في هذه الأيام المباركة الأخيرة من شهر رمضان، احذر هذه العشر..
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
لا تنشغل بغير الله في الليل ولا في النهار ، فعلامة الفوز عكوف الشخص على نفسه.
لا تنشغل بالهاتف أو التلفاز، وخصص كل دقيقة من وقتك للدعاء.
لا تكثر من الخروج من المنزل، وليسعك بيتك.
لا تضيع الوقت خصوصا بين المغرب والعشاء، ولا تنشغل بالأكل والشراب، وليكن لك ورد من الذكر
لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي.
لا تتابع من المسلسلات ما يدخل الفسق إلى بيتك.
فليلهج لسانك بالدعاء لنفسك وأهلك وكل المسلمين والمسلمات.
لا تبق في قلبك مثقال ذرة من العداوة أو الخصومة لأي كان، ودع الخلق للخالق.
لا تحسب نفسك أحسن الناس، ولا تتذلّل لأن تكون أقلّ الناس قدرا في هذا الشهر.
لا يشغلنّك شيء عن الصلاة، أطل في السجود وأدع ربّ الوجود ينلك منه الرضا والجود.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
ليلة القدر خيـر من ألف شهر
الحمد لله الذي خصّنا بليلة القدر، وجعلها خيراً من ألف شهر، فقد قال الله عز وجل: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، «سورة القدر: الآيات 1 - 5).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه».
وليلة القدر نعمة من الله تعالى على أهل الأرض، وجائزة خص بها عباده، فقد جعلها بألف شهر، وأكرمها بالبركة ونزول القرآن الكريم، وجعل فيها تواصلاً بين أهل السماء من الملائكة، وأهل الأرض من القائمين العابدين، قال تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا...)، «سورة القدر: الآية 4».
ولفضلها بيّن لنا النبي ﷺ موقعها من الشهر، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ﷺ يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان»، (الموطأ، 693). قولها: يجاور: أي يعتكف في العشر الأواخر يتحرى ليلة القدر فيها.
وعن أهم ما يطلبه المرء في الدعاء، سألت عائشة رضي الله عنها النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو؟ قال: «تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعفُ عني»، (سنن الترمذي، 3523).
وقد ذكر النبي ﷺ جانباً من وقتها وأماراتها فقال: «ليلة القدر في العشر البواقي، من قامهن ابتغاء حسبتهن فإن الله تبارك وتعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلة وتر تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثة أو آخر ليلة»، (مسند الشاميين، 1119).
وليلة القدر، ليلة التصالح وترك التخاصم، كي لا يضيع الفضل فيها، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: «إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس»، (صحيح البخاري، 49).
فلنحرص على إحيائها، واغتنامها، والدعاء فيها، والذكر والقيام وتلاوة القرآن، وغير ذلك من الطاعات، وإحياء الليالي الأخيرة من رمضان والجد فيها بالطاعات طلباً لثواب ليلة القدر، وعدم الاتكال على ليلة بعينها، والابتعاد عن الجدل والتخاصم لأنها تؤثر على الطاعات من حيث الرفع والقبول.
فلا ينبغي للمسلم أن يفوّت هذه الفرصة الثمينة على نفسه وأهله، فما هي إلا ليالٍ معدودة ربما يُدرك الإنسان فيها نفحة من نفحات الله تعالى، فتكون سبباً في سعادته في الدنيا والآخرة. وإذا كان شهر رمضان على عمومه قد فضّله الله تعالى على بقية الشهور، فإنّ أفضل أيام هذا الشهر هي أيام العشر الأواخر من رمضان، وكان رسول الله ﷺ يخصُّ العشر الأواخر من رمضان بمزيد من العبادة، ويضاعف فيها الأعمال الصالحة، ويجتهد فيها بأنواع من القرب والطاعات، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِها»، وكان ﷺ، يحيي فيها الليل، ويوقظ أهله للصلاة والذكر، حرصاً على اغتنامها بما هي جديرة به من العبادة، فعن أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، قالت: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ».
