأشد تضررًا من الأحداث الجارية، ويشمل ذلك ما تقدمه من دعم لجمعية الهلال الأحمر اليمني.