هل هي بوادر موقف فرنسي تاريخي.. ساركوزي يقصف الجزائر وينوه بأفضال ملك المغرب وشعبه في زمن المعارك
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
بدا جليا أن الرئيس الفرنسي الأسبق "نيكولا ساركوزي" يحب المغرب ملكا وشعبا، ولا أدل على هذا الوضع من إدراج مقاطع وفقرات تشي بتعلقه بالمغرب وشغفه به في كتابة الأخير "زمن المعارك".
ووفق ما أوردته مجلة "مغرب أنتلجنس"، فإن ساركوزي تذكر، خلال فترة ولايته التي استمرت خمس سنوات على رأس الدولة الفرنسية، أنه "أقام بمراكش في المقر الملكي بدعوة من محمد السادس".
وقال الرئيس الفرنسي الأسبق عن الإقامة إنه "ليس مستعدًا لنسيانها"، مضيفا: "لقد أحببت المغرب دائمًا، ويعد من دول شمال إفريقيا الأقرب إلينا، نظرا إلى أن الوحيد الذي عرف كيف يهضم ماضينا المشترك بسلام، دون أن نشعر بأدنى مرارة أو أدنى استياء".
"ساركوزي" استطرد، في هذا الإطار، أن "الفارق مع الجزائر لافت للنظر"، مشددا على أن "المغرب بلد شقيق. إنه مساوٍ لفرنسا ويجب اعتباره الآن كذلك".
وزاد مؤلف "زمن المعارك" أن "المملكة أصبحت قوة أفريقية عظمى"، مادحا محمد السادس بقوله إن "الملك سيُدرج في التاريخ كواحد من أعظم الملوك المغاربة؛ إذ سيكون إرثه أكثر إثمارًا".
"إن محمدا السادس متمسك بالديمقراطية والحريات"، يشدد "ساركوزي" قبل أن يتذكر مجددا "محادثة مطولة معه خلال لقائهما، عن رغبته في التحول الديمقراطي وتحديث المغرب".
وتابع: "لقد كان يدور في ذهنه بالفعل إصلاح الدستور (2011) الذي سمح بأن يكون المغرب، من بين جميع الدول العربية، واحدًا من البلدان الوحيدة التي لم تعرف الربيع"، شارحا أنه "كان ملكاً استراتيجياً بقدر ما كان صاحب رؤية".
الرئيس الفرنسي الأسبق أشار إلى أن الملك "حصن ضد التعصب والمتطرفين. إنه أحد الزعماء المسلمين القلائل الملتزمين بإخلاص بالنضال من أجل تطوير حياة ديمقراطية حقيقية في بلاده. إن واجبنا، وكذلك مصلحتنا المفهومة جيداً، هو مساعدتها بشكل أكبر".
ولم يفوت المصدر الفرصة دون أن يؤكد أن "فرنسا ينبغي لها الآن أن تتخذ موقفا واضحا يخص مغربية الصحراء"، مردفا أن "القضية محورية بالنسبة للمصالح الاستراتيجية للمغرب".
وأمام هذا الوضع؛ أسدى "ساركوزي" نصائح لإيمانويل ماكرون، داعيا إياه إلى "معرفة كيفية اختيار أصدقائك، وعدم الخوف من إثارة غضب أولئك الذين هم أقل أصدقاء، وتبني منظور طويل الأجل، والاعتماد على التاريخ المشترك؛ وهذا هو ما ينبغي أن يكون عليه الحال".
"إذا كان هناك مجال واحد في الدبلوماسية الفرنسية يستحق إعادة النظر فيه والتقليل منه؛ فهو التزامنا تجاه أشقائنا المغاربة"، يضيف كاتب "زمن المعارك" قبل أن يواصل أنه "لاحظ تدهورا بطيئا في العلاقات الفرنسية المغربية خلال السنوات العشر الماضية".
وأشار "ساركوزي" إلى أن "هذا الوضع هو في المقام الأول نتيجة لإصرار خليفتي على الرغبة في المبالغة في الاستثمار في العلاقة مع الجزائر بأي ثمن. وهذا خطأ استراتيجي، لأن القوة الجزائرية، التي تعاني شرعيتها الديمقراطية الضعيفة، تحتاج إلى خصم لكي توجد، ولا يمكن أن يكون هذا إلا فرنسا، التي يجعلها ماضيها الاستعماري هدفا سهلا".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
بوادر أزمة بين الاتحاد الأوروبي والنيجر
أعلن الاتحاد الأوروبي، السبت، استدعاء سفيره لدى النيجر للتشاور، بعد ما وصفه بالتشكيك في مساعداته الإنسانية هناك.
وأعرب متحدث باسم الاتحاد عن "رفضه العميق" لما وصفه بـ "التشكيك" في أساليب صرف المساعدات الإنسانية، التي يقدمها لضحايا الفيضانات الخطيرة التي ضربت البلاد.
وقال المتحدث "قرر الاتحاد الأوروبي استدعاء سفيره من نيامي للتشاور في بروكسل".
وكانت النيجر اتهمت، الجمعة، سفير الاتحاد الأوروبي بتوزيع 1,3 مليون يورو (1,35 مليون دولار) كمساعدات إنسانية لمنظمات غير حكومية في البلاد،، دون إبلاغ السلطات بذلك مسبقاً.
وقالت في بيان إن السفير "قام من جانب واحد" بإعادة توزيع هذه المساعدات على المنظمات غير الحكومية، "في تجاهل لمبادئ الشفافية والتعاون الجيد مع السلطات النيجرية المختصة".
وطالبت السلطات بإجراء "تدقيق" في الطريقة التي تمت بها إدارة الأموال.
من جانبه، أكد الاتحاد الأوروبي أنه "يريد مواصلة دعم السكان"، بحسب المتحدث باسمه.
وأضاف "المساعدات الإنسانية ضرورية، ويتم تقديمها بطريقة محايدة وغير متحيزة ومستقلة، وتنفذها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، ولا ينبغي أن استخدام المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية".
ومنذ توليه السلطة إثر انقلاب في يوليو (تموز) 2023، أدار المجلس العسكري الحاكم للنيجر ظهره لفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، وأصبحت العلاقات أكثر فتورا مع الاتحاد الأوروبي.
وسبق أن طردت السلطات في النيجر الجنود الفرنسيين، الذين كانوا يشاركون في القتال ضد الإرهابيين في المنطقة، إضافة إلى السفير الفرنسي.