عهد جديد للسياحة في السعودية
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
البلاد – جدة
دخلت المملكة عهد السياحة العالمية بمشاريع كبرى، أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تباعًا؛ ليؤكد المضي قدمًا في وضع السعودية على قمة الدول السياحية، حيث أعلن في وقت سابق، عن تصاميم مدينة” ذا لاين”، التي تتمحور حول الإنسان، وتمثل نموذجًا عالميًا رائدًا يحقق الاستدامة ومثالية العيش بالتناغم مع الطبيعة.
وتعكس تصاميم مدينة“ ذا لاين”، ما ستكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً في بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتسهم في المحافظة على 95% من أراضي نيوم للطبيعة، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%؛ لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلاً من أولوية النقل والبنية التحتية، كما في المدن التقليدية. ومن أهم مواصفات مدينة “ذا لاين”، أن عرضها يبلغ 200 متر فقط على امتداد 170 كيلو مترًا، وارتفاعٍ يبلغ 500 متر فوق سطح البحر.
وستُبنى المدينة على مساحة لا تتجاوز 34 كيلو مترًا مربعًا وستتسع لنحو 9 ملايين نسمة، وهو أمر غير مسبوق تمامًا في مدنٍ بهذا الحجم. وهذا بدوره، يقلل من تمدد البنية التحتية، ويعزز من كفاءة واستدامة المدينة على نحوٍ مميز. كما أن مناخها المثالي على مدار العام سيؤمن للسكان الاستمتاع بالطبيعة عند التنقل سيرًا على الأقدام.
وتتيح“ ذا لاين” لجميع السكان إمكانية الوصول إلى جميع المرافق والخدمات في غضون 5 دقائق، إضافة إلى وجود قطار فائق السرعة يصل بين طرفي المدينة خلال 20 دقيقة.
وقال سمو ولي العهد رئيس مجلس إدارة نيوم لحظة إطلاقه التصاميم:” عند إطلاقنا ذا لاين، وعدنا بإعادة تعريف مفهوم التنمية الحضرية، من خلال تطوير مجتمعات يكون الإنسان محورها الرئيس، واليوم ذا لاين تحقق مثالية العيش، وتعالج التحديات الملحة التي تواجه البشرية. هذه التصاميم الاستثنائية توضح الهيكل الداخلي للمدينة متعددة الطبقات، وتعالج إشكاليات المدن الأفقية التقليدية المنبسطة، محققة بذلك التناغم التام بين التنمية الحضرية والحفاظ على الطبيعة بكل مواردها”. وأضاف سموه:” لا يمكننا تجاهل أزمة البيئة وكذلك أزمة طريقة الحياة اللتين تواجهان مدن العالم؛ لذا نسعى في نيوم أن نكون في طليعة من يقدمون حلولاً جديدة ومبتكرة. ونحن اليوم عازمون على تنفيذ فكرة البناء إلى الأعلى، من خلال فريق عمل تقوده نيوم إضافة إلى مجموعة من ألمع العقول في الهندسة المعمارية والبناء على مستوى العالم”.
وتابع قائلاً:” مشروع نيوم أحد المشاريع المهمة في رؤية 2030، وتعد ذا لاين تأكيدًا على التزامنا الراسخ بتقديم مشروع إلى العالم أجمع، حيث إن نيوم هي مكان للحالمين بغدٍ أفضل، وفيها سيضع الجميع بصمتهم الابتكارية والإبداعية”.
وتقدم مدينة” ذا لاين” نهجًا جديدًا لتصميم المدن، الذي يركز على مفهوم “انعدام الجاذبية”، حيث يعني ذلك توزيع وبناء مكونات المدينة على شكل طبقات عمودية، ما يتيح للناس إمكانية التحرك في الاتجاهات الثلاثة (إلى الأعلى، وإلى الأسفل، وكذلك بشكل أفقي في كل جانب).
وعلى عكس مفهوم المباني الشاهقة، تُسهل هذه الفكرة عملية التنقل بين مواقع الاحتياجات اليومية، من أماكن عمل، ومدارس، وحدائق، ومنازل في غضون خمس دقائق. ويغطي جانبا المدينة الخارجيين أسطح زجاجية وهي عبارة عن مرايا عاكسة تمنحها طابعًا فريدًا، وتسمح لتفاصيلها بالاندماج مع الطبيعة. في حين تم تصميم المساحات الداخلية بطرق مبتكرة، لخلق تجارب غير عادية ولحظات لا تنسى، من خلال فريق من المعماريين والمهندسين المشهورين عالميًا الذين يعملون مع فريق نيوم بشكل مستمر.
