أزمة السكن في أوروبا: هل تجد دول الاتحاد الحل؟
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
تسارع الاتحاد الأوروبي لإيجاد حلول فعالة لأزمة السكن المتفاقمة، مع ارتفاع الأسعار ونقص المعروض، مما يجعل الحصول على منزل أمراً بالغ الصعوبة للكثيرين.
أكد دان يورجنسن، المفوض الأوروبي للطاقة والإسكان، في حديثه لـ"يورونيوز" على أهمية تعزيز الاستثمارات في قطاع الإسكان وتقليل العقبات الإدارية التي تعرقل بناء مزيد من الوحدات السكنية، مشيرًا إلى أن القيود التنظيمية الحالية تفاقم الأزمة السكنية في أوروبا.
وتشير بيانات "يوروستات" إلى أن أسعار العقارات في أوروبا شهدت ارتفاعًا حادًا بين عامي 2010 و2023، حيث قفزت بنسبة 48%، في حين ارتفعت إيجارات المساكن بنسبة 22%. وزاد الأمر تعقيدًا مع ارتفاع تكاليف البناء بنسبة 52% خلال الفترة ذاتها، ما جعل امتلاك أو استئجار منزل أكثر صعوبة لكثير من الأوروبيين.
لمواجهة هذا التحدي المتفاقم، أطلقت المفوضية الأوروبية، بالتعاون مع البرلمان الأوروبي والجهات المعنية، نقاشًا موسعًا في بروكسل لاستكشاف حلول على المستوى القاري، تشمل:
توسيع مشروعات الإسكان الاجتماعي بتمويل أوروبي.
معالجة نقص العمالة في قطاع البناء عبر منصة توظيف أوروبية موحدة.
إعادة النظر في تأثير تأجير العقارات قصيرة الأمد على سوق الإسكان.
قال باري كوين، عضو البرلمان الأوروبي، في مؤتمر أزمة السكن: يجب اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن التخطيط وقواعد المساعدات الحكومية لحل أزمة توفير المساكن.تأجير العقارات السياحية... أزمة خفية؟أصبح تأجير العقارات قصيرة الأمد، الذي يمثل نحو ربع إجمالي الإيجارات السياحية، محور جدل متزايد. فبينما يرى البعض أنه يوفر فرصة اقتصادية لأصحاب العقارات، يحذر آخرون من تحوله إلى نشاط تجاري بحت يؤدي إلى تراجع أعداد المساكن المتاحة للسكان المحليين، ويدفعهم إلى مغادرة مدنهم.
وحول هذا الجدل، قال يورجنسن: "سندرس بالتأكيد تأثير هذه الإيجارات، فهي توفر للبعض فرصة للإقامة المؤقتة أو دخلًا إضافيًا، لكنها في الوقت ذاته تسبب مشكلات كبيرة في بعض المدن".
Relatedكيف تحولت مدينة جيني المالية من جوهرة تستقطب السياح إلى مدينة تسكنها الأشباح؟ وفي فرنسا أيضا أزمة سكن.. 15 مليون فرنسي دون سقف يأويه أو في بيوت ضيقة أو دون تدفئةأزمة السكن تتفاقم في أوروبا وتزداد حدة في إسبانيا... والشباب الفئة الأكثر تضررًالا حلول سريعة للأزمةلمعالجة هذه الأزمة، شكّل البرلمان الأوروبي لجنة خاصة لدراسة أوضاع الإسكان، ومن المتوقع أن تقدم توصياتها خلال عام. لكن وفقًا لرئيسة اللجنة، إيرين تينالي، لا يمكن اعتماد حل موحد، إذ تختلف التحديات من دولة إلى أخرى.
وأوضحت تينالي أن "في بعض المناطق تكمن المشكلة في ارتفاع الطلب، بينما تعاني مناطق أخرى من نقص المعروض. كما أن بعض المدن بحاجة إلى إعادة تأهيل بنيتها التحتية بدلًا من التوسع في البناء الجديد".
ومع ارتفاع متوسط عمر الشباب عند مغادرتهم منازل والديهم من 26 إلى 28 عامًا بين عامي 2007 و2019، تبقى أزمة السكن واحدة من أعقد التحديات التي تواجه أوروبا، لا سيما وأن السياسات الإسكانية ليست ضمن الاختصاصات المباشرة للاتحاد الأوروبي، مما يحدّ من قدرته على التدخل الحاسم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أزمة السكن تتفاقم في أوروبا وتزداد حدة في إسبانيا... والشباب الفئة الأكثر تضررًا متظاهرون يتصدون لمحاولة طرد أحد المستأجرين من حيّ تاريخي في برشلونة كم راتبًا تحتاج لاقتناء منزل في أوروبا؟ إسكانالمفوضية الأوروبيةالبرلمان الأوروبيسوق عقاريةإیر بی أن بیالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب فرنسا واشنطن الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية إيلون ماسك دونالد ترامب فرنسا واشنطن الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية إيلون ماسك إسكان المفوضية الأوروبية البرلمان الأوروبي سوق عقارية إیر بی أن بی دونالد ترامب فرنسا واشنطن الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية إيلون ماسك وسائل التواصل الاجتماعي أطفال اسطنبول تركيا غرينلاند الدنمارك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني یعرض الآنNext أزمة السکن فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
"أوروبا يجب أن تثبت قوتها"... قمة باريس تبحث نشر قوات في أوكرانيا
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أوروبا قادرة على الدفاع عن نفسها، داعيًا إلى إثبات ذلك خلال قمة استضافتها باريس يوم الخميس، حيث اجتمع القادة الأوروبيون لمناقشة سبل دعم كييف في جهودها للوصول إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا.
