شبكة انباء العراق:
2024-11-08@06:56:19 GMT

تحركات امريكية خارج مناطق الوعي

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

في خضم تحركات الجيوش الامريكية، وانتشارها الواسع والسريع في الشرق الاوسط. وفي الوقت الذي يتطلع فيه المواطن العربي لمعرفة الاسباب والمسببات والاهداف والنوايا والغايات والمخططات، ومعرفة النتائج والاحتمالات من خلال قراءة الصحف المحلية، ومتابعة البرامج التحليلية التي تبثها الفضائيات على مدار الساعة.

لوحظ ان معظم مؤسساتنا الإعلامية وقعت في دوامات الهلوسة، ودخلت في غيبوبة مخيفة نتيجة غياب الوعي الوطني وضمور الحس القومي. فالغالبية العظمى منها تتحدث بفرح غامر عن تحركات الفرقة الجبلية العاشرة فوق الاراضي العراقية والسورية، وعن تحركات حاملات الطائرات التي تجوب الآن مياه الخليج العربي. وتتحدث عن الحشود الغربية وكأنها هي الطرف المنقذ، الذي جاء لانتشال العرب وتحريرهم. وأحياناً يتحدث خبراء التحليل وكأن مشاكل الشرق الأوسط لا يمكن حلها إلا بتوسع القواعد الأمريكية فوق أرضنا. ومنهم من عقد الآمال على تلك التحركات، فتطوع لدعمها، وقدم لها التبريرات والتسهيلات. واللافت للنظر ان تحليلاتهم جاءت متزامنة مع حملات إعلامية ضارية ضد أعداءنا الوهميين. من دون ان يدرك المحللون انهم تقمصوا أدوار المعلقين الرياضيين، فانشغلوا بمناقشة نتائج مباريات كروية سوف تجري بالصواريخ والذخيرة فوق أرضنا وبين مدننا وعبر حدودنا، التي أصبحت متاحة ومستباحة لتحركات الجيش الروسي، وتحركات فيالق البنتاغون المكلفة بإحياء معارك الغساسنة والمناذرة بين ضفتي نهر الفرات. .
المضحك المبكي ان المحللين العسكريين في قناتي الجزيرة والعربية لم يشتركوا في حروب فعلية أو معارك حقيقة، ولم يطلقوا النار في أعياد الميلاد. فما الذي تتوقعه منهم غير هذه الاسطوانة المشروخة. .
اما دعاة الفتنة وخطباء التحريض فقد شحذوا هممهم منذ الآن لإلهاء الناس، وتضليلهم بأحاديث الغيبيات الموروثة حول اليوم الموعود لانطلاق شرارة معركة الهرمجدون، وعودة فرسان المعبد، وعلامات ظهور الاعور الدجال. بينما اصطفت ليلى عبداللطيف مع الشيباني لقراءة أوراق الطاروط، وتخويف الناس من انتقال الانوناكي من كوكب نيبيرو إلى كوكب الأرض. .
وبالتالي لن يستطيع المواطن العربي ان يفهم ما يدور حوله، ولن يعرف ما سوف يحدث في قادم الأيام. فالصورة المعروضة أمامه صورة ضبابية مشوشة وغامضة. غير دقيقة وغير مطمئنة. لكن واقع الحال يقول: اننا نمر بأسوأ مراحل القلق والتدهور السياسي، ونغرق في أعمق مستنقعات التخبط والهذيان والهلوسة، وليس لدينا صديق واحد وسط الفلول الزاحفة نحو مدننا من كل حدب وصوب. وسوف تكون أرضنا ساحة لمعارك كارثية تخوضها جيوش الروم والافرنج والمغول والتتار والسلاجقة والبويهيين، وسيعيد التاريخ نفسه في دورة مأساوية مظلمة من دورات الهزيمة والخذلان والضعف والتشرذم . .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

هروب جماعي للقردة يثير الذعر في ولاية امريكية والسلطات تستنفر

هروب جماعي للقردة يثير الذعر في ولاية امريكية والسلطات تستنفر

مقالات مشابهة

  • رسميا الآن|مفاجأة في سعر الدولار بعد قرار البنك المركزي الأمريكي الذي طال انتظاره
  • الحوثيون يسقطون مسيرة تجسس امريكية
  • هروب جماعي للقردة يثير الذعر في ولاية امريكية والسلطات تستنفر
  • ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بإبنة ترامب تيفاني ؟
  • مرشد سياحي: خيبر تعد أولى مناطق العالم التي اكتشف فيها قرية من العصر البرونزي
  • مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • وفاة قائد الجيش النيجيري الذي خاض حربا من أطول الصراعات في أفريقيا.. عن عمر يناهز 56 عاما
  • 89 شخصًا في عداد المفقودين بعد الكارثة المميتة التي تعاني منها إسبانيا إثر الفيضانات
  • أحمد بدرة: أولويات ترامب إنعاش الاقتصاد ووقف الهجرة وكسب ثقة المواطن الأمريكي
  • من الشرق إلى الغرب.. زعماء العالم يتسابقون لتهنئة ترامب