الصمت العقابى والإهمال.. فروق مختلفة ونصائح للتعامل
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
قال الدكتور محمد هاني أخصائي الصحة النفسية واستشاري العلاقات الأسرية، إن الصمت العقابي والإهمال هما سلوكين غير مرغوبين في التعامل مع الأطفال.
ومع ذلك، هناك اختلافات بينهما في الطبيعة والتأثير.
وأوضح أخصائي الصحة النفسية فى تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، نظرة على كل منهما وكيفية التعامل معهما:
. حلقت شعرها.. أسما شريف منير تثير ضجة من الكوافير| شاهد.. خلي بالكم.. دودة في الرنجة تسبب سرطان المريء
الصمت العقابي: يشير الصمت العقابي إلى استخدام الصمت كوسيلة للعقاب أو التأديب. على سبيل المثال، قد يتم تجاهل الطفل تمامًا بعد ارتكابه سلوكًا غير مرغوب، دون توجيه له أي تعليمات أو توضيح للسلوك الصحيح. قد يشعر الطفل في هذه الحالة بالإهانة والإحباط وقد يؤدي ذلك إلى تدهور العلاقة بين الطفل والشخص الذي يمارس الصمت العقابي.
نصائح للتعامل مع الصمت العقابي
للتعامل مع الصمت العقابي، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
استخدمي التوجيه الإيجابي والتفاعل مع الطفل بشكل واضح ومحدد.
قدمي توجيهات وتعليمات واضحة للسلوك المرغوب، وحاولي توجيه انتباه الطفل إليه.
استخدمي نظام التعزيز الإيجابي لتعزيز السلوك المرغوب وتحفيز الطفل على اتباعه.
تحدثي إلى الطفل بشكل هادئ ومتعاطف لتوضيح تأثير الصمت العقابي على مشاعره والتأكيد على أنك تهتم به.
الإهمال: يشير الإهمال إلى عدم تلبية احتياجات الطفل الأساسية بشكل مناسب، سواء كانت احتياجات في الرعاية الجسدية أو العاطفية أو الاجتماعية. يمكن أن يشمل الإهمال عدم توفير الغذاء الكافي والمناسب، أو عدم توفير الرعاية الصحية، أو عدم تلبية احتياجات الحنان والتفاعل العاطفي.
للتعامل مع الإهمال، يجب اتخاذ الإجراءات التالية:
إبلاغ الجهات المختصة في حالة الإهمال الجسدي أو العاطفي. يمكن الاتصال بخط المساعدة المحلي أو جهة الاحتياجات الخاصة بالأطفال للحصول على المساعدة اللازمة.
توفير بيئة آمنة وداعمة للطفل في المنزل والمدرسة والمجتمع.
تقديم الرعاية الجسدية والعاطفية الكافية للطفل وتلبية احتياجاته الأساسية.
بشكل عام، يجب أن يتم التعامل مع السلوكين السلبيين بشكل إيجابي وفعال. إليك بعض النصائح العامة للتعامل معهما:
التواصل الفعّال: استخدم الاتصال الفعّال للتواصل مع الطفل وتوجيهه. تحدث بصوت واضح وهادئ، واستخدم لغة بسيطة ومفهومة. حاول أن تكون صبورًا ومتعاطفًا واستمع بشكل فعّال إلى ما يقوله الطفل.
تحديد الحدود والقواعد: قم بتحديد حدود وقواعد واضحة للسلوك المقبول والغير مقبول. قدم توجيهات وتعليمات واضحة للطفل حول ما يمكنه فعله وما هو غير مقبول. تأكد من أن القواعد معروفة ومفهومة للطفل.
التعزيز الإيجابي: استخدم نظامًا للتعزيز الإيجابي لتعزيز السلوك المرغوب. قم بمكافأة وتشجيع الطفل عند اتباعه للسلوك المناسب وتحقيق التقدم. يمكن أن تكون المكافآت عبارة عن كلمات إشادة، أو وقت إضافي للعب، أو مكافأة صغيرة.
التدريب على المهارات الاجتماعية: قم بتدريب الطفل على المهارات الاجتماعية والتعاطفية، مثل التعبير عن المشاعر بشكل صحيح وحل النزاعات بطرق بناءة. قدم له نماذج إيجابية للتصرف والتعامل مع الآخرين.
الاهتمام والتفاعل العاطفي: قدم الاهتمام والتفاعل العاطفي للطفل. كن حاضرًا في حياته وأظهر له الاهتمام والحنان. قم بإنشاء بيئة داعمة ومحفزة للنمو الإيجابي.
