خبير آثار يرصد أكبر إنجاز فى تسجيل الآثار المسيحية 1043 مقتنى بدير سانت كاترين
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إن أكبر إنجاز فى تسجيل مقتنيات داخل أديرة بمصر حيث قامت منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بتسجيل 1043 مقتنى بدير سانت كاترين يشمل أيقونات ومخطوطات وأوانى كنسية وكف القديسة كاترين.
وجاء ذلك خلال خلال مداخلات ريحان العلمية تعقيبًا على المحاضرات التي تضمنها الملتقى العلمي تحت عنوان "سيناء أرض التجلى الأعظم"، واستضافتها القاعة 39 بالمتحف المصري بالتحرير، وذلك بالتعاون بين المتحف المصرى بالتحرير ومديره العام الدكتور على عبد الحليم والمركز الثقافى الفرنسيسكانى للدراسات القبطية ومديره الأب ميلاد شحاتة الفرنسيسكانى .
ونوه الدكتور ريحان إلى أهمية تسجيل مقتنيات الأديرة والذى يتخوف منها بعض كهنة الكنائس ورهبان الأديرة باعتبار هذه المقتنيات ممتلكات خاصة وأوضح أن تسجيل هذه المقتنيات لا يلغى الملكية الخاصة بل يؤمّن هذه المقتنيات ويحافظ عليها، وأن تسجيل مقتنيات دير سانت كاترين ساهم فى خروجها فى عدة معارض خارجية فى اليونان وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها كما ساهم فى عمل عرض متحفى لهذه المقتنيات داخل الدير وهو ما يطلق عليه "متحف الدير" ولن يتأتى كل هذا إلّا إذا كانت المقتنيات مسجلة كأثر.
وأردف الدكتور ريحان بأن تسجيل المقتنيات شجّع رهبان الدير على استغلال موقع تاريخى بأحد أبراج الدير بمنتصف الجدار الشمالى الشرقى وهو برج القديس جورج يطلق عليه (سكيفو فيلاكيون) وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات وأوانى مقدسة وثياب مقدسة ومخطوطات قديمًا، ليكون متحفًا لذخائر الدير منذ عام 2001 ويضم المتحف ثلاثية تلاقى الأديان، حيث يشمل مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم "كودكس سيناتيكوس" وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها "أسبيوس" أسقف قيصرية عام 331 تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها الإمبراطور جستنيان إلى دير طور سيناء عند بنائه للدير عام 560 م، واكتشفها فى الدير "تشيندروف" روسى الجنسية، وفى بعض المراجع ألمانى الجنسية عند زيارته للدير أعوام 1844، 1853، 1859، واستولى عليها بالتحايل بعد أن وقع خطاب رسمى ما زال محفوظًا بمتحف الدير بأنه سيعيدها للدير وقدم المخطوط إلى الإسكندر الثانى قيصر روسيا ولم يرده إلى الدير، وفى عام 1933 باعتها الحكومة الروسية للمتحف البريطانى بمبلغ مائة ألف جنيه إسترلينى.
وتقدم الدكتور ريحان بمذكرة علمية تفصيلية إلى المجلس الأعلى للآثار عام 2012 مطالبًا بعودة المخطوط . كما يضم الإنجيل السرياني المعروف باسم (بالمبسست) وهي نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال، قيل هي أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية يعود إلى الفترة ما بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين وكذلك العهدة النبوية لتأمين رهبان دير سانت كاترين والمحفوظة صور منها بالدير باللغة العربية والتركية بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند دخوله مصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية، وهي أول وثيقة تضع نظامًا لحرية الإدارة الكنسية بكل أنواعها وقد تقدم الدكتور ريحان بمذكرة علمية تفصيلية إلى المجلس الأعلى للآثار عام 2012 مطالبًا بعودتها من تركيا، كما يشمل المتحف تابوت سانت كاترين وقاعات للأيقونات وذخائر ومخطوطات الدير والملابس الكهنوتية.
ويطالب الدكتور ريحان بتعميم تجربة العرض المتحفى لتشمل بقية الأديرة والكنائس التى تمتلك مقتنيات ومخطوطات وذخائر نادرة تتخوف من تسجيلها، وقد شاهد معظمها الدكتور ريحان بنفسه خاصة فى دير العزب بالفيوم الذى يضم أصغر أيقونة فى العالم لرحلة العائلة المقدسة ومتحف لمقتنيات غير مسجلة داخل الدير وكذلك مقتنيات المساجد الأثرية الكبرى والقصور التاريخية والوزارات والنقابات والنوادى العريقة والبنوك وغيرها وتابع بأن عمل معارض لهذه التحف يتطلب تسجيلها فى عداد الآثار وإشراف وزارة السياحة والآثار عليها، وأن التسجيل يسهم فى إتاحتها للدارسين والباحثين وإثراء المكتبة العربية بدراسات جديدة، والتنشيط السياحى لها وعرضها بمعارض خارجية، كما أن وجود هذه المتاحف سيكون له مردود ثقافى كبير على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، لما تمثله هذه المقتنيات من تجسيد حى لتاريخ المبنى وتبرز دوره الحضارى، وستكون ملكيتها للمكان نفسه تحت إشراف وزارة السياحة والآثار، وعلاوة على دورها الثقافى فهى من الممكن أن تكون مصدر دخل إضافى للهيئة التابع لها هذا المبنى.