وسيجد الإنسان في مدينة ذا لاين إيقاع حياة جميلة، تعج بالحراك البشري بعيدًا عن عوادم السيارات والطرق المعبدة وانبعاثات الكربون؛ لتلبي احتياجاته المعيشية بأساليب عصرية متطورة وسط طبيعة هادئة بكل مكوناتها البيئية، وتزخر على امتداد 170 كم بعناصر طبيعية وحيوية مختلفة تجتمع فيها نِعم الله: الماء، والهواء، والشمس، وهي عناصر يتأثر بها الإنسان في حياته، ويطوع استخداماتها له من أجل استقرار معيشته، وإذا اجتمعت في لحظة جميلة فهي مصدر للإلهام والتفكر الممزوج بصفاء النفس في ملكوت الله الواسع.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: ذا لاین
إقرأ أيضاً:
"مدينة تطوان الجديدة: 1860- 1956"... مؤلف يسلط الضوء على الإرث المعماري للحمامة البيضاء
احتضن المعرض الدولي للكتاب وتحديدا رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج لقاء لتقديم الترجمة الفرنسية لكتاب « مدينة تطوان الجديدة: 1860 – 1956 » للباحث مصطفى أقلعي ناصر، وذلك بحضور نوعي للعديد من الفعاليات الثقافية والإعلامية.
تميز اللقاء بالحوار الذي تولى إدارته محمد المطالسي، والذي أعد استهلال كتاب « مدينة تطوان الجديدة: 1860 – 1956 « ، تناول بالخصوص الدواعي الكامنة وراء تأليف هذا الكتاب التي وصفها صاحبه مصطفى أقلعي ناصر بـ » المغامرة ».
وأوضح أن إقدامه على إنجاز هذا الكتاب، الذي ترجمه من الإسبانية إلى الفرنسية ذ.رشيد برهون، يندرج في إطار مساهمته في تسليط الضوء على الإرث المعماري والهندسي لمدينة تطوان وإعادة الاعتبار لهذا التراث وتثمينه، فضلا عن التعريف بمميزاته وخصائصه الجمالية والوظيفية وأبعاده على المستوى الثقافي والمعماري، خلال الفترة الممتدة ما بين 1860 و1956.
وفي إطار المحافظة على هذا التراث المعماري والحضاري، اقترح الباحث مصطفى أقلعي ناصر، إحداث إطار على شكل مؤسسة تتولى مهام الاضطلاع بصيانة هذا التراث الثقافي المهم والحيلولة دون تعرضه للإهمال أو الهدم. وفي استهلال هذا المؤلف كتب ذ. محمد المطالسي بأنه خلال 43 سنة من الحماية الإسبانية بشمال المغرب، كانت هذه المنطقة أرض استقبال تأسر الخيال على مستوى المعمار الحضري، موضحا أن الهندسة المعمارية بهذه المنطقة الشمالية للمملكة، تترنح ما بين الحداثة والتقليد، وتتأرجح ما بين عالمين.
أما ذ.مصطفى أقلعي ناصر فكتب في مقدمة مؤلفه، بأن الطابع الاستشراقي الإسباني، يتضح من خلال رحلة الإسباني غودى إلى كل من طنجة وتطوان، وهو ما تولد عنه إبداعات معمارية فريدة، برهنت عن غنى المعمار في هذه الفترة.
وتوقف عند بعض النماذج البارزة التي تجسدت في ألوان وأشكال مهندسين معماريين إسبان، والتي لازالت تزخر بها مواقع بمدينة الحمامة البيضاء.
وأشار إلى أن التحول الحضري لتطوان خلال الفترة الاستعمارية ما بين 1912 و1956 تميز ببداية قصة خلابة، غير أنه بعد وضع اليد على تطوان خلال سنتين ( 1860-1862 )، تلاها التنظيم العسكري للمدينة، شكل في حقيقة الأمر مراوحة ما بين التنظيم والفوضى.
ومن جهة أخرى لاحظ صاحب الكتاب، بأن أسلوب البناء المعماري للمدينة الجديدة لتطوان، متنوع، مما جعله نظير لوحة فنية تجريدية، تمزج ما بين مختلف الحضارات مقترحا رحلة جذابة مشوقة، تأخذ القارئ إلى مختلف مراحل التطور الحضاري والعمراني لتطوان، نتيجة التأثير الإسباني، وكان ذلك مقدمة لتعمير ذي طابع عسكري.
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب يقع في 161 صفحة من الحجم المتوسط، صدر بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج.