بعد مرور 41 عاماً على تأسيس المؤتمر الشعبي العام، تؤكد الكثير من الأحداث والمتغيرات التي شهدتها اليمن خلال العقود الماضية، أن تأسيس المؤتمر لم يأت من وحي مبادرة لإنهاء صراع داخلي أو نتيجة لحراك سياسي وخلافات فرضت على قيادة الدولة القبول بالآخر وأجبرتها على اشراك معارضيها ومقاسمتهم السلطة، وإنما جاء لترجمة أهداف الثورة اليمنية وتوحيد الصف الوطني والانتصار لآمال وتطلعات اليمنيين والتي ظلت مسألة تحقيقها قدراً مؤجلاً وحلماً ينتظر قائداً وطنياً يمتلك إرادة سياسية وقراراً جريئاً مثل الرئيس علي عبدالله صالح.

قبل 41 عاماً أدرك الرئيس علي عبدالله صالح مدى حاجة اليمن لتجاوز الكثير من العقبات وإغلاق الكثير من الملفات الشائكة، لتتمكن من تحقيق نهضة تتجسد من خلالها أهداف الثورة وفي مقدمتها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، فصنع خطوة استباقية نحو المستقبل وانتقل باليمن إلى واقعٍ جديدٍ وآفاقٍ أكثر اتساعاً تتوحد فيها كل الجهود والطاقات وتلتقي حول مشروعٍ وطنيٍ يرتقي باليمن أرضاً وإنساناً ويترجم أهداف الثورة اليمنية على أرض الواقع.

وإذا ما عدنا لقراءة المشهد السياسي قبل يوم الـ24 من أغسطس 1982 فسنجد أن المادة 28 من الدستور الدائم التي تحظر وتمنع أي نشاط سياسي، لم تكن تمثل عائقاً أمام ظهور أي نوع من الفعاليات السياسية فحسب، بل مثلت عائقاً يحول دون المضي في طريق إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بين نظام في الشطر الشمالي يحظر الحزبية ويجرم ممارستها ونظام في الشطر الجنوبي يستند في توجهاته على مبادئ ونظريات الحزب الحاكم، ما يشير إلى أن تأسيس المؤتمر مثل أول انتصار للوحدة وأول لبنة في مشروع الوطن الكبير.

وانطلاقاً من مبدأ يقوم على إشراك كل القوى السياسية والمثقفين والعلماء والشخصيات الاجتماعية والقيادات الوطنية، صدر القرار الجمهوري رقم "5" لسنة 1982م بتشكيل لجنة الحوار الوطني المكونة‮ ‬من‮ ١٥ ‬شخصاً‮ ‬يمثلون‮ ‬مختلف‮ ‬ألوان‮ ‬الطيف‮ ‬السياسي، والتي تم منحها الكثير من الصلاحيات والوسائل الكفيلة بتسهيل مهامها، وسرعان ما تحول عمل اللجنة إلى حوار موسع ومفتوح عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ومن خلال مجلس الشعب، وقضية رأي عام فتحت المجال لمشاركة الكثير من المفكرين والسياسيين والشخصيات الاجتماعية.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

حوار وطني شامل لا ينحاز لطرف ولا يخضع لهيمنة جهة، يعمل فيه الجميع من أجل هدفٍ واحد يتمثل في إيجاد رؤية وطنيةٍ ووثيقة سياسية تنظم العمل السياسي وتنهي كل أشكال التبعية الفكرية والسياسية للخارج.. حوارٌ ازداد اتساعا من خلال القرار الجمهوري القاضى بتشكيل مؤتمرات مصغرة في كل المحافظات تتكون عضويتها من ألف شخص تتحاور حول الصيغة النهائية للوثيقة الوطنية الجامعة، التي توجت في الـ24 من أغسطس بإقرار الميثاق الوطني وإعلان المؤتمر الشعبي العام ككيان سياسي وطني تجتمع تحت مظلته كل الأحزاب والقوى السياسية في اليمن.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

بشأن مشاورات مسقط.. سياسية الانتقالي تؤكد رفضها تجزئة الملفات

أكدت الهيئة السياسية المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رفضها تجزئة ملفات العملية السياسية، من خلال خارطة الطريق الأممية والمفاوضات الجارية في مسقط.

الهيئة في اجتماعها، الأحد، برئاسة الدكتور ناصر الخبجي، أكدت رفضها المشاركة في أي مفاوضات إذا لم تكن قضية شعب الجنوب المحور الرئيسي للعملية السياسية وتلبي تطلعات شعب الجنوب، مجددة التأكيد بأن أي حوار او تفاوض يجب أن يتضمن الإطار الخاص بقضية شعب الجنوب.

وشددت أنه لن تكون هناك أي حلول أو سلام ما لم تكن قضية شعب الجنوب حاضرة في مختلف مراحل الحوار او التفاوض.

وتزامنت تصريحات الهيئة مع بدء جولة مشاورات الأسرى والمعتقلين بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الإرهابية التي تنعقد هذه المرة في العاصمة العمانية مسقط برعاية من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: أزمة كورونا أثرت سلبًا على شعبية حزب المحافظين في بريطانيا
  • محلل سياسي: البريطانيون حريصون على التخلص من سياسات حزب المحافظين
  • الإسلام السياسي وحرب غزة.. التأثيرات الإقليمية وتحولات المستقبل
  • حسام بدراوى يستعرض مصر المستقبل كما يراها فى كتابه الجديد
  • هل أوقع "ماكرون" فرنسا في أزمة سياسية؟
  • بشأن مشاورات مسقط.. سياسية الانتقالي تؤكد رفضها تجزئة الملفات
  • الناطق باسم "اليمنية" يكشف عن أسباب وصول الطائرات مطار صنعاء في أوقات متقاربة
  • محافظ شبوة السابق: قضية الإفراج عن السياسي قحطان خطوة مهمة ومفتاحا للسلام
  • تحذيرات مما يجري في مسقط .. المجلس الرئاسي ومواجهة التأسيس لحروب قادمة ومطالب بمكاشفة الشعب
  • لا زيارات سياسية للاغتراب