عقد الجامع الأزهر، مساء الثلاثاء، ملتقى "الأزهر للقضايا الإسلامية المعاصرة" تحت عنوان «النبي في عيون الآخرين»، وذلك بعد صلاة التراويح، بحضور الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، وأدار الحوار الشيخ هاني عودة، المدير العام للجامع الأزهر.  

خالد الجندي: النبي كان يتشاور مع أصحابه في كل الأمورليه ربنا أرسل سيدنا محمد آخر الأنبياء مش الأول؟ علي جمعة يجيب

افتتح الشيخ هاني عودة اللقاء بالتأكيد على أن التاريخ شهد إشادات واسعة من مفكرين وعظماء غير مسلمين، على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم، بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما يعكس عظمة شخصيته ورسالته الخالدة، مستشهدا بقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، مؤكدا أن شهادات غير المسلمين في حق النبي تُعد إرثًا إنسانيًّا يُبرز دوره في ترسيخ العدل والرحمة، وأن سيرته تظل منارةً لكل باحث عن الحق عبر العصور.

من جانبه، أوضح الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن الكريم زكّى النبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وصفاته، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، مضيفا أن كمال شخصيته النبوية يتجاوز قدرة الأقلام على الإحاطة، قائلًا: «مهما امتلأت المكتبات بكتابات عنه، يبقى فيه مزيد لمستزيد، ويبقى فيه ما لا يقال وما لا يكتب، لأن كماله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم أكبر من أن يحاط بها»، ووصف هند بن أبي هالة لوجهه الذي «يتلألأ كالقمر ليلة البدر»، وخلقه السمح الذي جمع بين الهيبة واللين.  

وتطرق الدكتور ربيع الغفير إلى البُعد العالمي لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى إعجاب شخصيات تاريخية وفكرية من خارج الإسلام به، بدءًا من العصور القديمة وصولًا إلى المفكرين المعاصرين، مستعرضا حوار هرقل ملك الروم مع أبي سفيان، الذي وصف فيه النبي بأمره بالتوحيد والفضائل الأخلاقية، كما استشهد بشهادة النجاشي ملك الحبشة الذي قال: «إن هذا الكلام والذي جاء به عيسى ليَخرُجان من مشكاة واحدة».  

ولفت الغفير إلى إشادات مفكرين غربيين مثل الفرنسي لامارتين الذي تساءل: «من يجرؤ على مقارنة عظماء التاريخ بالنبي محمد في عبقرية قيادته؟»، والأديب الروسي تولستوي في كتابه «حكمة محمد»، والمؤرخ جوستاف لوبون في كتابه «حضارة العرب»، الذين أبرزوا عظمة أخلاقه وتأثيره الحضاري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر الدكتور سلامة داوود جامعة الأزهر القرآن الكريم رسالة النبي المزيد صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يوضح شروط وآداب الدعاء المستجاب

قال فضيلة الإمام الأكبر إن من النصوص القرآنية الدالة على اسم الله تعالى المجيب، قوله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"، وقوله تعالى أيضا: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"، وقوله في آية أخرى: "مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ"، ويفهم من كل هذه الآيات على ظاهرها أن هناك معية بذاته تعالى، وهذا مستحيل وغير متصور في حقه تعالى، لأن القديم يستحيل أن يتصف بحادث من الحوادث، مضيفا أن من الأدلة على اسم الله تعالى المجيب في السنة النبوية، قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الذي تدعون ليس بأصم ولا غائب، إن الذي تدعون بينكم وبين أعناق ركابكم"، والدليل العقلي والنقلي يمنع تفسير هذه النصوص على ظاهرها، ويؤخذ من هذا الحديث نهي نبينا "صلى الله عليه وسلم" عن الصراخ الشديد أثناء الدعاء، تلك الظاهرة التي نراها كثيرا في أيامنا هذه، فالدعاء له آداب منها "الخشوع" مصداقا لقوله تعالى: " ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً".

وبين الإمام الطيب، في الحلقة الرابعة والعشرون من برنامج "الإمام الطيب"، أن معنى اسم الله تعالى "المجيب" هو استجابة دعوة الداعي وقبولها، مصداقا لقوله تعالى: " قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لا يعلمون"، والمعنى الثاني هو إعطاء السائل ما طلبه، والإعطاء فعل، وبهذا المعنى يكون من صفات الأفعال، لافتا أن هناك معنى ثالث لاسم الله تعالى "المجيب" وذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن"، بمعنى استجابة الدعاء وهي هنا صفة فعل، فإذا كان المعنى يعطي السائل طلبه فهذا من صفة الأفعال، أما استجابة الدعاء فهو من صفات الذات.

وأكد فضيلته أن للدعاء المستجاب شروط أولها أن يكون المطعم حلالا، والشرط الثاني أن لا يكون لاهيا، بمعنى أن يكون الدعاء مع حضور القلب والخشوع والثقة في كرم الله تعالى وفضله، وثالث الشروط ألا يسأل شيئا مستحيلا في العقل ولا في العادة، كأن يقول على سبيل المثال: "اللهم ارزقني بيتا في المريخ"، فهذا من المستحيلات ولا يجوز دعاء الله تعالى به، أو أن يكون الدعاء لطلب المال والجاه للتفاخر، فهذا غرض فاسد، أما لو كان الدعاء طلبا للمال لينعم به وينعم الآخرين معه، فهذا مشروع.

واختتم فضيلته بتوضيح آداب الدعاء، ومن أهمها خفض الصوت مصداقا لقوله تعالى: "وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بين ذلك سبيلا"، وقوله في آية أخرى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، والمعتدي هو الذي يجاوز حدود الصوت المعتدل في الدعاء، ومن آداب الدعاء أيضا رفع اليدين، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يرفعهما حتى يُرى بياض إبطه، وأن يوقن بالإجابة، وأن يفتتح الدعاء بالثناء على الله تعالى، وبالصلاة على النبي ص، وفي آخر الدعاء كما قلنا يمسح وجهه بيديه، لافتا أن آداب الدعاء مستحبة، وإذا فقدت قد يستجاب الدعاء، أما الشروط فهي واجبة، وإذا فقدت فقد المشروط، ولا يستجاب الدعاء بدونها.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يستقبل البابا تواضروس للتهنئة بعيد الفطر المبارك

شيخ الأزهر يدعو لمواجهة المخططات غير المقبولة لتهجير الفلسطينيين

بعد دعاء شيخ الأزهر له بالشفاء.. تطورات الحالة الصحية لـ البابا فرانسيس

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: يجب أن نتأدب مع النبي فلا نناديه باسمه مجردا
  • شيخ الأزهر: الدعاء يكون صدقة جارية إذا كان من ولد صالح لوالديه
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّم والعشر الأواخر من رمضان
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّ والعشر الأواخر من رمضان.
  • هل يجوز إخراج الزكاة لغير المسلمين؟.. مرصد الأزهر يجيب
  • تفاصيل فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي للواعظات بالإدارات الفرعية بالفيوم
  • هناك شروط لا يستجاب الدعاء إلا بها فما هى؟.. شيخ الأزهر يوضحها
  • شيخ الأزهر يوضح شروط وآداب الدعاء المستجاب
  • بماذا أخبرنا النبي عن علامات ليلة القدر؟.. الأزهر العالمي للفتوى يجيب