دبي: سومية سعد

أكد المشاركون في المجلس الرمضاني الذي نظمته «الخليج» بمنزل المرحوم محمد سعيد الملا، ضرورة تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى مواقع التواصل الاجتماعي، إما بفرض قيود قانونية تحظر إنشاء حسابات لمن هم دون السن القانونية، وإما بتشديد الرقابة الأسرية والتوعية بأهمية الاستخدام المسؤول لهذه المواقع.


وطالبوا في المجلس الذي جاء بعنوان «مواقع التواصل الاجتماعي وأمن الأسرة» بالحفاظ على تماسك الأسرة، في ظل تأثير مواقع التواصل، وتحقيق التوازن بين الحياة الرقمية والواقعية، عبر التواصل المفتوح والتوجيه المستمر من الآباء.
رأى المشاركون في المجلس الذي أدارته منال الجوهري من شرطة دبي، أن مواقع التواصل الاجتماعي أداة قوية لها فوائد كثيرة، لكنها قد تحمل مخاطر تهدد الأسرة والأبناء إذا لم يتم استخدامها بحذر، لذلك، من الضروري اتباع استراتيجيات لحماية الأطفال والمراهقين من المحتوى الضار والتنمر الإلكتروني، لضمان بيئة رقمية آمنة وصحية لهم.

