لقد ضرب المحللون في شجر البوادي بخصوص تصريحات العطاء الأخيرة ضد دول الإقليم الفاعلة في تعقيد المشهد السوداني، بعضهم عزاها لامتلاك الرجل لأدلة دامغة تُدين هذه الدول، وبعضهم وضعها في إطار رفع الروح المعنوية لجند الميدان…. إلخ. على كُلٍ التصريحات تلك ما بين لحظة غضب انفعالي أو نشوة عاطفية جياشة، في تقديرنا لم يحالفها الصواب، ونجزم بأن فخًا بامتياز نصبته دوائر إقليمية ودولية للرجل، وهو لا يدري بأن مثل هذه التصريحات تعني الدخول لغابة الوحوش.
فهذه التصريحات لا داعي لها مهما كانت المبررات، الدولة
السودان متقدمة في جميع المحاور، وقد عجزت تلك الدوائر في تنفيذ مخططها الشيطاني، لذا عمدت لتدبير هذه الحيلة للإيقاع به في وحل الشرعية الدولية، وليس شرك صدام حسين ببعيد عن الأذهان، إذ زيّن له الغرب دخول الكويت (وحدث ما حدث). ربما يخالفني البعض في الرأي مستندًا على نتائج التصريحات المتمثلة في بيان خارجية الجنوب المتشدد، ورفض أثيوبيا لعقد ورشة سلام حمدوك كما ورد في بعض المواقع، وغضبة تشاد المضرية بطردتها لبعثة السودان الدبلوماسية كما ذكرت بعض الدوائر الإعلامية، ونشر البعض (تمنيات) في الأسافير بأن حالة عدم اتزان في (أبو ظبي)، أي: هناك خلط في أوراق اللعبة. ولكن في تقديرنا بقليل من الحنكة والدهاء يمكن للدولة السودان أن تسلك طُرقًا أكثر فتكًا، وأقل تكلفةً مع هذه الدول، على سبيل المثال لا الحصر. يمكن للسودان دعم معارضتها، أو قطع العلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية … إلخ، فكل هذه
الدول بيتها من قزاز. وبعد قليل وحفاظًا للمصالح، سوف تسلك تلك الدول طريقًا يبسًا للعودة لجادة الصواب مع السودان. وخلاصة الأمر رسالتنا للجنرال العطاء عليه بضبط خطابه الإعلامي فهو رجل دولة قبل أن يكون قائد ميداني، فكل ما يتفوه به يُؤخذ مأخذ الجد.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٥/٣/٢٥
إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مكتوم بن محمد: حمدان بن راشد تاريخ من العطاء والإخلاص
نشر سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، عبر شريط الحالة في منصة «إنستغرام»، مجموعة من الصور للمغفور له بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم.
وكتب سموه على الصور: «دامت ذكراك في قلوبنا، تاريخ من العطاء والعمل والإخلاص للوطن، المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم. اللهم اجعل مقامه في عليين، وأبدله خيراً من داره، وأكرمه بجنتك ورضوانك».