باحثون فلسطينيون: عمليات اليمن النوعية باتت تشكل تهديدًا حقيقيًّا لحكومة العدو
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
يمانيون../ استأنفت اليمن عملياته العسكرية لإسناد قطاع غزة، بعد ساعات قليلة من معاودة العدو الإسرائيلي عدوانه الوحشي على القطاع، بالرغم من تعرّض اليمن لعدوان جوي أميركي متواصل منذ أيام، لردعه عن الانخراط في إسناد المقاومة الفلسطينية.
وقال خبراء أمريكيون وآخرون إسرائيليون، إنه من الضروري الاعتراف بحقيقة أن اليمن دولة لديها جيش حقيقي مجهز بأفضل الأسلحة في مجال الطائرات من دون طيار والصـواريخ الباليستية الفرط صوتية.
وأكد الخبراء أن ردع القوات اليمنية يحتاج إلى معلومات استخباراتية وهي مشكلة حقيقية اليوم، فالقيادة المركزية الأميركية ليس لديها ما يكفي من المعلومات الاستخبارية عما يجري في اليمن على الأرض، والعدو الاسرائيلي أيضًا، فالأمر بالغ التعقيد.
وقال محللون وباحثون متخصصون في الشأن الدولي، في تصريحات لــ “وكالة سند للأنباء” الفلسطينية، إن العمليات اليمنية ضد العدو الاسرائيلي تشكل ضغطًا حقيقيًّا على حكومة العدو الإسرائيلي وعلى مسارات التفاوض فيما يتعلق بالحرب على غزة.
ورأى أستاذ الدراسات الإقليمية في جامعة القدس والكاتب والمحلل السياسي، عبد المجيد سويلم، أن العمليات اليمنية لها تأثير كبير على عدة مستويات، أهما شعور “الإسرائيلي” بأن التهديد قائم، وبأنه ما زال من الممكن تعرضهم للأخطار، بالإضافة إلى شعورهم بالقلق من خلال الهروب إلى الملاجئ في كل حين.
وأضاف الأكاديمي سويلم، أن هذه العمليات تدفع “الإسرائيلي” إلى التفكير بالخروج من هذه الأزمات المتتالية التي يعيشها منذ أكثر من 16 شهرًا، ولا سيما الآثار السلبية المباشرة على نفسية الشارع الإسرائيلي الذي تراجعت فيه شعبية رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بشكل كبير.
واعتبر أن العمليات العسكرية اليمنية لم تصل إلى حد الردع لـ “إسرائيل”، وإنما هي ما زالت في حدود التضامن مع الفلسطينيين والضغط من أجل العملية التفاوضية، ولكن في حال كثف اليمني من حجم ونوعية وعمق تلك العمليات؛ فهذا سيدفع حكومة الاحتلال بشكل جاد للخروج من هذا المأزق، ليس بالعمليات العسكرية المضادة لأنها غير مجدية، والمجربة خلال الـ10 سنوات الماضية.
وتابع سويلم قائلا إن التدخل الأمريكي يلعب دورًا حاسمًا في هذه القضية، والبعد الأمريكي متعلق بـ “إسرائيل” بشكل جزئي، لكن الموضوع الاستراتيجي هو قضية السيطرة على البحار وهي نظرة استراتيجية قديمة، وتعتبر خطًّا أحمر لدى الولايات المتحدة منذ القدم.
وأردف “بالتالي اليمن يشكل اليوم تهديدًا لتلك الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، ونلاحظ أن حدود الرد الأمريكي لم تتجاوز الردع فحسب؛ لكنها لم تطل البنية العسكرية اليمنية ولم تؤثر عليها أيضًا.
من جانبه، قال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية، الأكاديمي رائد نعيرات، إن العمليات العسكرية اليمنية بدأت قبل 15 شهرًا في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الهمجي عليه في غزة، لكنه وبعد تنفيذ اليمنيين عمليات نوعية بات يشكل تهديدًا حقيقيًّا وضغطًا كبيرًا على حكومة “نتنياهو” المأزومة أصلًا وغير القادرة على فتح المزيد من الجبهات.
