أوضح الكاتب روجيل ألبر، في مقال نشرته صحيفة هآرتس بالعبرية، أن تعيين أيال زامير رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي يمثل تحولا غير مسبوق، حيث يُعد أول رئيس أركان يتبنى بشكل علني توجهات متطرفة، ولا يحاول إخفاء أيديولوجيته تحت شعارات مهنية.

وأشار الكاتب إلى أن قرار تعيينه بدا منطقيا أول الأمر، إذ كان يُنظر إليه كشخصية مهنية لا ترتبط بالحسابات السياسية الضيقة، وبعيدة عن إخفاق السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

لكن سرعان ما بدأت تتكشف مواقفه الحقيقية التي تتجاوز الأجندة الأمنية وتخدم رؤية سياسية متطرفة تهدف إلى تغيير الوضع في قطاع غزة بشكل جذري.

وذكر الكاتب أن زامير طرح خطة لاجتياح غزة عبر حشد عدة فرق عسكرية، تشمل وحدات احتياط ضخمة، بهدف القضاء التام على حكم حركة حماس، موضحا أن زامير أبلغ القيادة السياسية بأنه قادر على تحقيق نصر كامل، وهو ما يتوافق تماما مع الرؤية التي يروج لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب.

في المقابل، بدأ يظهر داخل الجيش الإسرائيلي ما يُعرف بـ"الرفض الرمادي"، حيث يعبر بعض الجنود عن استيائهم من استمرار الحرب من خلال التباطؤ في تنفيذ الأوامر أو البحث عن طرق قانونية لتجنب الخدمة.

إعلان

ولفت روجيل ألبر إلى أن هذه الظاهرة قد تؤثر على قدرة الجيش على تنفيذ خطة زامير، لكنها تخدم مصالح نتنياهو الذي يسعى إلى إشغال الرأي العام الإسرائيلي بقضايا أمنية وعسكرية لتأجيل أي إجراءات ضده على المستوى السياسي أو القضائي.

واعتبر أن تعيين زامير لم يكن قرارا عسكريا بحتا، بل جاء في سياق خطة مدروسة لإعادة تشكيل قيادة الجيش بما يتناسب مع أجندة الحكومة، مضيفا أن زامير أظهر ولاء مطلقا لنتنياهو، وحرص منذ اليوم الأول على إقصاء أي طرف قد يشكل عقبة أمام تنفيذ رؤيته، مثل المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري.

وأكد الكاتب أن زامير يقود الجيش الإسرائيلي لتنفيذ أجندة سياسية متطرفة، معتبرا أن هذه الظاهرة تشكل خطرا على أمن إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: ترامب على وشك أن يطلق حربا عالمية ثالثة

تطرق الكاتب دان بار نير -في مقال نشرته صحيفة "زمن" الإسرائيلية- إلى سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المثيرة للجدل، متسائلا عن احتمالات أن يقود نهجه في التعامل مع القضايا العالمية لاندلاع حرب عالمية ثالثة.

وقال الكاتب إن ترامب سبق أن تعهد بإنهاء الحروب في العالم، لكن رؤيته المعروفة بـ"أميركا أولا" ترتكز على مبدأ عدم تدخل بلاده في أي قضية خارج حدودها إلا عندما ترى في ذلك مصلحة واضحة وملحة، وبالتالي فإن إستراتيجيته الخارجية لا تتضمن العمل على تحقيق توازن عالمي للقوى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ستارمر من قلب غواصة نووية: لدينا علاقة خاصة بأميركا ولا نثق في بوتينlist 2 of 2فايننشال تايمز: المخاطر محدقة بالسودان رغم انتصارات الجيشend of list

وهذه المقاربة قد تحقق -وفقا للكاتب- نجاحات على المدى القصير، لكنها قد تؤدي إلى إضعاف الهيمنة الأميركية عالميا وتعزز نفوذ أعداء الولايات المتحدة على المدى البعيد.

معضلة أوكرانيا

وذكر الكاتب أن الحرب الأولى التي يسعى ترامب لإنهائها هي حرب روسيا على أوكرانيا، المستمرة منذ فبراير/شباط 2022. ومنذ بداية الهجوم الروسي، اعتُبرت أوكرانيا بالنسبة للغرب "درع أوروبا"، حيث يسود اعتقاد بأنه إذا نجح فلاديمير بوتين في احتلالها، فقد يحاول الجيش الروسي اجتياح القارة بأكملها.

يضيف الكاتب أن هذه المخاوف جعلت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن تقدم مساعدات هائلة لكييف بلغت قيمتها 175 مليار دولار، لكن الموقف الأميركي تغير جذريا بعد عودة ترامب إلى السلطة.