استهلت المجلس عائشة الملا، عضو المجلس الوطني الاتحادي السابق، مؤكدة أن مواقع التواصل أصبحت أداة مؤثرة في تشكيل الأبناء، ومع تزايد تأثيرها السلبي، تتزايد المطالبات بوضع قيود صارمة على استخدامها من قبل الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، كونها تشكل تهديداً للصحة النفسية والسلوكية، خاصة فيما يتعلق بالإدمان الرقمي، وتدني تقدير الذات بسبب المقارنات الاجتماعية، والتعرض لمحتوى غير ملائم.
وأضافت أنه في ظل هذه التحديات، تقع المسؤولية على عاتق الحكومات وشركات التكنولوجيا والأسر، وذلك ضمن بيئة رقمية آمنة توازن بين حرية الوصول إلى المعلومات وحماية النشء من سلبيات مواقع التواصل.
إبعاد الأبناء
أوضحت المحامية علياء العامري، ضرورة إبعاد الأبناء عن مواقع التواصل التي أصبحت تستهلك أوقاتهم بشكل كبير، متسببة في إبعادهم عن العادات والتقاليد الأسرية، وأكدت أن هذه المنصات لم تعد مجرد أدوات للتواصل والترفيه، بل تحولت إلى بيئة خصبة لنشر السلوكيات السلبية التي قد تؤثر على الأجيال الناشئة.
واستعرضت عدداً من القضايا التي تأثرت فيها الأسر بسبب هذه المواقع، من بينها قضية صادمة تتعلق بأم لجأت إلى المحاماة بعد اكتشافها أن ابنتها قامت بسرقة أشياء ثمينة من المنزل لشراء المخدرات، وأوضحت الأم أنها لم تكن تعلم أن ابنتها تعاني الإدمان، لكن بعد البحث تبين أنها تعرفت إلى مجموعة مشبوهة عبر مواقع التواصل، كانوا يوفرون لها المخدرات بطريقة غير متوقعة، حيث كانوا يستخدمون الطائرات المسيّرة «الدرون» لإيصال المواد الممنوعة إلى شرفة غرفتها من دون أن يلاحظ أحد.
وأكدت أن هذه الحادثة تعكس جانباً خطيراً من تأثير مواقع التواصل على الشباب، خاصة عندما تُستغل لجذبهم إلى دوائر خطيرة من الانحراف والإدمان. ودعت إلى فرض قيود صارمة على استخدام الأطفال والمراهقين لهذه المواقع، وتكثيف الرقابة الأسرية.
أثر مواقع التواصل الاجتماعي
قالت أمينة إبراهيم، إن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل تحدياً جديداً للعلاقات الأسرية، حيث يمكن أن تؤثر على الترابط العائلي. فمن ناحية، تتيح للأسر البقاء على تواصل مستمر، خاصة في ظل تباعد المسافات والانشغالات اليومية، لكن من ناحية أخرى، قد تؤدي إلى ضعف التفاعل المباشر بين أفراد الأسرة، مما قد يسبب تفككاً اجتماعياً داخل البيت.
فيما قالت مروة آل رحمة، إن مواقع التواصل الاجتماعي تسهم في التأثير على القيم والتقاليد من خلال تعريض الأبناء لمحتويات قد لا تتناسب مع العادات المجتمعية، إضافة إلى خطر الإدمان الرقمي الذي يؤثر على الأداء الدراسي والنشاط الاجتماعي. ومن بين المخاطر البارزة أيضاً الاستغلال الإلكتروني الذي قد يتعرض له الأطفال والمراهقون عبر تواصلهم مع أشخاص مجهولين، إلى جانب إمكانية وصولهم إلى محتويات غير لائقة تؤثر على سلوكياتهم وتوجهاتهم، وشددت على تفعيل أدوات الرقابة الأبوية في الأجهزة والتطبيقات، وتحديد أوقات محددة لاستخدام مواقع التواصل لتجنب الإدمان الرقمي.
أما أسماء المهيري، فطالبت بتحقيق توازن بين الاستخدام الواعي لمواقع التواصل والحفاظ على التفاعل الحقيقي داخل الأسرة، بوضع ضوابط لاستخدامها ومتابعة الأنشطة الرقمية للأطفال دون التعدي على خصوصيتهم لضمان عدم تواصلهم مع أشخاص مجهولين قد يشكلون خطراً عليهم، حيث يجب تعليم الأبناء عدم مشاركة معلوماتهم الشخصية والتفاعل بحذر مع المحتوى والمنشورات.
توعية الأبناء
قالت فاطمة بوغنيم، إنه يجب أن يتحدث الأهل مع أبنائهم عن التحديات التي قد يواجهونها عبر الإنترنت، مثل المحتوى غير المناسب والتواصل مع الغرباء، والتنمر الإلكتروني، ومن المهم أيضاً أن يكون الآباء قدوة في استخدام التكنولوجيا بطريقة متوازنة.
