دفاتر الخير.. تقليد عثماني يعود في رمضان لشطب ديون المحتاجين سرا
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
تُعد عادة شراء "دفاتر الدين" أو "الذمم" من المحال التجارية والبقالين وسداد الديون عن المحتاجين دون علمهم، من التقاليد العثمانية العريقة التي يُعاد إحياؤها خلال شهر رمضان المبارك.
وتُعرف هذه العادة أيضا باسم "دفتر الخير"، وهي مبادرة إنسانية تعبّر عن روح التكافل والتراحم، حيث يُبادر أهل الخير إلى تسديد ما على الفقراء من ديون بشكل سري، مما يخفف عنهم الأعباء المالية في هذا الشهر الفضيل.
كان الأثرياء وأهل الخير يتوجّهون إلى المتاجر أو البقالين في الأحياء الفقيرة، ممن يبيعون بالدَّين، ويطلبون الاطلاع على "دفاتر الديون" التي تُسجَّل فيها أسماء المدينين. بعد ذلك، يقومون بدفع المبالغ المستحقة -سواء بالكامل أو جزئيا- ثم يطلبون من صاحب المتجر تمزيق الصفحات المتعلقة بتلك الديون، دون كشف هوية من سددها للمدينين، حفاظا على كرامتهم.
الهدف من العادةتُجسّد هذه العادة روح التكافل الاجتماعي التي كانت سائدة في الدولة العثمانية، حيث كان الأثرياء يمدّون يد العون للفقراء في الخفاء، بعيدا عن المَنّ أو الإحراج. وكان الهدف منها التخفيف من الأعباء المالية على المحتاجين، لا سيما في شهر رمضان، شهر الرحمة والعطاء.
إحياء التقليد اليومفي تركيا اليوم، يحرص كثير من المواطنين على إحياء هذا التقليد العثماني خلال شهر رمضان، فيما يُعرف باسم "شطب دفتر الذمم" أو "دفتر الديون"، حيث يُبادر أهل الخير إلى تسديد ديون الأسر الفقيرة المُسجّلة في دفاتر المحلات التجارية، استمرارا لنهج العطاء الذي يُميز هذا الشهر الفضيل.
إعلان البلدان العربيةتُحيي بعض المجتمعات الإسلامية هذه العادة إلى اليوم، وإن كان بأساليب حديثة مثل التبرع لصناديق خاصة لسداد ديون المحتاجين.
ولا يزال المجتمع السوري يحتفظ بتقاليد رمضانية راسخة تُجسّد قيم التكافل والتضامن، حيث تتنوع المبادرات الخيرية التي تهدف إلى دعم الأسر المحتاجة. من أبرز هذه المبادرات توزيع المساعدات الغذائية والمالية، وتنظيم موائد الرحمن التي تقدم وجبات الإفطار للصائمين من ذوي الدخل المحدود.
كما يُبادر بعض التجار وأصحاب المحلات إلى تسهيل الأمور المالية على زبائنهم خلال الشهر الكريم، إما بتأجيل سداد الديون أو تقديم خصومات خاصة، في مشهد يعكس روح التعاون والمساندة المتجذّرة في الثقافة السورية.
وتشهد بلدان عربية أخرى تقاليد مشابهة خلال رمضان، تُعبّر عن القيم الإنسانية ذاتها. ففي الأردن، على سبيل المثال، أطلق بعض التجار مبادرات فردية لافتة، تمثلت في حرق دفاتر الديون والتنازل عنها، مما شكّل بادرة تعاطف وتخفيف حقيقي للأعباء المعيشية عن المدينين.
كما تنتشر في مختلف الدول العربية أنشطة خيرية كبرى، تشمل توزيع المواد الغذائية، وتقديم الدعم المالي، وتنظيم موائد الإفطار الجماعي، مما يُعزز مشاعر التضامن والوحدة المجتمعية في هذا الشهر المبارك.
وفي لفتة إنسانية مؤثرة، قام المواطن الأردني محمد طبنجة بحرق دفاتر الديون المستحقة له على زبائنه، والتي قُدرت بنحو 30 ألف دينار أردني، في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغوط المالية عن المدينين خلال رمضان، وتشجيع الآخرين على الاقتداء بروح التسامح والعطاء.
بهدف تشجيع إسقاط الديون.. أردني يحرق دفاتر الديون ويسقطها عن المتعثرين#الجزيرة_مباشر #الأردن pic.twitter.com/QhCblGUYhn
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 15, 2025
هذا العمل النبيل لاقى استحسانا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد العديد من المستخدمين بمبادرة السيد طبنجة ودعوا إلى تعزيز مثل هذه القيم الإنسانية في المجتمع.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نائبًا عن محافظ قنا.. السكرتير العام يشارك في حفل الإفطار الجماعي لمؤسسة مصر الخير
شارك اللواء حسام حمودة، السكرتير العام لمحافظة قنا، نيابة عن الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، في حفل الإفطار الجماعي الذي نظمته مؤسسة "مصر الخير" لعمال مجلس مدينة قنا، ومديرية التربية والتعليم، وهيئة الآثار، وذلك تحت رعاية محافظ قنا.
حضر الحفل الدكتور خالد عمران محمد، مدير مؤسسة "مصر الخير" بمحافظات قنا والأقصر والبحر الأحمر، إلى جانب مجدي حسن حسين، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، وهاني عنتر، وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا، ومحمد حلمي، رئيس مركز ومدينة قنا.
ومن جانبه أعرب اللواء حسام حمودة في كلمته عن تقديره للجهود المتميزة التي تبذلها مؤسسة "مصر الخير" بالتنسيق مع القطاعات التنفيذية بالمحافظة، مشيدًا بدورها البارز في تقديم الخدمات للمواطنين.
وأوضح أن هذه الفعاليات تأتي ضمن حملة "إفطار صائم"، التي تنظمها المؤسسة للعام الثالث عشر على التوالي، بهدف تعزيز قيم التكافل الاجتماعي ودعم الفئات الأكثر احتياجًا، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك.
و أكد الدكتور خالد عمران أن مؤسسة "مصر الخير" مستمرة في تنفيذ برامجها التنموية والإنسانية، بما يتوافق مع رؤية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن المؤسسة تعمل على دعم الأسر الأكثر احتياجًا بمحافظة قنا، من خلال إنتاج وتوزيع 2650 وجبة إفطار و1400 وجبة سحور يوميًا، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية القاعدية، لضمان وصول الدعم الغذائي إلى مستحقيه.
و اختُتم الحفل وسط أجواء رمضانية مميزة تحمل قيم المحبة والتكافل، حيث أعرب الحضور عن امتنانهم للجهود المبذولة لتعزيز التعاون بين أفراد المجتمع.