368183175_255235390759588_3747658078472346822_n 368169091_1715937092212213_687106331785313566_n 368145641_278033638301931_8116421905318950885_n 368070021_791825799403602_8770114465383748369_n 368029048_977742723444622_597974862833764779_n 277670732_308503577894955_339380738476901591_nالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المتحف المصري
إقرأ أيضاً:
برلماني: مشروع التجلي الأعظم طفرة في ملف السياحة الدينية على أرض مصر
أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن مشروع تطوير موقع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين، من أهم المشروعات السياحية التى تحظى باهتمام بالغ من قبل القيادة السياسية، حيث تبذل الدولة جهود كثيفة للانتهاء من هذا المشروع في وقت قياسي، إيماناً بالدور التثقيفي والتوعوي لهذه البقعة المباركة، من أجل إحياء المكانة الروحية والدينية لها، وما تحتله من قدر عند الأديان السماوية الثلاث.
ولفت إلى أن المشروع يهدف لتنفيذ العديد من الخطط التنموية والخدمية، التي من شأنها أن تسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة بهذه البقعة الفريدة من نوعها، حيث تتضمن هذه المشروعات تطوير المنطقة السياحية وإقامة الفندق الجبلي، ومركز جديد للزوار، ومجمع إداري، إلى جانب إنشاء ساحة ومبني السلام، وتطوير وادي الدير، وتطوير منطقة إسكان البدو.
وأضاف "العسال"، أن المشروع يهدف أيضاً إلى تنفيذ العديد من الأعمال والانشاءات التي تتعلق بشبكات المرافق، وتوسعة وازدواج الطرق، وكذا الأعمال الخاصة بتطوير مطار سانت كاترين الدولي، وذلك بما يؤهل هذه المنطقة الواعدة لاستقبال المزيد من حركة السياحة الوافدة إليها، تعظيما لما تتمتع به من العديد من المقومات التي تجعلها تستحوذ على مكانة هامة على الخريطة العالمية للسياحة الدينية، حيث يركز المشروع على إعادة تخطيط المدينة بالكامل، مع الحفاظ عليها كمحمية طبيعية، وإبراز البُعد الجمالي والطابع البدوي التراثي للمنطقة، مع مراعاة معايير التنمية المستدامة.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن تطوير موقع "التجلى الأعظم"، سيكون خطوة هامة لمصر بل وللعالم أجمع ولكافة الأديان، حيث سيغدو مقصدًا رائعًا لكل الزائرين، سواء لقاصدى السياحة الدينية أو الترفيهية أو البيئية.
ولفت، إلى أن الدولة المصرية بذلت جهدًا كبيرًا لتنفيذ هذا المشروع حتى الآن، بداية من تطوير مطار سانت كاترين، وتحويله لمطار دولى يضم صالة ركاب كبيرة تليق بمكانة المدينة، وكذا العديد من المشروعات الأخرى مثل الحى السكنى الجديد بالزيتونة، مضيفًا أن حجم الغرف السياحية والفندقية التى سيتيحها المشروع تتجاوز 1000 غرفة، لتكون المدينة مقصدًا سياحيًا مهمًا.
وأوضح المهندس هاني العسال، أن هذه البقعة الغالية على أرض مصر لها أهمية عالمية كبرى، فقد سجلت منظمة اليونسكو، منطقة سانت كاترين، كأحد مواقع التراث العالمى، وفى نفس الوقت هى "محمية طبيعية" طبقًا للقانون المصرى، وهو ما مثل تحديات فى تنفيذ أعمال التطوير، مع ضرورة أن تتماشى أعمال التطوير مع المعايير الموضوعة من خلال منظمة اليونسكو أو المعايير ذات الصلة بكونها محمية طبيعية، وبالتالى تم تصميم المبانى بحيث لا تطغى على الإطلاق على البُعد الطبيعى والتراثى ، وطبيعة تنسيق الموقع العام، وبحيث تكون جميعها مستوحاة من المكان الأصلى
وأشاد بحجم الانجاز الذى تم بالمشروع ليصل لحوالي 90%، فمن المتوقع بدء التشغيل التجريبي لـ 1,000 وحدة فندقية في أبريل المقبل، وهو ما يعد نقلة نوعية كبرى في ملف السياحة الدينية.