قراءة القرآن
وأهم ما يُطلب من المسلم في هذه الأيام التماساً لليلة القدر: إحياء هذه الليالي المباركة بالصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم وسائر القرُبات والطاعات، وجرت السُّنة أن يلتمس المؤمنون ليلة القدر في هذه العشر، وقد أخبر النبي ﷺ أنها في الأوتار من العشر الأواخر من رمضان، فعن أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها: أنَّ رسول الله ﷺ قال: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ». وقد بلغ من عظيم شأن ليلة القدر أن ثواب العبادة فيها خير من ألف شهر.
إن الله أخفى رضاه في طاعته؛ ليستزيد أصحاب الطاعات في أعمالهم، وأخفى غضبه في معصيته؛ لينزجر أصحاب السيئات عن أعمالهم، ولذلك اقتضت حكمة الله تعالى أن يُخفي أعمار الناس وآجالهم فلم يحددها؛ ليجد الإنسان في طاعة ربه، فينال رضاه، قال تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ «سورة الأعراف: الآية 34». كما أخفى الله ليلة القدر في رمضان لِيَجِدَّ الصائم في طلبها، وخاصة في العشر الأواخر منه، فيشمر عن ساعد الجد، ويشد مئزره، ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أملًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾، «سورة القدر: الآيات 3 - 5»، فتكون حظه من الدنيا وينال رضا الله في دنياه وفي آخرته؛ لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان ويتبيّن مما سبق أن العشر الأواخر من رمضان من أفضل الأيام عند الله تعالى، وكان النبي ﷺ يحرص على اغتنامها بالقيام وذكر الله... فحري بالمسلم أن يجتهد في طلب ليلة القدر وتلمس فضلها، فاللهم اجعلنا ممن يقوم ليلة القدر إيماناً واحتساباً، وممن تقبلت دعاءهم وجميع أعمالهم فيها وسائر المسلمين.
قطوف رمضانية
سُئل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه: «ما يُفسد أمر القوم يا أمير المؤمنين؟ قال: ثلاثة وثلاثة.. وضع الصّغير مكان الكبير، ووضع الجّاهل مكان العالم، ووضع التّابع في القيادة.. فويل لأمّة مالها بيد بخلائها، وسيوفها بيد جبنائها، وصغارها ولاتها».
فتوى
ورد إلى مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي السؤال التالي: أعلم أن العشر الأواخر من رمضان يطلب فيها الاجتهاد في العبادة أكثر من غيرها، فما هي الأعمال التي ينبغي فعلها في هذه العشر؟
فبين المجلس أنه: ينبغي الاجتهاد في العبادة بمختلف أنواعها في العشر الأواخر من رمضان، كالحرص على مداومة القيام فيها، والإكثار من تلاوة القرآن، والصدقة وفعل الخيرات، كما كان النبي ﷺ يفعل، ففي حديث عائشة رضي الله عنها: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ»، (رواه مسلم).
ومما ينبغي في هذه العشر إيقاظ الأهل للصلاة بالليل، والذكر، والدعاء، وتحري ليلة القدر، قالت عائشة رضي الله عنها: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أهْلَهُ»، (رواه البخاري).
حديث
عَنْ أَبي ذرٍّ الغِفَارْي رضي الله عنه عَن النبي ﷺ فيمَا يَرْويه عَنْ رَبِِّهِ عزَّ وجل أَنَّهُ قَالَ: (يَا عِبَادِيْ إِنِّيْ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِيْ وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمَاً فَلا تَظَالَمُوْا، يَا عِبَادِيْ كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُوْنِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِيْ كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فاَسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِيْ كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُوْنِيْ أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِيْ إِنَّكُمْ تُخْطِئُوْنَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوْبَ جَمِيْعَاً فَاسْتَغْفِرُوْنِيْ أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِيْ إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوْا ضَرِّيْ فَتَضُرُّوْنِيْ وَلَنْ تَبْلُغُوْا نَفْعِيْ فَتَنْفَعُوْنِيْ، يَا عِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فَيْ مُلْكِيْ شَيْئَاً. يَا عِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِيْ شَيْئَاً، يَا عِبَادِيْ لَوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوْا فِيْ صَعِيْدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوْنِيْ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِيْ إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ المِخْيَطُ إَذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يَا عِبَادِيْ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيْهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرَاً فَليَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُوْمَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ) رواه مسلم.