بينما تحدثت نادرة العوضي، عن أهمية المراقبة الذكية التي لا تعني التطفل أو انتهاك الخصوصية، بل تهدف لضمان بيئة آمنة للأبناء خلال تصفحهم الإنترنت، ويمكن تحقيق ذلك بوضع قواعد واضحة لاستخدام الأجهزة الذكية، وتحديد نوعية المحتوى الذي يمكن متابعته، كما يفضل متابعة أنشطة الأبناء على الإنترنت بطريقة غير مباشرة، والتأكد من عدم تواصلهم مع أشخاص مجهولين.
وأكدت أن التربية الرقمية تتطلب تعاوناً مشتركاً بين الأهل والمدارس والمجتمع لضمان بيئة آمنة تمكن الأبناء من الاستفادة من الإنترنت دون التعرض لمخاطرة.
الوازع الديني
ترى نوال الشوهي، أن الوازع الديني أحد الأسس التي تساعد في توجيه الأبناء نحو الاستخدام الصحيح والمسؤول لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث يغرس فيهم القيم الأخلاقية والمبادئ التي تحميهم من الوقوع في المخاطر المرتبطة بالعالم الرقمي، وعندما يكون الأبناء مدركين لحدود الأخلاق المستمدة من تعاليم الدين، فإن ذلك يساهم في ضبط سلوكهم ويجعلهم أكثر وعياً بتجنب المحتويات غير اللائقة.
وأضافت أن التربية على المبادئ الدينية بطريقة إيجابية، تمكن من غرس الرقابة الذاتية في نفوس الأبناء، وتعلمهم أن الله يراهم في كل زمان ومكان، مما يجعلهم أكثر التزاماً بالقيم الصحيحة حتى في غياب الرقابة الأبوية المباشرة، كما أن التوجيه الديني يساعد الأبناء على التفاعل مع الآخرين بأخلاق حسنة، واحترام الخصوصية، والامتناع عن نشر الإشاعات أو المحتويات المسيئة.
الجرائم الرقمية
قالت صفاء علي النزر، إن التشريعات والقوانين الصارمة تعمل على الحد من الجرائم الرقمية، مثل الاختراقات الإلكترونية والتشهير، والابتزاز ونشر الأخبار الكاذبة، حيث أصدرت الدولة قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية الذي يتضمن عقوبات مشددة على أي انتهاك يتعلق باستخدام الإنترنت بطرق غير قانونية، بهدف الحفاظ على الأمن الرقمي وحماية الأفراد من المخاطر الإلكترونية.
وفيما يخص قوانين مكافحة التشهير والابتزاز الإلكتروني، فقد فُرضت عقوبات صارمة على أي شخص يستخدم الإنترنت للإساءة إلى الآخرين، سواء بنشر معلومات شخصية من دون إذن، أو نشر صور وفيديوهات بهدف الإساءة، أو تهديد الأفراد بنشر محتويات قد تضر بسمعتهم. وتتراوح العقوبات بين الغرامات المالية والسجن.
ولفتت إلى أن الجهات المعنية مثل الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية، وشرطة دبي، ومجلس الأمن السيبراني، تلعب دوراً كبيراً في التوعية بمخاطر الجرائم الإلكترونية وحماية الأسرة من هذه التهديدات، وتقوم بإطلاق حملات توعوية، إضافة إلى توفير منصات إلكترونية للإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية بسهولة وسرعة، كما يتم التعاون مع المؤسسات التعليمية لنشر ثقافة الأمن الرقمي بين الطلاب.
تباعد الأسرة
أكدت مريم علي، ضرورة أن يتخذ الوالدان خطوات عملية لتعزيز التواصل المباشر مع أبنائهما بتخصيص وقت يومي للتفاعل بعيداً عن الأجهزة الرقمية، مثل تنظيم جلسات عائلية أو أنشطة مشتركة، كما يجب تحديد حدود واضحة لاستخدام الإنترنت، وتخصيص أوقات للتفاعل الأسري والأنشطة الحياتية. علاوة على ذلك، ينبغي وضع قواعد لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في المنزل، مثل عدم استخدام الأجهزة أثناء الطعام أو في أوقات النوم.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات شهر رمضان الأطفال الخليج مواقع التواصل الاجتماعی الأطفال والمراهقین