البحث عن مساعدة إضافية: إذا استمرت مشكلة السلوك السلبي وتعذر التعامل معها بشكل فعال، فقد تكون هناك حاجة إلى البحث عن مساعدة إضافية من أخصائيين في التربية أو الصحة النفسية.
مهما كان السلوك السلبي الذي تواجهه، يجب أن تكون العواطف المشجعة والتوجيه الإيجابي هما الأساس في التعامل معه. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتغيير السلوك، لذا يجب أن تكون صبورًا وثابتًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصمت التعامل مع للتعامل مع أن تکون
إقرأ أيضاً:
تحفة تاريخية في خطر.. قصر شامبليون كنز آثري يسوده الإهمال
وسط كتلة من المباني القديمة في قلب وسط البلد، يقف القصر المهجور المعروف خطأً باسم “قصر شامبليون” شاهدًا صامتًا على سنوات من الإهمال، رغم كونه واحدًا من أهم التحف المعمارية التي تعود لعصر الأسرة العلوية.
ورغم تميزه بطراز نادر وموقع استراتيجي في قلب العاصمة، فإن القصر ما يزال خارج دائرة الاهتمام، تتآكل ملامحه يومياً، بينما تتصاعد التساؤلات حول أسباب تجاهل إعادة إحيائه أو استثماره.
وفي هذا السياق، يكشف الخبير الأثري مجدي شاكر حقائق تاريخية حول القصر ومسيرته منذ تأسيسه وحتى وصوله إلى هذا الوضع.
قال كبير الآثريين مجدي شاكر في تصريحات صحفية خاصة لموقع صدى البلد إن ما ويعرف شعبيًا باسم قصر شامبليون هو في الحقيقة تسمية خاطئة تمامًا، موضحًا أن القصر لا يمت بصلة للعالم الفرنسي شامبليون، وإنما هو القصر التاريخي للأمير سعيد باشا حليم، حفيد محمد علي باشا.
وأكد شاكر أن حكاية هذا القصر ترجع إلى عام 1895 حين قرر الأمير سعيد باشا حليم بناء قصر يهديه لزوجته، مشيرًا إلى أن مساحة القصر بلغت نحو 445 مترًا بخلاف الحدائق الواسعة التي أحاطت به، والتي وصلت بالمساحة الإجمالية إلى نحو 4781 مترًا قبل أن تختفي بسبب الزحف العمراني.
وأوضح أن تصميم القصر حمل بصمة المهندس الإيطالي الشهير أنطونيو لاشياك الذي وضع طابعًا معماريًا فريدًا يعتمد على الطراز الإيطالي “النيو باروك”، ليخرج القصر كتحفة معمارية تتكون من مبنى رئيسي ذي طابقين وبدروم، تتوزع على جانبيه جناحات متماثلة، فضلًا عن الزخارف الهندسية الرفيعة والنياشين الممهورة بالحروف الأولى للأمير.
وقال شاكر إن الشائعات الأكثر تداولًا تزعم أن زوجة الأمير رفضت السكن في القصر، لكنه شدّد على أن الواقع التاريخي يشير إلى أن الأمير نفسه لم يكن قادرًا على الإقامة فيه بسبب توليه منصب الصدر الأعظم للدولة العثمانية في إسطنبول بين عامي 1913 و1916، ثم نفيه ومصادرة أمواله خلال الحرب العالمية الأولى نتيجة موقفه الرافض للاحتلال.
وأشار شاكر إلى أن القصر ظل بمصير مجهول حتى عام 1934 حين أصدر الملك فؤاد الأول قرارًا بتحويله إلى مدرسة تابعة لوزارة المعارف تحت اسم “المدرسة الناصرية”، قبل أن تغلق لاحقًا ويهجر المبنى، وتبدأ عملية طمس ممنهجة لتاريخه، وتلتصق به مسميات غير صحيحة.
وكشف أن القصر مسجل كأثر بالفعل، وصدر قرار رسمي عام 2002 بتحويله إلى متحف، إلا أن الخطوة لم تنفذ ، ليظل المبنى في حالة إهمال رغم قيمته الفنية والتاريخية.
وأضاف شاكر أن الأمير سعيد باشا حليم انتهت حياته نهاية مأساوية عام 1921 بعد اغتياله في روما برصاص شخص أرمني، وفارق الحياة أثناء نقله إلى المستشفى.
واختتم مجدي شاكر تصريحاته بالتأكيد على ضرورة إعادة إحياء القصر، مقترحًا أن يتم تحويله إلى متحف كما كان مخططًا، أو استثماره كمركز ثقافي للفنون والعروض، أو حتى فندق بوتيك بما يليق بموقعه الفريد في قلب وسط البلد وقيمته المعمارية النادرة.