في ظل الجهود المتزايدة لدعم أوكرانيا وتعزيز الأمن الأوروبي، استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قادة قرابة 30 دولة إلى جانب كبار مسؤولي الناتو والاتحاد الأوروبي. وخلال هذا الاجتماع، ناقش القادة مقترحات لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا بالتزامن مع أي اتفاق سلام محتمل، وذلك ضمن إطار تشكيل ما أُطلق عليه "تحالف الراغبين".
ويأتي هذا الاجتماع ضمن مساعٍ أوسع لوضع أسس لضمانات أمنية طويلة الأمد، إذ تهدف الدول المشاركة إلى تحويل الجيش الأوكراني إلى خط الدفاع الأول ضد أي عدوان مستقبلي، في ظل تصاعد التهديد الروسي.
وفي سياق هذه الجهود، تتصدر كل من فرنسا والمملكة المتحدة المبادرات الرامية إلى بناء تحالف من الدول المستعدة لدعم نشر قوات أوروبية مسلحة في أوكرانيا. ويهدف هذا التحالف إلى فرض السلام ومنع روسيا، التي تدخل حربها الشاملة ضد أوكرانيا عامها الرابع، من شن أي هجوم جديد.
ماكرون يؤكد على ضرورة إحلال السلام في أوكرانيا وأوروباماكرون: القوة الأوروبية ستكون ردعًا لروسيا وليست قوة هجوميةفي توضيحه لموقف بلاده، أكد ماكرون يوم الأربعاء أن القوات المقترحة يمكن أن تنتشر في "مدن رئيسية وقواعد استراتيجية" داخل أوكرانيا، مشددًا على أنها ستكون جاهزة للرد على أي هجوم روسي محتمل.
وأضاف: "إذا حدث عدوان شامل جديد ضد الأراضي الأوكرانية، فستكون هذه القوات الأوروبية في مواجهة مباشرة معه، وسينطبق عليها إطارنا المعتاد للرد العسكري".
لكنه شدد في الوقت ذاته على أن هذه القوات لن تكون في الصفوف الأمامية ولن تشارك في القتال المباشر، بل ستكون موجودة هناك لضمان استقرار دائم، مؤكدًا: "نحن لا نذهب إلى الحرب، لكننا هناك للحفاظ على السلام. هذه مقاربة سلمية. أما الجهة الوحيدة التي قد تشعل الصراع، فهي روسيا، في حال قررت شن عدوان جديد".
بالتزامن مع انعقاد قمة باريس، تتصاعد الجهود الدولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوة نحو إنهاء القتال.
واعتبرت الاتفاقيات التي توسطت فيها الولايات المتحدة لحماية الشحن البحري في البحر الأسود ووقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة خطوة أولى نحو تحقيق السلام، إلا أن الخلافات بين موسكو وكييف لا تزال قائمة، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الاتفاقات.
Relatedماكرون يعلن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 2 مليار يورو قصف روسي عنيف يشعل حرائق جنوب أوكرانيا ويخلّف إصابات وأضرارا جسيمةبين بوتين وكيم ودّ لا ينقطع.. زعيم كوريا الشمالية يؤكد دعمه الغزو الروسي لأوكرانيارغم جهود التهدئة.. الحرب لا تزال مستعرةورغم المساعي الدبلوماسية المستمرة، لا يزال القتال محتدمًا على الأرض. فقد أفادت وسائل إعلام أوكرانية يوم الخميس بأن الهجمات الروسية أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة العشرات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
من جانبه، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن هذه الهجمات تمثل دليلًا إضافيًا على ضرورة استمرار العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد موسكو، محذرًا من أن أي تخفيف للضغط على روسيا قد يؤدي إلى تصعيد جديد في الحرب.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية روسيا تستهدف ميناء ميكولايف الأوكراني في البحر الأسود بعد ساعات من إعلان هدنة بحرية باريس تحتضن الخميس قمة مصيرية لدعم أوكرانيا.. ماذا نعرف عن "تحالف الراغبين"؟ الاتحاد الأوروبي يدرس مصير الأصول الروسية المجمدة وسط مخاوف قانونية الغزو الروسي لأوكرانيافولوديمير زيلينسكيإيمانويل ماكرونحلف شمال الأطلسي- الناتوتحالف دوليالحرب في أوكرانيا