إقرأ أيضاً:

مدير «ميتا» الإقليمي لـ «الاتحاد»: الأجهزة الذكية «القابلة للارتداء» تثري التواصل الإنساني

أحمد عاطف (القاهرة)

أخبار ذات صلة «سند» روبوتات ذكية لصيانة محركات الطائرات بدقة عالية تقنية جديدة ترتب بريدك حسب أهمية الرسائل

قال المدير الإقليمي لشركة «ميتا» في الشرق الأوسط وأفريقيا، فارس عقاد، إن الذكاء الاصطناعي وسيلة لتعزيز التواصل البشري وليس مجرد أداة إبداعية، ووصفه بأنه يعيد تعريف طريقة تفاعل الناس مع وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح العقاد، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن التفاعل الإنساني يزداد تطوراً، ويصبح أكثر سلاسة وذكاءً وجاذبية، من خلال الأجهزة القابلة للارتداء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل نظارات Ray-Ban Meta الذكية، والتي قد تصل إلى الشرق الأوسط قريباً.
وكشف عن أن منصات «ميتا» تستغل الذكاء الاصطناعي في جعل اكتشاف المحتوى أكثر ذكاءً وتفاعلية، والإبداع أكثر سهولة، مع تحول يتيح للمستخدمين تخصيص تجربتهم، وإنشاء محتوى، وتوليد أفكار إبداعية خلال ثوانٍ معدودة.  وتتيح الأجهزة فهم ما يراه المستخدم ويسمعه، وتقديم مساعدات فورية.
وقال العقاد: نؤمن في «ميتا» بأن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون مفتوحاً ومتاحاً للجميع، ولهذا تم تنزيل نماذج Llama الخاصة بنا أكثر من 800 مليون مرة، مما يدفع عجلة الابتكار، ويمكّن المطورين والشركات من البناء على تقنياتنا.
تجربة سهلة
وصف العقاد المساعد الذكي Meta AI بالأكثر وصولاً حالياً، حيث يُحدث تحولاً في صناعة المحتوى بالمنطقة، كونه شريكاً إبداعياً متكاملاً داخل التطبيقات التي يستخدمها صنّاع المحتوى، مثل أدوات إنشاء الصور وابتكار عناوين جذابة وكتابة النصوص وتخطيط وإدارة جداول المحتوى التحريري.
 وتعمل «ميتا» على تقديم ميزات جديدة، مثل تطوير خاصية الترجمة الصوتية التي تسمح بدبلجة ومزامنة حركة الشفاه في مقاطع Reels بلغات عدة، لتخطي الحواجز اللغوية، ومساعدة صناع المحتوى على إتاحة محتواهم لجماهير عالمية على الفور.
وفي المستقبل - يقول العقاد - سنقدم إمكانيات متقدمة متعددة الوسائط، تتيح التفاعل مع Meta AI بالصوت، وإرسال الصور للتحليل، وتحرير الصور باستخدام أوامر بسيطة. وأوضح مدير «ميتا» الإقليمي أنه مستقبلاً ستتمكن العلامات التجارية في الشرق الأوسط من التفاعل مع العملاء بكفاءة أكبر، وأتمتة الردود عبر المنصات، وتخصيص الخدمات مباشرةً داخل التطبيقات التي يعتمدون عليها في الإعلان. 
 أما بالنسبة للشركات الصغيرة، فإن الذكاء الاصطناعي يعني تحسين خدمة العملاء، وزيادة التفاعل، وخلق فرص أكبر للنمو في اقتصاد تقني بشكل متزايد.
حماية البيانات 
شدد العقاد على أن خصوصية المستخدمين وحماية بياناتهم أولوية قصوى.
واختتم: «نوفر أدوات تتيح للمستخدمين حذف معلوماتهم الشخصية من محادثات الذكاء الاصطناعي عبر تطبيقاتنا؛ لأن الهدف تقديم أداة يمكن للمستخدمين الوثوق بها تساعدهم على الإبداع والتعلم والتواصل في أمان تام».

مقالات مشابهة

  • مركز حقوقي: الأجدر بالحكومة العراقية فرض رسوم على شركات التواصل وليس صناع المحتوى
  • "المراهقة": كيف يتحول الشباب إلى التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • الوشق يواصل تصدر منصات التواصل الاجتماعي بعد هجومه على جيش الاحتلال
  • الإنترنت وتغلغله في حياتنا.. كيف نحمي هواتف أبنائنا؟
  • بنيس: "المعارضة الرقمية" قد تهدد التماسك الاجتماعي بسبب "عنفها اللفظي"
  • العراق يفرض رسوماً على المشاهير وصناع المحتوى لتنظيم الرقابة الرقمية
  • مدير «ميتا» الإقليمي لـ «الاتحاد»: الأجهزة الذكية «القابلة للارتداء» تثري التواصل الإنساني
  • فيديو لسيدات يضربن الرجال في مهرجان بالهند يثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي
  • شركة X تحظر حسابات المعارضين في تركيا