الثورة نت:
2025-05-03@00:08:36 GMT

خطاب الرئيس في ذكرى الصمود

تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT

 

 

في سياق الصراع المستمر بين المركز الإمبريالي والأطراف الواقعة تحت سطوته، يبرز خطاب الرئيس مهدي المشاط، بوصفه تحدياً مباشراً للهيمنة الأمريكية في المنطقة. هذه المواجهة ليست مجرد ردّ فعل على قرارات سياسية ظرفية، بل هي انعكاس لبنية الصراع الطبقي على المستوى العالمي، حيث تمارس الإمبريالية آلياتها القمعية لفرض التبعية، بينما تتشكل حركات المقاومة كردّ موضوعي على هذا القمع.


لا يمكن النظر إلى قرارات الإدارة الأمريكية تجاه اليمن بمعزل عن موقع الولايات المتحدة كقوة إمبريالية تسعى إلى إعادة إنتاج سيطرتها على النظام العالمي. العقوبات التي تفرضها واشنطن ليست سوى أداة من أدوات الحرب الاقتصادية التي تهدف إلى عرقلة القوى التي تخرج عن نطاق سيطرتها. وكما هو الحال مع العقوبات المفروضة على كوبا، فنزويلا، وإيران، فإنّ الهدف النهائي هو تدمير أي نموذج مقاوم للهيمنة الأمريكية، سواء كان عسكرياً، اقتصادياً، أو حتى رمزياً.
الخطاب السياسي الصادر عن صنعاء يقرأ هذه الحقيقة بوضوح، إذ يربط بين العقوبات المفروضة عليها وبين محاولات واشنطن لحماية الكيان الصهيوني، باعتباره وكيلها الاستعماري في المنطقة.
العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست فقط تحالفاً استراتيجياً، بل هي علاقة بين قوة إمبريالية عالمية وقاعدة متقدمة لها داخل الشرق الأوسط، تستمد شرعيتها من استمرار العدوان الاستيطاني على الأرض الفلسطينية ومنع أي تهديد محتمل لهذه الهيمنة.
إنّ خطاب المشاط لا يتحدث فقط عن العقوبات كإجراء قانوني، بل يفكك البنية الكاملة للمنظومة الإمبريالية، موضحاً كيف أنّ الولايات المتحدة لا تتوانى عن التضحية بمصالح الشعوب الأخرى خدمةً لمصالحها الإمبريالية. يشير المشاط إلى أن اليمن ينسق مع “جهات تعتمد على الصادرات الأمريكية” للتخفيف من آثار العقوبات، فهو بذلك يشير إلى محاولة استخدام الاقتصاد كأداة مقاومة، مما يعكس وعياً بأهمية فك الارتباط بالنظام الاقتصادي الرأسمالي المهيمن، أو على الأقل تقليل الاعتماد عليه.
وهذا يتماشى مع فكرة “التنمية المستقلة” التي نظّر لها اقتصاديون ماركسيون مثل سمير أمين، حيث لا يمكن لأي دولة أو حركة مقاومة أن تتحرر سياسياً دون أن تمتلك الحدّ الأدنى من الاستقلال الاقتصادي. السياسة الأمريكية تجاه صنعاء هي امتداد لنفس النموذج الذي طُبّق ضد التجارب الاشتراكية في القرن العشرين، حيث يتم تجويع الشعوب الثائرة، وفرض الحصار عليها، لخلق حالة من الانهيار الداخلي تدفعها إما إلى الخضوع، أو إلى مواجهة شاملة لا تستطيع الاستمرار فيها على المدى البعيد.
من أبرز النقاط في خطاب المشاط هو استدعاء التاريخ كمصدر للشرعية السياسية. إذ يذكّر واشنطن بأنّ اليمن “كان ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المتجبرة”، وهو استدعاء يحمل بُعداً أيديولوجياً يعكس فهم الصراع كجزء من استمرارية تاريخية.
في الفكر الماركسي، لا يعتبر التاريخ مجرد سجلّ للأحداث، بل هو سجلّ لصراعات القوى الاجتماعية، وهو ما يبدو حاضراً في هذا الخطاب الذي يضع المواجهة مع الولايات المتحدة ضمن سياق تاريخي طويل من مقاومة اليمن للهيمنة الخارجية.
هذا الاستدعاء للتاريخ هو أيضاً محاولة لإنتاج وعي طبقي ووطني في آنٍ واحد، حيث يتم تقديم الصراع ليس فقط على أنّه صراع بين دولتين، بل بين مشروع تحرري ومشروع استعماري عالمي. وهذا يعكس وعياً بأهمية الأيديولوجيا في الحروب الحديثة، حيث لم يعد الصراع يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يمتد إلى الفضاء الرمزي والثقافي، وهو ما يتجلى في محاولة واشنطن فرض روايتها على العالم عبر أدواتها الإعلامية.
لم يقتصر خطاب المشاط على مهاجمة الولايات المتحدة، بل تضمّن أيضاً تحذيراً لمن أسماهم “المبتلين بمرض المسارعة”، في إشارة إلى الأنظمة العربية التي تسير في رَكْب التطبيع والتبعية.
ويمكن فهم هذا التحذير كجزء من صراع الطبقات الحاكمة ضد القوى المناهضة لها، حيث تعتمد الأنظمة الرجعية على الولاء للإمبريالية للحفاظ على مصالحها، مما يجعل أي حركة مقاومة تهديداً مباشراً لها.
يقدّم خطاب صنعاء نموذجاً لخطاب مقاومة يتجاوز كونه مجرّد ردّ فعل سياسي، ليصبح بياناً أيديولوجياً في وجه الإمبريالية العالمية. هذا الخطاب يعكس وعياً بأنّ المواجهة ليست مجرد صراع سياسي بين طرفين، بل هي جزء من الصراع العالمي بين الهيمنة الرأسمالية والقوى التي تسعى إلى التحرر منها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إيران تندد بالعقوبات الأمريكية وتتهمها بالتعدي على سيادة الدول

أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس، «بشدة العقوبات الأمريكية الجديدة التي فُرضت على أشخاص طبيعيين واعتباريين في إيران وعدد من الدول الأخرى، بذريعة التعاون مع إيران في مجالات اقتصادية وتجارية متعددة».

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، إلى استمرار السياسات العدائية وغير القانونية واللاإنسانية التي تنتهجها أمريكا ضد الشعب الإيراني، معتبراً أن هذه العقوبات الجائرة تشكّل انتهاكاً صريحاً للمبادئ والقواعد الأساسية للقانون الدولي، بما في ذلك معايير حقوق الإنسان، حسب وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».

وأضاف البيان أن «العقوبات التي أُعلنت خلال الأيام الأخيرة ضد شركات وأفراد إيرانيين وغير إيرانيين، بذريعة وذرائع مختلفة، تمثل دليلاً واضحاً على إصرار صانعي القرار في واشنطن على خرق القوانين الدولية والتعدي على حقوق ومصالح الدول الأخرى، وسعيهم لعرقلة العلاقات الودية والمشروعة بين الدول النامية من خلال الإرهاب الاقتصادي».

ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، هذه العقوبات، التي صممت في إطار سياسة الضغوط القصوى الفاشلة والإجرامية ضد الشعب الإيراني العظيم، بأنها دليل آخر واضح على التوجه المتناقض لصنّاع القرار في أمريكا، وغياب حسن النية والجدية لديهم في السير على طريق الحلول الدبلوماسية.

وأكد بقائي أن «المسؤولية الكاملة عن التداعيات والآثار المدمرة الناجمة عن السياسات المتضاربة والتصريحات الاستفزازية للمسؤولين الأمريكيين تجاه إيران، تقع على عاتق الجانب الأمريكي».

وذكّر بالسجل الطويل للعداء الأمريكي تجاه الشعب الإيراني، والذي يشمل فرض العقوبات الاقتصادية وعرقلة مسار التنمية والتقدم العلمي والاقتصادي والتكنولوجي، وهو ما أسفر عن حالة من انعدام الثقة والشك العميق لدى الإيرانيين تجاه أمريكا، مؤكدا على إصرار الشعب الإيراني على الصمود في وجه سياسة الترهيب والضغوط، وعلى استخدام جميع الوسائل المتاحة لمواصلة طريق التقدم والكرامة الوطنية.

عقوبات أمريكية على 7 كيانات إيرانية

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أمس الأربعاء، فرض عقوبات على 7 كيانات وسفينتين بزعم تورطهم في تجارة النفط الإيرانية.

ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية، بيانا أكدت فيه أنه «تم تصنيف سفينتين على أنهما ممتلكات محظورة، في وقت يأتي ذلك في إطار حملة ضغط موسعة يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تهدف إلى القضاء على صادرات إيران غير المشروعة من النفط والبتروكيماويات، بما في ذلك الصادرات إلى الصين».

وتابع: «هذه الشركات قامت بأنشطة غير مشروعة ومزعزعة للاستقرار، على أن ترسل المنتجات الإيرانية إلى دول ثالثة، وتمكّن إيران من التهرب من العقوبات ومواصلة توليد الإيرادات».

اقرأ أيضاًوزير الخارجية الإيراني: سنتخذ رد فعل فوري على أي ضربات عسكرية توجه ضدنا

إيران تعلن الحداد العام على ضحايا انفجار «ميناء بندر عباس»

عاجل.. سماع دوي انفجارات جديدة بميناء بندر عباس غي إيران

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن مع تصاعد الصراع وإنهيار العملة الوطنية
  • أميركا تصنف تحالف عصابات في هايتي جماعة إرهابية
  • إيران تندد باستمرار العقوبات الأمريكية "غير القانونية" وتشكك بجدية واشنطن في المفاوضات
  • هل رفع العقوبات الأمريكية على سوريا مشروط بالتطبيع؟
  • كامالا هاريس تهاجم دونالد ترامب في أكبر خطاب منذ خسارة الانتخابات الأمريكية
  • إيران تندد بالعقوبات الأمريكية وتتهمها بالتعدي على سيادة الدول
  • الخارجية الإيرانية: العقوبات الأمريكية تعكس إصرار الولايات المتحدة على عرقلة التعاون بين الدول
  • أول تعليق من إيران على العقوبات الأمريكية الجديدة
  • الرئيس السيسي يهنئ جمهورية سيراليون بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال
  • ترامب في خطاب الـ100 يوم: العصر الذهبي لأمريكا بدأ.. سنقضي على الدولة العميقة