إعلان

ولا يرى ترامب أي مبرر لدفع هذا الثمن الباهظ لحماية أوكرانيا، ويفضل إنهاء الحرب فورا، وهو ما أدى إلى توتر بلغ ذروته خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض.

ويتابع الكاتب أن الأمر لا يقتصر على أوكرانيا، فقد أعلن ترامب تقليص مساهمة الولايات المتحدة في حلف الشمال الأطلسي (ناتو)، وأبدى شكوكا حول استمرار التحالفات العسكرية في جنوب شرق آسيا، كما انسحب من عديد من الاتفاقيات التجارية مع الحلفاء.

كما يشترط الرئيس الأميركي تغيير بنود الاتفاق مع كوريا الجنوبية للإبقاء على القوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية. وقد لوّح بفرض قيود على التجارة الثنائية مع كندا، بل ألمح إلى احتمال ضمها للولايات المتحدة.

"لن نحميكم"

واعتبر الكاتب أن سياسة ترامب تبعث برسالة واضحة إلى حلفاء واشنطن، مفادها أن "الولايات المتحدة لم تعد شبكة الأمان التي تحميكم.. استعدوا للاعتماد على أنفسكم".

ويرى الكاتب أن ترامب يتبنى في الشرق الأوسط نهجا مختلفا تماما، إذ ينتهج منذ ولايته الأولى سياسة "الأخيار ضد الأشرار"، التي تقوم على تعزيز علاقات واشنطن مع الدول التي تتفق مع سياسات الولايات المتحدة وتعارض إيران.

وحسب الكاتب، فإن "اتفاقيات أبراهام" -التي وُقعت في سبتمبر/أيلول 2020- مثلت تحولا جيوسياسيا كبيرا، وصمدت رغم كل التحديات، بما في ذلك حرب غزة، وأدت إلى تعاون غير مسبوق على المستوى الإقليمي.

ووفقا للكاتب، فإن الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة في اليمن، والتهديدات الأميركية المتصاعدة ضد إيران وحركة حماس، تؤكد أن ترامب يطبق في الشرق الأوسط سياسة الردع العسكري، في الوقت الذي يعمل فيه على تفكيك التحالفات في بقية أنحاء العالم.

الحرب العالمية الثالثة

ويتابع الكاتب أن العالم اقترب في السابق من حافة الحرب العالمية الثالثة، وتحديدا خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، حين كانت موسكو -عاصمة الاتحاد السوفياتي وقتها- تتمتع بنفوذ واسع في أوروبا وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا والشرق الأقصى والشرق الأوسط، لكن توازن ميزان الردع بين الكتلتين الغربية والشرقية منع وقوع الحرب.

إعلان

أما في الوقت الراهن، فإن الولايات المتحدة هي التي قد تمهد -حسب الكاتب- لاندلاع الحرب العالمية الثالثة، فرغم نجاح ترامب في تخفيف حدة التوتر في أوكرانيا وغزة، فإن إستراتيجيته القائمة على إضعاف حلفاء أميركا التقليديين قد تعود بنتائج كارثية.

وأكد الكاتب أنه من المفهوم أن يملّ الأميركيون من لعب دور "شرطي العالم"، لكن تخلي الولايات المتحدة عن مكانتها التي اكتسبتها من إستراتيجيات استمرت لعقود، قد يمنح "المعسكر المعادي للديمقراطية" الفرصة لتعزيز ترسانته العسكرية وتوحيد صفوفه ضد الغرب المتفكك.

وزاد موضحا: "وحين تندلع الحرب العالمية القادمة، ستجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة مرة أخرى لإنقاذ العالم، لكن لا أحد يضمن أنها ستنجح هذه المرة".

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي يدعو إلى النزول للشوارع لإسقاط نتنياهو.. الخراب قادم لا محالة
  • منكر الإبادة الجماعية.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهاجم رئيس الأركان
  • وزير إسرائيلي: محاكمة رئيس الشاباك واردة إذا تآمر على نتنياهو
  • وزير التراث الإسرائيلي: محاكمة رئيس الشاباك واردة إذا تآمر على نتنياهو
  • كاتب إسرائيلي يتحدث عن تهديد خفي وجهه ويتكوف إلى مصر
  • أول صدام علني بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش الجديد
  • كاتب إسرائيلي: ترامب على وشك أن يطلق حربا عالمية ثالثة
  • خبراء: تصعيد الحوثيين يخدم أهداف نتنياهو في المنطقة .. واستهداف الحوثيين لإسرائيل جاء بتوجيهات ايرانية
  • الجيش الأوغندي يقترب من الحدود السودانية.. هل يريد ابن موسيفيني تنفيذ تهديده.. رئيس حزب التحالف الديمقراطي يحذر