ملحمة وسط الخرطوم: الهروب الجماعي (3)
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
ثلاثة اسباب اساسية تفسر تعجيل هروب مليشيا آل دقلو الارهابية من الخرطوم ، حيث فوجىء سكان جنوب وشرق الخرطوم مساء الاثنين 22 مارس وصباح الثلاثاء بأفواج من المليشيا تغادر ارتكازاتها و مواقع تحصيناتها فى أكبر عملية هروب ، ولم يكن ذلك مفاجئاً للمتابعين:
وأول الأسباب ، هو غياب القيادة أو القدرة على القيادة أو نقص الكفاءة القيادية ، أو كل هذه الأسباب مجتمعية ، فقد فقدت المليشيا كل قيادة الصف الاول والثاني والثالث ، ويقاتلون الآن بمجموعات ذات ولاءات قبلية ، لقد هلك فى معركة القصر اغلب أبناء الماهرية الذين اعدوهم للمواقف الحرجة ، وهذه الضربة الخامسة لهم ، واولها فى سركاب ثاني أيام الحرب 16 ابريل 2023م ، وثانيها فى السوق الشعبي ام درمان يونيو 2023م ، وثالثها فى الكدرو والحلفايا ، ورابعها فى مصفاة الجيلى والخامسة فى القصر الجمهوري ، دون ان ننسى خسائرهم فى معركة ام القرى بالجزيرة.
وثاني الأسباب الضغط العسكري والميداني وضيق خيارات المناورة ، فالمليشيا اصبحت محصورة فى مساحة لا تتجاوز 10 كيلو مترات فى كل الاتجاهات ، ومحصورة بين نهرين ، وجسر واحد فى مقابل عدة متحركات ، ومع غياب الفزع والدعم والافتقار لأى هدف عسكري ، اختاروا الهروب وبأقل ما يملكون..
والسبب الثالث هو حجم الخسارة العسكرية والبشرية والمعدات فى وسط الخرطوم ، والصدمة النفسية بعد معركة القصر الجمهوري ومخاوف تكرار ذات نتائج حصار الإذاعة وتحرير مدني ومصفاة الجيلي وملحمة القصر الجمهوري ، ومخاوف إغلاق جسر جبل أولياء..
ومع استمرار إستهداف مناطق سيطرة المليشيا بالمسيرات والقصف المركز والتتبع التقني وتحطيم كل قدرات العدو ، مما افقده القدرة على التركيز أو ابتدار أى تحركات عسكرية ، لقد انهاروا تماماً ..
ومن المهم الإنتباه إلى طريقة الهروب والمغادرة:
– عربات قتالية – بعضها جديدة – ربما جزء من الدعم الاخير أو عربات حراسة القيادة..
– لم تتمكن عربات الذخيرة أو الوقود أو التشوين عبور جسر جبل اولياء ، وتجمعت اغلبها فى منطقة طيبة الحسناب..
– ترك الأسلحة والذخائر فى ارتكازات المليشيا ، وحرق بعضها ، كلها إشارات إلى حال يائس باحث عن نجاة بأسرع فرصة..
تبقت للمليشيا فى الخرطوم جيوب صغيرة ، منها مجموعة المطار وشارع الستين وهذه العناصر فى رأى تهدف إلى تأخير تحركات الجيش إلى حين ضمان خروج أغلب القيادات من الخرطوم..
وخاصة أن غالبيتهم من عناصر المتعاونين مع المليشيا..
خلال أيام ستكون الخرطوم خالية من مليشيا آل دقلو الارهابية إن شاءالله ، ولذلك قيمة سياسية واقتصادية وبعد إجتماعي ، اما القيمة الأكبر ، فهى الهدف العسكري ، حيث تنطلق جيوش متعددة ناحية اهداف أخرى واسناد محطات اخرى حتى تحرير آخر شبر من وطننا..
حفظ الله البلاد والعباد..
ابراهيم الصديق على
26 مارس 2025م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القصر الجمهوری
إقرأ أيضاً:
ارتياح في الشارع السوداني واحتفالات للأهالي بعد إعلان الجيش السيطرة على الخرطوم.. البرهان من داخل القصر الجمهوري: الخرطوم حرة.. وميليشيا الدعم السريع تكبدت خسائر فادحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت الساعات الأخيرة انهيارًا لقوات الدعم السريع في كامل العاصمة السودانية، وسيطر الجيش الوطني على القصر الجمهوري في الخرطوم بعد سيطرة.
وحط “البرهان” بطائرته الخاصة داخل مطار الخرطوم، لأول مرة منذ اندلاع القتال مع قوات الدعم السريع.
وسيطر الجيش السوداني على معسكر طيبة، آخر قواعد قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم، وأعلن البرهان استعادة القوات المسلحة السودانية السيطرة على العاصمة الخرطوم بالكامل.
وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان من داخل القصر الجمهوري، أن الخرطوم أصبحت حرة، معلنًا استعادة السيطرة على الخرطوم من الدعم السريع.
وشهد الشارع السوداني ارتياحا كبيرًا ، بعد إعلان الثورات المسلحة السودانية السيطرة على العاصمة، وخرجت مسيرات في الخرطوم، احتفالا وفرحا بانتصارات الجيش، بعد أن اختفت ميليشيا الدعم السريع في العاصمة السودانية، وفرت من معظم مناطق أم درمان.
وأعلن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، من داخل القصر الجمهوري، أن الأمر انتهى والخرطوم تحررت من الدعم السريع، مؤكدًا إن الخرطوم حرة.
وسيطر الجيش السوداني على معسكر طيبة، آخر قواعد قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم.
وفي وقت سابق، أعلن قائد عمليات الخرطوم أن قوات الجيش تتقدم في شرق الخرطوم، متابعا أنها تمكنت من عبور جسر المنشية وتمشيط المنطقة الشرقية للجسر بالكامل.
ولفت الجيش السوداني إلى أنه كبد ميليشيا الدعم السريع، خسائر فادحة في المعدات والأرواح، في منطقة الباقير.
كما أعلنت القوات المسلحة السودانية تقدم قواتها بسلاح المدرعات في مدينة الخرطوم وأنها سيطرت على مقر الدفاع الجوي بالخرطوم.
وتستمر الحرب في السودان منذ نحو عامين مخلفة عشرات آلاف القتلى، كما أدت إلي نزوح ما يزيد عن 12 مليون شخص، بينما يواجه أكثر من 100 ألف شخص خطر المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.
ويتقاسم طرفا النزاع السيطرة على مناطق مختلفة، إذ يمسك الجيش بالشمال والشرق، في حين تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور و أجزاء من الجنوب.