وبين الأكاديمي نعيرات، أن العمليات العسكرية اليمنية لم تقتصر فقط على إطلاق الصواريخ والمسيرات، بل كان جانبه الأهم هو في وقف الإمداد البحري القادم من الشرق باتجاه “إسرائيل”، وهو ما اعتبره الأمريكيون تهديدًا بالغ الخطورة على أمن البحار.
ومضى موضحًا “30 بالمائة من التجارة البحرية العالمية تدخل في محيط استهداف العمليات اليمينة، وهذا بحد ذاته يشكل رعبًا دوليًّا لما له من تأثير كبير على خطوط الإمداد العالمية”.
ورأى نعيرات، أن الأمر أصبح يشكل تهديدًا من نوع آخر اليوم وهو تهديد عسكري بالغ الخطورة، بعد أن ضرب اليمنيون حاملة طائرات الأمريكية يو إس إس هاري ترومان، وأصابوها إصابة بليغة، وبالتالي فإن الولايات المتحدة، وخصوصًا في ظل إدارة مثل إدارة دونالد ترامب، ستعتبر ذلك تعديًا يستحق الرد الحاسم.
واستدرك نعيرات “المشكلة ليست في الرد والقدرة الأمريكية على الرد، بل بأن الولايات المتحدة اليوم بحاجة لرد حاسم ورادع والذي يحتاج في الدرجة الأولى إلى معلومات استخباراتية، وهذا غير متوفر لما تفرضه طبيعة الواقع اليمني من تعقيدات كبيرة، تفرض عقبات وتحديات أمام الرد الأمريكي المجدي والحاسم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العملیات العسکریة العسکریة الیمنیة تهدید ا
إقرأ أيضاً:
أمريكا تدعم الحظر الإسرائيلي على عمليات الأونروا في غزة
رويترز "رويترز": قالت الولايات المتحدة اليوم في جلسة استماع بمحكمة العدل الدولية في لاهاي إنه لا يمكن إجبار إسرائيل على السماح لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالعمل في غزة.
وأصدرت إسرائيل العام الماضي قانونا يحظر على الأونروا العمل في الأراضي الفلسطينية، إذ قالت إن المنظمة وظّفت أعضاء من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) شاركوا في الهجمات على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وقالت المنظمة الدولية في أغسطس إن تسعة من موظفي الأونروا ربما شاركوا في الهجوم وتم فصلهم. وقُتل قائد آخر من حماس وأكدت الأونروا أنه أحد موظفيها في غزة في أكتوبر بحسب إسرائيل.
وطلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر من محكمة العدل الدولية إصدار رأي استشاري بشأن التزامات إسرائيل بتسهيل المساعدات للفلسطينيين التي تقدمها الدول والجماعات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة.
وفي اليوم الثالث من جلسات الاستماع حول هذه المسألة، قالت الولايات المتحدة إن لإسرائيل الحق في تحديد المنظمات التي يمكنها توفير الاحتياجات الأساسية لسكان الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأمريكية جوشوا سيمونز "تحتفظ سلطة الاحتلال بهامش تقدير فيما يتعلق بخطط الإغاثة المسموح بها".
وأضاف "حتى لو كانت المنظمة التي تقدم الإغاثة منظمة إنسانية محايدة، وحتى لو كانت جهة فاعلة رئيسية، فإن قانون الاحتلال لا يجبر السلطة المهيمنة على السماح بعمليات الإغاثة التي تقوم بها تلك الجهة الفاعلة المحددة وتسهيلها".
وشدد سيمونز أيضا على "المخاوف الجدية" التي تشعر بها إسرائيل بشأن نزاهة الأونروا.
وكان ممثلو الأمم المتحدة والفلسطينيون قد اتهموا إسرائيل في افتتاح جلسات الاستماع الاثنين بانتهاك القانون الدولي برفضها السماح بدخول المساعدات إلى غزة.
ومنذ الثاني من مارس آذار، قطعت إسرائيل بشكل كامل كل الإمدادات عن 2.3 مليون نسمة من سكان قطاع غزة، كما نفدت تقريبا كل المواد الغذائية المخزنة خلال وقف إطلاق النار في بداية العام.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في القدس يوم الاثنين إن إسرائيل قدمت موقفها كتابيا إلى جلسات الاستماع التي وصفها بأنها "تمثيلية".